ألا تعني هجرة مليون يهودي مغربي تهجير مليون فلسطيني يا قناة دوزيم ؟
ألا تعني هجرة مليون يهودي مغربي تهجير مليون فلسطيني يا قناة دوزيم ؟
محمد شركي
دأبت قناة دوزيم المغربية التي ظل الشعب يدعمها رغم أنفه لعقود من السنين عن طريق تمرير ضريبتها الشهرية عبر فواتير الكهرباء على المساس بمشاعره المختلفة خصوصا الدينية من خلال ما تقدمه من برامج وربورطاجات مسيئة لهذه المشاعر. وآخر ما قدمته هذه القناة ربورطاجا من الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعلق بما سمي اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة على حساب الأهالي الفلسطينيين الذين أخرجوا من ديارهم وهجروا منها بالقوة. ولم تراع هذه القناة مشاعر المغاربة الدينية والقومية ، وهي تقدم هذا الربورطاج لتعلن فيه أن عدد اليهود المغاربة الذين رحلوا إلى الأراضي الفلسطينية يتجاوز المليون شخص ، علما بأن هذا العدد من اليهود المغاربة المهاجرين كان سببا في مأساة ما يزيد عن مليون فلسطيني طرد من وطنه من أجل توفير الإقامة لليهود المغاربة . ومن المعلوم أن المغرب عبر تاريخه الطويل لم تخرج معاملته لليهود عن إطارها الديني والشرعي حيث كانوا يعيشون فيه كأهل ذمة . وقد أذمهم المغرب أي أجارهم ، وأخذهم تحت حمايته ، وأعطاهم العهد والأمان والضمان والكنف والجوار على أرواحهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم . وسموا أهل الذمة أي الحرمة ، وهي ما يجب القيام به من حقوق يحرم التفريط فيها شرعا ولا يحل انتهاكها ،لأنها من حرمة الله عز وجل الذي شرع الذمة لأهل الكتاب في المجتمع الإسلامي مقابل جزية وهي مال يجزىء عن أهل الذمة ويكفيهم ، فلا يطالبون بما يطالب به المسلمون بما في ذلك القتال لدفع العدوان . فإذا كان هذا هو شأن المغرب مع اليهود الذين عاشوا في كنفه لقرون طويلة ، واستفادوا من تسامحه الديني ، فما هو رد الجميل لهؤلاء اليهود ؟ إنهم تركوا المغرب وهاجروا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة استجابة للحركة الصهيونية العنصرية التي أعلنت الحرب على العالم العربي والإسلامي بما فيه المغرب .
ولم يكن هنالك من داع يحملهم على الهجرة لأنهم كانوا يعاملون معاملة شرعية حسنة بشهادة المنصفين منهم .وإن اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى الأراضي الفلسطينية قد أخلوا بعهد الذمة ، وخانوه ، لأن الأصل في عهد الذمة أن يرعى كل طرف فيه حرمة الآخر ، وهو ما لا يجوز انتهاكه . فاليهود المغاربة المهاجرون إلى أرض فلسطين انتهكوا حرمة المسلمين حيث حلوا محل الفلسطينيين المسلمين الذين أخرجوا من ديارهم بالقوة . فهل هذا هو جزاء احتضان المغاربة المسلمين لليهود لقرون طويلة ؟ ألا يجدر بهؤلاء اليهود المغاربة بعدما تأكدوا من عنصرية وعدوانية من أغراهم بالهجرة إلى فلسطين أن يعودوا من حيث جاءوا ، ويطالبوا بعودة من هجروا من أصحاب الأرض الأصليين لو كانوا حقيقة يرعون عهد المغرب ؟ إن ربورطاج قناة دوزيم جاء لذر الملح على جروح المغاربة الدامية ، وهي تنقل لهم سيطرة اليهود الذين هاجروا من المغرب على وطن الإخوة الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات الشتات معيشة ضنكا مقابل ما يرفل فيه اليهود المغاربة من نعمة أساسها ممتلكات الفلسطينيين المطرودين من أرضهم . فعوض أن تقدم قناة دوزيم اليهود المغاربة على أنهم أهل خيانة للعهد والميثاق ، وأنهم قد صنعوا رفاهيتهم وسعادتهم فوق الأرض الفلسطينية على حساب شقاوة الشعب الفلسطيني المطرود بالقوة من وطنه ، فإنها قدمتهم على أساس أنهم يرعون العهد مع المغرب من خلال لقطات إشهارية سخيفة وكاذبة تستهدف الإساءة إلى سمعة المغرب مع الأشقاء الفلسطينيين ، والأشقاء العرب والمسلمين .
فالمغرب لا يخجل من أنه تعامل مع اليهود معاملة شرعية قوامها ضمان الذمة للذميين من أهل الكتاب كما أمر الله عز وجل ، إلا أن المغرب حكومة وشعبا لا يرضيه أن تكون هجرة اليهود الذين أعطاهم الذمة على حساب كرامة الشعب الفلسطيني . فعلى قناة الدوزيم أن تقلع عن تناول القضايا المستفزة لمشاعر المغاربة دينيا وسياسيا وقوميا . وعلى الحكومة الحالية المحسوبة على الإسلام أن تضبط مجال الإعلام خصوصا في هذه القناة التي لا زالت كما كانت من قبل لا تحترم مشاعر المغاربة في العديد من برامجها خصوصا المشاعر الدينية والأخلاقية .
Aucun commentaire