Home»International»توالي فضائح الإعلام الجزائري!

توالي فضائح الإعلام الجزائري!

0
Shares
PinterestGoogle+

اسماعيل الحلوتي

في الوقت الذي ما انفك فيه المغرب يحصد ثمار السياسة الحكيمة والمتبصرة لقائده المفدى الملك محمد السادس، وتطوير علاقاته الدبلوماسية مع مختلف بلدان العالم، كما هو الشأن بالنسبة لما تحقق من نجاحات وإنجازات دبلوماسية وازنة في ملف الصحراء وخاصة إبان سنة 2024، بدءا باختراق أوروبي توج باعتراف فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية، وصولا إلى اجتثات التواجد الانفصالي لجبهة البوليساريو في أمريكا اللاتينية، تواصل الاعترافات بمغربية الصحراء وتجديد عديد البلدان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي للنزاع المفتعل.
يأبى النظام العسكري الجزائري الحاقد إلا أن يتمادى في ضلاله والاستمرار في عدائه للمغرب، اعتقادا منه بأن ذلك من شأنه تعطيل مساره التنموي الناجح وزعزعة أمنه واستقراره، معتمدا في سياسته البئيسة على آلته الإعلامية الصدئة، وخاصة التلفزيون ووكالة الأنباء الرسميين، حيث تكاد هذه الأبواق الموجهة وغيرها من الأقلام المأجورة لا تتوقف عن محاولة خلط الأوراق، عبر نشر الشائعات واختلاق الأكاذيب وتجييش المواطنات والمواطنين الجزائريين ضد المغرب، كما أنها لا تكف عن مهاجمته ووصفه بأبشع النعوت وأقذعها، لدرجة يخيل معها لمتتبعي هذه الأخبار أن « القوة الضاربة » تعيش حالة حرب حقيقية مع جارتها الغربية، وأن هناك أوامر صارمة من قبل كبير الكابرانات والحاكم الفعلي « شنقريحة » لمسيري القنوات التلفزيونية ووكالة الأنباء وكافة الانتهازيين بمواصلة تلك الحملات الإعلامية الهوجاء.
فعلى نفس النهج الذي دأبت عليه في تحوير التصريحات والترويج للمغالطات، عادت وكالة الأنباء الجزائرية لارتكاب حماقة جديدة، تتمثل في فضيحة أخرى مهنية وأخلاقية، لتنقل صورة أحد التجمعات السكنية العشوائية في الجزائر على أنه من المغرب، والحال أنه يقع بالضبط في حي سيدي الشحمي بدائرة السانية في مدينة وهران. حيث تساءل ملاحظون كثر: كيف لبلد يعد من بين أغنى بلدان القارة الإفريقية لما يتوفر عليه من ثروات باطنية هائلة كالنفط والغاز، أن يستمر حكامه في تبديد ملايير الدولارات من أموال الشعب الجزائري على الحركات الانفصالية وفي مقدمتها ميليشيات البوليساريو الإرهابية، فيما توجد به مناطق شاسعة وتجمعات سكنية كبيرة تعاني من أفظع أشكال الإقصاء والتهميش، وأسوأ ظروف العيش، إذ فضلا عن الحي المشار إليه تفتقر عدة أحياء أخرى إلى أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك انعدام قنوات الصرف الصحي والبنيات التحتية الأساسية؟
وجدير بالذكر أن الإعلام الجزائري الذي يسعى دوما إلى المس بصورة المغرب ووحدته الترابية، طالما تورط في أخبار ملفقة ومغالطات مفضوحة، وفي هذا السياق سبق لقناة جزائرية رسمية أن بثت صورا لأحد الحروب، زاعمة أنها تعود لحرب ضروس بين « جيش البوليساريو » والقوات المسلحة الملكية المغربية، وذلك مباشرة بعد أن حققت هذه الأخيرة انتصارا ميدانيا في 13 نونبر 2020 بتطهير معبر « الكركرات » من تلك العصابات الإجرامية المسخرة من طرف النظام العسكري الجزائري دون إسالة نقطة دم واحدة. ثم كيف لنا أن نتصور حربا طاحنة كما يدعي الإعلام الجزائري الأرعن، في غياب وسائل الإعلام الدولية والمراسلين الدوليين لنقل الأحداث بالصوت والصورة؟
كما لا يفوتنا هنا استحضار تورط وكالة الأنباء الجزائرية في نشر قصاصة زائفة تحت عنوان: « كبار المسؤولين الأمنيين بالمغرب محل مذكرة توقيف دولية » مستندة إلى خبر كاذب لمواطن مغربي خائن أدانه القضاء الإيطالي لارتكابه جرائم نصب واحتيال. كما نشرت عدة وسائل إعلام جزائرية ومجموعة من الحسابات الموالية للنظام العسكري الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرا أخر حول مشاركة أربعة آلاف جندي مغربي إلى جانب الجيش الإسرائيلي في حربه ضد حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، وهو ما عودنا عليه هذا الإعلام البائس من تضليل وافتراء، كلما اشتد الخناق الدبلوماسي والاقتصادي بالعصابة الحاكمة المفلسة فكريا وأخلاقيا وسياسيا ودبلوماسيا، التي تلوذ بالإعلام المدجن والذباب الإلكتروني، إن على مستوى الرغبة في تلميع صورة أعضائها والرفع من قيمة إنجازاتها الوهمية، أو على مستوى تكريس عدائها المزمن للمغرب وغرس بذور البغض والحقد في أذهان المواطنين الجزائريين.
فالأمثلة كثيرة ومتنوعة عن رعونة وفضائح الإعلام الجزائري، ولا تكفي هنا عدة مجلدات لحصرها، لكن ما لم يعد يخفى على أحد هو أن لجوء حكام قصر المرادية إلى هكذا أساليب منحطة، لم يؤد في واقع الأمر سوى إلى عزلة بلادهم وإخفاقهم في تحويل المغرب إلى ذلك العدو الخارجي، الذي يعلقون عليه فشل سياستهم الداخلية والخارجية، وعجزهم عن مجاراته في مسيرته الإنمائية الإيجابية وانتصاراته الرياضية والدبلوماسية ليس فقط على مستوى قضية الصحراء المغربية، بل حتى على مستوى القضية الفلسطينية، التي ما انفك الموقف المغربي منها يحظى بإشادة واسعة حتى من الفلسطينيين أنفسهم.
إن الإعلام الجزائري يخوض حربا قذرة ضد المغرب بتوجيه من الطغمة العسكرية الجزائرية الفاسدة، حيث أنه لا يتواني عن محاولة تشويه الحقائق والترويج للإشاعات دون أن يستطيع تحقيق أهدافه. إذ وصلت الدناءة بقناة « الشروق » التي لا تتوقف عن زرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي، إلى حد التطاول على العاهل المغربي محمد السادس والإساءة إلى شخصه، علما أنه طالما دعا إلى طي صفحة الخلافات وبناء مستقبل مشترك مما ينم عن إفلاس أخلاقي وسياسي ودبلوماسي، وسلوك صبياني، يخل كثيرا بالاحترام الواجب لملك ذي شأن عظيم بين ملوك ورؤساء دول العالم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *