Home»Enseignement»الأسس البيداغوجية والديداكتيكية لإدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية

الأسس البيداغوجية والديداكتيكية لإدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية

2
Shares
PinterestGoogle+

ملخص البحث:

تحاول هذه الورقة الوقوف على الأهمية الكبرى التي تكتسيها عملية إدماج القيم الأسرية في المنظومة التعليمية والتي يبدو مدخلها الطبيعي تكوين المدرس الذي يمرر هذه القيم عبر مرتكزات بيداغوجية وديداكتيكية، وفي سياقات متنوعة ومتكاملة عبر مواد حاملة تشكل مجالا طبيعيا لإدماج القيم التي تروج لها مدونة الأسرة والتي تستمد شرعيتها من القرآن والسنة. وتكمن أهمية البحث في الوقوف على مستوى الإصلاح والتجديد في المضامين والقيم الأسرية التي تقدمها المناهج التعليمية للناشئة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، كما تكمن في تمكين الفاعلين التربويين من أدوات عملية لبناء مقاربات بيداغوجية تيسر إدماج القيم الأسرية في المناهج التعليمية، وتوضح استراتيجية الإدماج وتضبط أسسه البيداغوجية والديداكتيكية، ويتغيى البحث الوقوف على مستوى الإصلاح والتجديد في المضامين والقيم التي تقدمها المناهج التعليمية للمتعلمين من أجل تقوية الجهاز المناعي عند ناشئتنا، ومساعدتهم على بناء تمثلاتهم حول الأسرة وأعضائها وأدوارهم والعلاقات الرابطة بينهم والقيم والمواقف المؤطرة لسلوكاتهم وتصرفاتهم وقناعاتهم، مع إرساء الآليات الكفيلة بتحويل القيم الأسرية إلى اقتناع والتزام وممارسة، كما يسعى البحث إلى تمكين الأساتذة والفاعلين التربويين من العدة البيداغوجية والديدكتيكية، وتأهيلهم لتمرير القيم الأسرية. ولعل أهم التوصيات التي يقترحها البحث نذكر:

  • إعداد دلائل مرجعية للقيم الأسرية بالنسبة لمختلف المراحل التعليمية مع أجرأتها وتحديد طرق اكتسابها، بما في ذلك الأنشطة ذات الصلة، مع مراعاة تداخلها وانسجامها مع خصائص كل مادة دراسية؛
  • المزاوجة بين تقديم المفاهيم والقيم الأسرية، وبين الممارسة وذلك بتجسيد هذه القيم على مستوى السلوكات والمواقف؛
  • التدرج في تمرير قيم مدونة الأسرة؛ مراعاة لقدرات المتعلمين، ونضجهم الجسمي والعقلي والنفسي؛
  • تنويع الطرائق والأساليب والتقنيات في تدريس قيم مدونة الأسرة، مع مراعاة طبيعة المواد وخصوصيتها المعرفية.
  • اعتماد مبدأ تكامل المواد ، وإبراز التعلمات المكتسبة ونقلها في شكل امتدادات تتخطى الفصل الدراسي إلى الفضاء الأرحب للمؤسسة عبر أنشطة فنية وإبداعية ومسرحية؛
  • الانفتاح على الأنشطة الموازية الكفيلة بجعل الحياة المدرسية فضاء للتشبع بالقيم ، ومجالا خصبا لتقويم القيم عبر أنشطة الأندية التربوية….

الأسس البيداغوجية والديداكتيكية لإدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية

 

 

مقدمة:

يعتبر البحث في مجال القيم عامة والقيم الأسرية تحديدا من البحوث التي تكتسي أهمية وحساسية شديدتين نظرا لوعي الأمم بأهميتها في بناء المواقف، والتمثلات المؤثرة في الأشخاص والجماعات باعتبار القيم موجهة للسلوك والتصرف الإنساني، ولذلك نجد الميثاق الوطني للتربية والتكوين يجعل منها اختيارا أساسيا، ومدخلا محوريا في مراجعة وإصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا وهذا ما يفسر الأهمية الكبرى التي تكتسبها عملية إدماج القيم الأسرية في المنظومة التعليمية، والتي يبدو مدخلها الطبيعي تكوين المدرس الذي يحمل الرسالة التربوية إلى المتعلمين عبر مقاربات بيداغوجية وديداكتيكية وسياقات متنوعة ومتكاملة، من خلال مواد حاملة تشكل مجالا طبيعيا لاستجلاء واستدماج مثل هذه المفاهيم.

ولا شك أن الإنسان في الوقت الحاضر قد عرف تقدما باهرا على مستوى الحياة المادية، إلا أنه في المقابل شهد أزمة قيمية أثرت على التماسك الأسري والاجتماعي، وإذا كان الإنسان بطبعه كائنا اجتماعيا، فهو كائن أخلاقي بطبعه، يجمع في سلوكه بين مرتبة الحاجات الغريزية، ومرتبة الضمير الخلقي والسمو الروحي، فهو الكائن الوحيد الذي لا يكتفي بإشباع حاجاته ورغباته الأولية من طعام وشراب، بل يتطلع دائما إلى قيم توجه حياته، وتضبط سلوكه. ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى الدعوة إلى إدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية، من خلال تصريفها داخل الفضاء المدرسي.

وإذا كانت مناهجنا التعليمية تتضمن حزمة من القيم الأسرية من قبيل الكرامة والعدل والسكينة والمودة… فيمكن لمؤسسات التعليمية استثمار بعدها المفاهيمي، والاصطلاحي، ووضعها في سياقاتها الطبيعية وتبسيطها، والتدرج في تمريرها؛ لتسهيل استيعابها وتمثلها من لدن المتعلمين.

ولعل أهم الأسئلة التي يحاول البحث الإجابة عنها :كيف يمكن تحويل الخطاب المتعلق بالقيم الأسرية إلى قناعات فكرية، ومن تم إلى التزام وممارسة يومية تنعكس بشكل مباشر وتلقائي على سلوك المتعلمين داخل المجتمع عموما والمؤسسات التعليمية تحديدا.

أهمية البحث:

لا شك أن أي دراسة تستمد أهميتها من القضايا التي تتناولها والإسهامات التي يمكن أن تقدمها لحل مشكلات يتخبط فيها المجتمع. وتكتسب هذه الدراسة أهميتها، من أهمية القيم الأسرية في حياة الفرد والمجتمع. ومما لا شك فيه أن المؤسسات التعليمية تقوم بدور أساسي وحاسم في تشكيل المواقف والتصورات، وكذا في التوعية بالمفاهيم والنصوص والمقاربات الشرعية والتربوية للقيم الأسرية وبأبعادها الإنسانية والاجتماعية…

وتأتي أهمية الدراسة من أهمية القيم الأسرية المراد إكسابها للمتعلم في مرحلة مهمة من حياته لكونها توجه سلوكاته، وتضبط علاقاته مع الآخرين، ومن هنا تبدو الأهمية الكبرى التي تكتسيها عملية إدماج القيم الأسرية في المنظومة التعليمية والتي يبدو مدخلها الطبيعي تكوين المدرس الذي يمرر هذه القيم عبر مقاربات تربوية متنوعة، وفي سياقات متنوعة ومتكاملة، عبر مواد حاملة تشكل مجالا طبيعيا لإدماج القيم التي تروج لها مدونة الأسرة. وتكمن أهمية الدراسة أيضا في الوقوف على مستوى الإصلاح والتجديد في المضامين والقيم الأسرية التي تقدمها المناهج التعليمية للناشئة بشكل خاص و المجتمع بشكل عام ، كما تكمن في تمكين الفاعلين التربويين من أدوات عملية لبناء مقاربات بيداغوجية تيسر إدماج القيم الأسرية في المناهج التعليمية ، وتوضح استراتيجية الإدماج وتضبط أسسه البيداغوجية والديداكتيكية.

أهداف البحث:

من بين أهداف البحث نذكر:

  • تقوية الجهاز المناعي عند ناشئتنا لصد أي محاولة للنيل من قيمنا الأسرية، والصمود في وجه المخططات الغربية التي تستهدف ضرب الشريعة الإسلامية وتعاليمها، خاصة في قضايا الأسرة؛
  • الوقوف على مستوى الإصلاح والتجديد في المضامين والقيم التي تقدمها المناهج التعليمية للمتعلمين بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام؛
  • مساعدة المتعلمين على بناء تمثلاتهم حول الأسرة وأعضائها وأدوارهم والعلاقات الرابطة بينهم والقيم والمواقف المؤطرة لسلوكاتهم وتصرفاتهم وقناعاتهم؛
  • إرساء الآليات الكفيلة بتحويل القيم الأسرية إلى اقتناع والتزام وممارسة؛
  • تمكين الأساتذة والفاعلين التربويين من العدة البيداغوجية والديدكتيكية، وتأهيلهم لتمرير القيم الأسرية.

إشكالية البحث:

يحاول البحث الوقوف على ما مدى مساهمة مناهجنا التعليمية في تمرير القيم الأسرية من خلال الإجابة عن التساؤلات التالية:

  • ما هي المواد الحاملة للقيم الأسرية؟
  • ما هي أهم المرتكزات البيداغوجية والديدكتيكية والتقنيات التنشيطية لإدماج القيم الأسرية في المناهج التعليمية؟
  • ما هي آليات تقويم القيم الأسرية في ضوء المقاربة بالكفايات؟
  • ما هي الصعوبات والإكراهات، وما هي الاقتراحات والتوصيات ؟

المنهج المعتمد في البحث:

المنهج المعتمد في البحث هو منهج وصفي تحليلي نقدي، يراعى فيه وصف ما يرتبط بالدرس القيمي حاضرا واستشرافا، وتحليل ذلك تحليلا يراد منه البناء؛ للوصول إلى منهج وتصور نظري تطبيقي لبناء الدرس القيمي وفق رؤية البحث وأهدافه، إضافة إلى اقتراح نماذج من الأدوات والآليات التي تساعد في إكساب المتعلم(ة) القيم الأسرية بشكل يسمح بترجمتها إلى سلوكات يومية.

حدود البحث:

يقتصر البحث على مناهج التعليم المغربية في المستوى الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي دون الجامعي.

خطة البحث:

مقدمة

المبحث الأول: المواد الحاملة للقيم الأسرية

المبحث الثاني: الأسس البيداغوجية لإدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية:

المطلب الأول: القدوة

المطلب الثاني: التدرج في إدماج القيم الأسرية

المطلب الثالث: ارتقاء القيم

المطلب الرابع: المراهنة على الجانب العملي السلوكي

المطلب الخامس: الملاءمة والارتباط بالواقع

المطلب السادس: تكامل المواد

المطلب السابع: بيداغوجيا المشروع

المبحث الثالث: المرتكزات الديالكتيكية لإدماج القيم الأسرية في المناهج التعليمية

المطلب الأول: تدبير القيم الأسرية في ضوء المقاربة بالكفايات

المطلب الثاني: المحطات الكبرى لتدبير القيم الأسرية وفق المقاربة بالكفايات

المطلب الثالث: التقنيات التنشيطية

المطلب الرابع: تتبع وتقويم القيم الأسرية

الصعوبات والإكراهات

الاقتراحات والتوصيات

خاتمة

تحديد المفاهيم:

قبل الخوض في الموضوع نجد أنفسنا مجبرين على تحرير المفاهيم ذات الصلة بالموضوع والوقوف على أبعاد ومعاني كل مفهوم، فغالبا ما يتم الاتفاق على أهمية القيم، لكن سرعان ما يتم الاختلاف حول مدلولها وأبعادها.

أ – الأسس

الأسس لغة: جمع أس ويدل على « الأصل والشيء الوطيد الثابت، فالأس أصل البناء »[1]؛ لذا يقال: أسست دارا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها »[2]وهو « ما يقوم عليه غيره من بناء » [3]فبعدمه العدم، ووجوده لا يلزم وجود ما يقوم عليه، فهو يحدد نوع البناء وقوته، وقد ذهب ابن فارس إلى أنه يدل على ما ثبت من الأشياء وتوطد »[4]

ومن خلال الحيثيتين التي ذكرتا من قِبل الخليل، وابن فارس، نستطيع أن نقول: أن الأس ما ثبت وتوطد لبناء غيره عليه. وأما المعنى الاصطلاحي لمفردة الأسس فهو مقارب لمعناها اللغوي، فإن الأسس هي « الأعمدة والأركان التي يبنى عليه الشيء، سواء كان هذا البناء أمرا ماديا أو غير مادي »[5]

ب – البيداغوجيا:

من الصعب تعريف البيداغوجيا لتعدد دلالاتها الاصطلاحية ولعدم وضوح الحدود التي تفصلها عن مفاهيم أخرى مجاورة لها مثل التربية والتعليم، ومع ذلك يمكن تعريف البيداغوجيا باعتبارها » اختيار طريقة ما في التدريس أو إجراءات وتقنيات معينة، وتوظيفها بارتباط مع وضعية تعليمية »[6] أو باعتبارها  » لفظ عام ينطبق على ما له ارتباط بالعلاقة القائمة بين مدرس وتلميذ، بغرض تعليم أو تربية الطفل »[7] أو هي « مرادف لمفهوم الطريقة البيداغوجية عندما تشير الى سلوك المدرس التربوي بكل جوانبه المنهجية اثناء قيامه بتنفيذ فعل تربوي متصل بنظرية تربوية ما »[8]

وعادة ما يتم تعريف العلاقة البيداغوجية بربطها بالمثلث البيداغوجي (معلم، متعلم، محتوى)، وتندرج العمليات والإجراءات والتدخلات الصادرة عن الأستاذ ضمن البعد البيداغوجي، لذا يشمل هذا البعد كافة التفاعلات التي تحدث في إطار الوضعيات التعليمية/التعلمية والتي تهدف إكساب المتعلم محتويات التعلم (معارف، مهارات، قيم واتجاهات) أو تعزيزها ودعمها…

ت – الديداكتيك

الديداكتيك أوعلم التدريس « يهتم بالدراسة العلمية التطبيقية المعيارية المتعلقة بالأهداف التربوية والعلاقة بين المتعلم والمدرس والمادة المدرسة وطرق التدريس والوسائل التعليمية وطرق التقويم والدعم »[9]وهو : »دراسة علمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يعيشها المتعلم لبلوغ هدف عقلي أو وجداني أو حسي حركي »[10]وهو أيضا »دراسة التفاعلات التي يمكن أن تقام داخل وضعية تعليم/تعلم بين دراية محددة ومدرس ممتلك لهذه الدراية وبين تلميذ متقبل لهذه الدراية »[11] والديدكتيك هي الدراسة العلمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يعيشها المتربيle s’éduquant »[12] كما هو: « دراسة علمية لمحتويات التدريس وطرقه وتقنياته، ولأشكال تنظيم مواقف التعلم التي يخضع لها التلميذ، دراسة تستهدف صياغة نماذج ونظريات تطبيقية معيارية بقصد بلوغ الأهداف المرجوة سواء على المستوى العقلي أو الانفعالي أو الحسي الحركي »[13] ثم هو: « الدراسة العلمية لتنظيم وضعية التعلم التي يعيشها من يتربى من أجل الوصول إلى هدف معرفي أو وجداني أو حركي »[14] ومجمل القول فإن الديدكتيك تهتم على الخصوص بالمادة الدراسية، من حيث طبيعتها وبنيتها، وكذا بأهدافها وبكيفية بناء وضعيات تعلمها.

ث – إدماج:

الإدماج من الفعل دمج ودَمَجَ الشيء دُموجاً إذا دخل في الشيء واستحكم فيه »([15]) يقول ابن فارس: » الدال والميم والجيم أصل واحد يدل على الانطواء والستر. » ([16])

وبناء عليه يكون الإدماج أو الدمج وفق هذا المعنى النووي هو إدخال الشيء في الشيء للخلوص إلى مكون يجمعها كلها، له خصائص غير خصائص مكوناته على حدة، وفيه من التكامل والانسجام ما ليس لمكوناته منفردة ومنفصلة فيما بينها، فـحين نقوم بالإدماج فإننا نمزج، أي ندخل عنصرا في مجموعة بحيث يصير جزءا لا يتجزأ منها.

وفي الاصطلاح فإن مفهوم الإدماج أو الدمج لا يخرج عن المعنى اللغوي فهو: « عملية إدماج عنصر جديد بكيفية تجعله منسجما مع العناصر الأخرى »([17]) أو هو: « محاولة إيجاد علاقات أقوى بين المواد الدراسية في المنهج الواحد. »([18])

ويمكن القول بأن الإدماج هو عملية ربط وتفاعل بين الموارد المكتسبة والجمع بين أكثر من خبرة ومعرفة، والتوليف بينها في صورة أنشطة من أجل توظيفها لهدف محدد، ويستند الإدماج التعلمي إلى مسلمة ترى أن المعارف تشكل كلا منطقيا منظما، وتركز في عملية التعلم على حل المشكلات، استنادا على المعارف والمهارات والقيم المكتسبة.

ج – القيم

الْقِيمَةُ لغة: « واحدة الْقِيَمِ، وقَوَّمَ الشيء تَقْوِيماً فهو قَويمٌ أي مستقيم، وقيمة الشيء قدره »([19]) ويتحدث الجوهري عن القيمة فيقول: » أصلها الواو؛ لأنه يقوم مقام الشيء والاستقامة والاعتدال، وقومت الشيء، فهو قويم أي مستقيم »([20]) ويذكر ابن منظور أن:  » الْقِيَامَ يأتي بمعنى المحافظة والملازمة، كما يأتي بمعنى الثبات والاستقامة  » ([21])

يقول كعب بن زهير:

هُمْ ضَرَبُوكُمْ حِينَ جُرْتُمْ عَنِ الْهُدَى *** بِأَسْيَافِهِمْ، حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ عَلَى الْقِيَمْ([22])

ويقول حسان:

فَأَشْهَدُ أَنَّكَ عِنْدَ الْمَلِيــكِ *** أُرْسِلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَـمْ ([23])

ومن هنا فإن القيمة في اللغة تأتي بمعان عدة، منها: التقدير والثبات على الأمر، والاستقامة والاعتدال لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾([24]) أي يهدي للأمور الأكثر قيمة أي للأكثر استقامة.

من التعاريف الاصطلاحية لمفهوم القيم نجد: « هي معايير اجتماعية ذات صبغة انفعالية قوية وعامة، وتتصل من قريب بالمستويات الخلقية التي تقدمها الجماعة، ويمتصها الفرد من بيئته الخارجية، ويقيم منها موازين يبرز بها أفعاله، ويتخذها هاديا ومرشدا »([25]) أو هي:  » مجموعة المبادئ والقواعد والمثل العليا التي يؤمن بها الناس ، و يتفقون عليها فيما بينهم ، ويتخدون منها ميزانا يزنون بها أعمالهم ، و يحكمون بها على تصرفاتهم المادية والمعنوية »[26]ويضفي امحمد طلابي صبغة القدسية على القيم حين يعرفها بكونها: »حزمة من المعتقدات المفضلة عند أمة ما، أو حضارة ما، أو ثقافة ما، معتقدات تكتسي صبغة القدسية، وصبغة المرجعية العليا »([27]) ومن التعاريف التي تبني هذا المفهوم على المرجعية الدينية نذكر: « القيم مجموعة من المبادئ والقواعد والمثل العليا التي يؤمن بها الناس، ويتفقون عليها فيما بينهم، ويتخذون منها ميزانا يزنون بها أعمالهم، ويحكمون بها على تصرفاتهم المادية والمعنوية »([28])

من خلال التعاريف السابقة يتضح أن القيم تكون صريحة أو ضمنية، يستدل عليها من السلوك اللفظي وغير اللفظي، وأن للقيم دورا مهما في توجيه سلوك الأفراد والجماعات وأنها ذات طبيعة معيارية، وهي تعتبر إطارا مرجعيا، يعتمد عليه الفرد في اختياراته وأحكامه، وأن الفرد يكتسب القيم من خلال تفاعله مع المواقف المختلفة التي يمر بها.

ح – المناهج

المناهج جمع منهاج والمنهاج لغة هو: « الطريقُ الواضِحُ  » [29] ومنه قوله تعالى : ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً﴾[30]  أما اصطلاحا فالمنهاج هو: « مجموعة من الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة للتلاميذ داخلها وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل المتكامل، الذي يؤدي إلى تعديل سلوكهم، ويضمن تفاعلهم مع بيئتهم ومجتمعهم ويجعلهم يبتكرون حلولا مناسبة لما يواجههم من مشكلات »[31] وتعتبر المناهج بمفهومها الشامل وبمختلف مكوناتها المضمون الرئيسي للتربية، بل تشكل فلسفة وغايات وتوجهات النظام التربوي التي يتم تجسيدها في برامج دراسية، ومضامين معرفية وتعلمات وتكوينات وطرائق بيداغوجية، وفي أدوات ديداكتيكية من كتب مدرسية ووسائط تعليمية، وهي بذلك تفتح إمكانات واسعة لترسيخ القيم والتربية على السلوك وفقها.

خ – التعليمية

التعليمية من الفعل تَعَلَّمَ، وتفيد صيغة تَفَعَّلَ النشاط والفعل والحركة، أما التعلم اصطلاحا فمعناه: » اكتساب سلوك أو خبرة جديدة بعد تمرين أو تدريب خاص »[32]وهو حسب عبد الكريم غريب: » سيرورة نشطة وبنائية تشكل تعديلات في بنية المعارف »[33] كما هو: » عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد ينشأ نتيجة الممارسة، ويظهر في تغير الأداء لدى الكائن الحي »[34]

المبحث الأول: المواد الحاملة للقيم الأسرية

نشير منذ البداية إلى أن الأسرة طرف رئيسي إلى جانب المدرسة في تعليم الأبناء وتربيتهم على القيم لذلك ينبغي تفعيل عملية التواصل معها داخل المؤسسات التعليمية في إطار يطبعه الحوار والتشاور لا الندية والمجابهة.

كما نؤكد على أن جميع المواد التعليمية مؤهلة لتمرير القيم الأسرية من قبيل التسامح والعدل والمساواة والكرامة باعتبارها قيما مؤصلة دينيا وإنسانيا، فحين ينظر المربي بعين متأملة فاحصة إلى مناهج التعليم بصفة عامة، يجد نفسه محاصرا بأسئلة الهوية الحضارية والقيم المروجة في المناهج، ونوعية الكفايات المعرفية والوجدانية والسلوكية التي تبتغي هذه المناهج تنميتها في نفسية المتعلم، وكيفية إسهام كل المواد الدراسية في تكامل وانسجام في بناء منظومة القيم الأسرية سواء في محتواها التعليمي أو طرائق تدريسها، أو أنشطتها التعليمية.وفي هذا الإطار يدعو عبد الجليل بادو إلى: « التركيز على القيم الرئيسية التي يؤدي حضورها أو غيابها إلى تأكيد حضور أو غياب قيم أخرى مرتبطة بها. »([35])

وإذا كان لا بد من ملاءمة المناهج والبرامج مع متطلبات التربية على القيم إلا أن ذلك لا يمكن أن يتم بجعلها مادة تخصص دراسي، بل بإدراجها في مختلف المواد والتخصصات، مع الاجتهاد في ابتكار الطرائق البيداغوجية الكفيلة بإدماج القيم الأسرية في المناهج، وتيسير نقلها إلى المتعلمين وكدا تقديم التجارب الديداكتيكية الناجحة في مجال التربية على القيم الأسرية والنظر في اعتمادها نماذج تطبيقية.

وإذا كان الدستور المغربي قد تضمن إشارات قوية ونوعية في مجال ترسيخ القيم فإن المنظومة التربوية مدعوة من جهتا وعلى اختلاف أسلاكها إلى التفاعل الإيجابي مع هذه المكتسبات، قصد الإسهام إلى جانب باقي المؤسسات المجتمعية في ترسيخ القيم الأسرية وجعلها واقعا ملموسا وثقافة متجدرة في الممارسة اليومية للمتعلمين وذلك باعتبار التربية على القيم مسؤولية مشتركة، تنهض بها الدولة بكافة مؤسساتها، والمجتمع بجميع أفراده وهيئاته وفعالياته المختلفة.

فلكي تترسخ القيم الأسرية في نفس المتعلم وتتجسد في سلوكه، يحتاج إلى أن يتردد ذكرها على مسامعه، وتتوارد معانيها على قلبه وفكره، ويتكرر إحساسه بها في وجدانه، بل وتتعدد مناسبات ممارستها في حياته اليومية داخل الأسرة والمجتمع، وهذا لا يتأتى إلا بإدماج هذه القيم في جل المواد الدراسية وعدم الاقتصار على مادة التربية الإسلامية، وإن كانت هذه الأخيرة هي من أكثر المواد الحاملة لمثل هذه المفاهيم والمبادئ والقيم، وهذا ما دفع البعض إلى التوهم بأن:  » ترسيخ القيم الإسلامية يمر فقط عبر تدريس مادة التربية الإسلامية والعلوم الشرعية، وأن باقي المواد الأخرى في المنهاج التعليمي هي مواد تعليمية منفصلة عن القيم. »([36])

وهنا تجدر الإشارة إلى أن مواد كثيرة تساهم في ترسيخ القيم الأسرية ، وإن كان ذلك بنسب متفاوتة. فمادة الاجتماعيات مثلا تروج لقيم الأسرة المغربية وخصوصياتها من خلال مفاهيم التربية السكانية التي تحملها، ومادة العلوم الطبيعية تساهم في ترسيخ مفاهيم الصحة الإنجابية بما ينسجم وقيمنا الإسلامية، وفي جو تربوي مناسب، ومادة الفلسفة هي الأخرى تقوم بدور مهم في ترسيخ قيم مدونة الأسرة، وتقديم صورة إيجابية عن الأسرة المسلمة، ويمكن لمختلف المواد أن تقدم حلولا لمشاكل الأسرة انطلاقا من روح القيم الأسرية ومرجعيتها الشرعية. يقول الدكتور خالد الصمدي: « يمكن لكل مادة أن تضع مقوماتها رهن إشارة مشروع النهوض بالمبادئ المؤسسة للمدونة، تلك المبادئ التي لا ترى في المقتضيات نصوصا قانونية، بل مجموعة من القيم الإنسانية مثل: المساواة والإنصاف والعدل التي تختزل في نهاية المطاف فلسفة الإصلاح قبل مضمونه المباشر »([37]) ويخلص الدكتور الصمدي في دراسة له إلى أن المواد الدراسية الحاملة لمدونة الأسرة تنقسم إلى قسمين: « المواد المرسخة للقيم الإسلامية والوطنية بصفة مباشرة، كالتربية الإسلامية والتربية الأسرية، والمواد الحاملة بصفة غير مباشرة، كمواد الاجتماعيات والفلسفة. » ([38])

ولعل الهدف الأساس من إبراز العلاقة بين مختلف المواد الدراسية، والقيم الإسلامية باعتبارها مواد حاملة، هو توجيه المدرسين لهذه المواد، وإرشادهم إلى الترابطات التي توجد بين كل مادة على حدة، مما يساعدهم على صياغة الأهداف العامة للمحتوى الدراسي ككل والأهداف الخاصة بكل درس، وأهداف مختلف الأنشطة التعليمية والتربوية المصاحبة. صحيح أن المواد الدراسية تتمتع بخصوصية تفرضها طبيعة الحقول المعرفية التي تنتمي إليها، وتتمثل هذه الخصوصية في المواضيع التي تدرسها، وفي مجالاتها ومناهجها ومفاهيمها المهيكلة، وفي وظيفتها الاجتماعية والتربوية التي تبرر إقرارها، ومع ذلك فالمواد التي يستقبلها الوسط المدرسي ليست هدفا في حد ذاتها، بل أدوات لإنجاز مشروع تربوي، ومن تم فلا مناص من الوقوف عند خصوصية كل من هذه المواد الحاملة للقيم الأسرية.

