فسحة في السياسة و السياسيات :امراة من ذهب
قال الشاعر و غنى المطرب:
سال من شعرها الذهب و تدلى و ما انسكب
لعل الاشقر و الشقراء على الخصوص في بلاد السودان لها شان عظيم.فاذا كانت شقراء و لها عيون كلون البحر و المياه العذبة، او كاعماق المحيطات، ستكون ملهمة للشعراء و الروائيين و الكتاب و المطربين و الموسيقيين.فهذا الروائي السوداني « طيب صالح » الف رواية في الموضوع تحت عنوان (موسم الهجرة الى الشمال). بطلها الكاتب السوداني و بطلتها امراة من الشمال بلون بشرتها البيضاء و التي ظل بعض ابطال الرواية معجبا ببياضها الذي ظل في مناسبات كثيرة يردده… هذه المراة البيضاء،التي رحلت مع الكاتب من انجلترا لتستقر في السودان…
و قد تبدو المراة الشقراء، اكثر بياضا كالثلج اذا احيطت بعالم من النساء و الرجال السود…فلا ترى الا السواد في الليل و النهار…و هناك لاترى، الا البياض في الليل و النهار…
قال الشاعر المغربي عبد الرفيع الجواهري في رائعته التي ليس لها مثيل في الاغاني العربية و المغربية (القمر الاحمر) لحنا و كلمات وطربا : » وشقراء من بلاد الضباب »…
الذهب معدن نفيس ليس اغلى منه الا الجواهر من الزبرجد و الزمرد و الفيروز و النمرود و التي يطلق عليها اسم الاحجار الكريمة :les pierres precieuses
و كما ان ليس هناك ايضا عسل احلى من السكر، فليس هناك ايضا، في المعادن ما هو اغلى من الذهب.و لهذا كانت الاسر التقليدية في بلادي تجعل ثروتها في ما تملكه من قطع ذهبية متنوعة، صالحة للاستعمال في الاذنين و الاصابع و المعاصم و الاعناق(جيد) و حتى الارجل (خلخال)، و ليس في عدد الاوراق النقدية(لانها اوراق فقط تفقد قيمتها خارج الوطن او في زمن اخر)…
معدن الذهب نفيس و معادن اخرى لا قيمة لها في الجمال و المنفعة والتزين. حتى ان الناس تصنف الى معادن :في جمالهم و اخلاقهم و تفكيرهم(عقله يوزن بالذهب)…
و تغنى المطرب المصري الراحل « محمد العزابي » باغنيته المشهورة: الناس معادن.اطرب الناس بمواله و بصوته الصافي الشجي الذي يصاحبه نغم ناي حزين:
الناس معادن و من اغلى المعادن تلاقي ناس
و ناس كثير طيبين و ناس كثير مش ناس
و ناس تحب الجمال و القعدة و ايا الكاس
و ناس تضحك في وشك (وجهك) و يذموا فيك للناس
سلمها لله و لا تندم كالرجل الحر ما يهمه كلام الناس……
الخ القصيدة و الاغنية…الناس معادن :رجولة و شهامة و كرم و وفاء و صدق و عدل و احترام و ادب …و رجال نخاسة و عبودية، فيهم خيانة و غدر و نفاق و تملق وكذب وطمع و خسة ووقاحة و ظلم و تطاول على حقوق الاخرين…
لسوء الحظ ان الذهب لا يوجد منفصلا او مستقلا عن الاشياء الاخرى و منها التراب.الم يربط الشعراء و الكتاب بين التبر و التراب؟؟.لا يوجد التبر (الذهب الخالص) الا في وسط اكوام من التراب، و يحتاج الى كميات معتبرة من المياه لفصله عن التراب و معادن اخرى.
