Home»International»تداعيات مشكل الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت سنة 2008 أخذت منعطفا خطيرا مع وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى مركز صنع القرار

تداعيات مشكل الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت سنة 2008 أخذت منعطفا خطيرا مع وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى مركز صنع القرار

0
Shares
PinterestGoogle+

تداعيات مشكل الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت سنة 2008 أخذت منعطفا خطيرا  مع وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى مركز صنع القرار

محمد شركي

سبق لي أن نشرت على موقع وجدة سيتي، وعلى صفحتي على الفيسبوك بتاريخ 4/11/2023 موضوعا تحت عنوان :  » وقفة مع كتاب من تأليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عنوانه :  » نحو عالم أكثر عدلا نموذج مقترح لإصلاح الأمم المتحدة « .

وقد ذكرت يومئذ أن الرئيس التركي في مؤلفه هذا  قد عبر  بجرأة عن خطر حرب عالمية وشيكة في عالم  صار يعج بالباطل، والظلم، والعدوان  بسبب وضع ما بعد الحرب العالمية الثانية التي أفرزت  هيمنة على العالم تقاسمها قطبان أمريكي وسوفياتي، ومع انهارهذا الأخيرانتقل العالم إلى هيمنة القطب الوحيد ، وذلك في ظل تعطيل أدوار المؤسسات الدولية كالجمعية العامة ومجلس الأمن بسبب سوء توظيف أو استعمال حق النقض (الفيتو ) الذي استأثرت به الدول النووية الخمس بما فيها تلك التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية.

ولقد عقبت يومئذ بعد تقديم مضمون مؤلف الرئيس التركي بالقول :  » سيسجل التاريخ أن كتاب أردوغان عبارة عن رسالة إصلاح، وسلام ،وأمن ،وعدالة لم يبادر بمثلها زعماء سجل التاريخ دورهم في بؤس عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية « 

وأذكّر في هذا المقال باقتراح الرئيس التركي إصلاح منظمة الأمم المتحدة من خلال إسقاط الفيتو المعطل لقراراتها ، وهو تعطيل نشأ عنه ظلم كبير، عانت ولا زالت تعاني منه شعوب العالم ،وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الذي اغتصب وطنه ،وهو يعيش بين المعاناة تحت قهر الاحتلال الصهيوني ، وبين معاناة التهجير القسري الذي لم يتوقف منذ نكبة سنة 1948 ولا زال يعاني منه وقد ازدادت وتيرته مع  اندلاع حرب غزة الأخيرة.

وها هو العالم اليوم بعد عودة الرئيس الجمهوري ترامب إلى مركز القرار للمرة الثانية في الولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى تنزيل الاقتراح الذي قدمه الرئيس التركي في مؤلفه من أجل تجنيب العالم كارثة حرب عالمية ثالثة، ستكون عواقبها أوخم من سابقتيها، خصوصا وأن الرئيس الأمريكي قد أعلن جهارا نهارا أنه هو سيد العالم  الوحيد، وأنه يريد ضم بلدان ذات استقلال وأخرى تحت الاحتلال  إلى امبراطوريته العظمى ، كما أنه أعطى إشارة انطلاق حرب اقتصادية من خلال فرض رسوم جمركية على منافسيه بمن فيهم حلفاؤه الغربيون، وقد تملص من كل المعاهدات والاتفاقيات الدولية سواء ذات الطابع السياسي أو الاقتصادي أو المناخي … وقد بلغ به الأمر حد إهانة بعض زعماء العالم ، وتهديدهم إما بقطع المساعدات عنهم أو بعزلهم من مناصبهم ، فضلا عن تصريحه  وتلويحه بابتزاز بعض الدول الغنية طمعا في مقدراتها الاقتصادية، الشيء الذي يعني أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة  التي بدأت سنة 2008 قد أخذت منعطفا خطيرا ينذر بحرب اقتصادية  ستكون نهايتها  لا محالة صداما مسلحا مدمرا للعالم بأسره.

وواضح أن الرئيس الأمريكي ترامب  على غرار رؤساء سابقين من حزبه يفكر بعقلية المقاول الفاقد للرصيد السياسي المطلوب أوالمفروض في رئيس دولة عظمى، وهو يوظف السياسة لخدمة توجهه المقاولاتي  .

إن ما أقدم عليه ترامب من قدح زناد حرب اقتصادية مع منافسيه هو بمثابة تكريس للأزمة الاقتصادية العالمية التي خلقت بؤسا غير مسبوق في المعمور، خصوصا في دول العالم الثالث التي تأسرها مديونيات ثقيلة تنعكس على مستوى عيش شعوبها التي تعيش تحت خط الفقر المدقع .

ولا شك أن مقترح الرئيس التركي بمراجعة وضع ما بعد الحرب العالمية من خلال إسقاط امتياز الفيتو  الذي يساء توظيفه ، وإعادة الاعتبار إلى المؤسسات الدولية جمعية عامة ،ومجلس أمن وإلى سيادة قراراتها الملزمة لكل دول المعمور دون استثناء هو المخرج من الأزمة الحالية التي نشأت عن تهديدات الرئيس ترامب وهي تنذر بحرب لا تبقي ولا تذر ـ لا قدر الله ـ

ومعلوم أن رفع الوصاية عن هيئة الأمم المتحدة، وما ينبثق عنها من منظمات بما فيها المختصة بتحقيق العدالة الدولية هو السبيل الوحيد لتلافي الدفع بالعالم إلى الهاوية ، ولهذا لابد من أن تنضم أصوات أخرى لزعماء عقلاء آخرين في العالم إلى صوت الرئيس التركي من أجل تجنيب العالم  السقوط في هذه الهاوية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *