Home»International»صورة حقيقية من غزة

صورة حقيقية من غزة

0
Shares
PinterestGoogle+

صورة وحقيقة من غزة …. سامي الأخرس في خضم تلاحق الأحداث السياسية وتتابع الأخبار ، واشتعال قطاع غزة سواء بما يحدث على الأرض أو ما يتم اتخاذه من قرارات وفرمانات منها الخارجي ومنها الداخلي ، والمفاجأة الساحقة الرهيبة التي صدمت الجميع بإعلان العدو الصهيوني عن غزة "كياناً معادياً" وتهافت المتحدثون والناطقون والمحللون لهثاً خلف القرار وكأنه نزل كالصاعقة علي الرؤوس توحي للمستمع والقارئ أن غزة هاشم كانت الكيان الصديق للعدو والجار الأمين له طوال فترة الاحتلال .. عجبا وحسرة …. عجبا من ردة الفعل علي هذا القرار الذي لا أجد فيه شيء جديد ومختلف عما مارسته وتمارسه حكومات العدو منذ أن جثمت على تراب فلسطين ، فالحصار لم يرفع يوما عن غزة ، وطائراتهم لم تغادر سمائنا، بل تدك مدن وقري ومخيمات غزة على مدار الساعة، وتستبيح سماء غزة جهرا وسرا ، وقذائف مدفعيتهم تُيقظ الأموات في قبورهم ، ورصاصهم وبساطيرهم لم ترفع عن رقاب غزة المكلومة ، فما هذا الاستهجان من قرار اعتبار غزة كيان معادي ؟ آلاف الأسئلة تطرح نفسها لهؤلاء السادة في رام الله وفي غزة ، عن ردة الفعل على القرار ، أم أن هذا القرار جاء ليتم استغلاله لتحقيق المراد من اللاهثين لتمرير ما يخططوا له منذ زمن سواء في رام الله أو في غزة . فإن كانت حماس والحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية تري بصواريخ المقاومة التي تقصف المعابر تهديد للمصلحة الوطنية العليا ، وتحقق خسارة وطنية أكثر مما تحقق من مكاسب فهذا يؤكد أن حماس والحكومة المقالة أدركت أخيراً أن من يكون بموقع المسئولية يري ما لا يراه من يكون بموقع المعارضة ، وهو ما كانت تقاومه منذ عام 1993 عندما كان ينادي بالمصلحة الوطنية العليا وضرورة أخذها بعين الاعتبار في العمل المقاوم . وبعيداً عن صوابية أو خطأ المصلحة الوطنية العليا وصواريخ المقاومة فإن من يقود هو الأقدر علي تقدير الأمور ، ولكن ليت التقدير لا يكون حسب المزاج والأهواء والمصلحة ، وإنما يكون لأجل الوطن والشعب … أما رام الله فهل بدأت تخشي على مؤتمر الخريف الذي يعتبر المخرج الوحيد للأزمة الحالية بوجهة نظرهم ، حيث إنه سيقود لإعلان كيان فلسطيني منزوع الصلاحيات وعليه جاء القرار الصهيوني للتمهيد فيما لو فشل مؤتمر الخريف . لا بد من وقفة مع الذات والعودة إلي الوطن الذي سرقناه وعبثنا به وغلفنا قضيتنا الوطنية بغلاف حزبي ضيق ، وجعلنا منه بوتقة تملئ بالسائل الأحمر القاني الذي يروي مخيم عين بيت الماء والجميع يشاهد أسود المقاومة وهي تشكل ملحمة بطولية أمام كيان مسخ خشينا من إعلانه عن غزة كياناً معادياً . ما بين الحزن الذي يغلف سماء غزة ، والجرح النازف من خاصرة منازلها ومدنها وقراها وبلداتها ، إلي قلب الضفة المتألم قهرا المنثور علي قمم جبالها ، وبين وديانها ، وسفوح تلالها ننتظر عقاب شعبنا في غزة هاشم التي تكالبت عليه كل ذئاب البشر لتغرس أنيابها المسمومة في القلب ، والجسد ، والصدر ، وتبدأ رحلة الاحتضار ونحن نترقب . من قلب الحقيقة لا أدرك أين سأتجه بقلمي وقلبي ولأي ركن من الأركان المظلمة سأسلط قبس الحقيقة الذي بالكاد نستطيع أن نلمسه في ظل عتمة القلوب ، وسواد الصدور ، وموت الضمير ، أأتجه نحو قرارات الكيان المسخ أم صوب حكام غزة ، أم صوب أمراء رام الله ، أم صوب هذه الزوجة ذات الثلاثون ربيعاً وهي تحمل طفلاها وترتحل بهم كل يوم مع اشراقة شمس نهار جديد ، يحدوها الأمل أن تجد من يتصدق لليد الممدودة ، والدعوات المسحوقة . تغادر وهي تتوشح أقذر ما يمكن أن يرتديه بني البشر إلي ركن من أركان سوق فراس الغزاوي لتبدأ رحلة التسول التي أُرغمت عليها هربا من أنين الجوع ، ومهانة لقمة العيش ، تتضرع لله أن ينتقم مِن مَن باعوا ضميرهم للشيطان وأصبحوا ذئاب تنهش لحمنا وعرضنا وكرامتنا …. إنها الصورة ذاتها والحقيقة بعينها التي تناولتها بمقال " فقراء الجبهة الشعبية وطاحونة الفساد" الحقيقة التي تأكدت بالواقع ، ورسمت معالمها التي حاول البغاة طمسها والقفز عنها وتجاهلها ، هؤلاء ممن يتلاعبوا بالشيكات النقدية التي توزع حسب صلة القربى والمصالح والمجاملات ، ومن جعلوا الأمعاء سلاح لشراء الذمم السياسية ، ولكن !!! أين سيهربون؟ ستقف هذه الزوجة وترفع كفيها عاليا وتسأل الله أن ينتقم ممن تكبر وتجبر ، فالقصاص آت آت …. فإن غابت عنا الحقيقة ودونت بسجل الوجدانيات والأماني فأنها لن تغيب عن من تفترش الأرض وتلتحف السماء بأطفالها تتسول لقمة العيش … رسائل : الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين : ارحموا نساء رفاقكم من التسول وحاسبوا من يتلاعب بما يصل من مساعدات . وبزيارة لسوق فراس ستجدوا هناك زوجة تفترش الأرض تستجدي المتسوقين . الأخوة في حماس وفتح : حسبي الله ونعم الوكيل غزة تحتضر وأنتم لا تأبهون شعبنا الفلسطيني : لك الله فأنت شعب مغلوب علي أمرك ، ولكن متي ستقول لا ؟. أما أنا كاتب المقال : فالمرة القادمة لن أخشي الإعلان عن أسماء ممن يهدروا المال ويتلاعبوا بأرزاق أبناءنا . سامي الأخرس 20/9/2007

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *