بسم الله الرحمان الرحيم

شاهدت شريطا قصيرا عبر إحدى الجرائد الكترونية  يتحدث فيه بعض الأشخاص من مدينة طنجة عن اقتحام بعض العناصر من المهاجرين الإفريقيين لبعض الشقق بعد تكسير أبوابها واحتلالها بالقوة ،في غياب تام للسلطات الأمنية على حد قول هؤلاء الأشخاص وكما يبدو فإنهم من سكان الحي الذي وقعت فيه هذه الأحداث .

إن صحت هذه الإدعاءات فإن الأمر يعد خطيرا ومرعبا ،فحينما تستباح حرمات الناس في بيوتهم وممتلكاتهم ،فإن الحياة تصبح جحيما لا تطاق ،فلا يعقل أن تترك  السلطات الأمنية  المواطنين يلاقون مصيرهم بمفردهم ،فحرمات البيوت يجب أن تحترم وتوقر ،لأن المواطن إذا لم تحمه السلطات الأمنية المخولة لها وحدها دون سواها هذا الدور ،فإنهم سيضطرون  لخلق ميليشيات تحميهم وتصون كرامتهم من أي اعتداء وممن كان كما جاء على لسان أحد الأشخاص في هذا الشريط ،فكيف يعقل أن تجد بيتك محتلا في غيابك ،فهذا الأمر لم نكن نشاهده إلا في أفلام الرعب الخيالية .

ثم جاء على لسان أحدهم أن مدينة طنجة تتحكم فيها عصابات المافيا التي تستخدم هؤلاء الإفريقيين السود في أعمال إجرامية لأنهم لا يحاكمون .

نحن مع التعايش ،ووطننا الحبيب يسع لكل وافد كيف ما كان ومن أي جنسية كانت ،فأهلا به وسهلا شريطة الالتزام بالقوانين والأعراف السائدة في البلاد –له حقوق و عليه واجبات، فلا ينبغي أن نتصورهم كائنات خرافية تقتحم البيوت في غياب أصحابها ،وكيف يعقل أن يسخروا في أعمال إجرامية لأنهم  فوق القانون ،هذا الكلام من هذا السيد خطير ومرعب لأن المدينة ستصبح فريسة لهؤلاء المجرمين وتحت رحمتهم ،في غياب الأمن الذي يعد من ركائز الاستقرار ،لأن الدول التي غاب فيها الأمن دفعت الثمن غاليا في محاولة استرداده .

بلدنا بإذن الله وقدرته آمن ،ويجب أن يبقى آمنا ،وعلى السلطات الأمنية أن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه خرق القانون .

لا ينبغي على السلطات الأمنية  أن تتساهل مع هؤلاء المجرمين ،لتلميع صورتنا في الخارج  الأمن أولا وأخيرا لأن الأمن والعدل أساس كيان الشعوب والأوطان ،فالدول العريقة في الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تتساهل في فرض ألأمن وسيادة القانون على الجميع وكيف ما كان انتماؤهم الجنسي والاقتصادي .لذا فعلى السلطات الأمنية في مدينة طنجة

1-أن تصدر بيانا توضح فيه للمواطنين حقيقة ما ورد في الشريط لطمأنتهم على ممتلكاتهم وأرواحهم .

2-أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين ،لأنها الوحيدة المخولة لها هذه المهمة بقوة القانون .

والله المعين