التقاعد عن المجتمع المدني.. !!؟
التقاعد عن المجتمع المدني.. !!؟
التقاعد عن العمل نظام اجتماعي وحضاري ساهمت في بلورته البشرية منذ قرون خلت. ويهدف هذا النظام إلى تعويض موظفي الدولة عن الدخل الذي أمنته لهم الوظيفة، بغض النظر عما سبق أن دفعوه لصندوق المؤسسة العامة للتقاعد.وقد يتوفى موظف الدولة أو يصاب بالعجز،فيصرف له أو لأسرته المعاش التقاعدي لمدة طويلة .وهذا النظام يقوم على مبدأ التكافل والتضامن، وعدم إنكار الجميل لموظفي الدولة.وعلى هذا الأساس فهو مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها، و ثمرة من ثمرات حقوق الإنسان.وقد يتساءل البعض :هل نظر الإسلام لهذا الترتيب الإداري من قبل؟
صحيح أن نظام التقاعد بصورته الحديثة،وتراتيبه الإدارية المعاصرة،ورد إلينا مع الإستعمار الفرنسي، وتحسنت صوره عن طريق المثاقفة مع الغرب.ولكن لدينا في تاريخ المسلمين الكثير من التوجيهات والأحكام الفقهية المنظرة لهذا العمل الاجتماعي والتضامني. فمن الناحية النظرية قرر الإسلام: »وجوب الاحتفاظ للإنسان بكرامته، وفرض عليه وعلى أولي الأمر، أن يضمنوا حرماته البشرية كلها.ولن نستوفي مهما أطلنا تبيان المظاهر والمعالم، التي أكد بها الكتاب والسنة وجوب حفظ الكرامة الإنسانية. »(1)
أما من الناحية العملية، فقد ثبت تاريخيا تنزيل أولي الأمر لهذه المصلحة على الواقع. وذالك لما أرسل « عمر بن عبد العزيز » رسالته إلى عامله « عدي بن أرطأة »يقول له فيها : »..فضع الجزية على من أطاق حملها…فلو أن رجلا من المسلمين كان له مملوك كبرت سنه، وضعفت قوته، كان من الحق عليه أن يقوته…وذلك أني بلغني…أن أمير المؤمنين « عمر » رضي الله عنه، مر بشيخ من أهل الذمة، يسأل على أبواب الناس فقال: ما أنصفناك، أن كنا أخذنا منك الجزية في شبيبتك،ثم ضيعناك في كبرك.قال ثم أجرى عليه من بيت المال مايصلحه. » (2)
لكننا نجد الكثير من المتقاعدين يخفى عليهم المعنى السليم للتقاعد عن العمل.تماما مثل العطلة المدرسية،التي لاتعني سوى التحرر من قيود القانون الداخلي للمؤسسة التعليمية. فمعظم الطلبة والتلاميذ، تتعطل كل حركاتهم وسكناتهم .كما تتعطل أذهانهم وتخمل أجسادهم،فتفسد ملكاتهم وتخبو مهاراتهم،حتى إذا استأنفوا الدراسة، استأنفوها كما لو خلقوا أول مرة .وهذا أمر فظيع،وفهم للعطلة المدرسية شنيع. كلا إن تقاعد المواطنة أو المواطن عن العمل، لايعني الشلل التام،كما لا يعني القعود على كرسي « الموت » في مقهى، أو ملهى، أومصلى…كلا إن كبار السن، ينبغي عليهم الاشتغال في كل مناحي الحياة بقدر المستطاع. وذلك ،على الأقل، لتفادي أمراض الشيخوخة.
التقاعد عن العمل لا يعني التقاعد عن أداء الخدمات في مجالات المجتمع المدني.فقد يتساءل العديد من الناس،كيف سيرتقي مجتمعنا الوجدي خاصة أو المغربي عامة، لو أن هذه الجموع الغفيرة من المتقاعدات و المتقاعدين،انخرطوا متطوعين في جمعيات ثقافية،أو اجتماعية،أو رياضية …أو مارسوا أعمالا خيرية في إطار وداديات أو نوادي لمحو الأمية،أو القيام بحصص لدعم الأجيال الصاعدة. كل حسب تخصصه أوخبراته أومهاراته.
تتجول في شوارع مدينة وجدة،أوفي أحيائها الراقية أو الشعبية.فترى المتقاعدين مشفقين مما هم فيه من الضياع والسلبية والسآمة والملل.تراهم كما قال شاعر إفريقيا والعروبة »محمد الفيتوري » يقولون بلسان أحوالهم: »نمضغ أيامنا،كحارس المقبرة المقعد. »في حين، الكل يتلو قول الله تعالى في الصلاة »واعبد ربك حتى يأتيك اليقين »أي الموت.المواطنة الصالحة تقتضي أن يموت كل واحد منا، وفي نفسه شيء من عمل لم يتمه،أولم يجدله جوابا قد ينفع الأمة. مثلما وقع للإمام « الفراء »الذي قال وهو يعالج سكرات الموت: »أموت وفي نفسي شيء من حتى. »والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. د: خالد عيادي.
………………………………………………………
1) مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها.علال الفاسي ط4.1991-مطبعة النجاح الجديدة.الدار البيضاء.ص245.
2)أحكام أهل الذمة.ابن قيم الجوزية.ت751ه.حققه وعلق عليه.يوسف بن أحمد البكري.وشاكر توفيق الغاروري..ط1..1997. رمادي للنشر.المملكة العربية السعودية.ص144.
22 Comments
نتفق مع مقالك حول ركون المتقاعد وعدم فعالته ، ولا نشاطرك الرأي في آستغلال المتقاعد في طواعيته للعمل بدون مقابل ونحن نعلم أن الصناديق السوداء تعج بالمال العمومي وأن التعويضات الموظفين وكبارهم جد خيالية بدون عناء يذكر أن الوزراء يتمتعون بأجرهم مدى الأجيال لذوي حقوقهم أن البرلمانيين يحصلون على تقاعد جد مريح على الرغم من أن مد ولايتهم لا تصل إلى عدد الأيام التي يطالب بها المتقاعدون3240يوما وأن عملهم هذا تطوعي ليس إلا ،ناهيك عن معانات المتقاعدين الذين عملوا في سنوات الرصاص ،لظروف عملهم ،حرمانهم من متابعة الدراسة الجامعية ،عدم ترقيهم بشكل سلس معقول، أجرهم الهزيل ،حرمانهم من الزيادات التي يحظا بها سائر الموظفين النشطين خاصة زيادة600درهم واهمال وضعيتهم المادية والإجتماعية ،وهلم جرا وهنا أشير خاصة إلى متقاعدي وزارة التربية الوطنية
nachkor al akh aala had makal wa natamana al mazid
بسم الله الرحمن الرحيم، جيد أن يتقاعد الموظف المُسِن لكي يترك المجال للآخر ، لكن هذا لا يعني التقاعد عن أداء الخدمات و الواجبات في مختلف مجالات المجتمع المدني ، و إلا كيف سَيعلوا شأن مجتمعنا ؟؟
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات …شكرا لك
مقال جميل ،فمجتمعنا المغربي عرف العديد من المتقاعدين منهم أساتذتنا و أبائنا إلى غير ذلك فمنهم من
شارك و ساهم في عدة أنشطة بعد تقاعده أي أنه اشتغل في كل مناحي الحياة تفاديا لشيخوخته و روتينه اليومي وهناك من أصيب بشلل تام بعد تقاعده و أصبح يقضي معظم الوقت في المقاهي والملاهي ……فهذا هو الخطأ الذي مع الأسف يرتكبونه أغلبية المتقاعدين. التقاعد عن العمل لا يعني التقاعد عن أداء الخدمات في مجالات المجتمع و العجز عن ذلك تماما كما ورد في المقال بل العكس٠ فحقا أعجبني المقال لكون إستفادة كل من الشباب المقبلين لسن العمل و المتقاعدين عينهم منه
و السلام
السلام عليكم.إن التقاعد بالنسبة لي شيء سلبي حيث يجد بعض المتقاعدين فراغا كبيرا ولايستطيعون ملأه لهذايشعرون بالملل.لاكن أعجبني رأي الكاتب في إنخراط المتقاعدين »ة » في جمعيات….لاكن لم أفهم هذه الجملة »ولن نستوفي مهما أطلنا تبيان المظاهر والمعالم. » وشكرا.
بسم ربي و بعد، التقاعد هي النقطة التي يتوقف الشخص فيها عن العمل تمامًا.أ ي عندما يصح المواطن غير مؤهل للعمل بسبب كبر السن ويحصل المتقاعد في أغلب الدول على نصف الراتب الذي كان ياخذه، و هنا يفتح باب المناقشة، هل تقوم الحكومة بمنح المتقاعد راتبه التقاعدي شهريا و بالمبلغ الكامل اي نصف الراتب الوظيفي أم لا ؟
وهذا مايخشاه حقاكثير من المتقاعدين أو الذين عما قليل سيغدون كذلك.أما في المجتمعات التي تحترم نفسها فانهم لا يلبثون الا ساعة من زمان حتى ينطلفون في أرض الله سائحين منطلقين هناوهناك مكتشقين أحوال الخلق وناهلين من ثقافات العالم الثرة المختلفة.وصدق الحبيب المصطفىالقائل’اذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فان استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها
السلام عليكم.إن التقاعد بالنسبة لي شيء سلبي حيث يجد بعض المتقاعدين فراغا كبيرا ولايستطيعون ملأه لهذايشعرون بالملل.لكن أعجبني رأي الكاتب في إنخراط المتقاعدين »ة » في جمعيات….لكن لم أفهم هذه الجملة »ولن نستوفي مهما أطلنا تبيان المظاهر والمعالم. » وشكرا.
موضوع الساعة , ولو فهم الناس حقيقة وجودهم لما كان هناك متقاعد يعاني , وبعض الدول المتقدمة عرفت كيف تستثمر هذه القوة البشرية فكانت سباقة في مجال الاستفادة من (المتقاعد) لقناعتها بأنه يختزن الكثير من الخبرات والطاقات والنضج النفسي والعملي .. وتأتي اليابان في مقدمة تلك الدول، حيث اعتبرت وبعقليتها الحضارية، وروح مجتمعاتها الوثابة، بأن المتقاعد إنما يشكل شريحة هامة من الثروة القومية، وذلك نسبة لخبرات المتقاعدين وكفاءاتهم ودورهم في بناء المعجزة الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية اليابانية ..
شكرا جزيلا على الموضوع والمعلومات المرجعية،وما احوجنا الى الفهم الحقيقي للتقاعد , ليرتقي الى قوله تعالى » واعبد ربك حتى ياتيك اليقين «
إن التقاعد من قعود، يستنتج الفرد من معناه رغبة إدارة العمل بقعوده عن أعماله اليومية، وإخراجه عن دائرة التأثير في مهنة لعيب أو قصور فيه يعتمد على عمره، بل يفهمه البعض على أنه قعوده عن ممارسة الحياة الاعتيادية كاملة، لأنه كبر في السن وبالتالي أصبح شخصاً غير منتج، وغير قادر على أداء وظيفته التي طالما مارسها واعتز بها طوال حياته بهمة ونشاط والحوار السلبي الذي يدور في خلد المتقاعد يعبر عن مدى ابتعاده المتدرج عن المجتمع المحيط به، وميله للعزلة الناجمة من اعتقاده بعدم رغبة الآخرين بتواجده بينهم، لأنه أصبح شخصاً غير منتج، قاعد عن العمل، تحاصره الأمراض وكبر السن، منتظراً الموت في أية لحظة، مع أنه قد يكون قادراً على العمل ومقبلاً على الحياة بصحة وحيوية
إن التقاعد من قعود، يستنتج الفرد من معناه رغبة إدارة العمل بقعوده عن أعماله اليومية، وإخراجه عن دائرة التأثير في مهنة لعيب أو قصور فيه يعتمد على عمره، بل يفهمه البعض على أنه قعوده عن ممارسة الحياة الاعتيادية كاملة، لأنه كبر في السن وبالتالي أصبح شخصاً غير منتج، وغير قادر على أداء وظيفته التي طالما مارسها واعتز بها طوال حياته بهمة ونشاط ، والحوار السلبي الذي يدور في خلد المتقاعد يعبر عن مدى ابتعاده المتدرج عن المجتمع المحيط به، وميله للعزلة الناجمة من اعتقاده بعدم رغبة الآخرين بتواجده بينهم، لأنه أصبح شخصاً غير منتج، قاعد عن العمل، ، تحاصره الأمراض وكبر السن، منتظراً الموت في أية لحظة، مع أنه قد يكون قادراً على العمل ومقبلاً على الحياة بصحة وحيوية.
عتقد ان هدا الحال الدي يعيشه المتقاعدون هو نتيجة فهم خاطىء للدنيا وهو نتيجة قناعات سلبية سابقة سيطرت على افكارنا حيث يتوهم الانسان بان سن التقاعد هي سن النهاية من كل شيء في انتضار الموت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعد، إن التقاعد كما نعلم هو مرحلة يصل إليها الإنسان في سيرته العملية، و كلمة التقاعد لها مفهوم خاطئ لذا بعض الناس، حيث يعتقد انها كلمة من فعل قعد يقعد، فيقعد في المسجد أو مقهى ولا ينتظر إلا الموت، لذلك على المجتمع ان يتجنب هذه الظاهرة، و على المتقاعد ان يكمل سيرته المهنية المختلفة.
صحييح فليس التقاعد هو النهاية
من يدري قد يكون بداية أخرى على المرء أن يستمتع بها وأن يستغلها
المقال في مجمله تطرق لنظام التقاعد أي الإعتراف للإنسان العامل بمجهوداته وتفانيه وخدمته للمجتمع أثناء حياته العملية ،وهذا الإعتراف يكون من الجانب المالي والجانب المعنوي ، فبالإضافة لتعويضه عن أيام عمله وماكان يدخره في الصندوق المخصص للتقاعد لابد من الإعتراف له أيضا من الجانب المعنوي لحفظ كرامته والرفع من معنوياته . المقال ايضا ربط بين التقاعد في القانون الوضعي للدول ،وبين ما ورد في الشريعة الإسلامية ، لا كن الملاحظ أن المقال أغفل شيئا مهما وجوهريا ، ذلك أن ليس كل عامل يحصل تلقائيا على التقاعد ، وخاصة في مجتمعنا المغربي ،فنلاحظ أن الرجل تجاوز السبعين سنة وما زال يعمل كما لوأنه شابا بالرغم من ضعف بنيته الجسدية وتمالك قواه ، فقط فئة قليلة من المجتمع هي التي تحصل على التقاعد بعد العمل ، حبذا لو أن هذا العامل يرتاح عند وصوله سن التقاعد ، فالراتب الهزيل الذي يتلقاه بعض المتقاعدين يجعلهم يواصلون البحث عن العمل لسد حاجياتهم وحاجيات أسرهم اليومية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
ان التقاعد واستلام الاجر بعده شيء ضروري وقد كان الاسلام اول من قام بذلك وهذا ما عودنا عليه فهو يكون السباق دائما نحو الامور الايجابية ولكن من عيب التقاعد انه باب للخمول والمقاهي لمجموعة من المتقاعدين ومجموعة اخرى تصر على العنل و امضاء الوقت في اشياء مفيدة لهم وربما حتى للجيل الصاعد وبهذا الشان فبرايي يجب فتح دور للمتقاعدين بها عدة انشطة مفيدة لافادتهم وافادة المجتمع والجيل القادم ويجب كذلك ان تكون هناك رغبة من المتقاعدين من اجل العمل والابتعاد عن الخمول والمساهمة في تطور المجتمع والدولة ليكون لدينا خير خلف في المستقبل
والسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : فهناك ثلاثة أنواع من المتقاعدين:
ـ النوع الأول: هو الذي يتقاعد، ثم يتابع سيرورته المهنية، أي يعمل في شتى مجالات العمل.
ـ النوع الثاني: ، أي يبرمج في عقله ان التقاعد هو الصفة النهائية للعمل.
ـ النوع الثالث:هو الذي يتعمد فهم التقاعد بشكل خاطئ، و ذلك من أجل ان يريح نفسه من العمل.
و السلام.
بسم الله الأحد أما بعد :
فالتقاعد عن العمل لا يعني التقاعد عن أداء الخدمات في مختلف مجالات المجتمع كما يتفهمه بعض الأشخاص، بل هو النقطة التي يتوقف الشخص فيها عن العمل كموظف لدى الدولة فقط، و يتبقى له نشاطات كثيرة في المجتمع ليستغل فيها وقته بدل الجلوس مكتوف الأيدي.
و السلام
بسم الله الرحمن الرحيم و الشكر لوجدة سيتي و بعد،
لا يخفى علينا ان الكثير من المتقاعدين يخفى عليهم المعنى الحقيقي للتقاعد عن العمل، حيث يعتقدون ان التقاعد هو آخر رمق من عمل الإنسان، وهذا خطأ فادح لدى المجتمع، حيث قد يتسبب هذا الخطأ في تخلف البلد، لذلك علينا ان نتجنبه و فورا.
very nice article … very positive ideas….the wind of change must blow to change fixed negative mentalities …. retired people can help society by their precious experiences and accumulated knowledge… life never stops, why should we stop our lives while we are still living?
بسم الله الرحمان الرحيم و أشكر وجدة سيتي على هذا المقال و بعد إن التقاعد عن أداء الخدمات في مجالات المجتمع المدني أن اﻹنسان لا يجب أن يتوقف العمل بعد التقاعد بل يجب أن يتوقف عن العمل بعد التقاعد بل يجب أن يشتغل و سلام