تعتبر مادة التربية الإسلامية المجال الأكثر طواعية لترسيخ القيم الأسرية، لاسيما وأن برنامجها الجديد تم بناؤه على أساس تعميق البعد التربوي، انطلاقا من تسمية وحداته وانتهاء باختيار دروسه الملامسة لواقع المتعلم في مختلف دوائره الفردية والجماعية. وإذا كانت مدونة الأسرة قد ركزت في بعدها التشريعي على مبدأ تكريم الإنسان والإنصاف والتوازن المحكم بين الحقوق والواجبات، فقد كانت مادة التربية الإسلامية كما جاء في أحد الدلائل:  » مجالا لتناوله وإبرازه سواء على مستوى الأحكام الشرعية الواردة في المدونة والمستندة إلى النصوص القطعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، أو على مستوى التأكيد على بعد الاجتهاد المقاصدي. » ([39])

ويمكن حصر آليات إدماج القيم الأسرية في دروس هذه المادة باختيار المواضيع الكفيلة بترسيخ قيم المودة والمسؤولية، والدفع بالمتعلم إلى إدراك دوره الأساس في تعلم الحقوق والواجبات وتحديدها انطلاقا من المضامين والقضايا المدروسة، وتمثل القيم الأسرية والمساهمة في نشرها داخل محيطه؛ حتى يكون قائما بواجبه تجاه نفسه وغيره؛ رابطا بين التعلم والعمل؛ ممارسا لما تعلمه من المسؤوليات والواجبات والقيم الحميدة. يقول الدكتور خالد الصمدي:  » يبرز دور مادة التربية الإسلامية في إبراز الأحكام والتشريعات الإسلامية النصية والاجتهادية التي تضمن استقرار الأسرة كواجبات الزوج وواجبات الزوجة،وحقوق الأبناء، والقيم التي توجه هذه الحقوق والواجبات سواء داخل الأسرة كالمودة والرحمة والسكينة، أو خارجها كعلاقات الجوار وصلة الرحم. » ([40])

والمادة الثانية التي تقدم القيم الأسرية بشكل مباشر هي مادة التربية الأسرية ، بحكم ارتباطها بالمفاهيم الصحية والوقائية ومجال التدبير العائلي، فهي في نظر واضعي المناهج: » تنظر إلى مفهوم الأسرة من ناحية الحماية الغذائية والصحية، سواء تعلق الأمر بضوابط الغذاء الصحي، أو بإجراءات حماية أفراد الأسرة من الأمراض المعدية بفعل العناية بالسلامة والوقاية أو تنظيم النسل أو التدبير المالي لموارد الأسرة بكيفية عقلانية، أو غير ذلك مما يعتبر مكملا للأبعاد القانونية والاجتماعية والتربوية. »([41])

يمكن لمادة اللغة أن تكون وعاء لحمل القيم الأسرية ، وأن تكون خادمة لمنظومة قيم مدونة الأسرة خصوصا إذا استحضر واضعو البرامج والمنهاج البعد القيمي لمدونة الأسرة، وتم انتقاء النصوص الحاملة للقيم المراد تمريرها للنشء، مع حسن تقديم المادة المعرفية، وهذا ما جعل الدكتور خالد الصمدي يعتبر اللغة: »مادة حاملة لهذه القيم بصفة مباشرة لأنها ليست وسيلة اتصال فقط، ولكنها خطاب حامل لقيم تستهدف تكييف ميولات المتعلم واتجاهاته » ([42])

و من بين المواد الحاملة للقيم الأسرية نجد مادة الاجتماعيات التي تنظر إلى الأسرة من الداخل حين تتكون، وما يترتب عنها من تكامل للأدوار بين الرجل والمرأة، وما تنسجه هذه الأسرة من علاقات اجتماعية وما يرتبط بهذا التجمع العائلي من تدبير اقتصادي، مع دراسة تطور وتفاعل الظواهر الاجتماعية داخل محيط الأسرة أو خارجها، كالنمو الديموغرافي، وتنظيم الأسرة، وعلاقة ذلك بالموارد الطبيعية، ودراسة وتيرة النمو، ودراسة أسباب الاختلال داخل الأسرة وما ينتج عن ذلك من ظواهر اجتماعية سلبية، وهذا ما دفع الأستاذ عبد اللطيف أوبلا إلى التأكيد على: » أن تدريس الاجتماعيات مرتبط بمنظومة القيم التي تكوّن فلسفة المجتمع ككل.  » ([43])

وإذا كنا نريد أن تسهم مادة الاجتماعيات في ترسيخ القيم الإسلامية عامة والقيم الأسرية خاصة، فعلينا أن نتعامل مع أطفال لهم حياة نفسية تنمو وتتطور، كما لهم حياة اجتماعية تحملهم على الانخراط والدخول في علاقات إنسانية داخل الأسرة، والمجتمع ككل. ونظرا لخصوصية كل مكون من مكونات مادة الاجتماعيات، سأضطر إلى معالجة كل مكون على حدة.

وفي علاقة مادة التاريخ بقيم الأسرة يسوق لنا بعض المربين وضعية حية وواقعية يمكن طرحها في الفضاء المدرسي وتتمثل في: » مطالبة التلاميذ برسم شجرة عائلتهم حسبما هي عليه، مع حملهم على مقارنة ومناقشة الاختلافات التي قد تظهر من قبيل: كيف أن حياتهم الأسرية تختلف عن حياة أجداد أجدادهم؟ ما الذي تسبب في هذه التغييرات؟ هل هناك تغييرات في القيم ؟  » ([44])

وبما أن التربية على المواطنة تروم توعية الطفل بالحقوق والمسؤوليات الفردية والجماعية والتدرب على ممارستها، فإن كل مرحلة دراسية في حياة المتعلمين تقتضي أشكالا وتعابير وصيغا لتلك الممارسات، ولأجل ذلك تبلور التصور الناظم لمنهاج التربية على المواطنة فيما يمكن أن ينمى لدى المتعلمين من سلوكات وقيم، تتلاءم مع قدراتهم ومستواهم العقلي، وقد اعتبر واضعو البرامج والمناهج: » حقوق وواجبات الأفراد من المرتكزات الثابتة لهذا المنهاج، حيث تم تخصيص برامج وحصص تربوية ملائمة للتعريف بالمبادئ والحقوق المصرح بها للطفل(ة) والمرأة والإنسان بوجه عام والتمرن على ممارستها، وتجريبها وتطبيقها، واحترامها بعد الاقتناع بها.  » ([45])

وأخيرا نشير إلى مادة الفلسفة التي تلامس مواضيع أخلاقية واجتماعية ودينية، بطريقة تقوم على التأمل العقلي، ومن هذا المنطلق كانت دراسة القيم مبحثا من المباحث الفلسفية. يقول الأستاذ ماجد زكي الجلاد: » إن موقفها من أهمية القيم، وضرورتها للسلوك الإنساني واحد لا يتغير، إذ يتفق الجميع على أثرها البالغ في تشكيل سلوك الإنسان، وبناء شخصيته، وتعريفه بذاته. »([46])

لاشك أن الفلسفة هي إحدى المواد الحاملة لمفاهيم قيم مدونة الأسرة وحـقوق الإنسان على وجه التحديد، كما أن مسألة التربية على حقوق الإنسان واستدماج القيم وتمرس التلميذ على حل المشكلات أصبحت تشكل هما تربويا، يتنامى الوعي به في بناء الدرس الفلسفي من منظور تربوي.

ومن تم فإن الفلسفة كما جاء في أحد الدلائل: « مجال للتفكير في المرجعية والأبعاد والقيمة والمعنى على نحو متسائل متفحص، يسعى إلى إدراك إمكانات وحدود الفكرة سواء كانت قانونية أو اجتماعية أو سياسية، كما يسعى إلى توفير شروط بناء اختيارات واعية، عقلية وملتزمة بحدود العقل »([47])

إن البعد القيمي لمدونة الأسرة وخلفيتها الفلسفية وما تثيره من مفاهيم ضمنية أو صريحة يجعل من الفلسفة مجالا للتفكير في أسس التحول المجتمعي الذي يشمل تمثلات وممارسات تهم الأسرة والزواج، الأبوة، الأمومة، الحق ومصادره، ويبقى الهدف الأساس لعملية الربط بين مبادئ ومفاهيم المدونة كنص تشريعي وبين المفاهيم الفلسفية التي تتسم بشموليتها وتجريدها هو خلق سيرورة تفكيرية، تساؤلية تهم الواقع الاجتماعي لكل من المرأة والرجل والطفل، وتكون القيم الأسرية ومبادؤها دعامتها وموضوعها في آن واحد، على أن تنفتح على تفكير نظري شمولي، ويمكن أن يأخذ هذا الربط شكل إدراج في البناء الاعتيادي للدرس تعلما وتمرينا.

المبحث الثاني: الأسس البيداغوجية لإدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية

نظرا لأهمية المقاربة البيداغوجية في ترسيخ القيم الأسرية، أود الوقوف عند أهم المرتكزات والمبادئ التربوية التي من شأنها أن تساعد على تثبيت هذه القيم في سلوك المتعلمين، ولعل أهمها:

المطلب الأول: القدوة

يولي المتعلمون أهمية كبرى للاقتداء بالنماذج المثالية التي تتصف بالقيم الرفيعة، وتشير هذه النتيجة إلى أهمية دور المحاكاة في تعلم الطفل للقيم والمعايير السائدة في مجتمعه، ونظرا لأهمية مبدأ القدوة من الناحية التربوية، فناذرا ما تخلو كتب التربية من إيراد أهميته وفعاليته. فقد جاء في الدليل البيداغوجي حول إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية: « وأفضل بيداغوجيا هي بيداغوجيا القدوة: المدرس يفعل ما يقول »([48]) وقد أظهرت الكثير من البحوث: « أن الأطفال يحتاجون إلى نماذج يكون لها دور إيجابي، وذلك لكي يستطيعوا تنمية حبهم لذاتهم، وثقتهم في أنفسهم »([49])

كما أن التحليل والجرد اللذين قامت بهما S.MOLTO لموضوعات وقضايا الكتب المدرسية ليظهران: « أن المجتمع يتمثل بكامل مظاهره في هذه الكتب، وأن ما تحفل به هذه الكتب من شخصيات وقيم، إنما تعرض على المتعلمين نماذج يحتدونها. »([50]) وعن التربية بالقدوة كتب عبد الله علوان: » ومن هنا كانت القدوة عاملا كبيرا في إصلاح الولد أو فساده »([51])

وقد جرت العادة عند الآباء إرسال أبنائهم لمن يلمسون فيهم الصلاح؛ ليستفيدوا من نماذج حية تعمل بما تقول، وكان كثير من السلف يترددون على حلق العلماء والشيوخ لا لطلب العلم فقط، وإنما للاستفادة من أخلاقهم وسلوكهم، فالأطفال يتعلمون من الأعمال أكثر من الأقوال، ولا معنى للقيم عندهم إذا لم تكن متمثلة في البيئة المدرسية، وبدون هذا التطبيق الواقعي تصبح المواعظ والتوجيهات كتابة على الماء، لا أثر لها في قلوبهم وعقولهم، لأن التلقين لا يثمر الثمرة المرجوة مع وجود الفعل المخالف، وهذا ما يستشف من قول عمرو بن عتبة مخاطبا معلم أولاده:  » ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيوﻧﻬم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت »([52]) فلا ننصح بشيء ونأتي بنقيضه، وهذا الأمر لا يهم المدرس فحسب، بل الأسرة كذلك وحتى الشارع؛ لأن القيم المعيشة في الأسرة إذا كان لها امتداد في المدرسة والشارع أصبحت عادة ممارسة وهذه هي الغاية.يقول الشاعر:

لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتَأْتِي مِثْلَهُ *** عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ ([53])

ويرى الدكتور ربيع مبارك أن: « هذه النموذجية الشاملة على المستوى المعرفي والأخلاقي والوجداني هي ما يجعل العمل التربوي صعبا، وهي منشأ ما يلاحظ من تردد وتخوف لدى المبتدئين في التعليم أو المقبلين عليه، وهذا التأثير يستمر مع التلاميذ، ويعلق بهم إلى مراحل متأخرة من حياتهم وخاصة منه ما يتصل بالجانب الخلقي والمهني من شخصية المعلم » ([54])

فما أحوجنا اليوم إلى المعلم القدوة الذي يقوم بتربية الأجيال على القيم والفضائل، ولا يمكن أن يصلح حال التعليم إلا إذا صلح حال المعلم خلقيا وتربويا ومعرفيا، وفي إشارة إلى أهمية القدوة في ترسيخ القيم يقول عبد اللطيف أوبلا:  » القدوة أهم عنصر في تشكيل شخصية الإنسان وبخاصة في مرحلة الطفولة، وبما أن القيم مفاهيم تجريدية فمن الصعب تعلمها ما لم تتضح معانيها وتظهر حية واقعية مشاهدة، وحتى يقترب الفهم العقلي ويمتزج بالشعور القلبي والوجداني لا بد من إظهار القيم في نماذج من القدوة والسلوك العملي، ذلك أن الفعل أبلغ من القول وأشد تأثيرا »([55])

وثمرة القول: فإن القدوة تأتي في مقدمة المرتكزات البيداغوجية  التي يكتسب الفرد من خلالها القيم والاتجاهات على اعتبار أن القدوة تجسيد لمعاني القيم وأمثلة تطبيقية لها، فالقيم الأسرية مفاهيم تجريدية يصعب على المتعلم فهمها، وتحديد مظاهرها السلوكية نظريا، فالطاعة والتضامن وتحمل المسؤولية وصلة الرحم… قيم سامية، ولكنها تبقى معان رمزية تجريدية تجعل تعلمها قضية صعبة ما لم تتجسد معانيها في مواقف وسلوكات على أرض الواقع.

المطلب الثاني: التدرج في إدماج القيم الأسرية

تستهدف المناهج التربوية تثبيت قيمنا الأسرية بأسلوب متدرج يضمن بناء مفاهيمها بناء هرميا يساير النمو الفكري والوجداني لدى المتعلم، فقد حرصت مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية بالمغرب على تصنيف المفاهيم الواردة في مدونة الأسرة، وترتيبها بحيث تتدرج من البسيط إلى المركب ومن السهل إلى الصعب؛ لتتناسب مع المستويات العمرية والإدراكية للمتعلمين،‏ بمعني أن المفهوم الواحد يمكن تقديمه بصورة مبسطه سهلة للتلاميذ صغار السن، ويمكن تناوله بصورة أكثر عمقا، وبتوسع أكبر مع التلاميذ الأكبر سنا‏.‏ وعلى سبيل المثال فان مفهوم طاعة الوالدين نجده في المستويات الدنيا من التعليم الأساسي، كما نجده في الإعدادي والتأهيلي الثانوي. وبالرجوع إلى الدليل البيداغوجي حول إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية نجد دعوة صريحة إلى: « ضرورة الاستيعاب التام لقضايا الأسرة عن طريق التدرج في بناء المفاهيم في جميع المراحل الدراسية، وبمقاربة تربوية تحدد المفاهيم المناسبة في تلاؤم تام مع الاستعدادات الذهنية والفكرية للمتعلم، وطبيعة المرحلة العمرية التي يعيشها. »([56])

ولهذه النتيجة أهمية تطبيقية في مجال تربية الأطفال، وتنمية القيم الأسرية لديهم، ففي مرحلة الطفولة، يستحب التركيز على نماذج عيانية محسوسة، أما في مرحلة المراهقة حيث تتسع دائرة معارف الفرد، فيمكن تنمية هذه القيم من خلال وسائل أكثر عمومية وتجريدية.

