لا يناصب الإسلام العداء إلا جاهل به أو حاقد عليه
من الكلام المشهور في الثقافة العربية قولهم » من جهل شيئا عاداه » فالجهل بطبيعته يحجب صاحبه عن الوصول إلى الحقائق. وأبشع جهل النوع المركب الذي لا يدرك صاحبه إصابته بدائه العضال الذي لا ينفع معه دواء. وظاهرة مناصبة الإسلام العداء منتشرة في الغرب العلماني ، وعداؤها يصل أحيانا إلى عمق المجتمعات الإسلامية من خلال حاملي فيروس العلمانية المحسوبين على الإسلام والذين إما زرعوا في العمق الإسلامي عن قصد و سبق إصرار من خلال حيل شعار التبادل الثقافي والانفتاح على الحضارة الإنسانية أو وقعوا في فخ ما يسمى الاستلاب. والذين يعادون الإسلام ليسوا سواء من حيث خلفيات عدائهم وإن كانوا سواء في هدفهم الموحد وهو العداء لهذا الدين . فالغرب العلماني عبارة عن أنظمة تعادي الإسلام لأنه ينافس علمانيتها في قيادة العالم ، كما أنها عبارة عن شعوب تصنف إلى ثلاثة أصناف : صنف تنطلي عليه حيل أنظمته فيتابعها في عداوتها للإسلام منساقا ، وهو لا يعرف عنه شيئا خلاف أنظمته التي تعرف عن الإسلام كل شيء عن طريق المتخصصين في دراسته ولكنه لا تنشر ولا تكشف لهذا الصنف من شعوبها إلا عما يخدم أطروحات عدائها للإسلام . وصنف عقيدته العلمانية ، وهو لا يكلف نفسه مجرد معرفة البدائل عنها ، وهذا عيب يلازمه لأنه يدعي أن علمانيته تبوؤه أرقى مكانة علمية إلا أنه عاجز عن معرفة ما سوى العلمانية ، وهذا هو الجهل المركب الذي تسببه له علمانيته المتعالية التي تحول دونه ودون معرفة البدائل المتاحة والتعرف عليها بتجرد وموضوعية وحيادية .
وصنف ثالث متحرر من طابو العلمانية اطلع على الإسلام فعرف الحقيقة ، ولم يقف لا في خانة الحاقدين عليه ولا في خانة الجاهلين به . أما حال غير الغربيين من أنظمة في بلاد العروبة والإسلام أو من شعوب فهم مجرد مقلدين للغربيين يجترون ما يفد عليهم من الغرب إما عن وعي كما هو شأن الأنظمة التي تحافظ على وجودها من خلال مجاراة الأنظمة الغربية في عدائها للإسلام
وصنف ثالث متحرر من طابو العلمانية اطلع على الإسلام فعرف الحقيقة ، ولم يقف لا في خانة الحاقدين عليه ولا في خانة الجاهلين به . أما حال غير الغربيين من أنظمة في بلاد العروبة والإسلام أو من شعوب فهم مجرد مقلدين للغربيين يجترون ما يفد عليهم من الغرب إما عن وعي كما هو شأن الأنظمة التي تحافظ على وجودها من خلال مجاراة الأنظمة الغربية في عدائها للإسلام ، وتشاركها في ذلك بعض فئات الشعب الواقعة تحت تأثير الاستلاب الغربي، وهي واعية بذلك وربما تكون مما زرع عمدا في عمق المجتمعات الإسلامية من أجل الدعاية للعلمانية ، أو عن غير وعي كما هو حال فئات أخرى ضحية التقليد الأعمى للغرب أمام الانبهار بتفوقه التكنولوجي مع الاعتقاد بأن التفوق التكنولوجي سببه المباشر هو اعتماد العلمانية ، وهذا الصنف يعاني أيضا من الجهل المركب ، ومن الصعب معالجته. وما يقع في فرنسا اليوم هو محاولة نظامها المجاهرة بمناصبة الإسلام العداء حقدا عليه ذلك أن الرئاسة الفرنسية على رأسها رئيس رضع ألبان الحقد على الإسلام من انتمائه اليهودي الصهيوني . ومعلوم أن الصهيونية تعتمد أسلوب دس أبنائها في كل بلاد العالم من أجل خدمة الصهيونية بطرق فيها تمويه على غايات وأهداف الصهيونية . ففرنسا ذات جالية يهودية صهيونية تلعب دورا لا يقل أهمية عن دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بل ربما كان دور اللوبي الصهيوني الفرنسي أكبر خصوصا في عهد رئاسة الرئيس ذي الأصل الصهيوني الذي يعمل جاهدا على إظهار العداء للإسلام بشكل علني خلاف ما كان مألوفا قبله. فالتضييق على الإسلام في فرنسا بلغ أوجه في عهد هذا الرئيس الصهيوني من خلال التضييق على حرية المرأة المسلم ومن حرية دور العبادة الإسلامية على سبيل المثال لا الحصر بالرغم من وجود جاليات إسلامية معتبرة في فرنسا .
