تعقيب على وجهة نظر أو مجرد رأي بخصوص قضية إسناد مناصب شاغرة بأكاديمية جهة الشرق
تعقيب على وجهة نظر أو مجرد رأي بخصوص قضية إسناد مناصب شاغرة بأكاديمية جهة الشرق
محمد شركي
أبدأ التعقيب بما بدأ به صاحب وجهة النظر أو ما سماه مجرد رأي، وهو كذلك حين عبر عن رغبته في التعبير باللغة الفرنسية التي يجيدها عوض العربية التي اعتذر عن احتمال وقوعه في الخطإ النحوي وهو يستعملها وأصدر حكمه الشخصي على معلم الفرنسية الذي علمه في مستوى السنة الثالثة الابتدائية ، وحبب إليه الفرنسية، وقد أدى ما عليه من واجب التلميذ تجاه معلمه حين ترحم عليه إلا أنه لم يؤد ما عليه من واجب تجاه من كان يعلمه العربية لا شاكرا له حيا ولا مترحما عليه ميتا ، ورضي الله تعالى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي كان يقول : » من علمني حرفا كنت له عبدا » والمتمعن في هذا القول يدرك حكمته، ذلك أنه لو علم معلم لتلميذه الحروف الأبجدية ،وأخفى عنه حرفا منها لظل عاجزا عن قراءة كل كلمة ورد فيها ذلك الحرف الذي لا يعرفه ، وبذلك يصير عبدا يحتاج إلى من يفك أسره من حرف لا يعرفه . وأكثر من عدم أداء حق معلم العربية ،صدرت عن صاحب وجهة النظر عبارة أسوقها بالحرف وهي قوله : » تفوق معلم الفرنسية على معلم العربية آنذاك ، وطفل تلك الأيام الذي بداخلي لا يخطىء التقدير والتقييم » . فإذا كان صاحبنا صاحب عصمة لا يخطىء التقدير والتقييم وهو طفل، فما باله وهو راشد وحسبه هذا تزكية للنفس الأمارة بالسوء والتي لا يبرؤها الأكياس ؟ ومع أنه عبر عن وجهة نظره ورأيه في مقالي ،فإنه شهد على نفسه بأنه غير مستعد ولا قادر على الخوض في أمور غير ملم بخباياها . وكان الأجدر به أن يلم أولا بها ثم يبدي رأيه بعد ذلك . ومع أنه اتفق معي تماما حول أحقية أحد المترشحين لمنصب شاغر، فإنه قد لامني لأنني لم أنصف غيره ممن يستحقون المنصب أيضا مع أنه لم يصدر في مقالي ما يدل على الطعن فيمن أسندت لهم المناصب ، ولا يمكن أن يقال لمن كان له قصد معين لم كان هذا قصدك ولم يكن غيره ؟ ومن هنا أقول لصاحب الرأي لقد أخطأت الفهم والتقدير والتقييم الذي كان هندك في صباك لأن قصدي لم يكن لجان الانتقاء، وإنما كان قصدي الوزارة التي جارت ولم تنصف ، ولو أنصفت لنفذت حكم المحكمة الإدارية الذي مضى عليه سنوات وهي تتلكأ في تنفيذه ، وتحرم رئيس مصلحة الامتحانات السابق من حق مشروع . وكان الأجدر بها حين تقدم لشغل منصب شاغر أن تمكنه منه دون مقابلة ما دامت لم تعد له منصبه الذي كان قد تقدم له بمقابلة من قبل إلا أنها لم تفعل ولم تشغر منصبه الذي هو أهل له بحكم القضاء ، وتمادت في ظلمه لأنها تريد مساومته في ما بذمتها من مستحقاته المترتبة عن ظلمها له . وأما زميله الذي أنصفته هيئة الانصاف والمصالحة، فكان عليها أن تمكنه أيضا من المنصب الشاغر أيضا استكمالا للإنصاف مع أنها لن توفيه إنصافه مقابل ما تعرض له من انتهاكات لحقوقه الأساسية كما شهدت بذلك هيئة لا يمكن الطعن في مصداقيتها . وأما رؤساء المصالح الآخرين الذين أعفتهم الوزارة من مناصبهم السابقة دون أن تبرر ذلك، فقد تمادت أيضا في ظلمهم ذلك أنها حين قبلت ترشحهم لشغل المناصب الشاغرة قد اعترفت وأقرت بأنهم قد أعفوا من مناصبهم السابقة الموسم الماضي دون مبرر وجيه لأن المعهود فيمن يعفى من منصبه ألا يقبل ترشيحه لمنصب آخر إلا بعد مرور مدة زمنية معينة كما هو الشأن بالنسبة للأطر الإدارية . وأريد أن أقتبس من صاحب وجهة النظر أو الرأي عبارة ختم بها مقاله حيث قال : » عملية التقييم ليست مسألة علمية دقيقة ، ذلك أنه عندما يتعلق الأمر بإجراء المقابلات ، وكذا الامتحانات الشفوية يكون جواب عن سؤال واحد بل النطق بكلمة أو إصدار حركة واحدة الفيصل في الاختيار بين المترشحين رغم مستوياتهم ومؤهلاتهم المتساوية في نجاح أو رسوب الطالب » وأنا أقول إذا كان الأمر كذلك، وما أظن أن هذا النوع من التقويم له مصداقية ،فلماذا لم تستحضر لجان الانتقاء حالتي الذي حكمت لصالحه المحكمة الأدارية ، والذي أنصفته هيئة الانصاف والمصالحة مع أن ما وقع عليهما من ظلم أكبر من النطق بالكلمة الواحدة أو القيام بالحركة الواحدة التي ترجح كفة مترشح على كفة آخر في تقييم فاقد المصداقية باعتبارمعيار الكلمة الواحدة والحركة الواحدة ؟ وإذا كان الأمر كذلك أيضا ،فلماذا لم تستحضر لجان الانتقاء سابقة رؤساء المصالح الذين أعفوا من مناصبهم السابقة دون مبررات أعلنت عنها الوزارة ، وقد راكموا في مناصبهم السابقة خبرة لا تدرك بالشواهد ، وهي أيضا أكبر من الكلمة الواحدة والحركة الواحدة ؟
وأرجو أن يكون في كلامي هذا ما يقنع صاحب وجهة النظر بأنه لم يكن قصدي لجان الانتقاء ، ولا الذين تم اختيارهم لشغل المناصب كما توهم بل كان قصدي الوزارة التي لا أظن أنها انتدبته للتحدث باسمها والدفاع عنها . وإذا كان الدين النصيحة، فأنصح صاحب الرأي ووجهة النظر ألا يرخي العنان لقلمه فيسف في كلامه كقوله » حديث النسوة في الحمام » وهي عبارة العوام تعكس النظرة الدونية المتخلفة للمرأة ، فرب حديث نسوة في الحمام وفيهن العالمات خير من حديث رجال جهال في غير الحمام وصدق الشاعر إذ يقول :
وما التأنيث لاسم الشمس عيب = ولا التذكير فضل للهلال
Aucun commentaire