مفتش متقاعد ….يعامل بقلة أدب في نيابة وجدة أنجاد…..
ليس من عادتي الكتابة عن الأشخاص لتفادي الخصوصية, وليس من عادتي التسمية للحفاظ على العمومية. ترددت كثيرا قبل أن أكتب على رجل تعليم أعزه وأظن أن الكثيرين يعزونه.أطلب منه السماح مسبقا على هذه الشهادة .
انه السيد الفاضل المفتش النبيل الحاج محمد بنعبو. مفتش أعزه وأحترمه ,بل أستحيي منه من كثرة وقاره وحيائه وإخلاصه وتفانيه. قليل الكلام,حتى أنك لا تستطيع قول نكتة بحضوره ,قليل المزاح من شدة جديته,حتى أنك ان مازحته أو مازحت غيره يبادلك ابتسامة أدب ووقار .
السيد محمد بنعبو,رجل تعليم معروف بالنزاهة ومفتش معروف باللباقة واللياقة,لا يجامل ولا يحابي ولا ينتقد.جل من عاشروه أحبوه وجل من عاهدوه امتدحوه,عمل كمفتش بعدة نيابات, ما أعلمها نيابة الناظور ,نيابة تاوريرت ,حيث عاشرته هناك ,وأحبه كل العاملين بها داخل النيابة والمؤسسات.
كان يقبل بالمهمات الصعبة دون تردد , لا يعرف كلمة لا أستطيع أو لدي التزام كما نفعل جميعا ,أو هذه المهمة يمكن أن يقوم بها فلان, بل يقول دوما إنني رهن الإشارة على الدوام .
انه من كثرة تواضعه وحبه لمهنته,يمكن أن يجمع مفتشو المغرب عامة ممن تعرفوا عليه في المركز ,أو أيام الوقفات أو أثناء قيامه بالواجبات على مختلف المستويات. مفتش لم أعلم أنه اصطدم يوما بأحد .مفتش لو حضر أحدكم ما قيل فيه عند تكريمه ببيته خلال شهر يناير المنصرم, لعلم قيمته.
تكريم تمنى كل الحاضرين قول كلمة في حقه وكنت من بينهم , إلا أنه لم تتح لي فرصة ذلك, كون من عاشروه في مهنة المتاعب أفصحوا ولم يقصروا , ذكروا أحداث لا يمكن وصفها ويعجز القلم عن ذكرها.
في الأخير طلب منه الحديث عن أسعد حدث مهني في حياته , وأتعسه. تحدث عن أسعد حدث ,عندما كان يؤطر بنيابة الناظور,حيث زار رجل تعليم فوجده لا يتوفر على جذاذات الدرس ولا دروس مكتوبة في دفاتر التلاميذ ولا استعداد للعمل.جمع الحاج بنعبو محفظته, وخرج من القسم ثم قال للأستاذ:
– استعد يا ابني لتجيب على تهاونك أمام المجلس التأديبي…..
تبعه الأستاذ وقال له بالمعنى لا باللفظ:
– هل يمكن أن تمنحني فرصة لأغير نهج عملي ثم أحكم بعد ذلك….
تردد السيد بنعبو , ثم قال له :
– سأمنحك هذه الفرصة على أن تثبت صحة ما تقول…
يقول السيد بنعبو أنه زاره بعد ذلك ليجده قد تغير جذريا,ثم زاره مرة ثانية فوجده على نفس المنوال,جدية وعملا .
يقول السيد بنعبو أنه أحس بفخر كونه منح الأستاذ فرصة , فكان عند حسن الظن,بل وشهد مفتش آخر لا زال يعمل بنيابة الناظور,أن الأستاذ لا زال يعمل بإخلاص.
انتقل الى الحدث المؤسف في حياته المهنية,تنهد كثيرا وتردد كثيرا.ألححنا عليه ليذكر الحدث,ليروي لنا قصة وقعت له بإحدى مصالح نيابة وجدة أنجاد إبان تقاعده مباشرة,وعندما هم ليغادر المكتب ناداه رئيسها قائلا:
– ضع الهاتف النقال قبل خروجك.
يقول السيد بنعبو والذي لم أشهده يوما كما رايته يومها:
– لم استسغ هذه المعاملة ,كأنني أساوي هاتفا أو أقل من ذلك.
قلت مع نفسي:
– فهل يعقل أن يعامل رئيس مصلحة رجل تعليم قضى في الخدمة زهاء 40 سنة أو تزيد,بهذه المهزلة؟
– ألم يكن جديرا به التعامل بلباقة أكثر؟اللهم إن كان يفتقدها.وفعلا يفتقدها.
– ألم يكن أجدر به التريث قليلا قبل التسرع؟
– هل بإمكان المفتش الاحتفاظ بجهاز ليس بملكه.سيما مفتش كالذي وصفته.
ان هذا الأسلوب الذي تعامل به الإدارة رجل تعليم أيا كان, تدل على أنها تعامله وفق مصالحها , لا وفق ما يقتضي الأمر من لياقة في الكلام ورجاحة في الخطاب.رجل تعليم محال على المعاش, يقتضي الأمر التعامل معه دون حساسية للحفاظ على حساسيته, بعد أن غادر مهنة قضى بها زهرة عمره.
لو كان المفتش لا يزال يشتغل واحتاجه رئيس المصلحة هاته, لهاته قائلا:
– أستاذي الكريم نحتاجك في مهمة الى كذا ,فهل بإمكانك الحضور يوم كذا,وسنوفر لك كذا وكذا.
ان الكثير من رجال الإدارة ينافقون مع رجل التعليم ولا يحترمونه , إلا نفاقا ,ولا يجاملونه إلا رياء.كفانا من هذه الأساليب الرديئة الدنيئة
2 Comments
فعلا بعض المسؤولين في نيابة وجدة أنجاد لا يجيدون التعامل مع موظفي وزارة التربية الوطنية
علما أنهم هم أيضا موظفون في هذه الوزارة لا أكثر.
استاذي الفاضل لا تستغرب من هذا السلوك,فان رجل التعليم المثالي يقوم بعمله ويفني زهرة شبابه في خدمة الوطن لا يريد من احد جزاء ولا شكورا,بقدر ما يريد رضا الله على عمله,وما قصة الاستاذ النبيل ,الرجل المتواضع السيد بنعبو الا قطرة من بحر هموم رجل التعليم والاستخفاف به من ذوي الضمائر الميتة فكم من رجل تعليم تعرض للاهانة والتصغير والاستخفاف خاصة حين يقع في خطا لا ارادي ولم يشفع له عمله الصالح ولا تفانيه في العمل بل يضرب كل ذلك في الصفر فيشار له باصبع الاتهام والتحقير بدل اصبع التنويه والتقدير,علما ان استاذنا موضع المقال لم يخطئ حين قوبل بهذا السلوك ولكن لله في خلقه شؤون,
فاذا كان الاستاذ بالامس القريب مفتشا واحيل على التقاعد فان الكل سيواجه نفس المصير ولا ننسى ان للامور اواخر
انعم ولذ فان للامور اواخر+ابدا اذا كانت لهن اوائل
واذا اتتك مذمتي من ناقص+فهي الشهادة لي باني كامل
اتمنى الا يبقى هذا السلوك غصة في صدر استاذنا,فقد نال كما قال الاستاذ محمد لمقدم رضا الانسان ورضا الله ات لا محالة لانه زرع الخير باعتراف من عايشوه ولو انني عايشته لفترة قليلة بنيابة تاوريرت وسيلقى ان شاء ذو المعارج خيرا
علي حيمري تاوريرت