فعداء النظام الفرنسي للإسلام مرده الحقد بدافع الانتماء الصهيوني لقيادته على غرار عداء باقي الأنظمة الغربية خصوصا في البلاد التي عرفت التصريح بهذا العداء كهولندا والدنمارك وسويسرا. وعداء المواطنين الفرنسيين للإسلام الذين تم استطلاع آرائهم مؤخرا سببه الجهل بهذا الدين
فعداء النظام الفرنسي للإسلام مرده الحقد بدافع الانتماء الصهيوني لقيادته على غرار عداء باقي الأنظمة الغربية خصوصا في البلاد التي عرفت التصريح بهذا العداء كهولندا والدنمارك وسويسرا. وعداء المواطنين الفرنسيين للإسلام الذين تم استطلاع آرائهم مؤخرا سببه الجهل بهذا الدين ، وهو جهل سببه حيلولة الثقافة العلمانية دون الانفتاح على البدائل عنها خاصة تلك التي تخشى من تهديدها لها كالإسلام مثلا ، وهي ثقافة تجعل أصحابها يركبهم الغرور من خلال قصور فكرهم الذي يعتقد أنه لا وجود لفكر دون توجه علماني يمكنه امتلاك حقائق ترغب العلمانية في تغييبها . فالمصوتين في فرنسا على أن الإسلام مصدر تهديد لبلادهم يجهلون الإسلام جهلا فظيعا بشهادة المواطنين الفرنسيين من أصول فرنسية عرفوا الإسلام بعدما أفلتوا من رقابة العلمانية ووصايتها وركبوا الحياد والموضوعية حتى عرفوا حقيقة الإسلام . وقد يقول البعض إن الغرب إنما عرف الإسلام من خلال المسلمين الذين أساءوا إليه ، وجعلوا الغرب يدينه انطلاقا من أحوالهم وتصرفاتهم . وهذه فكرة متهافتة لأن ادعاء الغرب العلم والمعرفة لا يقبل منه تكوين فكرة عن دين ما انطلاقا من بعض سلوكات معتنقيه ، والغرب هو صاحب مقولة » لباس الرهبنة لا يصنع الراهب » فإذا كان لباس الرهبة لا يصنع راهبا فأحوال المنتمين للإسلام لا يمكن أن تصلح معيارا للحكم على الإسلام . فالاطلاع على الإسلام من خلال أصوله قد يكشف للمطلعين الهوة الفاصلة بين الإسلام وبين المنتمين إليه ممن يسيئون إليه بالتطبيقات الخاطئة التي يكون سببها الجهل به كما يكتشف ذلك الداخلين في الإسلام من الغربيين الذين يعرفون الإسلام من خلال أصوله لا من خلال من يدعون الانتماء إليه ، فكثيرا ما يسجل هؤلاء أو يلاحظون الفرق بين الإسلام في حقيقته والإسلام كممارسات لا تحترم حقيقته.
وإذا ما كان الغرب يعادي الإسلام حقدا عليه أو جهلا به ، وذريعته في ذلك الخوف منه كبديل يتجاوز علمانيته ، فمشكلة المحسوبين على الإسلام من المستلبين أنهم لا ذريعة لهم لأنهم وسط مجتمعات إسلامية لا تستسيغ الحياة وفق النظرة العلمانية لأنها توقع في تناقضات صارخة ، ولهذا يحاول بعض المحسوبين على الإسلام مناصبته العداء من أجل التفرغ للحياة العلمانية تجنبا للوقوع في هذه التناقضات ، وهؤلاء يعانون من الجهل المركب بالإسلام أيضا ، وهو داء كما مر بنا لا يرجى شفاؤه . وهؤلاء أيضا لا تفوتهم فرصة دون التعبير عن هذا العداء ، وقد يتماهون مع العداء الغربي للإسلام لأنهم ألفوا رفع المظلات بالرغم من صحو بلدانهم ما دام المطر ينزل في البلدان الغربية التي هي النموذج الوحيد الذي لا بديل عنه في اعتقادهم . فأنى لهؤلاء كسر قيود كبلت بها عقولهم العلمانية لمعرفة الإسلام ؟
Aucun commentaire