من أجل التمكين للتيار العلماني المتجاسر على دين الله عز وجل كُمِّمت أفواه الخطباء بخطة تمويهية تحت مسمى تسديد التبليغ
من أجل التمكين للتيار العلماني المتجاسر على دين الله عز وجل كُمِّمت أفواه الخطباء بخطة تمويهية تحت مسمى تسديد التبليغ
محمد شركي
ها قد كشف اليوم ما سمي بإدخال تعديلات على مدونة الأسرة الغرض من تنزيل الوزارة الوصية على الشأن الديني ما سمته خطة تسديد التبليغ تحت ذريعة التقريب بين دين الله عز وجل وبين تدين المغاربة أو ردم الهوة بينهما مجازفة دون بينة بالحكم على بعد تدينهم عن الدين ، والحقيقة أن هذه الخطة إنما هي عملية تمويه على تكميم أفواه الخطباء من خلال تقييدهم بخطب يلزمون بتلاوتها فوق منابر الجمعة في دقائق معدودات مواضيعها في واد ،وواقع المغاربة المعيش في واد آخر . وعن طريق هذا الإجراء تم التمكن بشكل غير مسبوق للتيار العلماني المتنامي في البلاد ، والذي ترعاه العلمانية الغربية ، والذي لم يدخر دعاته جهدا في المجاهرة بالتجاسرعلى دين الله عز وجل بكل حرية متدرجين في ذلك من تسفيه رموز إسلامية وازنة كأمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري رحمة الله عليه الذي يعد صحيحه أصح ما جُمِع من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كتاب الله عز وجل إلى المطالبة برفع التجريم عن الفواحش المنكرة مما سموه علاقات جنسية رضائية ومثلية تمويها على قبحها وشناعتها، وطمسا لمسمياتها الواردة في كتاب الله عز وجل ، وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتمهيدا لإشاعة التطبيع معها في مجتمع مسلم يدين بدين الإسلام المنصوص عليه في دستوره .
ولطالما اتخذ دعاة توطين العلمانية في هذا المجتمع المسلم المتمسك بتعاليم دينه ذرائع واهية من أجل تعطيل آيات محكمات من كتاب الله عز وجل، تتضمن شرعه القيّم من قبيل الطعن في عدالة قسمة الميراث التي تولاها الله تعالى بنفسه ، ولم يترك لأحد من خلقه حرية في قسمتها . وكانت الآية المستهدفة من طرف هؤلاء هي قوله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )) .
ولقد كانت ذريعة هؤلاء العلمانيين لتعطيل هذا التشريع الألهي هي الدفاع عن حقوق المرأة ، وهي ذريعة جندوا لها ما سموه بالحركة النسوية ، وهي ضلع من أضلاع العلمانية التي صارت نافذة في البلاد، والتي ترعاها النسوية العلمانية الغربية ، وتدعمها ماديا ومعنويا .
ولقد اغتنم دعاة العلمانية عندنا فرصة تعديل مدونة الأسرة من أجل تحقيق مرادهم الذي لم يعد خفيا على أحد ألا وهو تعطيل شرع الله تعالى ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا . وبالفعل سنحت لهم الفرصة وواتاهم الظرف الحالي ، فتجاسروا على ما شرع الله في الميراث ، وضربوا عرض الحائط قوله تعالى : (( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء تصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا )) ، فقتلوا كيف قدروا ثم نظروا وعبسوا واستكبروا ، فأخرجوا بيت الزوجية من حكم ما قل من الميراث أو كثر ، هكذا بكل تجاسر على شرع الله بأعين جاحظة ، وألسنة حداد ، وبسلاقة، وصلاقة من أعلى منصة .
ويحدث هذا والوزارة الوصية على الشأن الديني تسوق لجمع متتالية ، لا تبرح إخبار الناس بما للإيمان من أثر في العبادات طهارة، وصلاة ،وزكاة من أجل حياة طيبة ، وكأن الناس حديثي عهد بالإيمان كما كان غيرهم في فترة الدعوة بمكة المكرمة زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لصرفهم عما تعج به البلاد من مشاكل بعضها صارت معضلات عويصة ، ولهذا الغرض وصف وزير الشأن الديني الخطباء الذين يلامسونها في خطبهم بالمرض المصيب جسم الخطابة موصيا علماءه باستئصاله لتظل خطب الجمع وهي تتلى في أقل من ربع ساعة مغردة في واد ، وواقع الناس في واد آخر.
ومقابل تكميم أفواه الخطباء كي لا يتناولوا في خطبهم قضايا هذا الواقع المعيش ، أُرْخِيَ العنان لدعاة العلمانية ، وأطلقت ألسنتهم التي طالت عبر وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية حتى بلغت الوقاحة ببعضهم أن أثنوا على الكفر والإلحاد واعتبروه من صفات الفلاسفة والمفكرين والعلماء العباقرة الذين أدركوه بعد جهد جهيد لا قبل لعامة الناس به ، كما أثنوا على الزنا ،وعلى فاحشة قوم لوط ، واعتبروهما تمدنا وتحضرا ، ورقيا لا قبل للعامة به أيضا . وويل لخطباء الجمع من وزير الشأن الديني إذا من انبروا للرد على مجاهرتهم بالكفر والإلحاد وبالفواحش لأنهم تحت حماية الركن الشديد للعلمانية الغربية .
ونختم بسؤال علماء الأمة : متى ستتحركون لوقف المد العلماني الجارف الذي استباح التجاسر على دين وشرع الله تعالى ، واستباح القيم والأخلاق ، واستباح الأعراض ،وركب الذريعة النسوية العلمانية لتفكيك أواصر الأسر المسلمة ، وتشتيت شملها ؟؟؟
Aucun commentaire