Home»International»الكيان الصهيوني يتمادى في إجرامه الوحشي بسبب انحياز الإدارة الأمريكية الكلي إليه وبسبب صمت الأنظمة العربية والإسلامية وعجزها عن مواجهته

الكيان الصهيوني يتمادى في إجرامه الوحشي بسبب انحياز الإدارة الأمريكية الكلي إليه وبسبب صمت الأنظمة العربية والإسلامية وعجزها عن مواجهته

0
Shares
PinterestGoogle+

الكيان الصهيوني يتمادى في إجرامه الوحشي بسبب انحياز الإدارة الأمريكية الكلي إليه وبسبب صمت الأنظمة العربية والإسلامية وعجزها عن مواجهته

محمد شركي

بالأمس طلع في وسائل الإعلام نبأ  اتهام الإدارة الأمريكية حركة حماس بعرقلة المفاوضات بينها وبين الكيان الصهيوني التي تجري تحت إشراف مصر وقطر والإدارة الأمريكية ،علما بأن الحركة أعلنت مرارا وتكرارا أنها ملتزمة بما قرره مجلس الأمن الدولي، وبما اقترحه الرئيس الأمريكي ، وأن الطرف الذي يماطل ويطلع المفاوضات كل مرة بشروط جديدة هو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وقد صرح مرارا بما أكد للعالم  أجمع أنه لا يريد إنهاء الحرب التي تبيد جماعيا الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة .

 وبدون خجل أو وخز ضمير اتهمت الإدارة الأمريكية حركة حماس بأنها هي من تعرقل التوصل إلى صفقة تنهي الحرب في قطاع غزة ، وتصفي قضية الرهائن الصهاينة الموجودين لدى حماس في أمان إلا ما  قد يتهددهم من قصف صهيوني  وقضية الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون أشد المعاناة في سجون الاحتلال الرهيبة .

 وبهذا التصريح الكاذب  والملفق من الإدارة الأمريكية والذي كذبته حماس ، وكذبه أيضا الوسيطان المصري والقطري ، وكما كذبته المعارضة الصهيونية ، وأسر الرهائن الصهاينة ، وقادة من الجيش الصهيوني ، ازداد نتنياهو  إصرار على التمادي في ممارسة إرهابه الوحشي في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء ، وهو يصرح يوميا بأنه لا نية له لإنهاء الحرب أو عقد صفقة تبادل الرهائن بسجناء فلسطينيين . ومما شجعه على التمادي في عدوانه أيضا صمت الأنظمة العربية والإسلامية ، وكأن الأمر لا يتعلق بتهديد جدي يتهدد المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين مع أن الأمة العربية والإسلامية حكاما ومحكومين مسؤولة شرعا عن الدفاع عنه ،وعن صيانته خصوصا وأن اليمين الصهيوني المتطرف على وشك بناء كنيس في الحرم القدسي تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم .

والمؤسف أن الأنظمة العربية والإسلامية لا زالت تتعامل مع القضية الفلسطينية وكأنها مجرد صراع بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني ، وليست قضية دينية مقدسة  تهم شعوبا عربية  وإسلامية ، وهي قضية  شعب عربي مسلم  احتلت أرضه سنة 1948 بالقوة وبتأييد من الدول الغربية التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية ،وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا . ولقد باتت مواقف هذه الأنظمة  لا تبارح عبارات التنديد والشجب التي لا يعيرها الكيان الصهيوني والإدارات الغربية أمريكية وأوربية أدنى اعتبار .والمؤسف  أيضا أن الدول العربية والإسلامية مجتمعة وبمقدراتها الهائلة ، فضلا عن جيوشها الجرارة  قادرة على تركيع تلك الإدارات  كي تضطرها  على الأقل إلى تعديل موقفها المنحاز كليا للكيان الصهيوني ، ولولاها لما استطاع أن يثبت يوما واحدا أمام جيش عربي أو مسلم  واحد، بله أمام الجيوش العربية والإسلامية مجتمعة ، وهو الذي انهار جيشه انهيارا غير مسبوق  أمام حركات مقاومة بأقل عدد وعدة.

ولقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن الإدارات الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية قد خططت تخطيطا ماكرا وخبيثا من أجل تصفية قضية الشعب الفلسطيني بما يخدم مصالح الكيان الصهيوني، علما بأن هذا الأخير ماض بخطى حثيثة نحو تحقيق حلمه بإقامة الوطن اليهودي المزعوم ما بين فرات العراق ونيل مصر ،الشيء الذي يمكنه من بسط هيمنته على العالم العربي بأسره  طمعا في مقدراته الهائلة التي يصنع  بها رفاهيته ، ورفاهية الكيانات الغربية الداعمة له .