ويؤكد الدكتور الصمدي على أهمية مبدأ التدرج في ترسيخ القيم لدى المتعلمين بقوله: « وهذه قيم سامية تعطى للتلميذ في شكل جرعات مناسبة لسنه وقدراته العقلية، فلكل حدث صغير عبرة تناسبه، ولكل ظاهرة اجتماعية طريقة مناسبة للتحليل والاستنتاج »([57])

وهذا التدرج في إدماج القيم الأسرية والكفايات المستهدفة، وإبرازها عبر الأسلاك التعليمية حسب خصوصيات كل سلك وطبيعة الفئة المستهدفة يتم عبر: » التحسيس والاستئناس في الابتدائي، الاكتساب في الثانوي الإعدادي، الترسيخ والتعميق في الثانوي التأهيلي »([58]) ومن هنا نخلص إلى أن اكتساب القيم الأسرية يتم بشكل متدرج إذ تتسع دائرتها كلما تم الانتقال من مستوى إلى مستوى أعلى منه، وهذا يهم كل المكونات الحاملة لهذه القيم.

المطلب الثالث: ارتقاء القيم

تمضي القيم في ارتقائها من الخصوصية إلى العمومية ومن العيانية إلى التجريد، ومن البساطة إلى التعقيد والتركيب، وهذا ما عبر عنه الدكتور عبد اللطيف محمد خليفة بقوله: » إن القيم تمضي في ارتقائها من الخصوصية إلى العمومية، ومن العيانية إلى التعقيد والتركيب حيث تتسم القيم في المراحل العمرية المبكرة بأنها أكثر بساطة وخصوصية، وفي المراحل العمرية المتأخرة تتسم بالعمومية والتعقيد والتركيب. »([59])

ولهذه النتيجة البيداغوجية أهمية تطبيقية في مجال التربية وتنمية القيم لدى الفرد، ففي مرحلة الطفولة يجب أن تتركز برامج التربية على تنمية القيم من خلال وسائل ونماذج عيانية محسوسة تقدم للأطفال، تتفق ومستواهم العقلي، أما في مرحلة المراهقة فيمكن تنمية هذه القيم من خلال وسائل أكثر تجريدا وعمومية. ولاشك أن القيمة الواحدة تتكون من مستويات أودرجات أو مراقي ويعتبر الاختيار باعتباره مكونا معرفيا أول مستوى في سلم الدرجات إلى القيم، ويتكون الاختيار نفسه من ثلاث درجات وهي :استكشاف البدائل الممكنة، والنظر في عواقب كل بديل، ثم الاختيار الحر أما المستوى الثاني فيتمثل في التقدير باعتباره مكونا وجدانيا يتكون من درجتين: الشعور بالسعادة لاختيار القيمة، وإعلان التمسك بالقيمة على الملأ أما المستوى الثالث فهو الممارسة وتتكون هي الأخرى من درجتين: ترجمة القيمة إلى ممارسة ، وبناء نمط قيمي.

المطلب الرابع: المراهنة على الجانب العملي السلوكي

ما أود التأكيد عليه هنا أن تعليم القيم الأسرية في المدارس لا ينبغي أن ينحصر في الجانب المعرفي، بل لا بد أن يرتبط بمواقف إيجابية، فالمعرفة كما جاء بقلم عبد اللطيف اوبلا: » وسيلة وليست غاية، بمعنى أننا نهدف إلى خلق سلوك مسؤول واع، ولا نريد متعلمين عارفين، ولا يستفيدون من علمهم، ولا يوظفون معارفهم في حياتهم »([60]) فتحصيل القيم لا فعالية له ولا جدوى منه، ما لم يتحول إلى سلوك وعمل وممارسة موجهة، فمما جاء في بعض الكتب التربوية: » لا يمكن أن يتأسس هذا العمل ما لم يرتكز على ممارسة هذه القيم في القسم والمدرسة والحياة ممارسة حقيقية تتجاوز مستوى التعرف والاكتشاف إلى مستوى الفعل والتطبع والاقتداء »([61]) ويرى الكثير من المربين أن مسؤولية المدرسة: » لا تقتصر على العلم النظري فهو لا يكفي لتعديل السلوك، ففي ميدان تعديل السلوك والاتجاهات والقيم ينبغي أن تتكامل المعرفة والانفعال والممارسات، لأن الاقتصار على الجانب النظري يؤدي إلى الازدواج ما بين القول والعمل » ([62])

فلا مناص من تتطابق الأقوال بالأفعال، « فالقيم ليست ترديدات لفظية، ولكنها تستنتج من السلوك والمظهر »[63] ولابد من انعكاس الجانب النظري المليء بالقيم على المدرسين والإداريين في مختلف المؤسسات التربوية؛ ليتنقل أثره إلى سلوك المتعلمين، فالمجتمع يلقي عبئا كبيرا على المدرسة في تكوين أخلاق المتعلم حيث يقضي معظم وقته.

يقول مطاوع إبراهيم في هذا السياق: « إن مهمة المدرسة ليست قاصرة على عملية التعليم وحشو الأذهان، وحفظ وتسميع، بل يتعدى هذا إلى غرض التربية بمعناها الواسع في تهذيب الأخلاق والإعداد للحياة الصالحة. »([64]) وصدق قاسم أمين حين قال: « لو كان الأدب يُعَلَّمُ بالحفظ، لكان إصلاح العالم من أسهل الأمور » ([65])

ولما كانت الحياة المدرسية شكلا من أشكال الحياة الاجتماعية، تقوم على علاقات وتعاقدات فهي فضاء طلائعي لبناء مواقف ونسج علاقات، وممارسة قيم من قبيل التعاون والتضامن..، ومن هنا جاءت دعوة بعض المربين إلى: « ربط الصلة بين المدرسة والأسرة على نحو إيجابي وذلك من خلال الاستماع إلى الأبناء في وضعية أسرية صعبة والحوار مع الوالدين والمشاركة معهم في حل المشاكل »([66]) وفي نفس السياق يقول عبد اللطيف أوبلا: « فمن خلال أشكال الحياة في القسم والمدرسة يستخرج المدرس المثل والعبر، ومن خلال السلوك اليومي يشجع على الحياة التعاونية ويدعو إلى نهج المساواة في الحقوق والواجبات رابطا المعرفة بالمؤسسات وقوانينها وحقوقها بالقيم التي تعبر عنها. »([67])

فالتركيز على البعد الوظيفي والعملي التطبيقي يستدعي ربط البرامج الدراسية بالسلوك والتطبيق والاقتداء والالتزام لأن ذلك يعزز الفهم ويحول المعارف النظرية إلى واقع عملي ملموس وهو المطلوب في كل عملية تربوية تستهدف النمو المتوازن لشخصية المتعلم، ولعل من القواعد التربوية الثمينة في التدريس نذكر: « ربط الجانب النظري بالجانب العملي التطبيقي والسعي وباستمرار إلى تحويل المعرفة النظرية شطر الممارسة الميدانية وتحويل أنشطة المادة من مفاهيم مضامينية تعليمية إلى أفعال وممارسات تعلمية تطبيقية »([68]) ذلك أن المعرفة التي لا تتحول إلى سلوك عملي هي معرفة ميتة لا يعتد بها.

وبما أن القيم الأسرية توجد ضمن منظومة متكاملة يشد بعضها بعضا، فإن ممارسة كل قيمة من شأنه أن يقوي ما يرتبط بها من القيم الأخرى، كما أن التركيز على الجانب السلوكي من شأنه أن يساعد المتعلم على الالتزام بها، والاحتكام إلى روحها، وتجسيدها على أرض الواقع ، وهذا يستدعي من المؤسسة التعليمية خلق مناخ تعليمي، تمارس فيه قيم العدل والمساواة والمسؤولية والتضامن، على اعتبار أن معرفة الحقوق والواجبات ليست هي ما يسعى إليه المشرع، بقدر ما يسعى إلى ممارستها وتنزيلها، ومن هنا جاءت دعوة الكثير من المربين إلى جعل: « حياة المدرسة والقسم مجالا تطبيقيا لهذه التربية، والأخلاق التي نريدها في متعلمينا. »([69]) فالطفل الذي ينشأ في مؤسسة تعلي من قيمة احترام الآخر، ويعاين ذلك في سلوك الراشدين يتوجه فعله بالمثل تجاه محيطه حيث تمارس المعاني والدلالات والرموز المرتبطة بهذا الموضوع ، وهذا من شأنه توجيه الطفل ليستجيب بدرجات من التقبل للمعنى والتفضيل له، والسلوك وفقه، وقد يصل إلى درجة الالتزام به.

المطلب الخامس: الملاءمة والارتباط بالواقع

لا يعكس مفهوم الملاءمة تصورا عن التربية فقط، بل إنه يجسد فضلا عن ذلك مقاربة بيداغوجية قوامها البحث عن أجوبة للسؤال النقدي التالي: لماذا ندرس هذا الموضوع أو ذاك؟ وما الفائدة المرجوة من ورائه؟

إن الجواب عن هذا السؤال أو ذاك يكمن في الربط بين المحتوى الأكاديمي وبين الحياة العملية. وهو ما يصطلح على تسميته مقاربة الملاءمة التي تعمل على أجرأة المقاربة بالكفايات، وذلك من خلال دمج المعرفة في المهارات ضمن وضعيات حياتية حقيقية ذلك أن مبدأ الملاءمة يشدد على أهمية وضعيات الحياة الحقيقية، ويسعى إلى تطوير فكرة المعرفة المندمجة التي تضمن وجود تفاعل وتكامل بين المعارف والمهارات والقدرات والمواقف والاتجاهات على مستوى السلوك والأعمال. فقد جاء في أحد المصادر التربوية: « لن يبقى التعلم عبارة عن سلسلة من العناصر المنعزلة عن بعضها، بل سيصبح مجموعة من المهارات التي تتم تعبئتها بكيفية متناغمة، في وضعيات واقعية وحقيقية. »([70])

وإذا كانت المدرسة الحديثة تسعى إلى أن تكون مفعمة بالحياة بفضل نهج تربوي نشيط يتجاوز التلقي السلبي، فإنه من المؤسف أن تبقى المدرسة المغربية بعيدة كل البعد عن تحقيق الانفتاح على محيط المتعلم، رغم دعوات الكثير من المربين إلى: « نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي.« ([71])

وينتقد بعض المربين المدرسة المغربية لأنها في نظرهم: « تسعى لتقديم حلول لمشاكل يمكن أن تواجه الفرد في مستقبل أيامه، ولكنها تنسى أن التكيف مع ظروف، ومع معطيات مرهون بقدرة الفرد على رفع تحديات الحاضر أولا. »([72])

إن ربط القيم الأسرية بمعيش المتعلم يقتضي أن يتوصل المتعلم إلى معرفة الواقع التشريعي الجديد الخاص بالأسرة، بل بإدراك الامتدادات في حياة الفرد اليومية خارج الفضاء الأسري. واستنادا إلى مبرر ربط التعليم والتعلم بالمعيش اليومي للمتعلم(ة)، أصدرت وزارة التربية عدة دلائل تستهدف مبدأ الملاءمة، فقد دعا أحد هذه الدلائل إلى: » وضع المتعلم في سياقات مختلفة… يتم داخلها مقاربة الواقع ومساءلته والحكم عليه، وبناء تصورات جديدة حوله من خلال مسار عقلي حر ومسؤول. »([73])

وإذا كانت المدرسة تخاطب في المتعلم وجوده وتجربته فهي كذلك تُحَمِّلُهُ مسؤولية المساهمة في التفكير في مصير مجتمعه، وهذه الرؤية تعتمد من تمة على تداخل المواد الدراسية تجاوزا للموقف التعليمي المتخصص المحض، كما تعتمد من جهة ثانية على اعتبار الحياة المدرسية مجالا أساسيا لإعطاء مفهوم الإدماج مضمونا فعليا، تجد فيه مفاهيم المساواة والإنصاف والحق والتضامن فضاء للممارسة الفعلية.

وثمرة القول: إن التربية لا توجد في فراغ، بل لا بد لها من مجتمع تولد وتنمو فيه وتجعله محورا لدراستها، وتأخذ منه أهدافها، وتدور مناهجها حول ظروف الحياة فيه وتنذر نفسها لتحقيق أهدافه، وتعمل على ترجمة فلسفته أو عقيدته إلى عمل فعال وبناء، ومن هنا يرى الكثير من المربين أنه: « من اللازم أن ترتبط محتوياتها ببيئة المتعلم المحيطة به، بل وأن ينطلق الدرس من المؤسسات، ومن وثائقها. » ([74])

المطلب السادس: تكامل المواد

تحاول الورقة البحثية مقاربة الموضوع من خلال تأسيس نظري للعلاقة بين المناهج التربوية وكيفية استثمارها انطلاقا من مبدأ التكامل بين مختلف المواد الدراسية في بناء منظومة القيم الأسرية لدى المتعلمين، كذلك من خلال تكوين شخصية المتعلم الصحيحة والمتوازنة.

إن امتداد القيم الأسرية عبر مختلف المواد الدراسية وحضورها في المستوى الواحد والمراحل المتوالية يقتضي العمل على بناء مقررات المواد المختلفة عبر مختلف المستويات على أساس ترسيخ منظومة شاملة من القيم الأسرية، وممارسة شبيهاتها ومتعلقاتها المعضدة لها من القيم الأخرى، خصوصا وأن المهتمين بالشأن التربوي يرون: » إمكانية التقاطع والامتداد والتكامل مع المواد الأخرى التي تستدمج نفس المفاهيم، وخاصة الاجتماعيات والفلسفة والتربية الأسرية »([75]) ففي كل مادة تقدم القيم الأسرية من خلال منهجها الخاص والذي يوجه للكشف عن بعض أبعادها المعرفية والسلوكية والحضارية، ويكون التدرج في أسلوب تناولها وفق ما يواكب نمو المتعلم العقلي والعاطفي والجسمي، حتى يتواصل ترسيخ القيم الأسرية بمقاربة مناهج المواد كلها، موازاة مع النمو المعرفي والمهاري للمتعلم. يقول الدكتور خالد الصمدي: » التكامل يستهدف تكوين الرؤية الشاملة والمتناسقة للمفاهيم في إطار التصور الإسلامي، أما التنوع فيستهدف توسيع مجال المفاهيم ليستوعب أكثر عدد ممكن من المجالات المرتبطة بالأسرة من مختلف جوانبها. »([76]) فالقيم الأسرية إذن توجد ضمن منظومة متكاملة يشد بعضها بعضا، بحيث تقوي ممارسة كل قيمة ما يرتبط بها من القيم الأخرى، وكل إخلال بقيمة ما يؤدي حتما إلى تصدع المنظومة برمتها ويعرضها للانهيار.

