قمة ـ بضم القاف ـ عربية في بغداد
قمة ـ بضم القاف ـ عربية في بغداد
محمد شركي
كان من المفروض ألا يعقد مؤتمر عربي في بلد محتل حتى يرحل عنه آخر جندي من جنود الاحتلال ، لأن البلد المحتل يكون مدنسا بالاحتلال ، وحكمه حكم المزبلة . وما سمي قمة ـ بكسر القاف ـ عربية في بغداد لا يعدو مجرد قمة ـ بضم القاف ـ والقمة ـ بضم القاف ـ هي المزبلة ، وهي من فعل قم يقم قما إذا كنس ، أو جمع الزبالة . وبالفعل العراق لا زال مزبلة بسبب وجود الاحتلال الأمريكي المدنس ، وهو كذلك لوجود زبالة الرافضة الذين جاءوا على ظهور دبابات العدو ، وهم من سلالة الخائن ابن العلقمي الذي جلب الخراب والدمار للعراق في الماضي. وكان على الدول العربية أن ترفض الاجتماع في بلد محتل لأن ذلك يعني إضفاء المشروعية على الاحتلال ، وعلى حكومة نصبها الاحتلال ، ولكن مع شديد الأسف وبالغ الأسى ليس الأمر بيد الدول العربية ، وهو أمر أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية حينما سئل عن دور القمة في ردع الكيان الصهيوني ، فأجاب إن ذلك خارج إرادة الدول العربية . قالها وقد قم شاربه ، وقم الشارب هو استئصاله تشبيها بالكنس . ولقد وقف إلى جانبه في منصة المؤتمر الصحفي وزير الخارجية العراقي بل العلقمي ، ولا شارب له أصلا ، ولا يقم شارب هو قمامة في الأصل ، وقف يتنافس مع الأمين العام للجامعة على الكلمة ، تماما كما تتهارش الكلاب على العظام من أجل اللقطات الإشهارية البخسة في قمة ـ بضم القاف ـ عربية .و بدا الوزير العلقمي منتشيا بانعقاد القمة ـ بضم القاف ـ في بلده ، واعتبرها نجاحا منقطع النظير ،لأن الدول العربية بحضورها لقاء العراق أضفت الشرعية على احتلاله ، وعلى من نصبهم الاحتلال من خونة . ولما سئل الأمين العام لجامعة الدول العربية عن دور القمة ـ بضم القاف دائما ـ في نصرة الشعب السوري قال إن الأمر لم يعد بيد العرب، بل بيد مجلس الأمن .
ومعلوم أن الأمر الذي صار إلى مجلس الأمن كان مآله الفيتو الروسي الصيني الذي أطلق يد النظام النصيري الرافضي الحاقد في دماء الشعب السوري. وكيف ينتظر الشعب السوري من قمة ـ بضم القاف ـ بغداد النصرة وعناصر الميلشيات العراقية الرافضية ، القوات الإيرانية ، وعصابات حزب الشيطان اللبنانية تقتل الشعب السوري إلى جانب الجيش والشبيحة ؟ وكيف ينتظر الشعب السوري النصرة من عرب أوكلوا أمره لمجلس الأمن حيث يقرر مصيره أصحاب الفيتو ؟ وفي الوقت الذي كان الأمين العام لجامعة الدول العربية يتهارش على تناول الكلمة أمام الصحفيين في قاعة المؤتمر الصحفي مع الوزير العلقمي كان عمامة السوء الخامنىء يهدد بأنه سيقف مع الرئيس السوري إذا ما هوجم من قبل جهة ما . فكيف ينتظر الشعب السوري النصرة من عراق الحكم فيه بيد سلالة ابن العلقمي ، وجيوش الدولة الصفوية الإيرانية تقتسم مع قوات المارينز الأمريكية احتلال العراق ، وكتائب الرافضة العراقية والإيرانية واللبنانية تقتل أبناء الشعب السوري جنبا إلى جنب مع القوات والشبيحة النصيرية ؟ وأخيرا أكرر إن ما حصل في بغداد عبارة عن قمة ـ بضم القاف ـ وأن الذين حضروا هذا اللقاء هم في حكم الذين قموا شواربهم ، ومعلوم أن قم الشارب في الثقافة العربية له دلالة واحدة ، وهي الرضا بالذل والهوان . والشعب السوري معتمد على الله عز وجل ، وهو نعم المولى ونعم النصير ، كما يعول على نصرة الشعوب ، وقد نفض يده من كل الأنظمة العربية .
Aucun commentaire