رحيل الجلاد « لحبيب بلال » رئيس مخابرات « بوليساريو » أو تصفيته؟
عبدالقادر كتــرة
تتساقط الأوراق اليابسة من شجرة الزقوم للجبهة الانفصالية وتموت الكلاب الضالة تائهة في صحاري تندوف الحارقة بالجزائر ويتهاوى بناء مشروع النظام العسكري الجزائري الهش لتقسيم المملكة المغربية الشريفة وعرقلة نموها وتطورها السريع والتحاقها بركب الدول المتقدمة والقوى العالمية …
نعت جبهة « بوليساريو » الانفصالية رئيس ما يسمى ب »جهاز الأمن والتوثيق بالجمهورية الصحراوية » عبد الله لحبيب بلال ، صباح يوم الأحد فاتح غشت 2021، قيل أنه كان يعالج في المستشفى العسكري الجزائري عين النعجة إثر مضاعفات الإصابة بكوفيد -19، وقد يكون ضحية تصفية بين تطاحن قيادي البوليساريو على من سيخلف « محمد بن بطوش » الملقب ب »إبراهيم غالي » رئيس جمهورية تندوف، بعد ثبوت عجزه منذ عودته من إسبانيا.
الجلاد « عبد الله لحبيب »، من قدامى مسلحي مرتزقة عصابة البوليساريو وقائد عسكري لميليشياتها، حيث شغل ما يسمى ب »منصب وزير الدفاع الوطني من عام 2015 حتى شتنبر من العام الماضي عندما عينه « ابن بطوش » الملقب ب »إبراهيم غالي » لما يسمى ب » وزير للأمن والتوثيق »، وقبل توليه مناصب في ما يسمى ب »حكومة الجمهورية الصحراوية الوهمية » .
وعقب تركه لما يسمى ب »وزارة الدفاع » في يناير 2020، عينه « ابن بطوش » بعد غياب لثمانية أشهر على رأس ما يسمى ب »وزارة الأمن والتوثيق (جهاز المخابرات) » قبل شهرين من تطهير القوات المسلحة الملكية لمعبر الكركرات من جرذان « بوليساريو » وفرارهم إلى جحورهم بجمهورية تندوف بالجزائر.
المرتزق « لحبيب بلال » كان جلادا معروفا بالتعذيب والقتل دون رحمة ولا شفقة مثلثه مثل المقبور « أحمد بطل » وإبراهيم غالي وعدد من قيادي الجبهة الانفصالية منهم البشير مصطفى السيد، وابراهيم أحمد محمود بيد الله (اكريكاو)، ومحمد لمين ولد البوهالي، وعالى سيدى مصطفى، و ادة احميم، وسيدى وكال، وولد هنية، وسالازار، وابيشة ولد ابهية ، وعبد الودود ، ولينكولن » أحمد محمود » ، وولد الليوة، وميتشل عبد الرحمن، وخندود حمدي، وامبارك خونا، وعبد السلام، والخليل احمد، وحمادي البايفو، والطالب الركيبي حيدار، واميليد لحسن، وياسين الحسين، واحسينات، ونجيب محمد جدو الناوى، وفبليبي، واحمد سلامة ابريكة، والكنتي محمد ناجم مومو، والسالك الطيب (السالك اجريو، طبيب سجن الرشيد) ، وكردلاس، واحجيبة ولد افريطيس، والبو عمار جولى، واحظي التاركي، واعليوة ولد بانى…
وسبق للقيادي في عصابة « بوليساريو » المدعو « البشير مصطفى السيد »، المشهور بوزير الواتساب، أن اعترف بتعذيب معتقلين صحراويين والضلوع في تصفيتهم تحت التعذيب، أعلن داخل المخيمات عن تسريب قيادي مجهول الهوية لوثائق تثبت تعرض سجناء للتعذيب المبرح والمؤدي إلى العاهات والوفاة، كما عبرت منظمة العفو الدولية « أمنستي » أنها تتابع بقلق قضية تسريب وثائق تدين مسؤولين بالرابوني.
« البشير مصطفى السيد » شقيق « الوالي مصطفى السيد » أحد مؤسسي « بوليساريو »، اعترف بارتكاب جرائم وفظاعات إنسانية في حق الصحراويين في ثمانينيات القرن الماضي بسجن الرشيد سيء الذكر، وهذا كفيل بدفع المحاكم الدولية والمنظمات والجمعيات الحقوقية للمطالبة بفتح تحقيق في هذه الجرائم قد تصل إلى جرائم الحرب ومتابعة مرتكبيها وإلقاء القبض عليهم أينما حلّوا وارتحلوا ومحاكمتهم وفقا للقوانين الجنائية الدولية.
البشير مصطفى السيد اعترف في تسجيلات صوتية بأن عصابة « بوليساريو » قال فيها : « ارتكبت جرائم وتجاوزات حقوقية ضد مواطنين وقادة صحراويين، وأن جميع من تورط في ذلك يبدي الندم ويطلب أن تفتح صفحة جديدة دون أحقاد ومن غير ضغائن، لأن ما فعل حينها « كان لصالح الوطن » ».
« مصطفى السيد » مثله مثل زعيمه قائد « بوليساريو » « إبراهيم غالي » الذي لا يستطيع السفر إلى دولة أوروبية بسبب القضايا المرفوعة ضده، والتي تتهمه بالاغتصاب والتعذيب والقتل والذي قام النظام العسكري الجزائري بإدخاله إلى اسبانيا بهوية غير حقيقة وجواز سفر مزور، بتواطؤ مع وزيرة الخارجية الاسبانية المطرودة، ثم تم تهريبه مرة ثانية من إسبانيا إلى الجزائر بعد محاكمة صورية دون أن يكمل العلاج وأصبح معاقا، ونتج عن هذه الفضيحة أزمة مغربية إسبانية لم تنفرج بعدُ رغم تودد الحكومة الاسبانية للمملكة المغربية الشريفة…
وتساءل مصدر صحراوي قائلا « إذا كان السيد القائد بهذا الوزر الذي يحمله من ماضيه، فكيف ستكون بطانته؟، وكيف هم قادة الجيش والنواحي …؟ وهل هناك سجلات تضبط عدد الموتى داخل زنازنها والمفقودين والمضطهدين؟ وهل ستخلق آلية للاستماع للضحايا ولأسرهم وتجبر ضررهم بتعويض يخفف مآسيهم…!؟ ».
الجلاد « عبد الرحمان سيدي بوه »، الملقب بـ « ميتشل »، اعترف هو الآخر، باقترافه فظاعات في حق معتقلين صحراوين عندما كان يشرف على سجن « الرشيد » أو « أبو غريب » « بوليساريو » بمخيمات تندوف بالجزائر..
هذا الاعتراف الذي جاء بعد تسريب وثائق عن حوادث التعذيب البشعة داخل زنازن سجن « الرشيد » الرهيب، تزامن مع الغليان الشعبي وتطورات الأحداث داخل المخيمات وخارجها.
وعانى المئات من الصحراويين والموريتانيين في ثمانينيات القرن الماضي من التعذيب وسوء المعاملة والقتل من لدن البشير مصطفى السيد وزبانيته والذي يعتبره كثيرون جلادا لطالما رقص على دماء وجثث أبناء جلدته البسطاء من الموالين لجبهة « بوليساريو » أو المغرب على حد سواء.
كما لا بد من الإشارة إلى الإدانة الدولية لعصابة « بوليساريو » في قضية اعتقال المدونين الثلاثة بالمخيمات، والتي تنضاف إلى ملف « احمد الخليل ابريه »، وملفات جديدة كشفتها تسجيلات صوتية يتم تداولها من طرف مجموعات على تطبيق التراسل الفوري، ويحكي فيها الضحايا من نساء ورجال، كيف تعرضوا للاغتصاب والتهديد والتعذيب…، وما تزال تلك الممارسات قائمة إلى حدود الساعة، كما جاء في الوثائقي الذي نشره الإعلام المغربي بعد أن اخترق الطوق المغلق للمخيمات، حين حكى الشاب « محفوظ » من دائرة بوكراع بولاية العيون، كيف جرى اغتصابه وكيف عذب بوحشية من طرف القادة الانفصاليين، لمجرد أن طلب الاستفادة من حقوقه كمواطن لإنجاز وثائق إدارية.
Aucun commentaire