كل عام وأنتم بخير :
جرت العادة في اواخر كل سنة ,أن يستعرض الإنسان أهم الأحداث التي تسم السنة والتي تميزها عن باقي الأحداث الأخرى التي ربما قد تكون لها نفس الأهمية أوتفوقها إلا أن الأمر متوقف هنا على الأكثر إثارة للرأي العام المغربي و الضجة التي قد تحدثها انطلاقا من مواقف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أورياضية.وانطلاقا كذلك من الزاوية التى نرى من خلالها هذه الأحداث .
فقد عرفت بلادنا في أواخر السنة الميلادية الجارية أحداثا مثيرة ,منها ماهو مفتعل ,ومنها ما هو عابر ومنها ما هو من صميم الأحداث .
أول هذه الأحداث المفتعلة ما يسمى بأمنتو حيدر …….. .

 سأركز هنا على الحدث المصطنع والمفبرك والذي أثار زوبعة في فنجان من قبل المخابرات الجزائرية -على حد قول السلطات المغربية- حدث يتعلق بقضية الصحراء المغربية ,التي تعقدت مشاكلها وطالت صراعاتها الخفية والمعلنة حتى يخيل للمرئ أنها قد لاتنتهي ,بل أصبحت تزداد استفحالا مع مرور الأيام والعصور لأنها عمرت أجيالا وعقودا ,والسبب في كل هذا وقوف الجزائر في وجه المغرب والحيلولة دون التوصل الى الحلول المناسبة لفض هدا النزاع ,مع ما تصرفه من أموال باهظة في هذا المجال ,حتى أصبحت تعتبرها من أولوياتها السياسية ,وقضيتها الوطنية بامتياز ,وما البوليساريو إلا واجهة تخفي من ورائه الهدف الحقيقي من قضية الصحراء ,والشعب الجزائري أدرى منا بذلك لأنه من أول المكتوين بسبب هذا الصراع المفتعل .مع حرمانه من خيرات البلاد التي يبذرها الجنرالات إما على التسلح المكلف للميزانية على حساب ما هو تنموي وتربوي و اجتماعي ,وإما ما يكدسونه في البنوك الغربية .و الأرقام التي تتحدث عنها الصحافة تدعو الى القلق والتقزز فكيف يمكن صرف الملايين من الدولارات لاستمالة شرذمة من الكنجريس الأمريكي للضغط على أصحاب القرار .مما حتم على المغرب أن يسلك نفس النهج ……
بلدان شقيقان ومتجاوران تتوفر لديهما كل عوامل التعاون والاتحاد وحسن الجوار يتسابقان نحو التسلح والرابح الأكبر هم تجار الأسلحة والخاسر الأكبر هم الشعبان الشقيقان المغرب والجزائر.
.

المعركة اذا واقعة والحرب خفية وغير معلنة ,بدأت بالمراوغات والمناورات وانتهت باستخدام العملاء ,مثل هذه المرأة التي لو استخد م المسؤولون المغاربة قليلا من الحكمة في التعامل معها لما سمع بها أحد من العالمين ولعاشت نكرة وماتت نكرة .
وبالمناسبة فإن الصراع المغربي الجزائري ليس وليد اليوم فهو قديم ,بدأ بحرب الرمال في الستينيان من القرن الماضي مرورا بطرد 45000 من المغاربة من الجزائر وتجريدهم من ممتلكاتهم وأرزاقهم وعزل بعضهم عن أولادهم وأزواجهم ولست أدري كيف سينتهي لأن كثيرا من المؤشرات تنذربمستقبل مشحون بالضغائن والأحقاد ,وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار النظام الجزائري مجرم في حق أناس عزل ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا مغاربة وعاشوا في الجزائر وقد نفذ هذا الفعل الشنيع يوم عيد الأضحى مماينم عن حقد دفين تجاه كل ما هو مغربي .
كما يجب على الجمعيات الحقوقية والفاعلين السياسيين والمدنيين رفع دعوة قضائية دولية ضد هذا النظام الجائر. وهي جرائم ضد الإنسانية حسب اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية العمال المهاجرين .وهي جريمة سياسية لايطالها التقادم .
الجزائر تبذل كل ما في وسعها وجهدها للعمل على انتزاع الصحراء من مغربيتها بدبلوماسية نشيطة بل ومسعورة في كثير من الأحيان ,في المحافل الدولية الرسمية والغير الرسمية ,مستعملة جميع الوسائل الإغرائية لزرع الألغام في طريق المغرب .مما يحتم عليه بذل المزيد من الجهود , واستخدام الوسائل المناسبة والفعالة للتعريف بعدالة قضيته في السر والعلن في المحافل الدولية وفي الكواليس .
إن ما تقوم به الجزائر من تحرشات واستفزازات ضد المغرب في قضيته الصحراوية ليدفعه الى التحالف حتى مع الشيطان إن أمكن ذلك لأن ما تقوم به الجزائر من استقطاب الدول واستعدائهم على المغرب ومحاولة إفشال كل مخطط تصالحي وتوافقي حول صحرائه ليدعو الى إعادة النظر في كثير من المفاهيم التي كنا نؤمن بها وندافع عنها وندعو اليها .

إن ما يدمي الفؤاد وما يدعو للأسف أن نرى إخوانا لنا في العقيدة والعروبة يعملون كل ما في وسعهم لسلبنا حقنا في صحرائنا وآخرين التزموا الحياد السلبي اتجاه قضيتنا العادلة في نظر الموقف الدولي .ولهذا من حق المغرب أن يبحث له عن حلفاء لهم مواقف مؤثرة وفعالة تجاه قضيتنا الصحراوية يشدون من عضده ويناصرونه في قضيته .