الإسلام والبيئة:دروس وعبر(2)
الإسلام والبيئة:دروس وعبر(2)
تتبوأ مجالات البيئة في القرآن الكريم مكانة كبيرة .فالقارئ للقرآن الكريم لا يكاد ينتهي من جزء من أجزاء المصحف، إلا ويجد سياقا ما، فيه حديث عن الأرض أو السماء أو البر أو البحر أو الأنهار و الجبال أو الدواب والأنعام، حتى بعض الحشرات مثل الذباب والبعوض، وبعض الطيور كالغراب والهدهد. وأعجب من هذا، هناك سور من القرآن الكريم سميت بأجزاء من الطبيعة، مثل سورة « البقرة« وسورة « الرعد« وسورة « الفجر« . والمسلم وهو يقرأ القرآن ينبغي أن يكون منتبها يقظا حساسا متفاعلا مع هذه المدونة البيئية المتنوعة.
إن الحديث عن المدونة البيئية والطبيعية المتنوعة في القرآن، يصلح أن يكون موضوع بحث شيق ومثير للاهتمام.انظر مثلا لعدد السور في المصحف الكريم تجدها 114سورة.لكن السور المسماة بأسماء هي من صميم مجالات الطبيعة والبيئة، يبلغ عددها 29سورة.وهي:البقرة،الأنعام،الرعد،النحل،الكهف،النور،النمل،العنكبوت،الدخان،الـذاريـــات،الطـــور،النجم،القمر،الحديد،المرسلات،الإنشقاق،البـروج،الـطـارق،الـفـجـر،البلد،الـشـمـس،اللـــيـل،الـضحــى،الـتـيـن،الزلزلة،العاديات،العصر،الفيل،الكوثر،الفلق.
وهذا هو السر في كون المسلم من أشد الناس حفاظا على مجالات البيئة.وإذا كان الناس يشمئزون من « الغراب » أويتشاءمون منه، فإن المسلم ينظر إليه نظرة « المعلم الأول »لكونه قدم للبشرية خدمة عظيمة .فهذا الطائر الملهم، هو الذي علمنا كيف نصون كرامة ميتنا.و القرآن الكريم سجل لنا هذا الحدث الهام.وذلك لما قتل « قابيل » أخاه « هابيل« .فلم يدر ما يصنع بجثته: » فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ. قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي، فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ »سورة المائدة آية 32 .
د:خالد عيادي.
4 Comments
بسم الله، والصلاة على رسول الله، والشكر الخاص لطاقم هذا البرنامج.
أما بعد.
فمن الملاحظ أن النص في جزءه الأول يتحدث عن البيئة ومكانتها داخل الذكر الحكيم، كما أنه يعطينا درسا عن الحياة في بيئتها، فالبيئة لم تستمد العظمة من نفسها، بل من خالقها، وما عظمة المخلوق إلا في قسم الخالق، فالخالق إذا عبر عن عظمة الشيئ، أقسم به، و القرآن العظيم خير دليل.
أما الجزء الثالث من المقالة، فهذفه إصلاح الخطإ الذي يحمله الإنسان في صفحات عقله السوداء، و ظاهر هذا الخطإ، تشاؤم الإنسان من بعض الحيوانات عن صورتها المصورة فيها ، وقد غفل عن المصور خالقه وخالقها، وسلا عن بعض ما تعلم منها، كما ورد عن الغراب في المقالة.
و حسن الختام، السلام التام، بمولانا الإمام.
السلام عليكم
شكرا جزيلا للأستاذ خالد عيادي على المساهمة
أضيف أن القرآن الكريم أشار بالإضافة إلى عناصر الطبيعة إلى بعض تلك العلاقات البيئية التي تعد من التوازن والتكامل بينها. نجد مثلا قوله تعالى « وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ » الحج 5، وهذا دليل على العلاقة بين الماء والتربة والنبات.وقوله تعالى في سورة النور 42 « أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ » وهو مثال آخر عن مكانة البيئة في القرآن الكريم إذ تشير الآية إلى كيفية حدوث التساقط ومراحله أو ما يسمى في العلوم الحديثة بدورة المياه….
بالتوفيق للجميع
شكرا جزيلا اخانا خالد على هذه الاشارات الذكية والنظرات الثاقبة من القران العظيم. حقا انه لا تنتهي عجائبه ولا يبلى على كثرة الرد.
بسم الله، والصلاة على رسول الله، والشكر الخاص لطاقم هذا البرنامج.
أما بعد.
فمن الملاحظ أن النص في جزءه الأول يتحدث عن البيئة ومكانتها داخل الذكر الحكيم، كما أنه يعطينا درسا عن الحياة في بيئتها، فالبيئة لم تستمد العظمة من نفسها، بل من خالقها، وما عظمة المخلوق إلا في قسم الخالق، فالخالق إذا عبر عن عظمة الشيئ، أقسم به، و القرآن العظيم خير دليل.
أما الجزء الثالث من المقالة، فهذفه إصلاح الخطإ الذي يحمله الإنسان في صفحات عقله السوداء، و ظاهر هذا الخطإ، تشاؤم الإنسان من بعض الحيوانات عن صورتها المصورة فيها ، وقد غفل عن المصور خالقه وخالقها، وسلا عن بعض ما تعلم منها، كما ورد عن الغراب في المقالة.
و حسن الختام، السلام التام، بمولانا الإمام.