 ويوما بعد يوم يتأكد ما تنبأ به خبراء من أن تصفية القضية الفلسطينية وفق الهوى الصهيوني  قد بدأت بما سمي مشروع شرق أوسط جديد  أو صفقة القرن  أو البيت الإبراهيمي ، وهو مشروع خبيث وماكر يستدرج الكيانات العربية المنقسمة على نفسها كما قسمتها الحركة الاستعمارية الغربية في القرن التاسع عشر إلى التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني وهو ما يحقق حلمه.

 ويتحدث خبراء مطلعون عن مخطط إعادة احتلال قطاع غزة من أجل تسهيل مرور نفط دول الخليج إلى أكبر ميناء على البحر الأبيض المتوسط يستغني به عن مرور النفط الخليجي عبر البحر الأحمر وقناة السويس ، وتكون وجهته الدول الأوروبية  والولايات المتحدة الأمريكية ، فضر عن باقي دول العالم التي يتوقف اقتصادها على بترول الخليج .

وما إصرار نتنياهو مجرم الحرب الصهيوني على تمديد الحرب في غزة والعدوان على الضفة الغربية ، والتلويح بحرب في المنطقة إلا دليل قاطع على أن الإدارة الأمريكية ومعها إدارات أوروبية ماضية في  إنجاز ما تم التخطيط له بمكر وخبث تحت مسمى  مشروع الشرق الأوسط الجديد أو صفقة القرن أو البيت الإبراهيمي.

وأمام صمت الشعوب العربية والإسلامية التي تعيش في واقع الأمر تحت  أنماط من الحكم  الشمولي تموه على الشمولية  بديمقراطيات صورية تفضحها  المسرحيات الانتخابية الهزلية . وعندما تخرج شرائح من هذه الشعوب إلى الشوارع تطالب أنظمتها بالتحرك من أجل إنقاذ  فلسطين وإنقاذ شعبها من الإبادة الجماعية  الوحشية ، تواجه إما بتجاهلها أو بالتضييق عليها  ومنعها .

والذي جعل الشعوب العربية في هذا الوضع هو خيبة أملها في ثورات ربيعها العربي التي أجهضتها القوى الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق تسخير ثورات مضادة أعادت الوضع في العالم العربي إلى ما كان عليه قبل ثورات الربيع، بل هو اليوم أسوأ مما كان عليه من قبل ، وذلك من أجل تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ترفضه الشعوب العربية بعدما  استبشرت خيرا بثورات ربيعها التي كانت تعد بجعل أمرها بيدها عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة وديمقراطية حقيقية  عوض ما اعتادت عليه من مسرحيات انتخابية مثيرة للسخرية ، ومن ديمقراطيات صورية تزكيها الكيانات الغربية بزعامة الولايات المتحدة ، لأنها تخدم مصالحها وعلى رأسها التمكين للكيان الصهيوني في الشرق الأوسط ، وتوفير الأمن والسلام والاستقرار له وهي  التي استنبته في قلب الوطن العربي ليكون عرّابها ، وقاعدتها المتقدمة والقريبة من مصادر الطاقة، ومن مختلف المقدرات التي يزخر بها الوطن العربي .

ولقد فضح  طوفان الأقصى وهو ثورة ربيع الشعب الفلسطيني مؤامرة مشروع الشرق الأوسط الجديد أو صفقة القرن التي كانت على وشك التنزيل، فأحبطها مما جعل القضية الفلسطينية التي كان الكيان الصهيوني وحلفاؤه يريدون طمرها تعود من جديد لتنبيه العالم بأنها قضية  عادلة لشعب  مظلوم احتلت أرضه بالقوة، وهو يريد أن يستردها بالكفاح المسلح كي يبخر أحلام الصهاينة وحلفائهم ، وكل من راهنوا على  صفقة العار المشئومة .

ومن يدري قد يكون من تداعيات طوفان الأقصى سواء على المدى القريب أو  المتوسط أو حتى البعيد انطلاق  شرارة ثورات  ربيع عربي من جديد، خصوصا وقد بلغ احتقان الشعوب العربية  مدى غير مسبوق بسبب جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني دون أن  تحرك أنظمتها ساكنا ، فضلا عن مشاكل أخرى تعزى إلى  ظروف سياسية صعبة  في ظل سيادة الشمولية المصحوبة بأزمات اقتصادية خانقة .

وما لم يبادر العالم الغربي  بزعامة الولايات المتحدة الداعم للكيان الصهيوني دون حدود أو قيود بمراجعة موقفه من قضية الشعب الفلسطيني العادلة ، فإن منطقة الشرق الوسط وعموم الوطن العربي لن تعرف أبدا  استقرارا أو أمنا وسلاما . وما لم تدر الأنظمة العربية ظهرها لصفقة القرن المشئومة ، فإنها ستواجه بركان غضب عنيف من شعوبها المستاءة استياء شديدا بسبب الأوضاع الحالية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *