تسلّلات ماكرة إلى الذاكرة
و أنا اتصفح الفيسبوك كالعادة وقعتُ صدفة على صفحة تهتم بذكريات مدينة وجدة سماها صاحبها: « …………. » » .
حركت الإبهام صعودا و نزولا فاكتشفت صورا قديمة للمدينة و شخصيات أثثت لسنوات طرقها و ساحاتها. شخصيات بسيطة لكنها طبعت ذاكرة الوجديين . تشدك الصور إلى ماضي وجدة او بالأحرى إلى ماضيك في وجدة لأنّ لكل واحد ماضيه الخاص فيها، ماض تحدده سنوات العمر.
و انت تتجول بين الأماكن و الوجوه تسترجع ذكريات و تكتشف أخرى منسية فتلاحظ ان كلّ شيء مكتوب بالفرنسية.
تراجع أسماء الأعضاء فتجد أغلبها عربية فتتساءل عن سرّ هيمنة لغة اليوطي و غياب لغة المنفلوطي و لهجة حميدة و المعطي.
و كمحاولة للفهم أدليت بدلوي و أنا انوي معرفة السّر فكان رفض تدوينتي عل الفور،: كتبت بالعربية متسائلا عن السبب فكان مصير التدوينة الحَجب.
واصلت البحث في الصفحة علّي أحظى بإشارة او لمحة تجيب عن تساؤلي المشروع( الممنوع) إلى أن وقعت عيناي على تدوينة للمشرف يعلن فيها بصراحة عن اعتماد اللغة الفرنسية دون سواها لمن أراد أن يكتب على صفحته و يحظى برضاها و قد جاء في التدوينة /التوجيه » من اجل إحترام الجميع تقبل فقط التدوينات باللغة الفرنسية ».
و في تدوينة أخرى أشار منتشيا إلى اجتماع الأعضاء، مسيحيين و مسلمين و يهودا ، حبا في مدينة وجدة.
هنا وسوس لي الشيطان ان في الدسم سمّ باد للعيان : كيف اتسعت الصفحة للديانات الثلاث المذكورة و ضاقت بالعربية فجعلتها محظورة؟!
على مرّ الازمان كانت العربية و اللهجة الوجدية لسان التخاطب بين السكان. كما كان الأمازيغية حضور كذلك.
نعم كانت الفرنسية حاضرة لكن لم تكن لغة التواصل اليومي و لم تكن يوما ،كما اراده لها مهندس الصفحة / المصيدة، مسيطرة.
لم تدم دهشتي طويلا. فما إن امعنت في إسم صاحبنا النظر حتى فهمت الغاية و الوطر.
زال فورا العجب بعد ان علمت ان إسم صاحبنا كوهين و يقطن بالكيان المغتصِب.
.هل ألعن الوسواس الخناس الذي يغويني بإساءة الظن بالناس أم ألعن زمن التطبيع الذي جعلنا كالأيتام في مأدبة اللئام ؟
Aucun commentaire