المغاربة لا يعانون من سوء التغذية
قدم السيد « محمد بوسعيد » وزير المالية في الحكومة الحالية تعليقا على المعرض الدولي لميلانو 2015 و الذي عرف مشاركة 144دولة و المتعلق بقضايا التغذية على المستوى العالمي .
التعليق » الحمد لله مقارنة بعدد من البلدان الاخرى فان المغرب لا يعاني من سوء التغذية » و في نظره أن سوء التغذية تعاني منه الدول الإفريقية الموجودة في الجنوب. انتهى التعليق.
و كنت وغيري من المواطنين مستغربا من هذا الاستنتاج الشخصي غير مبني على إحصاءات دقيقة و صحيحة أو معطيات علمية لها مصداقيتها.
مثلي يتذكر أن السيد الوزير تقلد وزارة الشؤون الإدارية في حكومات سابقة.وهو مهندس المغادرة الطوعية المؤدى عنها في صفوف الموظفين العموميين(60000موظف عمومي شملتهم المغادرة الطوعية من جميع الأسلاك تنفيذا لتوصيات صندوق النقد الدولي).
فمنذ الحكومة التي كان وزير الاقتصاد فيها السيد « فتح الله ولعلو »،وهي تردد أن سلة الأجور مرتفعة ،وان الإدارة و الوظيفة العمومية تعاني من فائض في الموظفين(الموظفون الأشباح كالجرذان النهمة يقتاتون من عرق المغاربة،وهم كالطفيليات التي أتت بها المحسوبية و العلاقات الحزبية و الأسرية و الفساد الإداري).ولعلها- أي المغادرة الطوعية- كانت طريقة لاصطياد هؤلاء بإغراءات مالية مهمة،جعلت لعاب بعضهم يسيل كأنهار أمريكا الشمالية الدائمة الجريان و بقوة ).
صرح السيد الوزير مرارا و تكرارا أمام عدسات الكاميرا و أمام البرلمان و الصحافة المكتوبة ،أن المغرب لن يعاني من أي خصاص في أي قطاع من قطاعات الدولة.و لكن ثبت الآن خطأ تلك التوقعات.
كانت الفكرة المعلنة أن هؤلاء المنسحبين بإرادتهم سوف ينشئون مقاولات قد تمتص فائض البطالة في صفوف الشباب.و بالتالي يساهمون أيضا في تقليص نفقات الدولة الخاصة بالأجور.
الآن تبين حجم الخصاصة في جميع قطاعات الدولة.و الآن أيضا يفكر في إضافة 5سنوت إلى عمل الموظف (65سنة ليصل إلى سن التقاعد) بسبب الضائقة المالية و الانهيار الذي يهدد الصندوق المغربي للتقاعد-هذا هو المعلن من التصريحات_ ،رغم أن هناك تصريحات مضادة من داخل إدارة الصندوق تكذب هذه التوقعات و تعلن أن الفائض الموجود لا يحتم لا اقتطاعات من منح المتقاعدين و لا زيادة في اقتطاعات العاملين و لا زيادة في سنين التقاعد –و العملية ليست إلا تقليدا لما تقوم به الحكومات الغربية التي تعاني من شيخوخة مهمة،ومن عزوف على بناء الأسر و الزيادة السكانيةن بالنسبة للشباب الأوروبي.
أن زيادة 5 سنوات في عمر الموظف ،و سيلة لتغطي بها الخصاص المهول في القطاعات،وأملا في موت الشخص قريبا بعد حصوله على التقاعد(و كل تمنيات الحكومة أن يكون المتقاعد أرملا حتى تتخلص من نفقات انتقال المنحة إلى زوجته بعد وفاته).
إن متوسط الأعمار لدى المغاربة، قد وصل إلى 70سنة في فئات الرجال و75سنة في فئات النساء،و هذا عمر طويل جدا و يكلف ميزانية الدولة الشيء الكثير(هذا ما يروجه بدون خجل من يتكلمون باسم الصندوق المغربي للتقاعد،و كأنهم يتمنون الموت لكل موظف(ة) قبل أو بعد إحالته على التقاعد مباشرة ).
أمام الزيادات المتكررة و المستمرة في تكاليف المعيشة و أثمان ما يستهلكه المواطن من غذاء و دواء و دراسة و تعليم وسكن ومستلزماته و اسفار…،فاننا نلاحظ بالملموس تقهقرا في جودة التغذية (التغذية الصحية تختلف عن الأكل ،فليس كل ما يؤكل مغذي في نظر منظمة الصحة العالمية).
