Home»Enseignement»لن يصلح التعليم ….في ظل تراجع القيم والأخلاق النبيلة…..

لن يصلح التعليم ….في ظل تراجع القيم والأخلاق النبيلة…..

0
Shares
PinterestGoogle+

ربما يسبب لي لساني وقلمي , الكثير من المضايقات ومن أعلى المستويات . لكن الله يعلم أنني لا أسعى الى المس بكرامة أحد , ولا النيل من أحد. كل ما يحرك عواطفي ومشاعري بين الفينة والأخرى غيرتي كغيرة الكثيرين من الغيورين على مسار تعليمنا ومصيره الذي يزداد سوءا وتدهورا وتراجعا.

 حقيقة نحن في وقت الامتحانات , وقد يعتبر هذا المقال خارج السياقات. لكنني اخترته في هذا الوقت, لما قرأت تعليقا على مقال كتبته أنصح التلاميذ حول كيفية التعامل مع ورقة الامتحان, ليجيبني أحد القراء الكرام بأسلوب الى حد ما محبط. مما دفعني الى محاولة معاجلة قدر الإمكان لهذه الوضعية المتأزمة التي نعيشها من شعور عام متشائم وجو غائم وتعليم عائم.

  ولعل ما يقدمه كل وزير ويفصله كل مسئول لم يقدم جرعات كافية قادرة على لم الألم وتضميد الجرح ,كون الحروق تزداد والعدوى تتفاقم . يا ترى :

   – من تسبب في كل هذا التردي؟

إن التردي والتراجع لا يعود الى سبب محدد ولا الى فئة بعينها. فقد يحاول البعض إلصاق التهم برجل التعليم . أقول لهم وكيف نفسر نفس رجل التعليم الذي تخرجت على أيديه أجيال هو من ينعت في التخلي عن سمو المهام؟….وقد يقول البعض المعضلة في البرامج والمنهاج. أقول لهم , كيف تخرجت أجيال من عباقرة عظام تمد رسوا بكتاب واحد للعربية وآخر للفرنسية؟ وقد يقول البعض أن  المعضلة في تلاميذ عازفين عن الدراسة وغير راغبين في الحراسة . أقول لهم ,أليسوا أبناءنا وفصيلة تكويننا وتربيتنا؟….. إذن وأين يكمن الخلل؟

    إنني أتذكر نائبا للتعليم من خيرة النواب السابقين , إنه السيد محمد السباعي نائب التعليم بوجدة سابقا,عندما قال في احد اللقاءات : » استعدوا لتقبل توجهات وانفتاح على عولمة تفرض عليكم فتح الأبواب على مصراعيها,لا بد من الاستعداد لتقبلها والتأقلم معها ». ولكم أن تتصوروا أن ما يحدث في العالم الغربي من انحطاط للقيم ,ينتقل إلينا تدريجيا,دون أن يجدنا مسلحين مخلقين مطمئنين الى ديننا وتقاليدنا وأعرافنا….بل يجدنا لقمة صائغة وكباشا ضائعة يمرر لنا بقاياه الفاسدة ونفاياه النافذة. إنه يرمي بنا الى الهاوية بفضل صادراته لرذائله التي لقيت منا كل الترحاب في غياب إستراتيجية تعتمد التسلح بالقيم السامية والأخلاق النامية.

 ولي ببعض نفاياتهم ومنها :

– الاختلاط وما سببه في مؤسساتنا من ميوعة وتراجع للتنافسية….

– منع العقاب البدني وما خلفه من قلة الاحترام وتزايد للاحتدام.

– التقليد الأعمى للباسهم , وما ساهم فيه من عري ولباس يشبه الفتى بالفتاة والعكس بالعكس.

– تطوير التكنولوجيا في مجال المعلوميات وما خلفت من انتشار ظواهر مشينة الكل بعلمها.

– تضخيم صورة المرأة زيادة عن اللزوم , لمحاربة القيم الإسلامية التي تكرمها ولكن في إطار الحفاظ على أنوثتها,لا المس بكرامتها. وما خلف من تزايد دور المرأة التي تتحكم في البيت وتعطي خاصة الفتاة حرية التصرف وفق ما يحلو لها, في غياب أب جرد من أبوته.

– التبرير بما يسمى حقوق الإنسان لترك العنان للحريات التي تحولت الى جرائم وسرقات وانحرافات.

  فقد يكون هذا التلميذ يعيش هذا الجو من التسيب والفوضى والحريات المقصود بها تغييبه وإشغاله بالملهيات والمغريات لتفادي المطالبات.إلا أن الكثير من العوامل الداخلية زادت من انحطاط القيم وتراجع الهمم,ومنها:

  – غياب السلطات المحلية والمنتخبة عن مجالات التعليم ,واعتباره مجالا غير مربح وغير نافع.

 – تراجع سلطة الأستاذ والمدير ونائب التعليم ,بدعوى الانفتاح والشراكة والإشراك . والحقيقة أن الغرض من ذلك تفريغهم من صلاحياتهم لترك العنان للتسيب والفوضى.

 – السماح لكل أنواع المخدرات بالترويج قرب مؤسساتنا بل أحيانا داخلها.والترخيص للمقاهي بفتح أبوابها قرب مؤسساتنا وما تسببه من نشر للمخدرات والرذائل والموبقات.

 – انتشار الرشوة داخل إداراتنا الحكومية عامة وما خلقته من عدم التكافؤ في فرص الشغل.

 – ظاهرة المحسوبية في التشغيل باعتماد القرابات  والزبونية والحسابات ,وما خلفت من إحباط عام .

 – انتشار ظاهرة العنف في غياب مقاربة أمنية وقائية ,بل الى درجة البحث عن النيل من رجل التعليم كلما سنحت لهم الفرصة بذلك.

 – اعتماد إصلاحات فوقية لا تعتمد الإشراك الحقيقي للمعنيين الفعليين من ذوي الميدان.والبحث عن مخارج للصرف ,أكثر ما هي مقاربات لتحقيق النتائج.

 – التركيز في الإصلاحات على الجوانب المادية ,وإغفال الجوانب التربوية كلية.

  هذا نذر يسير من كيل وفير لتراكمات أغرقتنا في الويلات,وضاقت بنا الممرات وغابت عنا المبادرات….فانتشرت بيننا المحبطات …..

                                                           فأين هي المنتظرات؟؟؟؟؟؟؟

    

 

   

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *