المونديال و حديث المدونة
المونديال و حديث المدوّنة.
عبد الحفيظ كورجيت
ضغطت الأمم المتحدة مؤخرا على المغرب لمراجعة مدوّنة الأسرة ( مراجعة بمعنى استنساخ نموذج المسخ الأسري الغربي) فسُرّ بعض المنفتحين جدّا، المنتفخين أبدا بدعم الجمعيات الأجنبية مبشرين بمغرب جديد تسمو فيه القرارات الدولية على قوانين البلد . بدأت بعض المنابر وبعض الجهات ،التي تغربت أكثر من اللازم، تتحدث عن ضرورة تغيير المدونة لتتماشى مع القوانين الدولية. تماهت بعض الجهات التي فقدت البوصلة مع أهواء غريبة عن البلد و خيّل إليها أن ساعة الحسم قد دقت لدق آخر مسمار في نعش مدونة الأسرة.
ثم أتت بطولة كأس العالم لكرة القدم لتغطي على كل شيء عندنا و توقف النقاش حول المراجعة التي أرادها البعض تغييرا جذريا و قطيعة.
جاء المونديال بما لم يخطر بالبال. في خضم الفرجة جاء رد اللاعبين البعيدين عن أيّ تسييس أو أدلجة: تصرفوا بكل تلقائية فصاروا يعانقون أفراد العائلة عقب كل مقابلة. تصرفوا بعفوية المغاربة العاديين البسطاء فحازوا حب و إعجاب أبناء البلد و الغرباء. أدلوا بدلوهم من حيث لا يدرون في حوار التعديل. وفقوا من حيث لا يعلمون في الردّ على هرطقات وهبي العدل الأخيرة و في بعث رسالة إلى من يهمهم الأمر من المتوهمين أنّ الأسرة تتكون من أب و أمّ متزوجان معروفان و أنّ المغاربة لن يكونوا أبدا كالألمان.
هذه رسالة اللاعبين الشباب فهل تغلق أفواهها بعض الجمعيات و الأحزاب؟
Aucun commentaire