الجالية المسلمة في الخارج لا تساق سوق القطعان يا وزير الشؤون الدينية الجزائري
يتداول المغاربة فيما يتداولونه بينهم من النكت نكتة مشهورة عنوانها : « حديقة بيتنا » ومضمون هذه النكتة أن تلميذا في الصف الابتدائي لا يجيد غير وصف حديقة بيته في موضوعاته الإنشائية ، وكلما كلف معلمه التلاميذ بتحرير موضوع إنشائي حوره التلميذ إلى حديقة بيته إلى درجة أنه طلب منه وصف رحلة في الجو على متن طائرة ، فلم يجد التلميذ بدا من إسقاط الطائرة في حديقة بيته ليتمكن من وصفها كالعادة .
هذا حال جيراننا في الجزائر فحديقة بيتهم هي قضية وحدتنا الترابية ، فلا تفوتهم فرصة سياسية أو رياضية أو دينية أو غيرها إلا وكانت حديقة بيتهم في الواجهة . وقد نشرت وسائل إعلام جيراننا أن وزير الشؤون الدينية الجزائري وجه أصابع الاتهام للمغرب بخصوص محاولة السيطرة على الجالية المسلمة في الخارج وخصوصا في فرنسا من خلال التنافس مع الجزائر على اكتساح المساجد على حد تعبير وسائل الإعلام الجزائرية. لقد مر زمن طويل على الجاليات المسلمة في الخارج وهي في تعايش وانسجام توحدها كلمة التوحيد ، والقبلة الواحدة ، والقرآن الواحد ، والنبي الواحد والصلوات الخمس اليومية ، وشهر الصيام الواحد ، والحج الواحد . ولم يكن موضوع الجاليات المسلمة موضوع خلاف بين حكومات هذه الجاليات ، ولم تحاسب حكومة من هذه الحكومات جالياتها لأنها صلت في هذا المسجد أوذاك. ولم يسبق للمغرب أن طالب الجزائر بدور ما في المسجد الكبير بباريس وهي التي تحتكره وكأن فرنسا فيها الجالية الجزائرية وحدها دون غيرها من الجاليات المسلمة .وكل ما يهدف إليه وزير الأوقاف الجزائري هو حنينه إلى وصف حديقة بيته ، وهي محاولة إقحام الشأن الديني في قضية سياسية يوجد ملفها رهن إشارة الأمم المتحدة لأن المغرب المتشبث بالشرعية الدولية لا يمارس المزايدة السياسية مع أنه مؤمن بعدالة قضيته ، وبسيادته على صحرائه ، وهو يريد أن يطلع العالم على المزايدات الجزائرية التي تهدف إلى إيجاد منفذ على المحيط الأطلسي من وراء كل مناوراتها .
والشأن الديني أبعد ما يكون عن مطية تركب من أجل هدف سياسي مكشوف . ولا يمكن للجاليات المسلمة في الخارج أن تساق سوق القطعان ، فهي جاليات واعية بمسؤوليتها الدينية والوطنية ، ولهذا فلا مجال للحديث عن عملية استقطابها دينيا . فقد تقبل هذه الجاليات على دروس وخطب في بعض المساجد لأنها تجد من يقدمها صادقا ولا يركب الدين لأغراض سياسية أو دنيوية. فالجاليات المسلمة لها التزاماتها الوطنية والتزاماتها الدينية ، وهي لا تخلط بين هذه وتلك . فأداء الصلوات الخمس على سبيل المثال لا يمكن أن يكون وراءه غير أداء واجب الطاعة لله عز وجل ، ولا يمكن أن تكون الصلاة في مسجد تموله هذه الحكومة أو تلك يعني أنها صلاة توصف بنعت هذه الحكومة أو تلك ، ولا يمكن لموعظة أو خطبة إذا كانت خالصة لوجه الله تعالى أن تنعت بالانتساب إلى هذه الحكومة أو تلك . إن الأمر الذي غاب عن وزير الشؤون الدينية أن تيارات هدامة من قبيل التيار الشيعي الرافضي يستغل أغرار وعوام الجاليات في الخارج، ويستقطبهم إلى أوكاره لإفساد عقيدتهم. فالجاليات المسلمة تنطلق من بلدانها الأصلية بعقيدة سليمة ، فتجد سماسرة العقائد الفاسدة في الخارج ، وتثق بهم لأنهم يخاطبونها باسم الدين ، ولكنها تستغل ثقتهم الساذجة لتمرر لهم التدين المغشوش ، وهي تستغل الأوضاع السياسية في البلاد العربية والإسلامية لتحريض الجاليات على أنظمة دولها ، وعلى عقيدتها الأصلية بدعوى أنها عقيدة تفتقر إلى المصداقية مقابل العقيدة البديلة التي يقدمها سماسرة الدين في الخارج .
فكم من عامل أو طالب هاجر إلى الخارج للعمل أو للدراسة بعقيدة سنية سليمة ثم عاد لقضاء عطلته في وطنه ، وهو يهذي بهذيان الرافضة ، ويسب الصحابة وأمهات المؤمنين من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويلطم وجهه لذكر اسم سبط النبي الحسين رضي الله عنه ، ويمجد حزب الله وإيران . كان على وزير الشؤون الدينية الجزائري أن يتنبه إلى ظاهرة التشيع التي تستهدف الجاليات المسلمة المغاربية عوض محاولة النفخ في نار الخلاف الديني مع المغرب في الخارج ، وهي محاولة يائسة لتسييس المساجد في الخارج من أجل أن تركب كمطايا لأغراض سياسية مكشوفة .
1 Comment
En tant que citoyen français musulman, issu de l’émigration, je ne peux que déplorer de tels propos qui ne sont pas de nature à servir la cause des musulmans expatriés. Et l’on ne peut que regretter que cet article, au demeurant comme les précédents du même auteur, ne font que semer la haine et la bigoterie entre les musulmans, alors que nous avons besoin de sérénité et de tranquillité, juste au moment où le racisme et la xénophobie des milieux de droite s’intensifient contre la communauté musulmane, qu’elle soit sunnite ou shiite, arabe ou perse. Que l’auteur en soit rassuré, nous ne sommes nullement des moutons bons pour l’abattoir, ni des pions inconscients faciles à manipuler par des politiciens sans scrupules. Nous n’avons nullement besoin d’un porte-paroles ou d’un défenseur de votre sorte, qui ne recule pas de faire un discours plein de préjugés haineux religieux qui frisent le racisme d’un autre temps. Et de grâce ! Que les zélotes comme l’auteur cessent de semer la discorde entre les musulmans, car en agissant de la sorte, il ne fait que donner une mauvaise image et une mauvaise réputation à l’islam qui est censé être une religion de tolérance. Un sunnite est-il plus musulman qu’un shiite, ce n’est pas que l’impression que l’on retient lorsqu’on lit le contenu des articles de notre auteur, en se permettant d’apostasier quiconque ne partage sa vision religieuse, d’où transparaît le wahhabisme et le ridicule du fqih qui croit posséder la science infuse.
Karim