الزليج مغربي وليس مغاربيا أو مشتركا، وأصله « فاس » وتطور في الأندلس والمغرب العربي

عبدالقادر كتــرة
مقال موقع الجريدة الجزائرية « أوراس » والذي حاول، خلافا لجريدة الشروق العسكرية، التحفظ على الاستحواذ اعلة لزليج وسرقته ونسبه إلى الجزائر ووصفه بأن الزليج « مغاربي » ومعناه أنه « تراث مشترك » وصناعته بربرية ومستوحاة من قصر المشور بتلمسان حتى لا تدخل في جدال عقيم محسوم، أصلا، للمملكة المغربية الشريفة مسبقا تاريخيا وحضاريا وتوثيقا صوتا وصورة وحرفيا وصناعيا بآلاف الحرفيين والصناع و الورشات ومسجل في اليونيسكو بشهادات عالمية للملكية الفكرية “الويبو” في عام 2016.
مقال موقع « أوراس » الجزائري مرفق ببعض الوثائق الغامضة التي لا تتحدث عن الجزائر لأنها لم تكن موجودة وتحدث عن « قصر المشور » مع محاولة تمرير مغالطات تخص تشييده بعد نسبه للزيانيين الذين كان تحت حكم الإمبراطورية المرابطية المغربية، رغم أن شهادات ووثائق وشرائط بالصوت والصورة وتحقيقات لقنوات جزائرية سبق لها أن تحدثت بشهادات تاريخية عن سلاطين المغرب الذين شيدوا « قصر المشور » بتلمسان التي كانت تحت حكم المرابطين، قبل أن تتم مراجعتها في السنوات الأخيرة وتزويرها وتزييفها ..
زليج بعبق التاريخ
الزليج المغربي هو فن عريق من بلاط فسيفسائي من أشكال فخارية هندسية مدقوقة قطعة بقطعة مركّبة في لوحة من الجبس.
هذا النوع من الفن الإسلامي ظهر أول مرة في مدينة فاس وتطور في الأندلس والمغرب العربي، وهو من أهم خصائص معمارية مغربية.
ويتكون من فسيفساءات هندسية النمط، لتزيين الجدران والأسقف والنوافر والأرصفة وأحواض السباحة والموائد.
وتغير الزليج الفاسي عبر التاريخ منذ تأسيس المدينة عام 172 هجرية (789 ميلادية)، وتحول من قطع فسيفساء بسيطة في زخارفها وألوانها إلى قطع بأشكال هندسية بديعة ومنمقة تصل أحيانا إلى درجة التعقيد، مع ألوان متناسقة بين درجات الأخضر والأزرق والأحمر، إذ شهد الزليج الفاسي تطورا في شكله وألوانه في فترة حضارة الأندلس.
وما يميز زليج « فاس » عاصمة الأدارسة عما يصنع في تطوان هو حجم القطع التي تتميز بأحجامها الصغيرة والدقيقة التي تأخذ شكل نجمات صغيرة ومستطيلات تتشكل في ما بينها وتترتب بشكل هندسي دقيق.
وجدير بالذكر أن المغرب حقق اعترافًا دوليًا بملكيته للزليج المغربي، وذلك من خلال المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الويبو” في عام 2016.
وتعد محاولات سرقة هذا التراث الثقافي والاستيلاء عليه ظاهرة تحاربها المغرب من خلال التعاون مع اليونسكو.
تم الاعتراف بالملكية الفكرية للزليج المغربي خلال اجتماع جمع وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، والمدير العام للمنظمة الدولية للملكية الفكرية « دارين تانغ »، في « جنيف ».
وتناول الاجتماع حماية التراث الثقافي وفن العيش وكذا الزليح المغربي من سطو أعداء وحدتنا الترابية.
وفيما يخص « قصر المشور » بتلمسان ، أجمعت المصادر التاريخية، على أنّ هذه القلعة أسّسها المرابطون على عهد يوسف بن تاشفين، خلال الحصار الذي ضربوه على مدينة « أغادير » من أجل السيطرة عليها، وذلك في القرن الحادي عشر للميلاد.
وبحسب بعض المؤرخين، فإنّ كلمة « المشور » تعني المكان الذي يعقد فيه السلطان أمير المسلمين اجتماعاته مع وزرائه وكتّابه وضُبّاطه لمناقشة شؤون الدولة، والتشاور في أمور الرعية وقت السلم ووقت الحرب.
مقال الموقع الجزائري:
« أسدل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الستار عن الشعار الرسمي لكأس الأمم الإفريقية 2025 المنتظر إجراؤها في المغرب بداية من شهر ديسمبر المقبل، وذلك يومين قبل إجراء قرعة البطولة بتقسيم المنتخبات الـ 24 على 6 مجموعات.
وعلى غرار ما فعلته “أديداس” قبل سنوات قليلة حين أدرجت الزليج على قميص الإحماء للمنتخب الوطني الجزائري في زخرفة مستوحاة من قصر المشور بتلمسان والذي بُني من طرف يغموراسن بن زيان أول أمراء الدولة الزيانية، صممت “الكاف” شعار البطولة المُقبلة بكأسٍ مُزينة بالزليج في صورة تعكس الثراء الثقافي المغاربي.
ويُشكل الزليج تراثا ماديا وحضاريا للجزائر خصوصا والدول المغاربية بشكل عام، حيث تذكر “الموسوعة الإسلامية” أو مثلما تُعرف encyclopaedia of islam والتي تم نشرها تحت إشراف « مارتين ثيودور هوتسما » عضو الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم، أن هذا الفن ظهر لأول مرة في شمال إفريقيا بقلعة “بني حماد” بالمسيلة في بداية القرن الـ 11 ميلادي.
وبعد قلعة بني حماد، انتشر الزليج ليشمل عدة مناطق مغاربية، فتم استخدامه في مئذنة جامع الكتبية الذي بُني في القرن الـ12 ميلادي بمراكش والجامع الكبير في تلمسان في نفس القرن، قبل أن يبلغ ذروة استخدامه في قصر الحمراء بغرناطة…
Aucun commentaire