واشنطن على خطى باريس في حل قضية الصحراء الغربية

المصدر: أنيس رحماني

2005-08-20

أظهرت الوساطة الجديدة التي تقوم بها واشنطن بين الجزائر والمغرب على خلفية النزاع في الصحراء الغربية أن الولايات المتحدة الأمريكية تفضل نفس الطرح الفرنسي في التعامل مع الملف، وذكر السيد ريتشارد لوغار، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة تيطوان، حسب ما نسبت له وكالة الأنباء الفرنسية، أنه  »لا المغرب ولا الجزائر اقترحوا مبادرات جديدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية »، معبّرا عن أمله في أن يساهم الوضع الجديد في  »فتح الباب أمام مفاوضات بين البلدين الجزائر والمغرب في إطار هيئة الأمم المتحدة »· وكشف المتحدث أنه أبلغ الملك محمد السادس رغبة واشنطن في أن تكون عملية تحرير الأسرى المغاربة  »مناسبة ملائمة لبعث الحوار بين المغرب والجزائر بهدف إيجاد حل للنزاع »· وتجنب المسؤول الأمريكي الإشارة إلى التوصيات الأممية التي يتهرّب منها المغرب ضمن المبادرات التي رسمها الدبلوماسي المخضرم جيمس بيكر، المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية

·

وفي حين ذكرت وكالة  »رويترز » أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي دعا الجزائر والمغرب إلى  »محادثات برعاية الأمم المتحدة بشأن النزاع على الصحراء الغربية »، مشيرا إلى أن الإفراج عن الأسرى المغاربة  »أعطى زخما جديدا للجهود الرامية إلى حل النزاع »· وذكرت وكالة الأنباء المغربية من جهتها أن المتحدث عبّر أيضا عن أمله في أن يتخذ البلدان معا مبادرات بهدف إعادة فتح الحدود البرية المغلقة منذ سنة 1994، علما أن وزير الخارجية السابق عبد العزيز بلخادم كان رهن قبل شهرين فتح الحدود بعودة المغرب إلى احترام الشرعية الدولية

·

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي، السيد ريتشارد لوغر، قد صرح بعد لقائه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن دعم واشنطن  »تسوية سياسية للنزاع حول الصحراء الغربية في إطار هيئة الأمم المتحدة »، لكنه شدد على أهمية أن يسبق ذلك  »تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب لخلق مناخ إيجابي يكفل تسوية النزاع في الصحراء الغربية

 »·

وزار المسؤول الأمريكي الجزائر ومخيّمات اللاجئين الصحراويين بتندوف ثم المغرب بطلب من الرئيس جورج ولكر بوش رفقة وفد أمريكي هام يضم الجنرال جان جونس قائد القوات الأمريكية في أوروبا والقائد الأعلى لقوات التحالف بأوروبا في إطار مبادرة وساطة أمريكية أثمرت في المرحلة الأولى باستكمال تحرير الدفعة الـ16 من الأسرى المغاربة وعددهم 404 أسير اعتقل بعضهم قبل عشرين عاما

·

ورحب الرئيس جورج بوش بالخطوة التي قامت بها جبهة بوليزاريو، وقالت مساعدة الناطق باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، في بيان، حصلت  »الخبر » على نسخة منه، أن الإفراج عن الأسرى المغاربة  »هو ثمرة الجهود الدبلوماسية غير المعلنة ولكن الكثيفة من جانب الولايات المتحدة والمغرب والجزائر »، ورأت أنه أمكن تحقيق هذا  »الانتصار الإنساني » بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووزارة الدفاع الأمريكية التي أمّنت الطائرات لنقل السجناء إلى الأراضي المغربية· وأثنى كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة، على قرار الإفراج عن الأسرى المغاربة، وقال ستيفان دوجاريك، كبير المتحدثين باسمه، إنه يأمل أن  »يخدم في تعزيز العلاقات بين الأطراف ويسهم في التغلب على المأزق السياسي الراهن

 »·

عن جريدة الخبر الجزائرية

عن جريدة الخبر الجزائرية