التلاميذ ورسائل الحب
بعض التلاميذ هذه الأيام منهمكون في تبادل رسائل الحب عبر هواتفهم النقالة إحياء لذكرى القديس سان فالانتين أو ما يعرف بعيد الحب. وبعضهم تطور به الحال فأصبح « مريضا » أي عاشقا ومغرما بلغة شباب اليوم. وبما أن هذه الظاهرة بدأت تستفحل وجب علي من موقعي كرجل تربية يعشق مهنته ويحب تلاميذه أن أصارح الشباب وأكلمهم بلغتهم وأشاطرهم همومهم. الحب عاطفة نبيلة ولا يمكن أن ننعته ب »المرض ». ولقد سئل قيس عن سبب حبه الأسطوري لمحبوبته ليلى ، فأجاب »وجد حبها فؤادا فارغا فتملكه ». نعم السبب هو الفؤاد الفارغ. بعض الآباء لا يعطون الاهتمام العاطفي المطلوب لأبنائهم وبناتهم والنتيجة هي البحث عن إشباع هذه الحاجة العاطفية الإنسانية الطبيعية في الخارج. لقد تلقينا تربية خاطئة تعتبر الحديث في موضوع الحب طابوها وتحرم النقاش في موضوع العادة السرية والانحرافات في العلاقة بين الجنسين.
وحتى الخطاب الوعظي الصرف لم يعد يلامس هموم الشاب لأنه في حاجة إلى تحيين. نحن كنا نستمتع بمسلسلات جمال الدين الأفغاني وابن تيمية والشنفرى والأزلية وهي أعمال فنية تزكي قيم العفة والاستقامة والنخوة. بناتنا اليوم تسرق عواطفهم المسلسلات المكسيكية والتركية البائرة وقنوات الفيديو كليب والمتعة الهابطة. أمتعة أبنائنا اليوم هي المشط و »الجيل » (دهن الشعر). قيم الورع والتقوى وغض البصر أصبحت عملة نادرة في أوساط الشباب. أصبح بعضهم كثلة من الشهوة لايقوى على التركيز في الفصل ولا على اكتساب مهارة ولا حرفة ولا مطالعة كتاب ولا حتى الحديث في الشأن العام أو السياسة.
قال لي تلميذ في الثانوي من العائلة مؤخرا »إن هذه الانتخابات والبلديات والأحزاب والنضال والصحافة ستنقرض حين يذهب جيلكم، نحن لا نهتم بهذه الأمور أبدا ». إنها نتيجة التمييع المنهجي والمؤسساتي على مدى جيل كامل. والميوعة من ماع يميع أي سال وذاب. وعكسه الصلابة والقوة وهي لا تكون إلا عند جيل رسالي مرتبط بوطن وبمقومات وقيم ثابتة. لقد سمعت مؤخرا عن تورط إسرائيل في تأسيس منظمة للشواذ جنسيا في لبنان وهذه وقائع ملموسة وليست أوهام « المؤامرة » كما يقولون. إن تلاميذنا أظهروا قدرة عالية على التنظيم وأبدعوا في مقاومة الصهاينة في الحرب الإلكترونية وهم مستعدون لامتلاك كل أسباب القوة لمقاومة جبروت إسرائيل وغطرسة الأمريكان. ولازالت صور المسيرة التضامنية مع غزة في شارع محمد الخامس عالقة في ذهني والشباب مصطفون ويرددون في صوت واحد »قادمون قادمون ». وكلما أتيحت لهم الفرصة المناسبة، كلما أبانوا عن عبقرية نادرة ونحن نتعلم منهم كل يوم أشياء جميلة جدا. لا نريد من دعاة الإباحية أن يسرقوا عواطف أبنائنا. نريد أن يحتفظ التلميذ في الثانوي بحبه لحبيبة المستقبل، للزوجة الطاهرة العفيفة بعدما يكون قد تخرج وحصل على أعلى المعدلات ونريد من والده أن يقترب منه أكثر ويتفهم معاناته ويقدر مقاومته للغواية . نريده أن يستمتع بالجنس في الحلال لأنه جاء نتيجة علاقة جنسية شرعية. نريده أن يصرف حبه لدينه ولوطنه و لأمته ولدراسته ولوالديه ولهواياته النافعة ولا يترك المكان في فؤاده للحب الخادع التافه.
1 Comment
oui monsieur mohammed vous etes reson cet événement est duvenus repandu dans notre monde surtous – le monde musilman –
merci pour ton sujet