أ الى هذا الحد بلغ الجهل والانحطاط عند بعض الاساتذة الجامعيين الجزائريين ؟
كنت اقلب عبر القنوات التلفزية عن برنامج يستهويني لعلي امضي به بعض الوقت كما جرت العادة كل مساء بعد الجهد والعناء اليومي ،عثرت على برنامج في قناة جزائرية تحت عنوان في دائرة الضوء – يتحدث فيه ضيوف الحلقة عن الصحراء المغربية وكان يتناوب عن الكلمة نخبة من الأساتذة الجامعيين .
وما أثار استغرابي في هذه الحلقة ما قاله أحد الأساتذة عن الوضع الاقتصادي بالمنطقة الشرقية للمغرب بسبب غلق الحدود الجزائرية المغربية .
قال بالحرف الواحد غلق الحدود بين المغرب والجزائر سبب للمنطقة الشرقية للمغرب أزمة خانقة فالناس في المنطقة الشرقية راهم إموتو بالجوع- هكذا ،يعني المنطقة الشرقية للمملكة تعيش فترة مجاعة –يالطيف .
ما صدر عن هذا الأستاذ الجامعي الجزائري يمكن حصره في أمرين
أولهما إن كان هذا الكلام للاستهلاك الداخلي الجزائري فليعلم هذا الأخ أنه ما زال يعيش بعقلية تحجرت في العقود الماضية في الستينيات من القرن الماضي حينما كان الفكر السطاليني يهيمن على بعض الدول العربية التي منها الجزائر المتمثلة في زمرة من المفكرين الذين لم يستطيعوا التخلص من هذا النمط الذي يعمل على تحنيط الفكر –لأن الناس في هذا العصر والحمد لله تخلصوا من المجاعات القاتلة حتى في المناطق الساخنة –وليعلم هذا المفكر الجامعي أن الشعب الجزائري أذكى من أن تنطلي عليه مثل هذه المناورات الفكرية المتجاوزة لأن عالم اليوم أصبح قرية ،بل بيتا بما تعج به من وسائل الاتصال ونحن نعلم من خلال بعض الأقلام الحرة أن الشعب الجزائري أصبح لا يطيق مثل هذه الأسطوانات المشروخة التي يرددها بعض الإعلام الجزائري –
ولنفرض – لا قدر الله –أن المنطقة تعيش فترة مجاعة والإخوة بجوارنا يرفلونا في النعيم ألا يستوجب حسن الجوار والأخوة في الإسلام أن يهبوا لنجدتنا عملا بقول رسول الله ما آمن من بات شبعان وجاره جائع -ولنا في الاتحاد الأوروبي خير قدوة والأخ يعلم كيف أنقذوا جيرانهم من ألأزمة التي أصابت الإغريق- إسبانيا – البرتغال ،وغيرها من الدول الشرقية سابقا ،والتي انضمت إلى هذا التحالف رغم التفاوت الإقتصادي والإجتماعي بين الأعضا ء وكيف وقفت هذه البلدان على أرجلها بعد الأزمة التي أصابتها بفضل الجيران –دون تشف ولا حقد ولا غل لأنهم يؤمنون بأن انهيار دولة الجوار تخنق باق الدول
ثانيهما إن كان الأخ ضحية جهله للواقع المغربي الحديث بما يعرفه من إقلاع اقتصادي واجتماعي ،فنحن ندعوه كضيف شرف ليطلع بنفسه على ما تحقق في هذه المنطقة وغيرها من جهات المملكة بما فيها المناطق الصحراوية -لأن ليس من سمع كمن رأى-وإن كان غير ذلك فإنا نقول له ما قال الشاعرh:
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ومن الواجب على الأستاذ الجامعي كيف ما كان توجهه السياسي أو الإديولوجي أن ينطلق
خلال عرضه للقضايا الاجتماعية والآقتصادية من منهجية ومنطق يتحرى من خلالهما الدقة
بدل الآعتماد على الشائعات السوقية خصوصا أثناء الحوارات المتلفزة لأنه يمثل النخبة في نظر المجتمع ،
أما مايتعلق بزيارة الغير المتكافئة بين البلدين –الإخوان الجزائريون الأكثر زيارة للمغرب من المغاربة للجزائر –فهذا السؤال ينبغي للأخ أن يطرحه على نفسه لأن لا قط يهرب من دار العرس .-حتى مش ما كايهرب من دار لعرس –
أما غلق الحدود وهذا مشكل نتمنى أن نتجاوزه لأننا أصبحنا بهذا السلوك النشاز نمثل سابقة في العالم الحر والذي أصبح يتردد على السنة كثير من السياسيين والإعلاميين الجزائريين وكأنه الخلاص التي ينقذ المغرب من انهيار اقتصادي واجتماعي ،وكأن الجزائر هي إلدورادو Eldoradoالمغاربة .هذا النوع من الكلام لا يصدقه إلا قائله ،
ونحن نقول لهذا الأخ الكريم ولغيره من الإخوة الجزائريين أننا لا نعير اهتماما بالغا في حياتنا اليومية لهذا الموضوع،صحيح فالشعبان الشقيقان هما الخاسر الأكبر في هذا الإغلاق للحدود ، ولكن ليس للحد الذي يعتقده الأخ فنحن في منطقتنا الشرقية كما يحلو لك أن تصفها نعيش بخير والحمد لله ،والأزمة كما تدعي فهي تصيب عادة الشعوب النشيطة ،والتي تعمل على تجاوزها لأنها تؤمن بأن البقاء للأقوى والأصلح
وإن كان لهذا العبد الضعيف أن يقدم لهذا الأستاذ المحترم من نصيحة فهي أن يغير من هذا السلوك العدواني على بلد شقيق لأنه في الأخير لن يعمل إلا على تعميق الجراح بين شعبين شقيقين هما في غنى عن ذلك لأن الدول التي تحب الخير لشعوبها تعمل على فتح الآفاق وليس على إغلاقها ولنا في الدول الغربية العبرة لمن يعتبر.
Aucun commentaire