تيسير خالد : نتنياهو يتوجه نحو فك الارتباط من جانب واحد وتأبين حل الدولتين
تحت عنوان : » ما الذي جنيناه من المفاوضات بالرعاية الاميركية » كتب تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في مدونة له على صفحتي التواصل الاجتماعي ( فيسبوك و تويتر ) :
انتهت المدة الزمنية المفترضة للمفاوضات ، التي استؤنفت برعاية الادارة الاميركية نهاية تموز من العام الماضي ، تلك المفاوضات ، التي وعدتنا الادارة الاميركية من خلالها باستخدام علاقاتها الممتازة مع اسرائيل من أجل خفض النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس الى الحد الادنى ، مثلما وعدتنا بالتقدم في المفوضات على مسارات ثلاثة : الاول سياسي والثاني اقتصادي والثالث أمني
وأضاف : في حينه قلنا أن المسار السياسي عصفور على الشجرة ، والمسار الاقتصادي ( اربعة ملياردات من الدولارات للاستثمار ) سمك في البحر ، بينما الثابت والحقيقي هو المسار الامني ، وهكذا كان فعلا ، حيث دخل المفاوض الفلسطيني في الدهاليز والسراديب والزوايا المعتمة للمسار الامني والترتيبات الامنية ، التي تشترطها اسرائيل كمدخل للبحث في الحدود وفي السياسة والاقتصاد وفي الاجواء والمناخات على اختلافها .
وتابع : أما الوعد بخفض وتيرة الاستيطان الى حدوده الدنيا فقد تحول الى كلام فارغ وجاءت النتيجة مفزعة ، حيث ارتفع معدل الاستيطان خلال أشهر المفاوضات 123 بالمئة عما كان عليه للفترة ذاتها من العام الذي سبق استئناف المفاوضات ، واصبحنا في مواجهة ممارسات لحكومة اسرائيلية تمثلت بإقامة مستوطنات جديدة وقامت حكومة اسرائيل بتوسيع مستوطنات قائمة ونشر عطاءات لبناء وحدات استيطانية على النحو التالي : تنفيذ إقامة 8662 وحدة استيطانية خارج ما يسمى الخط الاخضر والاعلان عن طرح عطاءات لبناء 6103 وحدة استيطانية جديدة ، ورفض مجرد الدخول في مناقشة قضية الحدود فضلا عن ضخ مئات الملايين من الدولارات لصالح تطوير المستوطنات والبؤر الاستيطانية ومصادرة نحو 28 الف دونما من الاراضي في انحاء مختلفة من الضفغة الغربية وتخصيصها للتوسع الاستيطاني في نحو 40 مستوطنة ونحو 13 الف دونم الى الغرب من جدار الفصل العنصري ، وأخيرا الاعلان من جانب واحد عن فرض عقوبة على الجانب الفلسطيني بوقف المفاوضات ردا على اتفاق المصالحة مع حركة ( حماس ) .
وقال تيسير خالد في مدونته أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام في آخر يوم من مفاوضات التسعة اشهر بتأبين المفاوضات وصرح امام صحافيين ووسائل اعلام اسرائيلية واجنبية بأن حكومته لن تقبل بأن يبقى الفلسطينيون منفردين بفرض الحقائق واتخاذ زمام المبادرة، وأنها سوف نقرر قريبا حدود دولة اسرائيل وستشرع بخطوات فك ارتباط من جانب واحد.
وختم قائلا : هذه جردة حساب سريعة للخسائر التي جناها الوفد الفلسطيني المفاوض ، دون أن ننسى أو نقلل من أهمية اطلاق عدد من الاسرى الفلسطينيين ما قبل اوسلو ، والذين احتفظت بهم اسرائيل كرهائن على امتداد سنوات طويلة ، ريثما تأتي اللحظة المناسبة للمساومة على حقهم في الحرية . فهل تكفي جردة الحساب هذه لاستخلاص الدروس والعبر واحترام ما تم التوافق عليه في الدورة الاخيرة للمجلس المركزي الفلسطيني بشأن المفاوضات ومسارها وشروط استئنافها ، والتوافق على خارطة طريق وطنية ، نعيد على اساسها النظر بالعلاقات مع دولة اسرائيل باتجاه فك الارتباط مع دولة الاحتلال بخطوات مدروسة ومتدرجه وصولا الى العصيان الوطني الشامل وما يرافق ذلك من تعزيز مكانة دولة فلسطين في منظمات ووكالات ومؤسسات الامم المتحدة وتأمين عضويتها فيها وتفعيل دورها ودعوتها الى الاضطلاع بمسؤولياتها في نساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال الاسرائيلي ، خاصة بعد ان اعلن نتنياهو أن حكومته سوف تقرر من جانب واحد حدود دولة اسرائيل وتشرع بخطوات فك ارتباط مع الجانب الفلسطيني بكل ما يترتب على ذلك من تأبين ودفن التسوية السياسية وحل الدولتين .
Aucun commentaire