لا تحصل المقارنة الا بين القيمتين: السلبية و الايجابية ( الحسن و القبح، الخير و الشر،النور و الظلام، الحب و الكراهية…)
انها امراة من الضفة الاخرى للمحيط الاطلسي او المحيط الهادي ،شقراء لونها كالذهب،ازدادت يوم 26اكتوبر1947 بمدينة العمال و النقابات :شيكاغو. احتلت منصبا مرموقا في عهد الرئيس الامريكي » باراك اوباما » obama barack من سنة 2009 الى سنة 2013، كسكرتيرة للشؤون الخارجية في البيت الابيض.كانت له( أي اوباما) منافسة في السباق نحو الرئاسة في الحزب الديموقراطي.و تبادلا الشتائم و السب و كل النقائص الشخصية، و لكنه تفوق عليها ،لانه كان خطيبا ماهرا في الاقناع لامتهانه المحاماة( متمرسا على الحجج و افحام الخصوم و المرافعات).هناك لا يستحيون و لا يعرفون للحياء معنى.بل الحياء يعتبر عندهم مرضا نفسيا ينبغي الشفاء منه ،لانه يحد من انطلاق الفرد و يعيق سعادته. لكن الحياء في مجتمعي عملة غالية من حسن الخلق و الاخلاق، و لكن نقول لهم:(( لكم دينكم و لي دين))
انها المراة التي سامحت و عفت عن زوجها « بيل كينتون » bill clintonرغم مغامراته الجنسية المفضوحة مع كاتبة بالبيت الابيض((مونيكا لونسكي)) و التي كادت ان تذهب بمستقبله السياسي.و اضطرته هذه الحادثة الى تقديم اعتذار للشعب الامريكي و لزوجته طبعا…
انها « هيلاري كلينتون »hillary clinton« ، انها امراة الان في 67 سنة من عمرها.اي دخلت في مقياس علم النفس النمو مرحلة الشيخوخة،و تعدت مرحلة الكهولة.و مع ذلك تبدو في كامل لياقتها الجسدية،و شعرها المصبوغ بلون الذهب كما كانت في مراهقتها. و مواظبة لحد الان على ممارسة الرياضة و المراقبة الصحية و اتباع التغذية المناسبة لسنها…
انها امراة تستعد للنزول الى الحلبة السياسية لمنازلة و مقارعة بني حزبها اولا لتكون المرشحة الوحيدة في الحزب الديموقراطي، لتبدا منازلة من تاهل من المرشحين في الحزب الجمهوري.و نعلم انها بدات في مراكش في جمع التبرعات من هنا و هناك لتمويل حملتها الانتخابية.و ليس كمنتخبينا الذين ينظرون الى ما تمده لهم خزينة الدولة و اموال الشعب من اجل تغطية حملاتهم الانتخابية…
فلا ينجح في الوصول الى الرئاسة الا من كانت له ارادة حديدية و اعصاب من فولاذ، و روح قتالية و قدرات خارقة على الاستمرار و النفس الطويل في المنازلات و الانتصارات في المصارعة السياسية..
لو نجحت الان في هذه الولاية ستكون اول امراة –حسب علمي المتواضع- تتربع على راس اكبر دولة في العالم ،كرئيسة للولايات المتحدة الامريكية ،ولاول بلد في القوة العسكرية و السياسية و الاقتصادية و الاستخاباراتية و التكنولوجية و العلمية و اشياء اخرى…
و سيكون لها القرار و التقرير في مصير المواطنات و المواطنين الامريكيين،و في مصير الشعوب الصغيرة و الكبيرة، و مستقبل الكون و الانسانية كلها:
هل تنزلق الى الحروب المدمرة ام تجنح الى السلم و السلام مع شعوب المعمورة؟؟ و هل تساعد الشعوب المغلوبة على امرها على الانتفاع من ثرواتها و تنشر العدل و الحقوق و تحارب الظلم و الاستبداد و مصادرة الحريات؟ هل ستتخلى بسياستها التي ستنفذها عن نزعة الولايات المتحدة الامريكية نحو الهيمنة و السيطرة و الغطرسة و استعراض القوة و استعمار الشعوب و نهب الخيرات،و اشعال الفتنة و الحروب بين الدول و الجماعات العرقية لتشغيل مصانع الاسلحة و زيادة ثروة الاثرياء؟
نتمنى ان تكون اول رئيسة للولايات المتحدة الامريكية واول من تجعل سياسة امريكا اكثر انسانية و عدلا و صداقة للشعوب لا ان تكون كالنساء الحديديات « مارجريت تاتشر » على سبيل المثل التي اعلنت الحرب على الارجنتين في حرب جزر المالوين المحتلة؟؟؟
هي اسئلة نطرحها الان على انفسنا قبل الاخرين،لنعطي لعقولنا مساحة و مسافة في التفكير في كل الحلول الممكنة كما يفعل العقل الامريكي مع طريقة العصف الذهنيbrain storming او الزوبعة الذهنية او العااصفة الذهنية كما ترجمها الباحثون العرب في المجال التربوي…اليست الفوضى الخلاقة شبيهة بالعاصفة الذهنية؟ رغم ان الاولى تقوم بها جماعات من اجل بث الفوضى و القتل و التدمير و التخريب في المجتمع، و الثانية تحدث في الذهن وتحدث الفوضى فيه لكي يشتغل و يفكر بالسرعة القصوى في انتاج الافكار و الحلول.
اليست المشاكل هي الدافع الى التفكير و انتاج الحلول يا اولي الالباب؟؟؟
انتاج: صايم نورالدين
Aucun commentaire