سألني أستاذ فاضل لمادة اللغة العربية عن كلمة الفز
بداية أقول للأستاذ الفاضل عبارة : ( من فيه فز قفز ) ليست من اختصاصي كما جاء في تعليقك والله أعلم بنيتك ؛ وإنما هي ثقافتنا جمعيا وعبارة ترددها الألسنة وقد جرت مجرى المثل ؛ وهي تقال للذي يكون له رد فعل قبل أن يكون مستهدفا بفعل فيفضحه رد فعله فيصير متهما ومشتبها فيه.
وبعد ذلك إن كنت حقا وصدقا أستاذا لمادة اللغة العربية فأنا أستغرب عدم اطلاعك على دلالة الكلمة وهي عربية ؛ ففز ؛ يفز بضم الفاء ؛ فزا إذا فزع ويقال فز الظبي ؛ وفزه الصياد إذا طير فؤاده ؛ وأفزعه ؛ وأزعجه ؛ وعند العامة فز فلان إذا وثب. ومنها كلمة استفزاز . والفز جمع أفزاز يقال للرجل الخفيف ؛ ولولد البقرة الوحشية لخفته ؛ والفزة هي الوثبة بانزعاج.
فإن كنت يا فاضل ممن غاب عنه هذا ولسان حالك وقل رب زدني علما فقد علمك الله ؛ فهذا معنى الفز الذي ورد في كلامي وليس من اختصاصي كما قلت والله من وراء قصدك ؛ وإن كنت غير ذلك فالسياق الذي استعملت فيه العبارة يغنيك عن السؤال ؛ وإلا فقد أمرنا بالحكم على الظاهر والله يتولى السرائر. وقد استغربت من قبل استهجان البعض استعمال هذا التعبير لأنهم ربما أساءوا فهمه وظنوه من الخنا ؛ وما هو كذلك ؛ بل لا يعدو التعبير عن انزعاج المرء من شيء لا يرضيه .
Loading...
3 Comments
وقد سمعت الشيخ الجزائري محمد ولد العربي المماشي في أغنية بدوية يقول :
جليبة غزلان في وسط الللوش/ وهو نوع نبات زاهر /
فزو فزة عوض ك اللي ما كانوش
أي انه رأى قطيع غزلان وسط نوار زاهر
فلما أن بدا له القناص وثب كأنه لم يكن
وبذلك فإن الكلمة التي استعملها شاعر بدوي أولى أن تكون معروفة ..
وبه ذكرتني بأغنية جميلة وبلفظة متداولة دون أن يلقى لها المستعملون بالا .
عيد مبارك
اريد للاستاذ ان يعلم ان اعتماد ابن منظور فقط لشرح بعض الكلمات السائرة الاستعمال في الدارجة هو تضييق للمورد الذي عادة ما تؤخذ منه هذه الالفاظ ( أو العبارات) ثانيا اعلم يا أستاذ أن المثل لا يشرح بلفظه و إنما بصيغته و سياقه ( كيف قيل و متى يقال )
و لذلك أعتقد ان شرحك كان عابرا و انفعاليا و لم يشف الغليل.
و كل عام و أنتم على صواب
إلى السيد الطاهري بارك الله عيدك
وبعد لعلك تعلم أن العربيية العامية أصلها العربية الفصيحة ؛ ولا بد من العودة إلى الأصل ؛ والعودة إلى الأصل توسع وليس كما ظننت تضييق هذه واحدة .
والثانية لا يوجد شرح يسمى شرحا انفعاليا كما زعمت بل كل الناس في ثقافتنا يستعمل هذا التعبير للإشارة إلى من يكشف عما يبطن بواسطة رد فعل على فعل فيفتضح أمره كأن ينتقد سلوك مشين دون أن يكون هذا النقد يستهدف شخصا بعينه قيغضب أحدهم مما يدل على علاقته بالسلوك المشين .
ولأمر ما يقال : شرح الواضح من المفاضح
وقولك : (كل عام وأنتم على صواب )ذكرني بالمثل العربي :( أفواهها مجاسها ) يضرب للأمر يدل ظاهره على باطنه