الحكومة والفساد ,اللص والشيطان
المرارة كل المرارة حين يغتصب الحق والعيون مفتوحة ,والاشد مرارة حين تعلن الحكومة نفسها عن حجم الفساد الذي
عم البلاد والعباد و كذا مختلف تجلياته ومظاهره وارقامه دون ادنى تحرك نحو استئصاله وهي التي وعدت بذالك وزكاها
الشعب ,فتزيد وتكبر الغصة في حلق المواطن الذي يعيش على الكفاف او ادناه وقد كان امله ان يحاسب المفسدين ويسترجع
. حقوقه المسلوبة
… طلعت علينا الحكومة بجملة من المعطيات شملت جل القطاعات وهي في غالبها عبارة عن اخبار النهب والفساد والمحسوبية
وهي معطيات مست الشعب المغربي في الصميم الى درجة الاعتقاد ان هذا الكشف بداية لاستئصال الفساد ليخبوهذا الاعتقاد
تدريجيا بالانتقال من ملف للفساد الى اخر دون الحسم في اي منها دون ان يفهم الشعب المغربي لماذا تقبر الملفات بهذا الشكل
بعد ان كشفت وتعرت ,فقد طلعت علينا الحكومة باسماء ذوي الحظوة ممن استفادوا من رخص النقل بشتى انواعه وما صاحب ذلك من
جععة وقلقلة اضاعت الكثير من الوقت دون جدوى كما عدت لنا عدد الموظفين الاشباح دون ان تحرك ساكنا بل عفوا فقد انهالت في
مقابل ذلك على ابناءالشعب الذين طالبوا بالشغل بالهروات والعصي,بالاضافة الى ما كشف عنه تقرير المجلس الاعلى للحسابات من
خروقات مست كل القطاعات العمومية ووصلت هذه الخروقات حد نهب المليارات بل وتهريبها الى الخارج
ان عمل الحكومة اشبه واقرب ما يكون بقصة مثل اللص والشيطان فقد روي ان ناسكا اصاب من رجل بقرة فانطلق بها الى منزله
فعرض له لص اراد سرقة البقرة وشيطان اراد سلب واختطاف الانسان نفسه ,فقال الشيطان للانسان من انت قال انا اللص اريد سرقة
البقرة وانت من تكون قال انا الشيطان اريد اختطاف الانسان ،فلما وصل الناسك الدار وربط بقرته في ركن الدار وتعشى ونام اقبل
اللص والشيطان ياتمران واختلفا على من يبدا اولا ،فقال الشيطان ان بدات ربما استفاق فدعني اخذه وشانك وما تريد ،وقال اللص ربما
استفاق وانت تحاول خطفه فدعني اخذ البقرة وشانك وماتريد ،قال الشيطان رويدا حتى يستغرق الناس في النوم فنظفر بهما جميعا ،فلم
يزالا على المجادلة هكذا حتى نادى اللص ايها الناسك انتبه فهذا الشيطان يريد اختطافك ،ونادى الشيطان هذا لص يريد سرقة بقرتك
فانتبه الناسك وانتبه الجيران فهرب الخبيثان.والفرق الوحيد بين قصة المثل وواقع السياسة المغربية انه في القصة فرار لرمز الفساد اللص
والشيطان بمجرد ان انكشف امرهما بينما قلعة الفساد لا زالت محصنة في هذا الوطن العزيز رغم كشفها وتعريتها
Aucun commentaire