استمر في عبادتك بحماس في شهر رمضان كما بدأتها بحماس ياعبد الله
إذاحل شهر رمضان المبارك ، برز الناس بحماس منقطع النظير في أداء عباداتهم ، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تعظيم شهررمضان عند الأمة الإسلامية ، فتمتلئ المساجد بالمصلين حتى من الصبيان تقليدا لآبائهم ، وتتم المواظبة على حضور صلاة التراويح ، ويزيد معه الحماس في حضور دروس الوعظ والإرشاد ، ويتصف الناس بإمساك ألسنتهم وإشغالها بالذكر ، كما يظهر جانب التصدق والجود عند الكثيرين وهذا هو المطلوب من المؤمنين في هذه المحطة الإيمانية المباركة . يستمر هذا عند الكثيرين في العشر الأولى من هذا الشهر المبارك ولكنه مع الأسف سرعان ما يصيب أغلبية كبرى فتوروتراخ وانصراف إلى الأمور الدنيوية على الرغم من أن الوقت كاف لفعل كل شيء ، فلماذا يتم اقتطاع زمن العبادة ؟ والأسباب الكامنة وراء هذا العمل الذميم عدم الاتصاف بالصبر الذي هو حبس ومنع النفس عن اتباع هواها ، فالعلماء الأجلاء قسموا الصبر إلى ثلاث :
– صبرعلى المأمور: وهو أن يصبر المؤمن على أداء كل ما أمر به الحق عز وجل ، اجتناب النواهي وتطبيق الأوامر، ويشمل ذلك العبادات والمعاملات ،ونمثل في مجال العبادات بالحرص على الصلاة في وقتها ومع الجماعة ،
– صبرعلى المحضور: الابتعاد على ماحرم الله عز وجل ، فلما كانت الزنا حرام وجب على المؤمن عدم إتيانها وإن توفرت ظروفها والنموذج نبي الله يوسف عليه السلام .
– صبر على المقدور: وهوالرضى بما قدره الله على عبده من متاعب ومصائب كموت قريب أو مرض ، أو ابتلاء كيفما كان والمثال سيدنا أيوب وقد قدر العلماء مدة مرضه ب 18 سنة ومع ذلك ظل لسانه ذاكرا لله وقلبه شاكرا لمولاه .
فالمطلوب إذن الصبر والمكابدة على العبادة في رمضان وفي سائر شهور السنة وعدم الانصراف عنها حتى يكتب المؤمن مع العتقاء من النار .
ومن أسباب الفتور أيضا الصحبة الذميمة فعلى المؤمن أن يصاحب من يذكره بالله وبالعمل لله ويبتعد عن شياطين الإنس الذين يوقعونه في المهالك والموبقات .
وعلى المؤمن التزام الذكر والقيام بالأعمال الصالحات حتى يزيد الإيمان ولاينقص .
تذكر الموت في كل حين لقوله عليه الصلاة والسلام : (اذكروا هادم اللذات )
فيعمل المؤمن لدنياه كأنه يعيش أبدا ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا .
Aucun commentaire