لو كانت المبادرة المشؤومة فعلا تهدف الى ايقاف الحرب لكانت الحرب قد توقفت فعلا باي ثمن وكان يبدو على ان نتنياهو كان يرغب في وجود مبادرة ما لكي لا ينجر الى ما لا يحمد عقباه وما لا يتكهن احد بالعواقب التي قد تفضي اليها الحملة البرية على غزة المكلومة والتي لا يكاد يبرا جرح حرب حتى ينفتح جرح اخر في جسدها الذي انهكته الحروب الغير المتكافئة
ورغم ما يوجد من عداء بين حماس واسرائيل الا ان كلا الطرفين يفكران في كيف تنتهي  الحرب ومن ينهيها لا في بدئها خصوصا وانهم مسئولين امام الراي العام العالمي وامام شعوبهم فالكل يدرك على ان ما يمكن تحقيقه بعد موت الارواح هو غال كيفما كان
ولسوء الحظ الرغبة من الجانبين في وقف الحرب اصطدمت بمن يريدها ان تستمر بين الطرفين وان هذا ليتوضح كلما توغلت الخرب بين الطرفين حاصدة مع المزيد من الارواح والمار والرعب والخوف لكلا الشعبين
لكن رغم ما يعلن الوسيط انه يتدخل لوقف الحرب حفاظا على الارواح من الجانبين فهو فقط ظاهري اما داخليا فكلا
لان الوسيط يريد لحماس هذه الضربة وكان يفكر في اضعافها فعندما سنحت الفرصة فلما لا يترك اسرائيل تدك غزة بالصواريخ في كل لحظة هو يتمسك فيها بمبادرته التي لا تهمه نتائجها بل تهم الضحية الذي يتعطش الى طرف ثالث لابادة هذه المبادرة التي يرفض عوض ابادة شعب باكمله
فعلى بان كيمون تحمل مسؤولية صياغة مبادرة واقعية وعادلة تحفظ للطرفين مطالبهما المشروعة لماذا بان كيمون او العالم لان هذا الصراع الابدي الداء العضال هو مطروح على انظار العالم لهذا يجب اخراجه من هذه الدائرة الضيقة والايادي التي تتلاعب به لغرض في نفس يعقوب فالوقت ليس لصالح تصفيات الحسابات اذا لم يقبل احد الطرفين والذين هم في بواهة بركان الحرب فماذا يفعل به من هو بعيد حتى عن شظايا هذه الحرب
من هنا على اسرائيل اذا كانت فعلا تريد وقف الحرب في في متناولها في الوقت التي تكن لها الارادة لوقف الحرب
وعليها ان تقبل بمبادرة تتضمن ليس فقد مصالها بل حتى مصالح الطرف الاخر
فكلما زادت الحرب اوارا ابتعدنا عن الحل وسرنا نحو نفق مسدود لا يتكهن احد بنتائجه الوخيمة على الطرفين
لهذا على مصر ان تسلم هذا الملف الى طرف اخر مقبول من الطرفين وما اكثرهم وفورا والا كل روح زهقت لك فيه نصيب من المسؤولية ليس فقط هنا بل امام الذي قال فمن قتل نفسا بغر نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا واصلاح ذات البين افضل من الصوم وافضل من الصلاة اجرا كما بين ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وسلم