هل تحولت الجامعات الفلسطينية الى سجن للعقول الفلسطينية
هل تحولت الجامعات الفلسطينية إلى سجن للعقول الفلسطينية
رسالة إلى مجلس إدارة جامعة النجاح في نابلس
يوسف حجازي
في هذا الزمن الذي تحولت فيه الجامعات الفلسطينية إلى سجن للعقول ، وتحولت فيه حرية الرأي إلى نوع من الجنون ، يحتقر الشجاعة ويقدس النفاق ، ويحاكم أصحاب الأقلام الحرة ، في زمن هو بلا شك أسوأ الفترات في تاريخ فلسطين ، نرى ما يحدث في جامعة النجاح ونرى طغيان المستوى السياسي على المستوى العلمي ، طغيان لا حد له وقد يصل في نهايته المنطقية والعملية إلى حد وضع الجامعات في بطن المستوى السياسي أو إلحاقها عضويا بالمستوى السياسي ، وتحويلها إلى جامعات منزوعة الثقافة ، وجامعات منزوعة السياسة في نفس الوقت ، وكنت قد تناولت في مقالاتي السابقة وفي البيان الصادر عن التجمع الثقافي من اجل الديمقراطية قضية الدكتور عبد الستر قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية ، وهي حقيقة قضية وليست مشكلة ، لأن الموقف من المشكلة أي مشكلة لا يتجاوز موقف المتبرع غير الملتزم ، ولكن الموقف من القضية موقف وطني ملتزم لأن القضية قضية رأي عام ، وقضايا الرأي العام قضايا شديدة الخصوصية وبالغة الخطورة في نفس الوقت ، لأنها تمس عصب العملية التعليمية والحياة الديمقراطية ، ونحن في فلسطين أحوج ما نكون إلى عقول واعية متحررة من الخوف والتخلف والتسليم بالأمر الواقع المريض ، عقول قادرة على صناعة حياة حقيقية ، عقول قادرة على صناعة حضارة حقيقية ، حياة تعبر عن ثقافتنا ، وحضارة تعبر عن ثقافتنا ، عقول تكره القيود لأي سبب وتحت أي مبرر ، عقول تصنع الحرية ، حرية تحت سيادة القانون ، حرية مرتبطة بحسن استخدام الانسان لعقله بما يفيد النفس والوطن والإنسانية ، لأن العقول المقيدة كالأجساد المقيدة طاقات معطلة ، وهي أعباء على أصحابها وعلى المجتمع والإنسانية في نفس الوقت ، وهذه هي قضية الدكتور عبد الستار قاسم أقدم بروفيسور للفكر السياسي في جامعة النجاح الوطنية ، عقل واعي متحرر من الخوف والتخلف والتسليم بالأمر الواقع المريض ، عقل قادر على صناعة حضارة حقيقة تعبر عن ثقافة حقيقية ، عقل يصنع الحرية تحت سيادة القانون ، عقل يكره القيود لأن العقول المقيدة طاقات معطلة ، عقل يكره نموذج الدولة التسلطية الريعية التي تستجر الربح من خلال السلطة السياسية ، عقل يكره نموذج الأجهزة الأمنية التي تخترق المجتمع من خلال آلياته الذاتية وتمتلكه وتمارس وبكل الوسائل التدمير المنهجي المنظم لكل أشكال التنظيم الاجتماعي ، وفرض تنظيمات بنيوية بديلة أحادية الجانب يتحول فيها المجتمع إلى قطيع لا حول له ولا قوة وليس له إلا الخضوع والطاعة العمياء من جهة ، ووضع عقول الأفراد في حالة عبودية من جهة أخرى ،
هذه قضية الدكتور عبد الستار قاسم وليس كما يدعي مجلس إدارة جامعة النجاح الوطنية زورا من أن الدكتور عبد الستار قاسم كتب في مقاله الذي نشره في عدد من المواقع الالكترونية في 21 /8 / 2011 تحت عنوان ( بين إدارة النجاح والقضاء الفلسطيني ) ما يسيء إلى مجلس إدارة جامعة النجاح من الشتم والذم والقدح والتحقير وعرقلة سير العدالة وإثارة الفتن والقلاقل والنعرات المذهبية والعنصرية ، والمقال موجود على الرابط التالي (http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=415201 ) ويستطيع أي إنسان أن يعود إلى نص المقال ليرى ما في ذلك من كذب ، ويرى أي نوع من البشر هؤلاء الذين يمكن أن يطوروا فنون الكذب إلى هذه الدرجة ، وعدم التزام إدارة جامعة النجاح بقرار صادر عن محكمة العدل العليا الفلسطينية صاحبة الاختصاص النوعي في هذه القضية بشأن عودة الطلاب المفصولين فصلا تعسفيا إلى مقاعد الدراسة مؤقتا ريثما يتم قرار نهائي وفاصل وقاطع في الدعوة الأساس ، ولم تكتفي إدارة جامعة النجاح الوطنية بسجن الدكتور عبد الستار قاسم ولكنها أصدرت بيان في 23 /8 / 2011 تحت عنوان بيان هام ونشرته في عدد من الموقع الإعلامية يشهر بالدكتور عبد الستار قاسم ويشتم ويحقر ويذم ويهدد بالتصفية الجسدية والمعنوية والفصل من الجامعة والإحالة إلى مجلس تأديبي ، وهي تهم لا أساس لها إلا في خيال مجلس إدارة النجاح الوطنية المريض ، وفي خيال نقابة العاملين في جامعة النجاح الوطنية المريض ، وفي خيال مجلس طلبة جامعة النجاح الوطنية المريض ، وفي خيال المكتب الحركي في جامعة النجاح الوطنية المريض ، وهي الجهات التي وقعت على هذا البيان ، وإن كان ذلك لا يستدعي الاستغراب بحكم الولاء الوظيفي في زمن أوسلو إلا انه للأسف يستدعي الأسف ، ولكن ورغم ذلك سيظل الدكتور عبد الستار قاسم شامة على وجه فلسطين ، لأن الدكتور عبد الستار قاسم لديه الشجاعة في أن يقول ما يشاء تحت راية الحقوق الوطنية ، وفي أن ينكر ما يشاء تحت راية الحقوق الوطنية ، ولأن الدكتور عبد الستار قاسم مثقف عضوي يتحسس هموم شعبه فهل يتحسس المثقفون هموم الدكتور عبد الستار قاسم ، وهل يتحسس الشعب الفلسطيني هموم الدكتور عبد الستار قاسم ، لأن الشعب الذي لا يتحسس هموم أفضل أبنائه سوف يذله أسوأ أبنائه ، فلا تحزن أبا فيصل والله لن يضيعك شعبك ولا نامت أعين الجبناء .
Aucun commentaire