ونظرا لأهمية مبدأ التكامل والانسجام في تنمية القيم الأسرية وترسيخها في شخصية المتعلم، دعت المذكرة الوزارية رقم 126 إلى: « تناول تلك المبادئ والقيم بواسطة مدخل المواد الدراسية والتكوينية والكتب المدرسية ذات الحمولة العقدية والفلسفية والاجتماعية واعتماد مبدأ تكامل المواد في هذا المجال. »([77])

فالتنمية الشمولية لشخصية المتعلم تستدعي تنمية الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية بشكل تفاعلي مندمج، من خلال الحياة المدرسية، لذا يؤكد المربون على أن وظيفة المدرسة هي: « توفير المناخ التربوي والاجتماعي المناسب للتنشئة المتكاملة والمتوازنة، وتركز على إكساب المتعلمين الكفايات والقيم التي تؤهلهم للاندماج الفاعل في الحياة، وترجمة القيم والاختيارات إلى ممارسة ملموسة في حياتهم. » ([78])

والخلاصة أن القيم الأسرية يجب أن تقدم في المنظومة التربوية من خلال إطار تكاملي وشمولي؛ على اعتبار أن التربية على القيم الأسرية عملية تربوية موجهة نحو الإنسان في كليته، فهي تتعامل مع مكونات الشخصية البيولوجية والوجدانية والعقلية والاجتماعية في تكاملها، ولا تقف عند تلقين معارف، ولا عند تعليم مهارات، بل تصل إلى التأثير في طريقة تعامل الفرد مع محيطه وتفاعله مع جميع مكوناته، وتكيفه معها عن طريق مواقفه واتجاهاته وقيمه وسلوكاته، ثم إن تناول المواد المتعددة للقيم الأسرية لا يعني تجزيئها إلى خانات، بل هو كيفية لإبراز غناها، علما بأنها رؤيا متكاملة، كما أن تعدد المواد الدراسية الحاملة للقيم الأسرية، وما تفرضه من خصوصيات في طرائق العمل ومنهجيات التعلم والتعليم، كان بمثابة فرصة لمقاربة هذا الموضوع من خلال أبعاده المختلفة .

المطلب السابع: بيداغوجيا المشروع

تعتبر بيداغوجيا المشروع من أهم الآليات لتنزيل مدخل القيم ومدخل الكفايات على حد سواء، والمشاريع متداخلة و متكاملة ابتداء من المشروع الفردي للمتعلم إلى المشروع المؤسسي المندمج مرورا بمشروع الوحدة ومشروع القسم، ولا شك أن الأسرة وجمعية آباء وأولياء التلاميذ شركاء فاعلون في تنزيل مشروع المؤسسة المندمج، وإذا كانت الحياة المدرسية امتدادا للحياة الأسرية فإنه يقع على عاتق المدرسة دعم وتثبيت القيم المكتسبة داخل الفضاء الأسري. وبالرجوع للإطار المنهاجي الجديد للتعليم الأولي نسجل انتقاله من منطق الوحدات/المجالات إلى منطق المشاريع ، ومن حسنات هذه المشاريع أنها أفردت مشروعا خاصا بالأسرة في المستوى الأول، ومشروع خاصا بالعائلة في المستوى الثاني على اعتبار أن المدرسة امتداد للأسرة حيث أخدت على عاتقها تنمية كفايات حياتية عند المتعلم من شانها تحديد علاقاته مع الآخرين انطلاقا من القيم المكتسبة في بيئته الأسرية من قبيل المحبة والتعاون والاحترام…..

المبحث الثالث: الأسس الديداكتيكية لإدماج القيم الأسرية في المناهج التعليمية

يرتبط هذا المبحث بالمرتكزات الديداكتيكية، أي بجوانب منهجية تتعلق بمختلف الأساليب والطرائق والأدوات والتقنيات التنشيطية التي تيسّر نقل القيم الأسرية إلى المتعلمين والمتعلمات بهدف إقدارهم على التشبع بها. ويدخل ضمن مكونات هذا الجانب طرائق تغيير السلوك، ومعايير التحقق من ذلك، فضلا عن التمكن من آليات وتقنيات التواصل والتنشيط والتقويم. وهذه المرتكزات ليست أقل أهمية من سابقتها إذا ما سلّمنا بأن الطرائق المعتمدة في مجال القيم تكاد تكون غير واضحة ضمن إطار المقاربات البيداغوجية المتبناة، وعلى رأسها مقاربة الكفايات التي تهدف إلى تمهير المتعلمين، وصقل قدراتهم؛ ليتمكنوا من مواجهة الإشكالات التي تعترضهم في مواقف حياتية معينة. ويبقى الخصاص قائما في كيفية تصريفها داخل الفضاء المدرسي؛ لتنعكس آثارها في الحياة العملية العامة للمتعلمين. وهذا مبرر كاف لاقتراح طرائق وأساليب وتقنيات تنشيطية في هذا المجال.

            إن الاعتماد على طريقة واحدة في تدريس علم من العلوم يعد أمرا معيبا، وأسلوبا عقيما، ومن تم لا مناص من الإلمام بمختلف الطرائق، فقد أبانت الممارسة التربوية داخل الفصول أن نفس الطريقة يمكن أن تؤدي إلى نتائج متباينة؛ لاختلاف الشروط والمتغيرات كطبيعة المحتوى، والفروق الفردية، والإمكانيات والوسائل المتاحة…. فطبيعة المادة مثلا تفرض هذه الطريقة أو تلك. تقول عائشة عبد الرحمان: » لكل نوع منها منهجه الخاص الذي تحدده طبيعة المادة، ويكون لكل فرع من العلم الواحد منهجه الأخص الذي تحدده خصوصية موضوعه. »([79])

فالطرائق متعددة ولكل طريقة منظورها، وخطواتها المنهجية، ولا أريد أن أضع حدودا بينها، ولكن سأسعى للتمييز بينها دون إلغاء إمكانية التعامل مع هذه الطريقة أو تلك مستهديا بالممارسة العملية، وما تستلزمه من شروط ومنطلقات.

المطلب الأول: تدبير القيم الأسرية في ضوء المقاربة بالكفايات

سنتناول في موضوعنا هذا بعض المداخل التي نراها تحتل أولوية قصوى من أجل اعتماد التدريس بالكفايات في تدبير القيم الأسرية ، مع الإشارة إلى بعض المقتضيات الديدكتيكة التي تصحب ذلك. ونشير ابتداء إلى أن السلطة ليست لمن يعرف كما كان ذلك من قبل، بل لمن يحسن التصرف والتدبير، وفي هذا السياق تأتي المقاربة بالكفايات، فما المقصود بالكفاية؟

تعرف الكفاية على أنها: » هدف/مرمى متمركزة حول البلورة الذاتية لقدرة التلميذ على الحل الجيد للمشاكل المرتبطة بمجموعة من الوضعيات، باعتماد معارف مفاهيمية ومنهجية مندمجة وملائمة »[80]

هذا عن الكفاية أما الوضعية فهي: » ذات متعلمة في سياق محدد، حيث إن الذات أو الفرد المتعلم(ة) يتوفر على شخصية معرفية في طور التشكل تقابلها قواعد عمل وتصرف تملي عليها ضمنيا أو ظاهريا سلوكا ذهنيا محددا. وتكون الفعالية المعرفية حاسمة في معالجة الفرق بين ما للذات المتعلمة وما تتطلبه الوضعية »[81] وتحيل لفظة الوضعية/المشكلة على موقف يواجهه المتعلم يشعر معه أنه أمام سؤال محیر أو مشكل معقد يربكه لا يملك تصورا مسبقا عنه، مما يحفزه على البحث والتقصي للتوصل لحل المشكلة. إن ما يميز الوضعية/المشكلة هو وجود صعوبة في إنجاز المهمة، فالمهام التي لا تطرح صعوبات أمام المتعلم (ة) لا تساعد على التعلم، بينما المهمة التي تطرح صعوبة تمكن من التحكم في أدوات عمل جديدة، وبناء وتطوير قدرات جديدة، ولا شك أن الوضعيات أنواع تختلف باختلاف الهدف المنتظر منها، وهو ما يوضحه الجدول التالي:

أنواع الوضعيات
الديدكتيكيةالإدماجيةالتقويمية
تكون في بداية الدرس والهدف منها اكتساب تعلمات جديدة مرتبطة بكفاية محددة. ومن خصائصها أنها وضعية تعليمية مرتبطة بتعلمات جديدة نسعى من خلالها إلى حفز المتعلم(ة) وتشويقه وإثارتههي وضعية مشكلة تنجز بعد فترة تعلمات سابقة؛ تم خلالها تحقيق مكتسبات مجزأة، وتستهدف الربط بين هذه المكتسبات وإعطائها معنى جديد، وقد تكون بعد مجموعة من الحصص أو الدروس.هي وضعية للتحقق من حصول تعلم معين ومدى قدرة المتعلم على توظيفه في حل وضعية جديدة تنتمي إلى فئة من الوضعيات. وقد تكون الوضعية التقويمية قبل الإدماج أو بعده.

 

المطلب الثاني: المحطات الكبرى لتدبير القيم الأسرية وفق المقاربة بالكفايات

المرحلةتعريفهاالهدف منها
وضعية الانطلاق /التمهيدتعتبر هذه المرحلة مدخل الدرس، وتكون عبارة عن إشكال مثير ومحفز للمتعلمين، يمكن أن تكون قصة أو حدثا أو ربطا بالدرس السابق، أو عرض مورد رقمي/شريط أو أسناد مصورة وطرح أسئلة حولها أو غير ذلك من الأساليب المحفزة على التعلم.

يتدخل الأستاذ(ة) بوضعية خاصة تسمح بالتشكيك في تصور المتعلم(ة) والعائق الذي يمثله التصور.

استكشاف تصورات المتعلمين والمتعلمات حول موضوع ما، واستغلال الصراعات المعرفية من خلال البحث وتنظيم الأفكار والآراء المقترحة من طرفهم.

à  حصر أذهان المتعلمين والمتعلمات في موضوع الدرس وتشويقهم إلى الوصول إلى جزئياته وتفاصيله نظرا لحاجتهم إلى الخبرات المستفادة منه في حياتهم العملية.

à  تحسيسهم بالهدف المتوخى.

à  تحفيز المتعلمين والمتعلمات على الانخراط في بناء القيم الأسرية.

à  استفزاز أذهانهم واستنفار قدراتهم. والهدف من هذه الاستراتيجية هو تفكيك تصورات المتعلم(ة) الخاطئة.

استغلال التصورات السابقة أي المعرفة القبلية للمتعلمين وذلك بتتبع مجموعة من التصحيحات المتتالية.

الأنشطة البنائيةيقدم فيها الأستاذ(ة) معلومات مركزة عن كل محور من محاور الدرس مذيلة بأسئلة تحفز المتعلمين والمتعلمات على التفكير والمناقشة والحوار والربط بالواقع من خلال نماذج وأمثلة، ويمكن أن يكون المحتوى معززا بموارد رقمية أو صور. ويتم من خلالها الربط بين المعارف المكتسبة في المرحلة البنائية وواقع المتعلمين من خلال نماذج وأمثلة تمكنهم من التحليل والمناقشة، ثم تركيب الخلاصات والاستنتاجات المركزة في شكل عبر وفوائد.تنمية مهارات الربط بين المعرفة الإسلامية النظرية والواقع؛ تنمية القدرة على التحليل والاستنتاج والنقد؛ تنمية القدرة على توظيف النصوص القرآنية والحديثية في الاستشهاد؛ تنمية القدرة على بناء المواقف والاختيارات في ضوء مبادئ وقيم الأسرة الإسلامية.
أنشطة التطبيق

والاستثمار

ويتم من خلالها تزويد المتعلمين والمتعلمات بوضعيات ومواقف جديدة من واقعهم المعيش من أجل تطبيق ما استخلصوه من مرحلة التحليل والتركيب من قيم ومبادئ وأحكام.  يعرض فيها الأستاذ(ة) نماذج وأمثلة يكشف من خلالها قدرة المتعلم المتعلم(ة) على توظيف المعارف التي اكتسبها من الدرس في تحديد مواقفه وكشف مهاراته العملية.

ويمكن للأستاذ(ة) أن يعزز النشاط التطبيقي بعرض صور ثابتة أو متحركة لسلوكات إيجابية أو سلبية، والاستماع لتعليقات المتعلمين وتصنيفاتهم وتعليلهم لهذا التصنيف.

تنمية قدرة المتعلم المتعلم(ة) على تطبيق تعلماته في وضعيات تعليمية جديدة لم يسبق إثارتها في مراحل الدرس السابقة.

مراقبة مدى قدرته على الاستفادة من تعلماته في واقعه المعيش.

أنشطة التقويم والدعمعبارة عن أسئلة مباشرة، أو تطبيقات عملية متنوعة ومتعددة تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ وتمكنهم من إبراز قدراتهم المختلفة المكتسبة أثناء الدرس، الجمع بين تقويم الموارد مجزأة وتقويم مدى نماء الكفاية من خلال وضعيات.

هذه المحطة فرصة لمساعدة المتعثرين والمتعثرات بناء على نتائج التقويم.

هذه المرحلة عبارة عن محطة لقياس منتوج التعلم،

والتأكد من مستوى تحقق أهداف الدرس المعرفية والمهارية والوجدانية، مع التركيز على التعلمات الأساسية، ومراعاة الفوارق الفردية في رسم خطط الدعم.

