المغرب الصامد والكفاح الجماعي صوب الخير الدائم
الكاتب: منير الحردول
لعل الأحداث المتواترة في هذا العالم المترامي الأطراف، هنا وهناك، وما يقع في السودان وغيرها من دول الحظ الحزين، يؤكد أن ارتدادات الفوضى الخلاقة التي نجم عنها الخريف العربي المشؤوم، لا زالت تؤثر على جل الأقطار العربية تقريبا..أنظروا للبلدان التي ضحكت عليها ديمقراطيات آخر الزمان..فالاستقرار والبناء العادل والمتزن..وطمأنينة الجميع على سلامة الأبناء والبنات والأمهات والآباء والأسر والممتلكات هي حياة الحياة..فلا تتوهموا أن من يرغب في أن تبقى التبعية للأبد..يريد الخير لكم..لأن النهوض الجماعي يخيف الاستعلاء والاستغلال للأبد..فكان الله في عون سكان الأقطار التي غابت فيها نعمة الأمن والأمان!!
ولعل ما يقع وسوف يقع مستقبلا في أقطار كثيرة أخرى.. أقطار لا زالت تواجه معضلات اقتصادية واجتماعية بنيوية ستكون لا محالة في مرمى قوى تستفيد من التخلف المشؤوم الذي ترزح فيه..فالتخلف المقرون بالتبعية يعني المزيد من الخضوع والانغماس داخل قوقعة الاستيراد واستقبال المزيد من البضائع والثقافات التي تدعي السمو على الجميع.
فالعالم القائم على المال والرأسمال والقوة، ما هو في حقيقة الأمر إلا سنة تاريخية تمشي وفق قانونية تؤكد وبالملموس أن القوة هي الآمر الناهي في كل مجريات السياسات المتعلقة بتدبير التوازانات كيفما كانت وكيفما بقيت.
لذا، ودوما وأبدا، فالاستقرار وتقبل النقد والعمل الجماعي البناء هو مصدر النهوض الجماعي للبلدان والأمام..أما اللجوء للأجانب واستغلال الأأزمات بغية خلق القلاقل داخل الكثير من الاقطار العربية، في استغلال فاضح لأزمات قد تكون مركبة، هو ضرب من الجنون وتخريب لمقدرات أجيال تحتاج للعيش وفق مقاربة اسمها الأمن والسلام وكرامة العدالة الاجتماعية.
فالكثير من الدول العربية، والحمد لله، بدأت تشق طريقها صوب تنمية مندمجة رغم الإكراهات الموضوعية وغير الموضوعية الكثيرة، ولعل نموذج المملكة المغربية الشامخة بتاريخها لخير دليل على ذلك، فالتنمية متواصلة والإصلاحات ماضية في طريقها، والبنى التحتية من طرقات وطرقات سيارة وموانئ ومستشفيات ومدارس وغيرها تتوسع يوما بعد يوم، علاوة على الإصلاحات السياسية الكبرى سياسيا واجماعيا واقتصاديا وثقافيا. التي أقرها دستور الأمة لسنة 2011، وهو دليل مترجم يشهد على ذلك تنامي الوعي المجتمعي القائم على حب الاستقرار والنهوض الجماعي أضحى السمة البارزة في المغرب الأقصى.
فكل ذلك على ما يبدو يزعج البعض، وما معاكسة الوحدة الترابية المقدسة عند كافة المغاربة إلا دليل على أن النجاح دوما يتعرض لمؤامرات لا حصر لها.
لذا، فمن يدعي الأخوة!! عليه أن يتأكد علم اليقين أن المملكة المغربية ستبقى شامخة في كل شيء..في وحدتها ووحدة شعبها وطموحها الدائم، صوب أمل كبير قادم بحول الله..طموح اسمه اللحاق قرايبا بمصاف الدول الصاعدة.
Aucun commentaire