كذبت الجينات،ولو صدقت عرازيغ نحن وسنبقى

رمضان مصباح
الذين يدلون بمعطيات الفحص الجيني،ليرتبوا عليها ما يشبه الاساطير اليونانية القديمة ،فيقولون بنقاء هذا العرق ،او ذالك،واختلاط هذا بذاك،وهذه الارض سكنها الامازيغ فقط،او العرب فقط،او حتى الهنود الحمر ؛عليهم ان يعلموا ان هذه المعطيات الجينية ،بنت مختبرات باردة ومظلمة ،ولم تنكشف للشمس ابدا،ولا تدري شيىا عن قصة الحضارة البشرية،وكيف بذرت ونبتت ونمت،واستوت ناضجة وحريصة على مواصلة النماء.
كل الملاحم البشرية ،السعيدة والمحزنة لا تدخل في حساب هذه الجينيالوجيا الصماء والبكماء والعمياء.
وهي طبعا ابعد ماتكون عن انبثاق الميول الفنية الاولى وتشعبها وتطورها ،وسموها لغة اخرى عالمية الى جانب ما تاسس وتراكم من لغات .
ثم تتواصل محدوديتها ،وهي لاتفقه شيىا في خراىط العواطف والهوى ،مما انتج امهات القصاىد لدى الشعوب كلها ،حتى قبل الحروف والكتابة.
ولا علاقة لها مطلقا بالاديان ،سماوية وغير سماوية.
باردة هي ،وبنت ظلام وصمت وموت.
كيف نلغي كل هذا الدفق البشري عبر التاريخ والجغرافية،لنقول هذا العرق نبت هنا قبل هذا العرق،واخر افرنقع في الارض وتشتت شذر مذر؟
ثم نبني على بنات الظلام والبرودة مقولات عرقية،لا تفضي الا الى حروب اهلية تاتي على كل شيء.
وهذا حاصل في عدد من المناطق.
دعوها في مختبراتها ،بين الراسخين في العلم بها،يفضون بها الى ما يسعون من اجله،ويرتبون عليها نتاىج تخدم البشرية ،ولا تعيد تشتيتها في اصقاع الارض.
استعيدوا ماسي الحرب العالمية، التي انبنت على عقيدة النقاء الاري،التي امن بها الرايخ الالماني حد الهوس والجنون.
وتعلمون المصير المحزن لعلماء النازية،الذي سخروا مختبراتهم ليقولوا لهتلر،المريض الاحمق:انك على صواب.
وللارية مستقبل لا يقل عن الف عام.
وعليه فمهما صدقت الحسابات المخبرية الباردة،فهي كاذبة في فهم هذا الدفق البشري الراىع ،المتواصل عبر الازمنة.
دفق حار ،يجري تحت الشمس ،ويتذوق الجمال حيث لاح.
دفق قاىم على الحب والتعلق بالحياة .
هنا توجد قصة الحضارة وليس في متواليات عددية باردة،اذا وقعت في يد العامة تحولت الى حية تسعى.
Aucun commentaire