و الأسئلة التي نطرحها على كل من يتشدق أن المغاربة لا يعانون من سوء التغذية: أسعار المواد الاستهلاكية في تصاعد صاروخي و معها المواد الغذائية و أن 40 %من المغاربة تحت سقف الفقر؟فكيف نقتنع أن ليس هناك من المغاربة من يعانون من سوء التغذية؟؟؟؟
1)فهل صاحبت هذه الزيادة في أثمان المواد الاستهلاكية زيادة في الأجور في القطاعين العام و الخاص؟؟ حتى يطمئن قلبنا؟
2)كم عدد المغاربة الذين يتوفرون على عمل قار و أجرة قارة؟ هل لدى الوزارات المعنية إحصاءات صحيحة و دقيقة؟
3) كم عدد المغاربة الذين يتوفرون على عمل موسمي أو متقطع أو عطالة دائمة بسبب من الأسباب(الصحية مثلا)؟ لا نتوفر على إحصائيات لها مصداقية.
4)كم عدد المأجورين ما تحت الحد الأدنى للأجر وهو 1500درهم ؟
5) هل نعرف العدد الحقيقي لعدد السكان المغاربة،القاطنين و المتنقلين داخل الوطن و خارجه بصفة مؤقتة أو دائمة؟ و الفئة النشيطة منهم و غير النشيطة؟
6)هل لدينا إحصاءات حقيقية لنسبة الذكور و الإناث؟و لنسبة الأطفال في المراحل المختلفة و الشباب و الكهول و الشيوخ؟
7)هل نملك إحصاء دقيقا و صحيحا لعدد العاطلين من الجنسين؟،في فئات العمر المختلفة؟ من المتعلمين و غير المتعلمين؟ونوع التعليم المحصل عليه؟
8)هل نعرف كم عدد المغاربة بسكن؟و بدون سكن من يبيتون في العراء؟و من يستأجرون بيتا أو سكنا مستقلا؟ أو من يسكنون في مدن الصفيح؟أو في كهوف خارج المدار الحضري؟
8) هل نملك إحصاء دقيقا و صحيحا لعدد المغاربة الذين يخضعون أنفسهم لمراقبة طبية منظمة بإمكانياتهم الخاصة؟ وعدد الذين ليس بمقدورهم زيارة الطبيب و لو مرة في السنة أو مرة في العمر؟وعدد الذين يلجئون إلى التداوي عند العشاب أو بالأعشاب الطبيعية؟
إن من يصرح أن المغاربة لا يعانون من سوء التغذية لا شك أن ليس له علم بمعطيات طبية واقعية لطبيعة دماء المغاربة و التي من خلالها تكتشف أمراض سوء التغذية؟كم عددهم؟و أين يوجدون(الجبال؟ السهول؟ الساحل؟ بالداخل؟ في الصحراء؟ الفقراء و الأغنياء على السواء؟النساء و الرجال؟…
لا نشك بتاتا أننا نعيش في وطن يبتعد عن التنظيم و الإحصاءات و الحسابات و النسب المئوية لكل الظواهر الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الصحية و التعليمية و الديموغرافية الخ… وعن الكشف عن الحقائق الخاصة بهذه الظواهر… وعندما يحدث ذلك نكون من الامم متقدمة الراقية…..
معالي الوزير بلكنته الخاصة بأهل فاس الحقيقيين النازحين من ديار الأندلس.و الشغوفين بالطرب الأندلسي(و ليس المزورين)،لا ينظر إلى ما يوجد في المغرب (في طرقه و أسواقه و دواويره و مداشره و جباله و صحرائه،في البوادي و على هوامش المدن الكبيرة من مظاهر البؤس و الفقر و الحاجة.إن هذه الساكنة المهمشة لا تفكر إلا في الأكل و ليس التغذية التي تكون بعيدة المنال لديهم، و يهتم بها ذوي المداخيل المرتفعة؟
إن معاليه يظهر عليه النعيم و النعمة ،وليس له إلا عين واحدة يرى بها أهل بيته من المقربين و أسرته فقط؟
1 Comment
مقال جميل و لكن للتصحيح الحد الأدنى للأجور هو يزيد عن 2250 درهم و سوف يمر إلى 2400 درهم ابتداء من يوليوز 2015