Home»International»على هامش أزمة الجزائر مع اتحاد دول الساحل

على هامش أزمة الجزائر مع اتحاد دول الساحل

0
Shares
PinterestGoogle+

واهم من يعتقد بأن نهاية منظمة البوليساريو الإرهابية باتت وشيكة؛ لأن نهايتها قد تمّت بالفعل منذ قرابة عشرين سنة، حينما وضع المغرب، بحكمة وبصيرة، مقترح الحكم الذاتي على طاولة الأمم المتحدة سنة 2007م، وكل ما حدث بعد ذلك كانت فقط مراسيم تشييع هذه المنظمة إلى مثواها الأخير؛ وهو ما فطن إليه مؤخرا نظام العسكر البليد؛ حيث صرح وزير الخارجية « عطاف » بأن مقترح الحكم الذاتي أقبر قضية « الصحراء الغربية » إلى الأبد.

منذ ذلك التاريخ، والمغرب يشتغل على تنمية أقاليمه الصحراوية، حتى باتت مَعْلمة سياحية عالمية تستقطب عشرات أضعاف السياح الذين تستقبلهم الجزائر العاصمة، في الوقت الذي ظلت فيه دويلة الجزائر راكدة على أعتاب سنة 1962م لم تتزحزح عنها قيد أنملة، وبات مواطنوها بلا ماء أو كهرباء أو دواء، وكأنهم أشخاص من عصور غابرة؛ ولم يتبق لهم سوى إشعال النار بحك الحجر ليجسدوا العصر الحجري، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالات.

لقد أظهر البيان المشترك لاتحاد دول الساحل، الذي يضم كل من مالي والنيجر وبوركينفاسو، والذي تَقَرَّر فيه سحب سفراء هذا التكتل من الجزائر، أننا انتقلنا إلى مرحلة جديدة من تاريخ الصراع في المنطقة، مرحلةٌ لم تعد فيها عزلة الجزائر تتم بالتقسيط؛ بل عادت بالجملة، كما أن حقيقتها المروِّعة والمفزعة باتت أكثر وضوحا في إفريقيا، بعدما انكشف عنها الغطاء في جامعة الدول العربية، مما يؤشر على أن مراسيم تشييع مشروعها العدائي المتمثل في منظمتها الإرهابية « البوليساريو » قد تم بنجاح، ونحن مدعوون جميعا لأنْ نسأل لها الثبات لأنها اليوم تُسأل.

رغم هذا كله، فما زالت دويلة الجزائر العظمى تفاجئنا، في عز أزماتها الخانقة، بإبداعاتها الخارقة، وتفاجئ أيضا كتاب « جينيس » بأرقامها القياسية؛ حيث إن البيان الذي أصدرته في موضوع صراعها مع اتحاد دول الساحل جاء في ثلاث صفحات بالتمام والكمال، بمعدل صفحة لكل دولة، وكأنه مشروع طالب في بحث الإجازة؛ والعجيب في الأمر، أنها نسخت في بيانها بعض ما يتداوله الكُتاب المغاربة في مقالاتهم عن شطحات الجزائر التي لا تتوقف، من قبيل عبارة « محاولات بائسة ويائسة لصرف الأنظار عن الفشل الذريع » وهو ما تقوم به الجزائر بالضبط، وعبارة « تجعل من بلدنا كبش فداء للنكسات والإخفاقات التي يدفع الشعب المالي ثمنها باهضا » وهو ما يتخصص فيه نظام العسكر المارق من جعل شعبه يدفع ثمن إخفاقاته السياسية والدبلوماسية، وعبارة « إرضاء طموحاتها الشخصية على حساب التضحية بطموحات مالي » وهلم جرا..

إننا بصدد مراسيم تشييع بعثة المينورسو إلى مثواها الأخير، وتوقيف المساعدات الغذائية في مخيمات تندوف، كما إننا على مشارف إنهاء المنطقة العازلة، وتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية، وإخراج ملف الصحراء المغربية من الأمم المتحدة؛ لكن نظام العسكر البليد لا يبالي، مادامت نهضة بركان قد أزالت مِن على قمصانها الخريطة « الوهمية » التي تقض مضاجعه بالليل والنهار.

نورالدين زاوش

رئيس جمعية المعرفة أولا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *