Home»International»أما في المسلمين اليوم معتصم بالله يجيب المستغيثات في غزة العز صبايا ونسوانا ؟؟؟

أما في المسلمين اليوم معتصم بالله يجيب المستغيثات في غزة العز صبايا ونسوانا ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

أما في المسلمين اليوم معتصم بالله يجيب المستغيثات في غزة العز صبايا ونسوانا ؟؟؟

محمد شركي

من أشهر أحداث التاريخ الإسلامي ما كان في خلافة الخليفة العباسي المعتصم  بالله بن هارون الرشد الموصوف بالمثمن نسبة لرقم ثمانية، لأنه ثامن خلفاء بني العباسى ، و قد حكم ثمان سنين  وثمانية أشهر ، ووقعت في خلافته ثمانية فتوحات ، وكان له ثمانية أولاد ، وثمان بنات ، وتوفي في الشهر الثامن من السنة القمرية ، وعمره ثمان وأربعين سنة . ولا شك أن رقم ثمانية كان فأل خير للمسلمين في خلافته .

وكان أشهر حدث في خلافته الميمونة فتح  مدينة عمورية ،وهي مدينة تركية تقع جنوب غرب أنقرة ، وتسمى اليوم  » سبلفي حصار »،  وكان سبب الفتح استغاثة فتاة  مسلمة أهانها رومي ببلدة  » زبطرة  » أو  » دوغنشهير »ّ  الواقعة شرق تركيا ،  فصرخت صرختها المشهورة في التاريخ  » وامعتصماه  » ، فسخر منها يومئذ  الرومي ، وهي صرخة حركت النخوة الإسلامية في المعتصم بالله  ، فجهز جيشا عظيما لتلبية نداء المستجيرة به ، وحاول بعض المنجمين الراجمين بالغيب ثنيه عن فتح عمورية  ، وضربوا له موعدا للغزو بعد نضج التين والعنب إلا أنه لم يبال بخراصتهم ، ففتح الله عليه فتحا مبينا ، وأحضرت المستنجدة به عالية الرأس، شامخة الأنف، مزهوة بالخليفة المجير، والرومي عند قدميها مصفدا ذليلا حقيرا .

ولقد ظلت الأجيال المسلمة تلقن لناشئتها المتعلمة هذا الحدث إذكاء للعزة والنخوة في نفوسها من خلال قصيدة عصماء للشاعر أبي تمام  حبيب بن أوس الطائي ، والتي مطلعها :

السيف أصـــــــــدق إنباء من الكتب        في حدّه الحدّ بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في        متونهن جــلاء الشك والريب

إلى أن يقول :

يا يوم  وقعـــــــة عمورية انصرفت        منك المنــــى حُفَّلا معسولة الحلب

أبقيت  جَدّ بني الإســــــلام في صُعد       والمشركين ودار الشرك في صَبب

إلى أن يقول عن الفاتح  المغوارالمعتصم بالله  :

تدبير معتصـــــــــم بالله منتقــــــــمٌ            لله مرتقــــبٌ في الله مُرتغــــب

رمى بك الله  بُرْجيها فهدّمــــــــــها             ولو رمى بك غير الله لم يُصـب

خليفة الله جازى الله سعيــــــك عن            جرثومة الدين والإسلام والحسب

ومما رفع من شأن هذا الفتح العظيم هو ارتباطه بصرخة مستغيثة مسلمة ، وبهذا سن المعتصم لولاة أمور المسلمين أن يستجيبوا لصرخات إماء الله المستغيثات في كل عصر ومصرإلى قيام الساعة ، وأعلى بذلك سقف الهمم ، ومهر الفتوح .

وها هي اليوم حرائر غزة العز صبايا ونسوانا تستغيث مع فجر كل يوم يغير فيه لئام الصهاينة  السفاحين عليهن ، ويرفعن عقائرهن مستنجدات: هل من معتصم ؟ولا مجيب ، ويرد صدى استنجادهم صوت الشاعر العربي عمرو بن  معدي كرب القائل :

لقد أسمعت لو ناديــــت حيا      ولكن لا حياة لمن تنـادي

ولو نارا نفخت بها أضاءت      ولكن أنت تنفخ في الرماد

وها  هم المسلمون اليوم  وهم كُثر قد قارب عددهم مليارا ونصف المليار لكنهم محض غثاء سيل كما تنبأ بحالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  تطالعهم  صرخات استنجاد الحرائر من غزة العز، وتنقلها لهم وسائل الإعلام  العالمية ، وقد أصابهم الوهن إذ عشقوا الدنيا عشق وله وتهافت ، وكرهوا موت الشهادة ،وولهوا بالمهرجانات الفنية ، والمباريات الكروية ، والإقبال على  كل أنواع اللعب اللهو ، لا تعنيهم كرامة تُداس ، ولا صهيون في غزة حاس ، يبيبد فيها الناس ،  ويعيث فيها إيباسا ،ويمنع عنهم جرعة كأس ، والرغيف اليباس ، ويساورهم  في مشاف، وخيام، وعراء بشر ما يفوق نقيع الدّسّاس الزعاف   بزنّانات ذوات بأس ، وهم تحت وابل هتّان بلا قياس ، يرفعون أبصارهم ضارعين إلى الله عز وجل راجين فرجه القريب ،وقد عز في زمنهم المعتصم بالله .

فإلى متى سيظل سواد المسلمين عما يحدث في غزة العز لاهين ، وهم يستمرؤون الطعام والشراب ، والشاشات تعرض عليهم صباح مساء  أشلاء الصبية والصبايا ممزعة الأوصال ،وعن قول الله تعالى القائل في محكم التنزيل : ((لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )) ، وكل من ذكرهم بقوله هذا، رموه بأشنع النعوت ، يصمونه بمشيع الكراهية ، وممتهن الإرهاب ، وبما قبح وشنع من  النعوت والألقاب ؟؟

والعجب العجاب أن يبذل بنو صهيون قصارى جهودهم في ثني محكمة الجنايات عن قرار إدانة ما يأتونه في غزة من فظائع ، ويحرضون دولا على التراجع عن التزاماتهم معها ، وفي المقابل لا يحرك المسلمون ساكنا ،وهم يتفرجون على إخوانهم المستضعفين يحرقون تحريق أصحاب الأخدود، كأنهم قطعان البقر الوحشي حين تجهز عليها القساورة ، فتشغل عن ضحاياها  بقضم العشب واجتراره  . وإن من تلك الأبقار ما تحركها الحمية أحيانا، فتغضب لكرامتها وتصد القساورة  بقسوة .

وأخيرا نضرع إلى المولى جل في علاه  ، نسأله وهو ولي من لا ولي له أن يعجل بإغاثة شعب يحمده على شدة البلاء ، وفقد الأحبة  الأعزاء ، يحتسبهم مدخرا أجورهم عنده سبحانه وتعالى ، وهو يطمع أن يتقبلهم منه راضيا بهم وراضيا عنه ، وما نحسبهم إلا شهداء عنده ، ولا نزكيهم عليه جل جلاله .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *