تداعيات حرب غزة
تداعيات حرب غزة
يوسف حجازي
كانت حرب غزة حلقة في سلسلة حلقات تتكامل وتترابط فيما بينها في مجال السياسة الإستراتيجية وحجم القوات والمقدمات والنتائج والأساليب العملياتيه والتكتيكية ، وقد جاءت هذه الحرب في ظل ظروف صعبة ، فالساحة الفلسطينية ممزقة بين معسكر المقاومة ومعسكر المساومة ، والساحة العربية ممزقة بين دول تعترف بإسرائيل ودول جاهزة للاعتراف ، ودول ممانعة ، والرأي العام العالمي تسيطر عليه الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل دكتاتورية اتصالية واحتكار وسائل الإعلام وغياب إستراتيجية إعلامية عربية تؤثر في الرأي العام العالمي حتى صار الصوت الوحيد الذي يسمع في العالم هو صوت إسرائيل ، وعلى الجانب الآخر هناك إجماع شعبي صهيوني يؤيد الحرب على غزة وقد اظهر ذلك بوضوح استطلاع معهد تلسكار الذي نظمه المعهد لصالح صحيفة معاريف وكانت نتيجته أن 91،5 % من الإسرائيليون يؤيدون الحرب على غزة وذلك في مقابل 3،8 % يعارضون الحرب وامتناع 4،7 % عن التصويت ، لكن وبعد انتهاء الحرب على غزة في يوم 17/1/2009 بعد أن أعلن رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني اولمرت وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد هجوم وحشي استمر ثلاثة وعشرون يوما وأسفر عن استشهاد 1440 مواطن أكثر من نصفهم من النساء والأطفال والشيوخ وجرح 5380 مواطن وتدمير 5000 منزل تدمير كامل و12000 منزل ومبنى تدميرا جزئيا وإلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية ، نعم انتهت الحرب لكن تداعيات هذه الحرب ما زالت مستمرة وفي تصاعد مستمر على كل الساحات الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والإقليمية والدولية ،
فعلى الساحة الفلسطينية كشفت هذه الحرب مجموعة من الحقائق من أهمها أنها وضعت الشعب الفلسطيني على عتبة الحقيقة وعادت بالصراع إلى بداياته الأولى لأن الصراع في بداياته الأولى لم يكن صراعا بين شرعيتين ولكنه كان صراعا بين سكان أصليين وغزاة أجانب ، وذلك بالإضافة إلى إفشال مخططات العدو الصهيوني لأن الحرب على غزة كانت في الأصل والنهاية تهدف إلى تصفية الشعب الفلسطيني وجودا وجذورا في فلسطين ، وهذا إلى جانب حدوث انقلاب في موازين القوة وموازين الرعب ، وسقوط خيار التسوية وحل الدولتين ، وارتفاع أصوات فلسطينية تدعوا إلى الحوار ، وإيقاظ الوجدان الشعبي وتنبيه الشعور الوطني إلى الخطر الصهيوني والتوسع الاستيطاني وتهويد القدس ، وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وكسر حاجز الخوف عند الشعوب العربية ، وانتهاء أسطورة الضربة الصهيونية المفاجئة ونقل المعركة إلى خارج الأراضي المحتلة عام 1948 ، وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف العدو الصهيوني وخاصة الخسائر البشرية لأن العنصر البشري هو اغلي ما يملك الكيان الصهيوني وأصعب ما يمكن تعويضه ، وكشف وجه إسرائيل الحقيقي إمام الرأي العام العالمي ، وكذب أسطورة طهارة السلاح الصهيوني واستعمال أسلحة محرمة دوليا ، ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة في وقف إطلاق الصواريخ وتفكيك البنية التحتية لكتائب القسام والمقاومة الفلسطينية والقضاء على سلطة حماس في غزة وإطلاق سراح الجندي الصهيوني غلعاد شليط وانتصار تكنولوجيا الإنسان على تكنولوجيا الآلة وتحويل دبابات الاحتلال إلى قبور متحركة ، وكسر إسرائيل لأن ما حدث في غزة كان اكبر من انتصار للمقاومة بقيادة حركة المقاومة الإسلامية – حماس وأكثر من هزيمة لإسرائيل وعملائها لأن معنى أن لا تحقق إسرائيل أهدافها من حملة الرصاص المصبوب رغم كل هذه القوة الاستراتيجة الجوية والبرية والبحرية في هذا النطاق الإقليمي الضيق الذي لا تتجاوز مساحته 363 كم2 وأمام منظمات أقل عددا وتسليحا بما لا يقاس يعني هزيمة إسرائيل وعملائها ، ولأن استمرار المقاومة بعد كل هذه الحرب رغم كل هذه القوة يعني انتصارا المقاومة ، لكن تداعيات الحرب على الساحة الإسرائيلية ورغم أن إسرائيل كانت قد استطاعت في البداية أن تسوق هذه الحرب على أنها حرب ضد الإرهاب إلا أن سير العمليات العسكرية والاستخدام المفرط للقوة كشف زيف هذا الادعاء وزيف ادعاء أسطورة طهارة السلاح الصهيوني وخاصة بعد أن استخدمت إسرائيل الأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل الفسفورية وقنابل الدايم والقنابل النووية التكتيكية المشعة باليورانيوم ، كما أفرزت هذه الحرب فوز حزب كاديما في انتخابات 10/2/2009 بقيادة تسيبي ليفني وحصوله على 28 مقعدا من مقاعد الكنيست ولكن دون أن يكون هذا الفوز سببا في تشكيل تسيبي ليفتي للوزارة الإسرائيلية القادمة ، وفوز تكتل الليكود اليميني وحصوله على 27 مقعدا من مقاعد الكنيست وفوز ائتلاف اليمين وحصوله 67 مقعدا من مقاعد الكنيست وهو ما أدى إلى تكليف بنيامين نتنياهو بتشكيل الوزارة الصهيونية القادمة ،
كما كشفت هذه الحرب عن نفاق اليسار أو ما يسمى باليسار الإسرائيلي الذي لم تشهد تل – أبيب أو أي مدينة في الوطن المحتل أي مظاهرة له ضد الحرب مما أدى إلى سقوط كل مواقفه في تأييد اتفاقيات غزة – أريحا أولا واتفاقيات أوسلو وحقوق الإنسان والقانون الدولي والقيم الأخلاقية ، ووقف متفرجا على هذه الحرب ، ولذلك لم يستطيع الحصول إلا على 13 مقعدا لحزب العمل و3 مقاعد لحزب ميرتس ، كما كشفت هذه الحرب عن إجماع الإسرائيليون على أن هذه الحرب لم تحقق أهدافها وقد قال الوف بن في صحيفة هآرتس في 23/1/2009 ( أن حملة الرصاص المصبوب فشلت في تحقيق وقف إطلاق الصواريخ وردع حماس ) وقال موشيه ارنس الوزير السابق في هآرتس في 23/2/2009( أن إسرائيل لم تنجح في إحباط حماس ) وقال روني شكيد في صحيفة يدعوت احرنوت ( أن حملة الرصاص المصبوب كرست بقاء حماس في السلطة ) وقال جوكي جوفي في صحيفة معاريف ( أن عملية الرصاص المصبوب لم تحرر غلعاد شليط ) أما عميرة بيرتس وزير الجيش السابق ورئيس الهستدوت الأسبق ويعقوب بيري رئيس المخابرات السابق فقد قالا ( يجب على إسرائيل الحوار مع حماس ) وهذا بالطبع إلى جانب إلحاق اكبر خسارة معنوية بإسرائيل أمام الرأي العام العالمي ومطالبة أكثر من500 منظمة قانونية ومجتمع مدني بتقديم قادة إسرائيل كمجرمي حرب إلى محكمة الجنايات الدولية ، وما لحق بإسرائيل من خسائر بشرية بلغت حسب ما أعلنوا 130 شخص بين قتيل وجريح ومئات الحالات التي ما زالت تعاني من الأمراض النفسية والعصبية ،
وقد كان يمكن أن يكون العدد أكثر من ذلك بكثير لو لم يكن هناك هذا العدد الكبير من الملاجئ ولو لم ينجح سلاح الاستخبارات والهندسة في كشف حقول الألغام والعبوات الناسفة ، وذلك يالاضافة إلى الخسائر المادية التي بلغت طبقا لتقديراتهم ملياري دولار ولجوء مليون إسرائيلي إلى الاختباء في الملاجئ ، لكن اخطر تداعيات هذه الحرب على الساحة الإسرائيلية هي قناعة الإسرائيليون أن الفلسطينيون لن يقبلوا إلا بالعودة وحقوق متساوية ، وعلى الساحة العربية كشفت حرب غزة عن تعميق الهوة بين دول المساومة ودول الممانعة ، وعن قلب موازين القوة لصالح دول الممانعة ، وعن مشاعر الكراهية ضد الحكام العرب الذين فشلوا في مساعدة الفلسطينيين الذين كانوا يتعرضون إلى حرب إبادة في غزة ، وعن المظاهرات الشعبية في المدن العربية ، كما كشفت عن تخوف مصر والأردن من ازدياد الضغوط عليهما لاستيعاب سكان فلسطين الذين يعيشون خارج حدودهما إذا تخلت إسرائيل عن التزاماتها كدولة محتلة وخاصة الأردن لأن هذا قد يعني أن يخسر الفلسطينيون الأرض ويخسر الأردنيون الهوية ، كما كانت مصر والأردن تخشيان من تعرض معاهدتي السلام مع إسرائيل إلى التقويض ، وذلك إلى جانب خشية الدولتين من أن تفقدا اتزانهما بسبب الانتقادات وخاصة في موضوع معبر رفح ، لكن ابرز ما كشفت عنه حرب غزة كان مؤتمر الدوحة وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قطر كانت قد أعطت المثل في حرية الحركة والقرار لأنها ورغم وجود قاعدة عيديد الأمريكية على أرضها إلا أنها أثبتت أنها تملك هامش من حرية الحركة والقرار ولذلك عقدت مؤتمر غزة في الدوحة رغم تآمر الأنظمة العربية والجامعة العربية حتى لا يكتمل النصاب القانوني ويتحول المؤتمر من مؤتمر قمة إلى مؤتمر غزة ،
ولكن ورغم ذلك حقق المؤتمر الهدف الذي عقد من اجله رغم كل المعوقات التي وضعتها مصر والسعودية والأردن وجامعة الدول العربية وسلطة رام الله التي كان موقفها لا يستحق الأسف ولا يستحق الاستغراب ، وقال بشار الأسد أن إسرائيل حفرت قبرها بيدها وقطعت قطر علاقاتها مع إسرائيل وطردت موريتانيا السفارة الإسرائيلية وبرهنت قطر عمليا أن اصغر بلد عربي يمكن أن يكون اكبر بلد عربي وان اكبر بلد عربي يمكن أن يكون اصغر بلد عربي ، وكذلك لا يجب أن لا نتجاوز دعوة مصر إلى عقد مؤتمر شرم الشيخ كرد على مؤتمر الدوحة خوفا على مكانتها الإقليمية ودورها الإقليمي ، وكذلك دعوتها إلى عقد مؤتمر الحوار الفلسطيني في القاهرة والذي اعتقد من وجهة نظري الخاصة أنه لا يمكن أن يسفر إلا عن مزيد من الانقسام ولأن ما يعقد في القاهرة ليس مؤتمر حوار لأن الحوار يجب أن يكون في إطار فكرة عامة والمؤتمر لا يعقد في إطار فكرة عامة ، ولأن المؤتمر يعقد في القاهرة والمكان سلطة والقاهرة موقع حاكم ، ولأن الراعي للمؤتمر ليس راعي محايد ولكنه راعي منحاز إلى طرف بحكم خياراته الإستراتيجية ، وأخيرا لا بد من التنويه إلى مؤتمر الرياض وزيارة الرئيس السوري إلى عمان والى ما سوف يخرج من مؤتمر القمة القادم في الدوحة وأنا شخصيا لا أراهن على ما سوف يخرج من مؤتمر القمة لا حقا لأن المساحة الرمادية بين دول المساومة ودول الممانعة ليست مساحة صغيرة يمكن تضييقها بالممكنات السياسية ، لكن تداعيات الحرب على الساحة الإقليمية فقد كانت أكثر المواقف الرسمية الإقليمية وضوحا وشجاعة تتمثل في موقف الجمهورية الإيرانية الذي كان موقفا يمكن أن نقول انه لم يكن موقف حليف أو صديق أو شريك ولكنه كان موقف مع النفس ، ولكن دول المساومة العربية لم يرق لها هذا الموقف ، وهذا موقف وان كان يستحق الأسف إلا انه لا يستحق الاستغراب خاصة وان العرب في زمن الشاه كانوا يناضلون من اجل إبعاد إيران عن إسرائيل وأمريكا ولكنهم اليوم يناضلون من اجل أن تعود إيران إلى إسرائيل وأمريكا وأن تقطع علاقاتها مع سورية وحزب الله وحماس ، لكن هذا لا يعني انه لا يجب أن تكون هناك معارضة للسياسة الإيرانية ولكنه يعني أن لا نذهب إلى معرضة تعادي إيران ،
وكذلك موقف تركيا بكل ما تمثله تركيا الإسلامية المتوسطية الشرق أوسطية الأوربية الأطلسية الليبرالية الديمقراطية إسلاميا وإقليميا ودوليا ، وما يمثله الطيب اردوغان من شجاعة وصدق في رده على شيمون بيريز في جلسة غزة نموذج للشرق الأوسط في مؤتمر دافوس في جنيف في 2/3/2009 والذي قال فيها شيمون بيريز( أن العدوان الصهيوني على غزة كان دفاع عن النفس في مواجهة صواريخ حماس وأنه كان الرد الأنسب على هذه الصواريخ ) وقد رد اوردغان عل بيريز قائلا ( أن إسرائيل تعرف كيف تقتل البشر وهذه سياستها ) وقال موجها كلامه إلى الحضور الذين صفقوا لخطاب بيريز( انه من العار عليكم أن تصفقوا لهذا الخطاب بعد أن قتل آلاف الأطفال والنساء على يد الجيش الإسرائيلي في غزة ) ، كما انه وجه كلامه إلى بيريز قائلا ( لقد قتلتم الأطفال في غزة ) وهكذا انتقم اردوغان لشهداء غزة وغادر القاعة الذي كان يجري فيها النقاش حول الوضع في غزة وهو في حالة غضب وصافح عمرو موسى وهو في حالة غضب وقال لا اعتقد أنني سوف أعود إلى دافوس وهو في حالة غضب وانتقد تصنيف حماس ضمن قائمة المنظمات الإرهابية ودعا اوباما إلى إعادة النظر في تعريف الإرهاب ، كل هذا ورجب طيب اردوغان يعرف أن تركيا في حاجة إلى المزيد من العلاقات الاقتصادية حتى تخرج من الأزمة الاقتصادية وهو يعرف تأثير اليهود في الاقتصاد العالمي ، أما على الساحة الدولية فقد كانت أكثر المواقف شجاعة وصراحة هي مواقف دول أمريكا اللاتينية وخاصة موقف الرئيس هوغو شافيز الذي طرد السفير الإسرائيلي وقال ( أن ذلك نابعا من بادرة كرامة تجاه الهجوم الصهيوني الشرس ، وان كرامتي وكرامة فنزويلا لا يسمحان باستمرار العلاقة مع الكيان الصهيوني ) وموقف الرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي أعلن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني رفضا للعدوان الصهيوني على غزة ودعا إلى تضامن دولي وموقف اقوي من الأمم المتحدة لوقف العدوان الهمجي والجرائم الفاضحة في غزة وقال ( أن بوليفيا سوف نتعاون مع الدول والمنظمات الإنسانية في المطالبة بالتحقيق أمام محكمة العدل الدولية في الجرائم التي ترتكب من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي وأعضاء حكومته ضد غزة )
وموقف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي أصدر في بداية الحرب على غزة بيانا قال فيه ( أن إسرائيل تقترف في غزة جرائم شبيهة بالجرائم الذي اقترفها النازيون في الحرب العالمية الثانية ) ودعا إلى عقد مؤتمر دولي تحضره حماس وتشارك فيه جميع الأطراف المعنية في البحث عن السلام وبعض الدول الفاعلة مثل البرازيل والهند ، وذلك بالإضافة إلى موقف الرئيس الإكوادوري روفائيل كوريا والرئيسة الأرجنتينية الدكتورة كرستينا فيرنانديز ورئيس البرغواي تباري فازكيز والرئيس الكوبي كاسترو وغيرهم من الرؤساء والبرلمانيين ، وذلك بالإضافة إلى مواقف الشعوب في كل القارات وخاصة مواقف نقابات العمال في الاتحاد الدولي للنقابات الحرة والنقابات العمالية البلجيكية والفرنسية والايطالية والنرويجية والسويدية والدانمركية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وخاصة موقف عمال ميناء ديربي في جنوب أفريقيا الذين رفضوا تنزيل البضائع الإسرائيلية التي كانت محملة على السفينة جوهانا روس امتثالا لدعوة اتحاد عمال النقل كوساتو في رفض التعامل مع إسرائيل لأنها تمارس سياسة الفصل العنصري ومطالبة الحكومة بقطع العلاقات معها ، واتحاد نقابات العمال والمنظمات النقابية البلجيكية الذي يضم 150 لجنة تضامن تظاهرت أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل تضامنا مع غزة ، وذلك بالإضافة إلى رسالة رئيس النقابة المركزية العامة في بلجيكا آلان كلاوبرت والأمين العام ميليكيس إلى رئيس الهستدروت عوفر عيني الذي قالا فيها ( أن على النقابة أن تنحاز إلى السلام بين الشعوب وإذا لم تفعل تكون قد انحازت إلى جهة الحرب وتكون بذلك سلخت نفسها عن المبادئ النقابية، يجب أن تدعوا فورا إلى السلام بدون شروط قبل أن تفقدوا مصداقيتكم وكرامتكم وإذا لم تفعلوا ذلك سنطلب من ممثلينا في الاتحاد الدولي للنقابات العمالية عزلكم وطردكم ، وطالما لم تفعلوا ذلك فإن عزلكم في الحركة النقابية الدولية هو الطريق الوحيدة المتبقية لنا ، وهنا يجب الإشارة إلى أن موقف الحكومات الأوربية يتناقض مع موقف حكوماتها ، كما انه يجب الإشارة أيضا إلى موقف اتحاد المسلمين واللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان في آسيا الوسطى ومواقف الشعوب العربية وقافلة شريان الحياة بقيادة النائب البريطاني في مجلس العموم غالوي وقافلة غزة الذي نظمها الشعب الليبي ، لكن وبعد كل هذا الانتصار وهذه الانتفاضة الأمريكية اللاتينية ضد إسرائيل وهذا التضامن الشعبي الكبير يبرز إمامنا حقيقتين ، الحقيقة الأولى وهي كيف نستطيع أن نستوعب هذا التضامن الدولي من خلال مؤسسة منظمة تضمن استمرارية هذا التضامن واستمرار فعالياته والارتقاء به ليكون سلاح ضغط ضد المعتدين الصهاينة ، والحقيقة الثانية وهي كيف يمكن للقيادة السياسية الفلسطينية وعلى مختلف تصنيفاتها ومراتبها التنظيمية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني نقل المضمون الإنساني والأخلاقي لاحتجاجات المتضامنين إلى مضمون سياسي يؤكد للعالم أن الفلسطينيين سوف يستمرون في النضال حتى تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة لأن الفلسطينيون لن يقبلوا بأقل مما أعطتهم الأمم المتحدة في القرار 181 وهو قرار التقسيم والوحدة الاقتصادية .
http://yousefhijazi.maktoobblog.com/
Aucun commentaire