الأمطار الأخيرة تبعث حياة جديدة إلى موقع رامسار واد تزكيت في قلب وادي إفران

محمد الدريهم
بعد هطول الأمطار الأخيرة في مختلف مناطق البلاد، شهدت سدود المملكة تحسناً ملحوظاً في منسوب المياه فيها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. فقد بلغ المخزون المائي في السدود 4,896 مليون م3 في 10 مارس 2025، مقارنة بـ 4,132 مليون م3 في نفس التاريخ من عام 2024.
أما في حوض سيبو، الذي يضم 11 سداً كبيراً و51 سداً صغيراً وبحيرة تلية، فقد بلغت نسبة ملء السدود، وفقاً لأرقام وكالة حوض سيبو الهيدروليجي (ABHS)، 40% بتاريخ 14 مارس2025، حيث بلغ حجم المخزون أكثر من 2,412 مليون متر مكعب، مقارنة بـنسبة 37% المسجلة سنة 2014.
بالنسبة لوكالة حوض سبو، حققت ثلاثة سدود من أصل أحد عشر سدًا من الهياكل الهيدروليكية الرئيسية في الحوض معدلات ملء تجاوزت 86%. وهي سدود بوحودة (104.6%) وسد علال الفاسي (93.1%) وسد Garde Sebou (86.3%). أما بالنسبة لسد الوحدة، ثاني أكبر سد في أفريقيا بسعة تخزينية تزيد عن 3.522 مليار م3، فقد سجل نسبة ملء بلغت 44% تقريباً في 14 مارس الماضي، بحجم يزيد عن 1.547 مليار م3.
أما السدود الأخرى في كل من إدريس 1، والسهلة، وباب لوطة، والقنصرة، وسيدي الشاهد، ومداز، وأصفالو، وأولجت سلطان، فقد بلغت نسب الامتلاء فيها حسب الوكالة الى 49% و34.4% و52.4% و32.7% و47.6% و6.9% و37.6% و18.9% على التوالي.
بإقليم إفران بصفة عامة، وموقع وادي تزغيت رامسار ومنتزه عين فيتل التابع له الواقع في قلب وادي إفران بصفة خاصة، نلاحظ أنه بعد التساقطات المطرية المهمة التي سجلت خلال الأسبوع الممتد من 07 إلى 14 مارس، بلغت نسبة امتلاء سد آيت مولاي أحمد 100٪، بينما بلغت نسبة امتلاء سد مشليفن 58٪، كما أن العديد من الينابيع آخذة في الظهور، مما يعيد توزيع الخريطة المائية لموقع وادي تزكيت رامسار في إفران.
فبمنطقة تارميلات، التي كانت معروفة بعيونها السبعة الرئيسية التي تغذي نبع واد تزكيت الذي يمر عبر وادي إفران، لوحظ يوم السبت 15 مارس انبعاث المياه الجوفية من جديد على سطح منبعها في تارميلات لتغذية نبعين أو ثلاثة من أصل سبعة ينابيع في المنطقة، مما يشكل، مع واردات وادي أحلال القادمة من منطقة أفقفاق في أعلى النهر، تدفقاً أساسياً أول لمجرى وادي تزكيت الذي يوفر في الوقت الراهن وفي البداية؛ يجري حالياً ملأ سد تيزغيت العلوي في أعلى مجرى الوادي، مما يترك ما تبقى من المجرى في سافلة السد المذكور جافا حتى مستوى منبع فيتل على طول حوالي 07 أو 08 كلم في أسفل مجرى الوادي,.
عند هذا المستوى من منبع فيتل، تعود الحياة إلى مجرى واد تزكيت انطلاقا من موقع ”مخيم الأمير“، وذلك بفضل التدفق الغزير للمياه من منبع فيتل، وخاصة من رافد واد تزغيت المعروف بواد زروقة الذي يتغذى هو نفسه في منطقة أدغار من منبع زروقة الذي أعطاه اسمه ومن ينابيع الجرف وابريض وتازروالت التي نبعت من جديد من الأرض في منطقة مسطحي زروكة.
من هذه النقطة التي يلتقي فيها المجرى المائي لواد زروقة وواد تزكيت; يترك زائر وادي إفران وراءه عالم الحياة اليومية الذي قد يوقعنا أحياناً في فخ الروتين, إذ يمكنه أن يستمتع بالمناظر الخلابة للشلالات الصغيرة التي يزخر بها وادي زروكة، وهي دعوة حقيقية لاكتشاف بقية مجرى وادي تزكيت والهروب على طول ما تبقى من المجرى نحو زاوية سيدي عبد السلام لتأمّل في جمال شلال وادي إفران المهيب القريب من الملجأ، كما شاهده بعض زوار الموقع (فيديو)، واكتشاف مغارة النمر المطلة على الشلال أو مغارة العالم الولي الصالح سيدي عبد السلام، التي أعاد تهيئتها الفنان جمال بكري بزاوية الولي الصالح.
ومن وجهة نظر فلاحية، فإن هطول الأمطار في إقليم إفران خلال الأيام القليلة الماضية وعودة المياه الوفيرة بعض الشيء إلى وادي تزغيت، يعد بمثابة نسمة هواء منعشة لإدارة الموارد المائية والقطاع الزراعي، وقد أثلجت صدور المزارعين في زوايا سيدي ألسلام وسيدي إبراهيم المجاورتين، وكذلك المزارعين في منطقة عين لحناش والدواوير المجاورة، الذين يرون في ذلك بادرة خير لمحاصيلهم ومواشيهم.
وأخيرا، شهدت منطقة آيت داود أو موسى أدغاغ، غير بعيد عن وادي تزغيت وبحيرات زروقة، ظهور عدة ينابيع بمياه عذبة صافية منها عين أمزيل وعين ماعلي وعين بويتفاخسي.
Aucun commentaire