جرائم الحرب ضد الإنسانية لا تتقادم في كل دول العالم باستثناء إسرائيل
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والإعلام الصهيوني العالمي لا يتوقف عن ترديد أسطوانة المحرقة » الهلوكوست » .وخلال فترة تفوق نصف قرن كان هذا الإعلام يطلع علينا بأخبار مفادها إلقاء القبض على ضباط الجيش الألماني النازي الفارين إلى دول أمريكا اللاتينية ، ولم تتقادم أبدا جرائمهم ضد السامية ، ولكن جرائم الصهيونية في فلسطين تقادمت بين عشية وضحاها حيث استقبل مؤتمر طنجة مجرمة الحرب وزيرة الخارجية الصهيونية سيبي ليفني لتشارك في حل مشاكل العالم ،و هي وزيرة كيان يخلق أكبر مشاكل في العالم . لقد ضربت عرض الحائط إرادة الشعب المغربي ولم يستشر عبر من يمثله في البرلمان في موضوع استقبال مجرمة حرب صهيونية لا زالت يدها تقطر دما بعد العدوان الغاشم على غزة.
و لقد تحرك الشارع المغربي في طنجة للتعبير عن رفضه استقبال العقرب الصفراء ذات السموم القاتلة ، ولم يحرك البرلمان ساكنا بالرغم من تفويض الشعب له التعبير باسمه. فإذا كان المغرب بلد مؤسسات فليس من حق منظمي مؤتمر طنجة الدوس على القوانين المنظمة لهذه المؤسسات واستدعاء مجرمي الحرب الصهاينة لحضور مؤتمرات فوق أرض لها التزامات قومية لا تقبل المساومة والعبث. ولا زلنا نذكر كيف غادر المسؤول التركي منصة مؤتمر حضره مجرم حرب صهيوني احتجاجا على جرائم حرب غزة . وكان من المفروض ألا تستدعى مجرمة الحرب الصهيونية ،وأن يرفض طلب مشاركتها ويعلن عن ذلك رسميا في وسائل الإعلام. وقد حز في النفس كثيرا أن يقف الناطق باسم المؤتمر أمام عدسات وسائل الإعلام ليبرر دخول مجرمة الحرب بلادنا من خلال تبريرات مفادها أن وزير الخارجية الصهيونية لم تعد تشغل هذا المنصب ، وكأن جرائمها ضد الإنسانية قد سقطت بمجرد تخليها عن حقيبتها الوزارية علما بأنها زعيمة حزب شارون رمز الجريمة ضد الإنسانية في هذا العصر، وهو حزب عنصري فاشي بامتياز.
لقد أدان تقرير كولدستون مجرمي حرب غزة ومن ضمنهم ليفني ولكن الناطق باسم مؤتمر طنجة جعل وجهة نظره فوق وجهة نظر جهة قانونية دولية متخصصة لتبرير حضور مجرمة حرب هذا المؤتمر. إن جرائم الحرب ضد الإنسانية لا تعالج بمكيالين ولا يمكن أن تتقادم ، وتتناسى بين عشية وضحاها عندما يتعلق الأمر بالصهاينة وحدهم في هذا العالم
Aucun commentaire