 

 

أنشطة التعلم

الذاتي

أنشطة ينجزها المتعلم(ة) خصوصا في المستويات العليا خارج الصف لإثراء وتعزيز تعلماته المتعلقة بالدرس السابق والتحضير للدرس القادم. ــ تعزيز قدرة المتعلمين والمتعلمات خصوصا في المستويات العليا على التكوين الذاتي

ــ تنمية مهاراتهم وقدراتهم على البحث.

ولما كانت القيم تمرر من خلال مختلف المواد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ولما كانت طبيعة المادة تفرض هذه الطريقة أو تلك فإن طبيعة القيم عامة والقيم الأسرية خاصة تستدعي صنافات قيمية/وجدانية كصنافة كراثوول Krathwohl  والمتمثلة في:( التقبل، الاستجابة، التثمين، تنظيم القيم، التمييز بواسطة قيمة أو منظومة من القيم ) لكن تمرير هذه المراقي[82] غير مقيد بزمن محدد ولا محصور بفضاء دون آخر. وفي ضوء صنافة كراثوول يقترح خالد الصمدي مراحل أو خطوات للتعامل مع تدبير القيم نبسطها على الشكل التالي[83]:

  1. الانتباه: ومن مؤشراته صمت المتعلمين وتركيز أذهانهم وتأملهم فيما يعرض عليهم؛
  2. الاهتمام: ومن مؤشراته طرح آراء وأسئلة جديدة حول القيمة، وطلب إيضاءات وتوضيحات حولها، وبذل المجهود لتبين القيمة وتصنيفها؛
  3. التفاعل: ومن مؤشراته الانخراط في مناقشة الآراء المختلفة التي يعرضها الزملاء حول القيمة موضوع الدرس، يبني المتعلم اختياراته، يستحضر سلوكات ومواقف، يقترح حلا للإشكالات المطروحة؛
  4. الاقتناع: ومن مؤشراته تبني المتعلم لرأي معين بناء على معطيات وحجج، ترجيح اختيار من بين مجموعة من الاختيارات؛
  5. الدفاع: ومن مؤشراته الدفاع عن القيمة التي اقتنع بها، يرد على الرأي المخالف بالحجج المناسبة، يذم السلوكات المناقضة للقيمة التي يتبناها، يتحمس لكل رأي عملي يعزز دور القيمة؛
  6. نقل القيمة: ومن مؤشراتها المبادرة في نشر وتقاسم القيمة مع الآخرين دون أن يطلب منه ذلك، المشاركة الفعالة في إعداد الملصقات والمطويات والانخراط في النوادي.

هذا عن أهم الخطوات المنهجية لتدبير الدرس القيمي، فماذا عن التقنيات التنشيطية ؟

المطلب الثالث: التقنيات التنشيطية

1 – لعب الأدوار:

لعب الأدوار هو تقنية من تقنيات التنشيط على صيغة وضعية يقوم فيها بعض المشاركين بتمثيل أدوار، تستهدف التعبير عن الاتجاهات والمواقف من خلال تمثيل سلوكات مستوحات من عوالم عديدة ووضعيات مختلفة مستمدة من واقعهم المعيش (الأسرة، الحي، المدرسة، التجارب المباشرة…) تتيح للمشاركين الفرصة لتوضيح اتجاهاتهم وسلوكاتهم وامتلاك قيم واتجاهات وسلوكات جديدة إزاء مشاكل معينة، وهي تساعد أيضا على تحسيس المتعلمين بالسلوكات غير المرغوب فيها اجتماعيا مع تحديد الأسباب الكامنة وراءها، ومن تم العمل على تصحيحها انطلاقا من الوعي بها. ولا شك أن هذه التقنية مهمة جدا في ترسيخ الكثير من القيم الأسرية خصوصا ما يتعلق بالجانب العلائقي بين أفرادها كالمودة والرحمة والتكافل كما يمكن تشخيص بعض الظواهر الاجتماعية السلبية من قبيل التمييز بين الجنسين.

ولمزيد من توضيح تقنية لعب الأدوار يمكن تحديد أدوار كل من المنشط والمشاركين كالتالي:

الأدوارقبل الإنجازأثناء الإنجازبعد الإنجاز
 

 

بالنسبة للمنشط

 – تقديم وضعية ملموسة من الواقع المعيش لإبراز التمثلات والمواقف والقيم المراد التعبير عنها.

– اختيار الممثلين والأدوار.

_ تصميم للعب الأدوار.

– تقديم شكليات اللعب.

– إعطاء انطلاقة اللعب.

– تدبير الوقت.

– مطالبة كل ممثل أن يوضح ما يريد التعبير عنه من خلال تقمص الدور.

– المطالبة من المشاهدين تحديد المشاهد التي أثارت انتباههم.

– تركيب الآراء المعبر عنها.

– إعطاء خلاصة نهائية مطابقة للأهداف المحددة في البداية.

 

بالنسبة للمشاركين

 – لعب الدور بتفاعل مع الممثلين الآخرين ومتطلبات الموقف.

– الحرص على التعبير عن المواقف والعواطف والآراء.

 

ـ قبول الحلول المتفق عليها.

2 – دراسة الحالة:

تعد دراسة الحالة: « تقنية بيداغوجية ترمي إلى وصف مشكل واقعي »([84]) وهي كذلك: « وضعية/مشكلة تتطلب تقديم حل لها، أو اتخاذ قرار بشأنها. »([85])

ويمكن تحديد أدوار كل من المنشط والمشاركين كما يلي:

الأدوارقبل الإنجازأثناء الإنجازبعد الإنجاز
بالنسبة للمنشطـ إعداد حالة تفضي إلى اتخاذ قرارات وحلول لتنمية المهارات الحياتية.– تنظيم التدخلات.

– توجيه المشاركين إلى جوهر الموضوع حين خروجهم عنه.

– تجميع المساهمات.

– تقويم العمل.

– تقديم الحلول والاقتراحات الملائمة.

– تبرير القرارات.

بالنسبة للمشاركينـ فهم الحالة– تقديم الحلول والمساهمات.

– تغيير الآراء الشخصية حين الاقتناع برأي الآخرين أثناء المواجهة.

ـ قبول الحلول المتفق عليها، واعتمادها في الحياة اليومية.

3 – العصف الذهني:

العصف الذهني هو: » أسلوب للتفكير الجماعي في أغراض متعددة منها حل المشكلات والتدريب بقصد زيادة كفاءة القدرات والعمليات الذهنية… وهو أسلوب ملائم بالنسبة للأطفال والكبار. » ([86])

يقوم العصف الذهني على انخراط المشاركين في المناقشة بهدف إنتاج واقتراح أفكار بشكل جماعي، أو لإيجاد حلول لموقف أو(وضعية/مسألة) ومثال ذلك جرد مجموعة من الأفكار المتعلقة بتنمية مهارة اتخاذ القرار تخضع للمراحل التالية:

أ- عرض المنشط لمشكلة ذات علاقة بالمهارة الحياتية المستهدفة أمام المشاركين وتوضيحها وتحديد عناصرها.

ب ـ معالجة المشكلة من خلال إدلاء كل مشارك بآرائه واقتراحاته انطلاقا من الالتزام بمجموعة من القواعد والمقتضيات التي أكدت عليها الكثير من المراجع التربوية من قبيل:

« تجنب النقد أو التقييم الإيجابي أو السلبي للأفكار المطروحة، وتقبل أي فكرة مهما كانت خيالية أو وهمية، والإدلاء بأكبر عدد ممكن من الأفكار، ومتابعة أفكار الآخرين وكيفية بنائها. »([87])

ج- حرص المنشط على جمع الأفكار والتدخلات وتدوينها، مذكرا بين الفينة والأخرى بالموضوع، وبمعونة المشاركين، ينظم المعطيات المحصلة في محاور مختلفة مستعملا مختلف الوسائل المتاحة كأوراق الرسم البياني والألوان…، ويسجل جميع الردود ويصنفها دون تقديم تفسيرات أو أحكام أو اقتراحات.

د- تحليل الأفكار والاقتراحات في النهاية للخروج باستنتاج معين؛كي يصبح مهارة حياتية.

4 – المناقشة:

تعتبر المناقشة من الطرق المتبعة لتعليم القيم الأسرية وتعزيزها، لأنها تفتح المجال أمام المتعلمين للتعبير عن أفكارهم وتصوراتهم المختلفة حول القضايا القيمية المعروضة للنقاش وتجعل المتعلمين يطلعون على آراء زملائهم ، مما يساعدهم على بناء قناعات تعزز طريقة تعاملهم مع القيم المكتسبة، ولا يمكن اعتبار المناقشة تقنية مستقلة، بل هي كما جاء في أحد الدلائل التربوية: » ممارسة أساسية في كل تقنية من تقنيات التنشيط والتواصل »([88])

ويمكن تلخيص أهم أنواع المناقشات فيما يلي: » ([89])

أ ـ المناقشة في إطار جماعات صغرى تسمح لجميع المشاركين بالتدخل وإبداء آرائهم بشكل متكافئ، قصد الخروج بأفكار متنوعة، وهنا يذكر المنشط بأدوار ومسؤوليات كل من المسير والمقرر داخل كل جماعة، ويحرص على الارتباط بالموضوع مخافة ضياع الوقت. بعد الانتهاء من نشاط معين في إطار الجماعات الصغرى، يلتقي جميع المشاركين من أجل تقاسم ومناقشة أشغال كل جماعة.

ب ـ المناقشة في إطار الجماعة الكبرى حيث يتدخل كل مشارك أمام الجميع بتقديم رأي أو استفسار أو اعتراض أو تعقيب أو إضافة. يقوم المنشط /الأستاذ بدور المسير للنقاش العام، ويحدد المدة الزمنية لكل تدخل وذلك وفق أعداد الراغبين في التدخل.

المطلب الرابع: تتبع وتقويم القيم الأسرية

لا شك أن التربية والقيم وجهان لعملة واحدة فلا تربية بدون قيم، ولا قيم بدون تربية، وأي نجاح أو تقدم في إحداها رهين بالتقدم الحاصل في الوجه الآخر. ولما كانت القيم الأسرية معان مجردة لا تدرك بالحواس ويغلب عليها الطابع التجريدي، ويصعب رصدها وتتبعها خصوصا مع تعدد المتدخلين، فلا مناص من المراهنة على تطوير مؤشرات لقياس هذه القيم ولمواكبة تطور القيمة لدى المتعلم ومدى استيعابه لها ، وفي هذا الإطار يمكن اعتماد صنافة كراثوول ، ولما كانت المراقي عبارة عن معايير لضبط السلوك، فإنه لا مناص من تصريف كل منها إلى مؤشرات واضحة قابلة للملاحظة والقياس. يقول خالد الصمدي: » إذا كان تقويم المعارف والمهارات ميسرا بحكم إمكان ملاحظة السلوك المعرفي أو الحركي الظاهر لدى المتعلم، فإن تقويم مدى تطور القيمة في وجدان المتعلمين يظل اللغز المحير للمربين وحتى للباحثين في مجال التربية، ذلك أن القيم شأن داخلي وجداني يرتبط بالاقتناع والأحاسيس، ولا يمكن للسلوك الخارجي اللفظي أو الحركي أن يكون دالا على وجود أو عدم وجود القيمة إلا من خلال مجموعة من الضوابط والمعايير التي تجعل من السلوك مؤشرا طبيعيا على وجود القيمة أو مؤشرا اصطناعيا مضللا قد يلقي بنتائج التقويم في فلاة من التيه »[90]، ونظرا لارتباط القيم الأسرية بالواقع والسلوك فلا مناص من الانفتاح على أنشطة الحياة المدرسية والأنشطة المدمجة باعتبارها من مكونات المراقبة المستمرة ومن أهم الآليات لتنزيل مشروع المؤسسة المندمج وباعتبارها أيضا مجالا خصبا لتقويم القيم عبر أنشطة الأندية التربوية.

الصعوبات والإكراهات

لعل أهم الصعوبات التي تواجه إدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية نذكر:

  • تهديد الثورة المعلوماتية لمنظومتنا الأسرية؛
  • إشكالية تقاسم المسؤولية في نقل القيم الأسرية، مما يستدعي إعطاء الأهمية لإرساء صيغ مؤسساتية مستديمة للشراكة والتعاقد والتنسيق؛
  • محدودية التجسيد الفعلي للقيم الأسرية في السلوك والممارسات، في مقابل تضخم الخطاب البيداغوجي الذي يتم إنتاجه حول القيم الأسرية؛
  • تحقيق الاقتناع بالقيم الأسرية، والالتزام بقواعدها، وتجسيدها في السلوك والممارسات اليومية لدى كل متعلم؛
  • نقص الأدوات الكفيلة بتتبع الأثر على مستوى بناء السلوك والفعل، وتقويم مؤشرات التجسيد الفعلي للقيم الأسرية، والتي غالبا ما يظل تلمس نتائجها محدودا على مستوى الممارسة؛
  • صعوبة تقويم القيم لكثرة المتدخلين من جهة ولاختلاف تصوراتهم وقناعاتهم من جهة أخرى فضلا عن الأدوات الخاصة التي يحتاج إليها تقويم القيم .

