دور تحفيظ القرآن الكريم ورعاية الله
هل كلفت نفسك يوما أيها المؤمن لتتساءل كيف حفظ الإمام الذي تصلي خلفه القرآن الكريم ؟ كيف يتم الحفظ في دور القرآن ؟ من يمول حاجات الحفظة ؟ كيف يتم التسييرفي هذه المؤسسات ؟ هل في راتبك نصيب لهذه المؤسسات خدمة لهذا الدين وطلبا لثواب الله ؟ أم أنت في غفلة من أمرك ، همك الأكل والشرب وفواتير الماء والكهرباء والهاتف الثابت والنقال وغير ذلك من مشاغل الحياة كثير ؟ هلا فكرت يوما أن يكون أحد أبنائك من حملة القرآن الكريم ؟ هل فكرت يوما أن حامل القرآن في صدره كلام الله وحق على الناس احترامه وتقديره وعلى الدولة أن تلتفت إليه ؟ فما الذي قدمت لهذا الدين إذن ؟
تكفيك التفاتة إلى السيرة النبوية وإلى سيرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، لتعلم أن سلفنا الصالح أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبوا القرآن الكريم فكانوا يتلقفون ما ينزل منه ويفهمونه ويحفظونه وأحبوا هذا الدين وافتدوه بأرواحهم وأموالهم ، فحرصوا على الشهادة ابتغاء مرضاة الله تعالى وجناته ، وهذا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما يتسابقان في دفع المال لسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام خدمة للدين ، فيدفع أبوبكر الصديق كل ماله ويدفع عمر بن الخطاب نصف ماله ، إنه ليس المطلوب منا نحن الآن تجهيز جيش ولا الوقوف في ساحة حرب فقد كفانا الرعيل الأول هذا ، وليس المطلوب دفع كل المال ولا نصف المال ، بل المطلوب تخصيص قدر قل أوكثر من مالنا على اختلاف مهننا ووظائفنا لنصرة هذا الدين في مختلف مجالاته ، وقد جئنا اليوم بالمساهمة في تحفيظ القرآن كمثال على خدمة هذا الدين ، لأن القرآن الكريم أهم ما في حياة المؤمن ، وهناك جنود الخفاء ، أحباء الله ، المحسنون الذين يساهمون في بناء دور القرآن وفي الإنفاق على مرتاديها من الطلبة الحفظة ، ومن هنا ندعو الجميع إلى أن أداء الصلوات في المسجد ينبغي الحرص معها والانتباه إلى خدمة هذا الدين بالمال والوقت اقتداء بسيد المرسلين وبصحابته الكرام ولتكن سببا في حفظ الطلبة لكتاب الله ، وهو القائل عز وجل ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) واعلم أن الله يختار من عباده جنودا يسخرهم لخدمة دينه نسأله جل وعلا أن يجعلنا منهم
Aucun commentaire