قراءة بسيطة لمراسلة سليطة.

في الشكل:

1ـالمراسلة باسم رئيس جمعية موشي بنميمون للتراث اليهودي المغربي و ثقافة السلام لكن في رأس الرسالة نجد شعار الجمعية المرسِلة( و هذا أمر عادي) و إلى جانبه شعارات ثلاث جمعيات أخرى غير مذكورة في المراسلة و غير معنية بموضوعها( و هذا ما يبدو غير عادي) و هنا نشتم رائحة/ نية الاستقواء.
2- ذيلت المراسلة بالجهات الأخرى التي تمت مراسلتها في الموضوع.
بدأت بديوان أمير المؤمنين ( مع ملاحظة عدم إضافة  » صاحب الجلالة نصره الله »
التي لم توردها إلا مقرونة بالمراسٓل الثاني المستشار أزولاي..
و كان المراسٓل الثالث سيرج برديغو رئيس الطائفة اليهودية في المغرب.
ليأتي و يا للأسف وزير داخلية المغرب في المرتبة الرابعة.
(و الحاصل في مراسلات عادية أن يكون في المرتبة الثانية.) و يبقى السؤال :لماذا ذكر المستشار و رئيس الطائفة اليهودية بالإسم و لم يذكر إسمي أمير البلاد و وزير داخليته؟!

في المضمون:

هل يستقيم أن تراسل جمعية جمعية مثلها حول غياب مسؤول ترابي؟
من الأولى بالمراسلة؟ أليس المعني بالأمر؟
ألم تتجاوز الأعراف و كل حدود اللباقة وهي تخاطب جمعية مثلها بلغة تسلطية؟ من دبج المراسلة كان يتملكه جنون العظمة و هو يكتب: « لهذا نرجو من رئيس الجمعية موافاتنا بتوضيحات حول غياب… »
هذه لغة رئيس لمرؤوسه و ليست لغة جمعية مهتمة ب » التسامح و التعايش و الأخوة »
و هل يحق لجمعية موشي بنميمون أن تستفسر باشا عن سبب غيابه؟ هل يدخل هذا في اهتمامات أو مهام أو اختصاصات جمعية مدنية أيّا كانت؟
هل تريد جمعية موشي الوشاية بالباشا لدى الجهات العليا؟ و هل تعتقد أنها أكثر وطنية من الباشا و أكثر حرصا على احترام البروتوكولات و تنفيذ التعليمات؟
قد لا نجانب الصواب إن قلنا أن جمعية تسيرها هذه العقلية تكون قد راسلت الباشا الذي تجاهل مراسلاتها لتلجأ إلى مراسلة جمعية دبدو.( و النية دائما هي تضخيم الموضوع و الوشاية بالباشا)
هل تجرؤ أي جمعية مغربية أن تراسل جمعية مغربية أخرى في موضوع لا دخل لها به و بهذه الصلافة و هذا التعالي.
مراسلة تشتم منه رائحة التحكم و عقلية الإستقواء
بمستشار الملك و برئيس الطائفة اليهودية و بالجمعيات الواردة شعارها في رأس المراسلة، و حٓطٌ من قدر وزير الداخلية (الذي كان ٱخر المراسٓلين.) رغم أن رجل السلطة, موضوع الشكاية الوشاية, تابع لسلطته.

حاشية: سمعنا عن التطبيع و نعبر عن رفضنا له و إن كانت للدولة رؤيتها.
كل ما نرجوه بعد هذه المراسلة المهزلة هي أن يخرج وزير خارجيتنا أو من يمثله ليشرح لنا معني التطبيع.
المراسلة المعنية نموذج صارخ لمحاولة لتركيع.