الاقتراحات والتوصيات

  • حصر وتحديد مصفوفة من القيم الأسرية تعطى لها الأولوية، مع تحديد آليات لتفعيلها وتتبعها وتقييمها؛
  •  » ضرورة وضوح الأحكام القيمية التي تسعى أي مؤسسة تعليمية لإكسابها لمتعلميها، وأن تكون هذه الأحكام جزءا من رؤية المؤسسة، ورسالتها المعلنة. »([91])
  • إعداد دلائل مرجعية للقيم الأسرية بالنسبة لمختلف المراحل التعليمية مع أجرأتها وتحديد طرق اكتسابها، بما في ذلك الأنشطة ذات الصلة، مع مراعاة تداخلها مع المكونات الأخرى المرتبطة باللغات، والمعارف والكفايات وانسجامها مع خصائص كل مادة دراسية؛
  • استعمال الوسائط المعلوماتية في التربية على القيم الأسرية، مع تشجيع تبادل الآراء ، وتنمية الحس النقدي؛
  • أهمية الأنشطة المدمجة باعتبارها من مكونات المراقبة المستمرة في تقويم القيم؛
  • المزاوجة بين تقديم المفاهيم والقيم الأسرية، وبين الممارسة وذلك بتجسيد هذه القيم على مستوى السلوكات والمواقف؛
  • التدرج في تمرير قيم مدونة الأسرة؛ مراعاة لقدرات المتعلمين، ونضجهم الجسمي والعقلي والنفسي.
  • تنويع الطرائق والأساليب والتقنيات في تدريس قيم مدونة الأسرة، مع مراعاة طبيعة المواد وخصوصيتها المعرفية.
  • التوعية بمقتضيات مدونة الأسرة، والتربية على قيمها الفاضلة في تزاوج تام بين المقاربتين القانونية والتربوية؛ ضمانا لأسرة مستقرة؛
  • اعتماد مبدأ تكامل المواد، وإبراز التعلمات المكتسبة ونقلها في شكل امتدادات تتخطى الفصل الدراسي إلى الفضاء الأرحب للمؤسسة عبر أنشطة فنية وإبداعية ومسرحية؛
  • بناء وضعيات تكون فيها القيم الأسرية القائمة على تكريم الإنسان والإنصاف والمساواة والعدل موضوعا لتناول بيداغوجي داخل الفصل، وداخل الفضاء المدرسي عموما؛
  • الانفتاح على الأنشطة الموازية الكفيلة بجعل الحياة المدرسية فضاء للتشبع بالقيم ، ومجالا خصبا لتقويم القيم غبر أنشطة الأندية التربوية…

الخاتمة:

إن الإنسان لا يولد محملا بالقيم، وإنما التنشئة الاجتماعية هي من يكسبه قيم المجتمع الذي يعيش فيه، وأن عملية اكتساب القيم لا تتوقف على الأسرة بل تتعداها إلى المدرسة والجماعات الأخرى، ولعل فشل الكثير من التلاميذ يرجع إلى الصراع الذي يعيشونه على مستوى القيم التي استضمروها داخل أوساطهم الأسرية، والقيم التي تفرضها عليهم الأوساط المدرسية الشيء الذي يستدعي الحرص على انسجام قيم الأسرة مع قيم المدرسة حتى يفضي بكل تأكيد إلى نتائج مرضية على مستوى التحصيل والاكتساب والتوافق.

فقد بات من  المؤكد أن غرس القيم الأسرية هي حصيلة مجموعة من الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية ، وأنه لا يمكن تمريرها بشكل كلي في الكتب والمقررات الدراسية، بل تعتمد بالدرجة الأولى على الممارسات داخل المؤسسة أو خارجها، وهذه العملية مستمرة بحيث ينبغي العمل على ترسيخها وتطوير مشاركة المتعلم في دينامية المجتمع الذي ينتمي إليه، كما أن عملية إدماج القيم الأسرية في المنظومة التعليمية يتطلب أفقا زمنيا طويل الأمد حتى تؤتي أكلها وتنضج ثمارها، كما أن تحقيق الأهداف لا يتم بمجرد إدراج القيم الأسرية في الوثائق الرسمية بل يتطلب ترجمتها إلى إجراءات عملية، وعلى هذا الأساس فإن المدرسة باعتبارها مؤسسة اجتماعية تمارس تربية قصدية ومنظمة وموجهة بضوابط، فهي لا تضطلع فقط بمهام إكساب المتعلمين معارف و كفايات بل أيضا بمهمة نقل القيم وتربيتهم عليها، فعملية زرع القيم وتنميتها لدى الفرد وهو طفل تبدأ مع الأسرة، ولا تنتهي إلا بانتهاء حياته على وجه هذه البسيطة ثم إن القيم الأسرية متوارثة عبر الأجيال من خلال التنشئة الاجتماعية والتي من خلالها يتكون الإطار المرجعي للفرد، والقيم الأسرية مرتبطة بالمصدرين التشريعيين القرآن والسنة وهو ما يجعل المسلم يمتثل لها بوازع إيماني وليس برقابة اجتماعية أو قانونية، وذلك لما يترتب عن الامتثال لها من جزاء أخروي.

إن أفضل مدخل لتدريس القيم الأسرية في مراحل التعليم الأساسية هو البدء بتدريبهم على قواعد الحياة ضمن المجموعة، سواء داخل العائلة، أو في الحي أو في المدرسة، على أن تكون المدرسة فضاء للمشاركة والممارسة الاجتماعية التي تتيحها النوادي. فليس المهم في منهاج التربية على القيم الأسرية تحصيل ومعرفة البنود والمواثيق والأحكام الشرعية ولا مصادرها فقط، بل الأهم هو توظيف هذه المعارف والاقتناع بها، واعتمادها كمرجعية للسلوك والتفاعل داخل الواقع الاجتماعي. وإذا كانت مناهجنا التعليمية تتضمن حزمة من القيم الأسرية من قبيل الطاعة والعدل والمساواة والرحمة والمودة… فإنه يمكن للأستاذ استثمار بعدها المفاهيمي، والاصطلاحي، ووضعها في سياقاتها الطبيعية وتبسيطها، والتدرج في تمريرها؛ لتسهيل استيعابها وتمثلها من لدن المتعلمين.

وفي نهاية هذه الورقة نؤكد على أن أي إصلاح أو تجديد للمناهج يجب أن يركز على توطيد وتقوية منظومة القيم الأسرية لأن ذلك من شأنه تحصين المتعلمين من أية محاولة لزعزعة مبادئهم وأفكارهم ومعاييرهم، خصوصا وأن الثورة المعلوماتية قد اخترقت الحدود المكانية والجغرافية بين الثقافات، وتبقى المؤسسات التعليمية هي الفضاء الأمثل لنشر القيم الأسرية وترسيخها.

المصادر والمراجع:

  1. القرآن الكريم برواية ورش عن نافع
  2. الأسس المعرفية، مصطفى عزيزي، مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية،ط1 ،2018،م
  3. الأصول التربوية لبناء الشخصية المسلمة ، عبد الودود مكرم، دار الفكر العربي ، القاهرة، 1996م
  4. الأصول الفلسفية للتربية، الهادي عفيفي محمد، مكتبة الأنجلو مصرية ، 1978م
  5. ارتقاء القيم ،دراسة نفسية ، د.عبد اللطيف محمد خليفة،ع 160،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، أبريل 1992م
  6. اعتماد الواقعية مطلب تربوي، د. منصوري عبد الحق ، مجلة علوم التربية ، المجلد 18، مطبعة النجاح الجديدة ، مارس 2000م
  7. البيان والتبيين ، للجاحظ ،تحقيق: عبد السلام محمد هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط 5، 1985م
  8. تخطيط الدرس لتنمية الكفايات ـ بيير ديشي ـ ترجمة عبد الكريم غريب ـ منشورات عالم التربية ـ مطبعة دار النجاح الجديدة ـ البيضاء ـ ط1 ـ 2003 م
  9. تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، سلسلة التكوين التربوي، العدد9، المقاربة التربوية لإدماج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية أسسها وضوابطها- إدماج قيم حماية الأسرة في المناهج التعليمية بالمغرب نموذجا-
  10. التدريس بالكفايات رهان على جودة التعليم ـ أحمد أوزي وآخرون ـ مطبعة النجاح الجديدة ـ البيضاء ـ ط1 ـ 2007 م
  11. تربية الأولاد في الإسلام ، دار السلام والطباعة، بيروت ، لبنان، ط2، 1978م
  12. التربية على المواطنة والسلوك المدني، المجزوءات المستعرضة لدعم التكوين التأهيلي من أجل تعلم فعال، عبد اللطيف الفارابي وآخرون، الوحدة المركزية لتكوين الأطر، مشروع تعزيز كفايات الأطر التربوية، بتعاون مع مشروع إتقان الارتقاء بالتكوين لتقوية الأداء والنجاح، بدون دار النشر، بدون ت
  13. تعلم القيم وتعليمها: تصور نظري وتطبيقي لطرائق واستراتيجيات تدريس القيم، ماجد زكي الجلاد، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ط1 ، 2005م
  14. تشخيص منظومات القيم لدى المتعلمين، عبد الجليل بادو، ورقة ندوة (القيم الإسلامية ومناهج التربية والتعليم) تشخيص منظومات القيم لدى المتعلمين، الرباط ، (21- 23 / 11/ 2005م)
  15. التدريس الهادف ، مساهمة في التأسيس العلمي لنموذج التدريس بالأهداف التربوية ، ط1 ـ، 1991 م
  16. الخطاب الديداكتيكي بالمدرسة الأساسية بين التصور والممارسة ، السلسلة البيداغوجية19، محمد المباشري،ط1،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،2002 م
  17. دراسة الحالة في المجال التربوي، د. جميل حمداوي، مجلة علوم التربية ، العدد 36، مطبعة النجاح الجديدة، فبراير 2008م
  18. دعم الكفايات التربوية: الإنصاف في الفضاء المدرسي، مديرية العمل التربوي، وزارة التربية الوطنية، الرباط، المغرب، بدون ت
  19. دليل تكوين المكونين في مجال محاربة الأمية، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ،قطاع محاربة الأمية والتربية غير النظامية، مديرية محاربة الأمية،2010م
  20. دليل الحياة المدرسية ، مديرية التقويم والحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات، وزارة التربية الوطنية ، غشت 2008م
  21. ديوان أبي الأسود الدؤلي ، أبو الأسود الدؤلي، تحقيق محمد حسن آل ياسين، دار الكتاب الجديد ،بيروت، لبنان ط1، 1974م
  22. شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري، عبد الرحمان البرقوقي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان،1981م
  23. شرح ديوان كعب بن زهير، الإمام أبي سعيد الحسن بن الحسين، الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة، 1965م
  24. الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية، إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق أحمد بن عبد الغفور، عطار، دار العلم للملايين، ط4، يناير 1990م
  25. العلاقات التربوية والبيداغوجية داخل الفصل الدراسي، دفاتر التربية والتكوين، المجلس الأعلى للتعليم،العدد1،أكتوبر2009م
  26. عواطف الطفل، ربيع مبارك، الشركة المغربية للطباعة والنشر، الرباط ، المغرب، ط2، 1991م
  27. العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق مهدي المخزومي، نشر الأسوة،ط1، 1414 هـ
  28. القيم الإسلامية في المنظومة التربوية، دراسة للقيم الإسلامية وآليات تعزيزها، خالد الصمدي، منشورات إيسيسكو، 2008 م
  29. القيم الإسلامية المتضمنة في النتاجات التربوية الواردة في المنهاج الوطني التفاعلي لمرحلة رياض الأطفال الحكومية في الأردن ، د. قاسم محمد محمود خزعلي ، مجلة العلوم التربوية والنفسية، كلية التربية ، جامعة البحرين ، المجلد 11، العدد 4، دجمبر 2010م
  30. القيم التربوية في القصص القرآني ، طهطاوي سيد ، دار الفكر العربي ، مصر،1996م
  31. قيمنا الاجتماعية وأثرها في تكوين الشخصية، إبراهيم نجيب اسكندر وآخرون، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1962م
  32. القيم والتربية ، أحمد لطفي بركات، الرياض، دار المريخ،1983م
  33. قيم النفير الحضاري في مقابل قيم النفور الحضاري، امحمد طلابي ، الفرقان، العدد 60، مطبعة النجاح الجديدة ،2008م
  34. لسان العرب ، جمال الدين بن محمد بن منظور،ط3، دار إحياء الثرات العربي ، بيروت ، 1993م
  35. مبادئ تدريس حقوق الإنسان، أنشطة عملية للمدارس الابتدائية والثانوية ، عقد الأمم المتحدة للتثقيف في مجال حقوق الإنسان، 1995 جنيف، أیار/مایو2003م
  36. المدخل إلى علم التدريس، حليم سعيدـ منشورات أنفو بران، فاس، 2011 م
  37. مختار الصحاح، الرازي محمد بن أبي بكر، تحقيق محمود خاطر ،مكتبة لبنان،بيروت، 1415 هـ.
  38. المرأة الجديدة ضمن المجموعة الكاملة ، دراسة وتحقيق: محمد عمارة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ،1976م
  39. المقاربة التربوية لإدماج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية أسسها وضوابطها،إدماج قيم حماية الأسرة في المناهج التعليمية بالمغرب نموذجا، الندوة الدولية في موضوع القيم الإسلامية ومناهج التربية والتعليم، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان-21-22-23 نونبر 2005م
  40. معجم مقاييس اللغة ،أحمد بن فارس ، المحقق: عبد السلام محمد هارون ، دار الفكر،بيروت ، 1399هـ
  41. المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،أحمد وزي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،ط1، 2006م
  42. المناهج: أسسها وتنظيماتها وتقويم أثرها ، عبد اللطيف فؤاد إبراهيم ، مكتبة مصر ، القاهرة ،1984م
  43. المنهج المدرسي المعاصر ، حسن جعفر الخليفة ، الرياض، مكتبة الرشد ،2005م
  44. المنهل التربوي: معجم موسوعي في المصطلحات والمفاهيم ، عبد الكريم غريب، منشورات عالم التربية، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء، ط1، 2006م
  45. من معرفة القيم إلى قيم المعرفة: دراسة في المناهج التربوية بالتعليم ما قبل الجامعي وأثرها في تشكيل منظومة القيم لدى شباب الجامعات، مادة التربية الإسلامية نموذجا ـ
  46. المذكرة الوزارية رقم 126بتاريخ 05 أكتوبر 2004 المتعلقة بإدماج مبادئ مدونة الأسرة وقيمها في المناهج التربوية

فهرس المحتويات:

فهرس المحتويات

مقدمة: 0

المبحث الأول: المواد الحاملة للقيم الأسرية 8

المبحث الثاني:الأسس البيداغوجية لإدماج القيم الأسرية في مناهجنا التعليمية 13

المطلب الأول: القدوة 13

المطلب الثاني: التدرج في إدماج القيم الأسرية 15

المطلب الثالث: ارتقاء القيم  16

المطلب الرابع: المراهنة على الجانب العملي السلوكي  16

المطلب الخامس: الملاءمة والارتباط بالواقع  18

المطلب السادس: تكامل المواد 20

المطلب السابع: بيداغوجيا المشروع  21

المبحث الثالث: الأسس الديداكتيكية لإدماج القيم الأسرية في المناهج التعليمية 21

المطلب الأول: تدبير القيم الأسرية في ضوء المقاربة بالكفايات   22

المطلب الثاني: المحطات الكبرى لتدبير القيم الأسرية وفق المقاربة بالكفايات   24

المطلب الثالث: التقنيات التنشيطية 26

المطلب الرابع: تتبع وتقويم القيم الأسرية 29

الصعوبات والإكراهات   30

الاقتراحات والتوصيات   30

الخاتمة: 31

المصادر والمراجع: 33

فهرس المحتويات: 37

 

[1] – معجم مقاييس اللغة ـ أحمد بن فارس ـ المحقق : عبد السلام محمد هارون ـ بيروت ـ دار الفكرـ 1399هـ ـ ج1 ـ ص14

[2] – كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، ج‏7، ص: 334،تحقيق مهدي المخزومي ـ نشر الأسوة ـ ط1 ـ 1414 هـ

[3]  – نفسه، ص 334.

[4]  – معجم مقاييس اللغة،ج1،ص14،أحمد بن فارس ، المحقق: عبد السلام محمد هارون ،بيروت ، دار الفكر، 1399هـ

[5]  – الأسس المعرفية،مصطفى عزيزي،ص24،مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية ،  ط1، 2018م

[6] – العلاقات التربوية والبيداغوجية داخل الفصل الدراسي،ص79،دفاتر التربية والتكوين، المجلس الأعلى للتعليم ،العدد1،أكتوبر2009م

[7] – المنهل التربوي ،ج2 ، ص717، أ.عبد الكريم غريب ـ مطبعة النجاح الجديدة ـ البيضاء ـ ط1 ـ 2006م

[8] – نفسه ، ص718

[9]  ـ المدخل إلى علم التدريس ،ص10، حليم سعيدـ منشورات أنفو بران ، فاس ،2011 م

[10] – العلاقات التربوية والبيداغوجية داخل الفصل الدراسي،ص80،دفاتر التربية والتكوين، المجلس الأعلى للتعليم ،العدد1،أكتوبر2009م

[11]  ـ المنهل التربوي،ج1، ص263 ، أ.عبد الكريم غريب ، مطبعة النجاح الجديدة ،البيضاء ، ط1 ،2006م

[12]  ـ نفسه ـ ص 264

[13]  ـ التدريس الهادف ، ص28، مساهمة في التأسيس العلمي لنموذج التدريس بالأهداف التربوية ،ط1 ،1991 م

[14] – الخطاب الديداكتيكي بالمدرسة الأساسية بين التصور والممارسة ، السلسلة البيداغوجية19،ص 20 ، محمد المباشري،ط1،مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء،2002 م

([15]) الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية ، ج1،ص 315 إسماعيل بن حماد الجوهري ، تحقيق أحمد بن عبد الغفور ، عطار، دار العلم للملايين، ط4، يناير 1990م

([16]) معجم مقاييس اللغة ، ج2، ص 299، مادة دمج، الدار الإسلامية ، لبنان،تحقيق عبد السلام محمد هارون، 1990م

([17]) معجم علوم التربية ، مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ، ص 167

([18]) المناهج: أسسها وتنظيماتها وتقويم أثرها ، ص 324، عبد اللطيف فؤاد إبراهيم ، مكتبة مصر ، القاهرة ،1984م

([19]) مختار الصحاح،ص 232، مادة قوم، الرازي محمد بن أبي بكر، تحقيق محمود خاطر ، مكتبة لبنان،بيروت، 1415 هـ.

([20]) الصحاح، ج5، ص 2017 ، مادة قوم  ، الجوهري ، تحقيق العطار ، ط 3 ، دار القلم، بيروت،1404 هـ

([21]) لسان العرب ، ج 11 ، ص 306/307، مادة قوم ، جمال الدين بن محمد بن منظور، ط3، دار إحياء الثرات العربي ، بيروت ، 1993م

([22]) شرح ديوان كعب بن زهير، ص 67، الإمام أبي سعيد الحسن بن الحسين،الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1965م

([23]) شرح ديوان حسان بن ثابث الأنصاري ، ص 428، عبد الرحمان البرقوقي ، دار الكتاب العربي، بيروت ، لبنان، 1981م

([24]) الإسراء/9

([25]) الأصول التربوية لبناء الشخصية المسلمة ، عبد الودود مكرم، ص 232، دار الفكر العربي ، القاهرة، 1996م

اُنظر:القيم والتربية،ص4 ، أحمد لطفي بركات، الرياض، دار المريخ،1983م

[26] – القيم التربوية في القصص القرآني ، طهطاوي سيد ، ص42 ،دار الفكر العربي ، مصر 1996

([27]) قيم النفير الحضاري في مقابل قيم النفور الحضاري، ص 7 ، امحمد طلابي ، الفرقان، العدد 60، مطبعة النجاح الجديدة ،2008م

([28]) الميثاق الوطني للتربية والتكوين ، قراءة تحليلية ، ص 309 ، اُنظر: الأصول الفلسفية للتربية، ص 286، الهادي عفيفي محمد، مكتبة الأنجلو مصرية ،1978م

[29] – لسان العرب ، ج2 ، ص 383، مادة نهج.

[30] – المائدة/50

[31] – المنهج المدرسي المعاصر ، ص 20 ، حسن جعفر الخليفة ، الرياض، مكتبة الرشد ، 2005م

[32] – المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،ص84 ، أحمد وزي ، مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،ط1 ، 2006م

[33] – المنهل التربوي ، ج1 ، ص71، أ.عبد الكريم غريب ،مطبعة النجاح الجديدة ، البيضاء ، ط1 ، 2006 م

[34] – المنهل التربوي ، ج1 ، ص71، أ.عبد الكريم غريب،مطبعة النجاح الجديدة،البيضاء ، ط1 ، 2006 م

([35]) تشخيص منظومات القيم لدى المتعلمين، ص10، عبد الجليل بادو، ورقة ندوة (القيم الإسلامية ومناهج التربية والتعليم) تشخيص منظومات القيم لدى المتعلمين، الرباط ، (21- 23 / 11/ 2005م)

([36]) من معرفة القيم إلى قيم المعرفة: دراسة في المناهج التربوية بالتعليم ما قبل الجامعي وأثرها في تشكيل منظومة القيم لدى شباب الجامعات، مادة التربية الإسلامية نموذجا، ص 19

([37]) إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية ، دليل بيداغوجي ، ص 65، مديرية المناهج، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة

([38]) المقاربة التربوية لإدماج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية أسسها وضوابطها،إدماج قيم حماية الأسرة في المناهج التعليمية بالمغرب نموذجا، ص 7 ، الندوة الدولية في موضوع القيم الإسلامية ومناهج التربية والتعليم، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان،21-22-23 نونبر 2005م

([39]) إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية، دليل بيداغوجي، ص 5

([40]) المقاربة التربوية لإدماج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية أسسها وضوابطها، إدماج قيم حماية الأسرة في المناهج التعليمية بالمغرب نموذجا، ص10، خالد الصمدي

([41]) نفسه – ص 12

([42]) من معرفة القيم إلى قيم المعرفة: دراسة في المناهج التربوية بالتعليم ما قبل الجامعي وأثرها في تشكيل منظومة القيم لدى شباب الجامعات، مادة التربية الإسلامية نموذجا، ص 21

([43]) تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، سلسلة التكوين التربوي،العدد9، ص 35

([44]) مبادئ تدريس حقوق الإنسان، أنشطة عملية للمدارس الابتدائية والثانوية ، عقد الأمم المتحدة للتثقيف في مجال حقوق الإنسان ،ص 52، رقم 4، جنيف، أیار/مایو2003م

([45]) إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية ، دليل بيداغوجي ، ص 27

([46]) تعلم القيم وتعليمها: تصور نظري وتطبيقي لطرائق واستراتيجيات تدريس القيم،ص39، ماجد زكي الجلاد، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ط1 ،2005م

([47]) إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية ، دليل بيداغوجي ، ص36

([48]) دليل بيداغوجي حول إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية ، ص 22

([49]) دعم الكفايات التربوية: الإنصاف في الفضاء المدرسي، ص 39، مديرية العمل التربوي، وزارة التربية الوطنية، الرباط ، المغرب، بدون ت

([50]) عواطف الطفل، ص345،ربيع مبارك، الشركة المغربية للطباعة والنشر، الرباط ، المغرب، ط2، 1991م

([51]) تربية الأولاد في الإسلام ، ج2، ص 633، دار السلام والطباعة، بيروت ، لبنان،ط2، 1978م

([52]) البيان والتبيين ، ج 2، ص 73 ، للجاحظ ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط 5، 1985م

([53]) ديوان أبي الأسود الدؤلي ، ص 165، أبو الأسود الدؤلي، تحقيق محمد حسن آل ياسين ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ، لبنان ط1، 1974م

([54]) عواطف الطفل، ص347

([55]) تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، ص 31 ، سلسلة التكوين التربوي، العدد9، بتصرف

([56]) إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية ، ص11 ، دليل بيداغوجي

([57]) من معرفة القيم إلى قيم المعرفة: دراسة في المناهج التربوية بالتعليم ما قبل الجامعي وأثرها في تشكيل منظومة القيم لدى شباب الجامعات، مادة التربية الإسلامية نموذجا، ص 26

([58]) نفسه ، ص 21

([59]) ارتقاء القيم ،دراسة نفسية ، د.عبد اللطيف محمد خليفة،ع 160،ص196،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، أبريل 1992م

([60]) تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، سلسلة التكوين التربوي،العدد9، ص 21

([61]) التربية على المواطنة والسلوك المدني، المجزوءات المستعرضة لدعم التكوين التأهيلي من أجل تعلم فعال، ص20، عبد اللطيف الفارابي وآخرون، الوحدة المركزية لتكوين الأطر، مشروع تعزيز كفايات الأطر التربوية، بتعاون مع مشروع إتقان الارتقاء بالتكوين لتقوية الأداء والنجاح، بدون دار النشر، بدون ت – اُنظر: المقاربة التربوية لإدماج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية أسسها وضوابطها، إدماج قيم حماية الأسرة في المناهج التعليمية بالمغرب نموذجا، ص 15

([62]) قيمنا الاجتماعية وأثرها في تكوين الشخصية، ص 35 ، إبراهيم نجيب اسكندر وآخرون، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1962م

[63] – ارتقاء القيم ،ص 97

([64]) في التربية المعاصرة، ص 138 ، دار الفكر العربي،1977م

([65]) المرأة الجديدة ضمن المجموعة الكاملة ، ج2، ص 180 ، دراسة وتحقيق: محمد عمارة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ،1976م

([66]) إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية، ص 71 ،دليل بيداغوجي

([67]) تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، سلسلة التكوين التربوي، العدد9، ص 34

([68]) دليل الأساتذة الجدد، للتعليم الابتدائي، ص 66، مديرية المناهج، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة

([69]) تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، سلسلة التكوين التربوي، العدد9، ص 52

([70]) التربية على المواطنة والسلوك المدني، المجزوءات المستعرضة لدعم التكوين التأهيلي من أجل تعلم فعال، ص17

([71]) نفسه ، ص 7

([72]) اعتماد الواقعية مطلب تربوي، ص 37، د. منصوري عبد الحق ، مجلة علوم التربية ، المجلد 18، مطبعة النجاح الجديدة ، مارس 2000م

([73]) إدماج مفاهيم مدونة الأسرة في المناهج التربوية ، دليل التكوين ، ص3، مديرية المناهج، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة

([74]) تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، سلسلة التكوين التربوي، العدد9، ص 67

([75]) المقاربة التربوية لإدماج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية أسسها وضوابطها، إدماج قيم حماية الأسرة في المناهج التعليمية بالمغرب نموذجا، ص 15

([76]) نفسه – ص 15

([77]) المذكرة الوزارية رقم 126بتاريخ 05 أكتوبر 2004 المتعلقة بإدماج مبادئ مدونة الأسرة وقيمها في المناهج التربوية

([78]) دليل الحياة المدرسية ، ص1/2 ، مديرية التقويم والحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات، وزارة التربية الوطنية ، غشت 2008م

([79]) مقدمة في المنهج ، ص 78

[80]  ـ تخطيط الدرس لتنمية الكفايات،ص121، بيير ديشي ، ترجمة عبد الكريم غريب ، منشورات عالم التربية، مطبعة دار النجاح الجديدة ،البيضاء، ط1، 2003م

[81]  ـ التدريس بالكفايات رهان على جودة التعليم، ص 32، أحمد أوزي وآخرون، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، ط1 ،2007 م

[82] – المراقي جمع مرقاة والمرقاة هي الدرجة. يقال: هذا جبل لا مرقى فيه ولا مرتقى، وما زال فلان يترقى به الأمر حتى بلغ غايته. كتاب العين 5/211، الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق د. مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي، مكتبة الهلال

[83] – القيم الإسلامية في المنظومة التربوية ن دراسة للقيم الإسلامية وآليات تعزيزها، ص95-98، خالد الصمدي، منشورات إيسيسكو، 2008، بتصرف

([84]) المنهل التربوي: معجم موسوعي في المصطلحات والمفاهيم ، الجزء الأول ، ص 383، عبد الكريم غريب، منشورات عالم التربية، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء، ط1، 2006م

([85]) دليل تكوين المكونين في مجال محاربة الأمية ، ص 36، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ، قطاع محاربة الأمية والتربية غير النظامية ، مديرية محاربة الأمية ، 2010م – اُنظر: دراسة الحالة في المجال التربوي، ص 33، د. جميل حمداوي، مجلة علوم التربية ، العدد 36، مطبعة النجاح الجديدة، فبراير 2008م

([86]) ارتقاء القيم ، دراسة نفسية ، ص 207

([87]) المنهل التربوي: معجم موسوعي في المصطلحات والمفاهيم ، الجزء الأول ، ص122- بتصرف

([88]) تنشيط التواصل: دليل تطبيق في ورشات التربية والتكوين، ص69 ، مديرية المناهج، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة

([89]) المرجع نفسه ، ص 69، بتصرف

[90] – القيم الإسلامية في المنظومة التربوية دراسة للقيم الإسلامية وآليات تعزيزها ،ص90، خالد الصمدي ، منشورات المنظمة الإسلامية والعلوم والثقافة ،إيسيسكو ،2008م

([91]) القيم الإسلامية المتضمنة في النتاجات التربوية الواردة في المنهاج الوطني التفاعلي لمرحلة رياض الأطفال الحكومية في الأردن ، ص200، د. قاسم محمد محمود خزعلي ، مجلة العلوم التربوية والنفسية،كلية التربية ، جامعة البحرين ، المجلد 11، العدد 4، دجمبر 2010م

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *