الاحتفال ب 12 ربيع الأول الهجري و رأس السنة الميلادية
12 ربيع الأول هو ميلاد النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .وهي مناسبة متكررة في الزمان ،تحتفل بها الأسر التقليدية من جميع الطبقات الاجتماعية الفقيرة و المتوسطة و الغنية.و تصنف هذه النماذج من الأسر تلك التي لم تدخل بيوتها رياح التغريب و الاستلاب و الافتتان بالنموذج الحضاري الغربي الأوروبي.
أما الأسر التي تصنف نفسها أنها غير تقليدية، بل متحضرة و متغربة باستنساخ نموذج أوروبي في حياتها اليومية من عادات في اللباس و التدخين و الأسفار و الأكل و المشروبات (الروحية) و الاحتفال بالميلاد المسيحي ،و علاقات أسرية منفتحة و متفتحة(نموذج الخليلات)و هي تنعت في لغة الأسر التقليدية بالانحلال الأسري.
الأسر التقليدية تحتفل في كل سنة من 12 ربيع الأول بالعقيقة،و هي مناسبة تجتهد العائلات المغربية بإعداد كل متطلبات الطبخ و الأكل بهذه المناسبة، وكأن المولود النبوي الشريف هو مولودها و ابن من أبنائها.فهي تعد أنواعا من الحلويات كالدقيق المطبوخ المحلى بالعسل او السكر و الذي تخلطه بعض الأسر ببعض الفواكه الجافة،ناهيك عن أكلة المحمصة(بركوكش) المنسم بالعطور و التوابل …يضاف له كؤوس من الشاي تجتمع حوله العائلة و المعارف من النسوة…و في بعض الأسر لا تفوت المناسبة بدون استعمال الأهازيج و الأغاني الشعبية مصحوبة بدقات البندير و سائر وسائل الطبل و النقر و الرقص، أما الأطفال فيحتفلون بطريقتهم الخاصة باستعمال الألعاب النارية…
الأسر المغتربة تنتظر ليلية 31 ديسمبر من كل سنة لتحتفل بمولد المسيح لتحتفل على النموذج الغربي من موسيقى و رقص مختلط و مشروبات من كل نوع(المسكر من ما ارتفع ثمنه منها على الخصوص) و لا تتورع عن إحضار شجرة الميلاد التي تزين بقطع من القطن تعبيرا عن رأس السنة الغربية التي يحضر فيها الثلج و دمية (بابا نويل) و يتبادلون فيه الهدايا .و ينتظرون بفارغ الصبر وهم في حالة من السكر الكامل و العربدة، حتى دقات الساعة في الثواني الأولى بعد منتصف الليل ليأخذوا سماعة التلفون ليبرقوا إلى أصدقائهم و معارفهم و عائلاتهم كلمات التهاني و التهنئات و التبريك بالعام الجديد .حتى أننا لا نجد إلا اللغة الفرنسية أو الانجليزية كلغة التخاطب في البيت و كل مناسبة ترتبط بالنموذج الأوروبي.وحتى نساؤهم تعتبرن أنفسهن من سيدات المجتمع الأولى اللواتي يشعرن بالنفور و التقزز من كل ما هو تقليدي حتى في لباسهن و جلوسهن و طريقة مخاطبتهن للغير…
إنها قيم اجتماعية تتعايش في مجتمع تتجه بعض مكوناته نحو التشبت بالقيم الدينية و العادات و التقاليد الاجتماعية المتوارثة عبر الأجيال،تتمسك بها في كل مناسبة من المناسبات الدينية(رمضان عيد الفطر و عيد الأضحى و عاشوراء و يوم عرفات الخ…) و في المناسبات الاجتماعية…بينما بعض مكوناته الأخرى التي انسلخت من جذورها الاجتماعية تحاول أن تستنسخ نموذجها الغربي حرفيا وتعتقد فيه انه عنوان التحضر و التقدم،بينما النموذج التقليدي هو عنوان للتخلف و البداوة و الانحطاط الاجتماعي.
انه صراع ابدي بين القديم و الحديث أو كما يسميه البعض بالصراع بين الأصالة(التشبث بالماضي) و المعاصرة(إلغاء الماضي إلغاء تاما و التشبث بالحاضر أو المستقبل حاضر النموذج الغربي و مستقبله)… أما الأخذ من هذا وذاك فلا يخلو من خطورة…خطورة استيعاب و ملاءمة النموذجين بلا إفراط و لا تفريط..
ملحوظة: تتميز هذه السنة بالتقارب بين مولد النبي و الرسول محمد بن عبد الله نبي المسلمين جميعا عليه السلام ، و بين ميلاد المسيح عيسى بن مريم نبي بني إسرائيل عليه السلام ، الذي صلب بوشاية من واحد من حواريي المسيح رقم 13 إلى الحاكم الروماني…
انتاج :صايم نورالدين
Aucun commentaire