صدق أو لا تصدق.. السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر : »42 مليون جزائري طلبوا تأشيرة فرنسا » (مع فيديو)
عبدالقادر كتــرة
واصل السفير الفرنسي السابق في الجزائر « اكزافييه دريانكور »، تحليلاته الجريئة والواقعية المثيرة للجدل حول الوضع الصعب في الجزائر وتداعياته على الوضع الداخلي الفرنسي، حيث صرح هذه المرة، خلال حوار إذاعي، أن « 42 مليون جزائري يريدون الحصول على تأشيرة للذهاب إلى فرنسا » مع العلم أن مجموع ساكنة الجزائر تُقدّر بحوالي 45 مليون نسمة، (أي لم يقدم طلب التأشيرة إلا 3 ملايين قد يكونوا مصابين بالأمراض النفسية والعقلية).
وسبق للسفير الفرنسي أن توقع في مقال له بجريدة « لوفيغارو » اليمينية الفرنسية، انهيار النظام الجزائري وانعكاس ذلك على فرنسا بسقوط الجمهورية الخامسة، مؤكدا على أن « جميع المراقبين الموضوعيين يلاحظون أنه منذ عام 2020، ربما بعد أسابيع قليلة من الأمل، أظهر النظام الجزائري وجهه الحقيقي، فهو، حسبه، نظام عسكري، مدرّب على أساليب الاتحاد السوفييتي السابق، بواجهة مدنية فاسدة، مثل سابقه الذي أسقطه الحراك، مهووس بالحفاظ على امتيازاته، وريعها، وغير مبال بمحنة الشعب الجزائري:.
السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر « كزافييه دريانكور » صرح ل »راديو الجنوب » الفرنسية، في حصة صباحية، أن فرنسا رغم احتلالها للجزائر أكثر من 130 سنة إلا أنها لغاية هذا اليوم لم تتمكن من فهم الجزائر وفهم العقلية الجزائرية.
واعتبر أن ذلك راجع للعلاقات المعقدة والمتشعبة بين البلدين، حيث أوضح أن الجزائر تشكل لدى فرنسا سياسة خارجية وداخلية في نفس، في تناقض غريب وعجيب لا تحظى به أي دولة أخرى حسب نفس المتحدث.
وزاد قائلاً : « عندما تكون سفيرا في روسيا أو ألمانيا او أستراليا فإنك تتابع مهامك بكل سهولة مقارنة بنفس المهام في الجزائر، لأن أي حديث أو موقف أو تعليق أو سكوت من سفير فرنسا في الجزائر، سيتم التعليق عليه من الاحزاب والكيانات السياسية والمدنية والحكومية في الجزائر وفرنسا، لذلك أنا أعتبر أن الجزائر بالنسبة لفرنسا هي سياسة خارجيه وداخلية ونفس الشي لفرنسا فهي تشكل سياسة خارجية للجزائر وفي نفس الوقت سياسة داخلية ».
وأوضح سفير فرنسا السابق لدى الجزائر أن المسؤولين الفرنسيين يضطرون للتعايش مع المتناقضات التي تطبع العلاقات الجزائرية الفرنسية، حيث وصل به الأمر إلى الإدلاء بتصريحات في الجزائر، وعند العودة إلى فرنسا يصرحون بشي مغاير تماماً مثلما فعل نيكولا ساركوزي في 2007 في تصريحه حول الأقدام السود.
وأشار الدبلوماسي الفرنسي من خلال الفترتين اللتين قضاهما على رأس السفارة الفرنسية في الجزائر بالمختلفتين تماما، إلى أن الجزائر التي عمل بها من 2007 إلى 2012 لا تشبه الجزائر التي عمل بها في الفترة الممتدة بين 2017 و 2020.
وعلل كلامة بأنه في الفترة الأولى كان الرئيس بوتفليقة بصحة جيدة ومُتحكِّم في زمام الأمور وكانت فرنسا تشكل الزبون الأول للجزائر في كثير من المجالات، أما في الفترة الثانية فالجزائر كانت تُدار من طرف شخصين إثنين هما سعيد بوتفليقة و رئيس الأركان السابق أحمد كايد صالح، وأصبحت فرنسا هي الزبون الرابع بعد كل من الصين وتركيا وكوريا.
وفي تصريح صادم قال السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر « كزافييه دريانكور »: « إن 42 مليون جزائري يريدون الحصول على تأشيرة للذهاب إلى فرنسا لأغراض عدة منها السياحة العمل والدراسة ومنهم من يريد الاستقرار في كندا من البوابة الفرنسية. »
كما نوه بطبيعة العلاقات بين البلدين وحاجتهما لبعضها ما يجعل طلب التأشيرة حاجة ملحة وعادية باعتبار أن الجزائريين اعتادوا على التنقل إلى فرنسا طيلة 156 سنة كاشفاً أن فرنسا لم تفرض التأشيرة على الجزائريين إلا سنة 1986 بعد تفجيرات باريس.
وتسائل الدبلوماسي الفرنسي لماذا يرغب هذا الكم الهائل من الجزائريين في السفر إلى فرنسا عوض بناء بلدهم الذي وصفه بأنه من المفترض أن يكون كاليفورنيا أفريقيا، لكن سوء التسيير جعله لا يكون كذلك حسب السفير.
ويقدم السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر « دريانكور » في الإعلام الفرنسي ، حسب جريدة « القدس العربي »، على أنه واحد من أكثر العارفين بخبايا هذه العلاقات، فقد كان سفيرا في فترتين بالجزائر من 2008 إلى 2012، حيث كان التوتر هو السائد في رئاسة نيكولا ساركوزي لفرنسا، ومن 2017 إلى 2020 بعد وصول إيمانويل ماكرون للرئاسة، ومما زاد في طلب خبرته نشره مؤخرا كتابا بعنوان « اللغز الجزائري » يرصد فيه يومياته في الجزائر، التي قال إن الاشتغال بها سفيرا له خاصية فريدة، لأن عليك أن تُسير الماضي وتفكر في المستقبل في الوقت ذاته.
فترة السفير الفرنسي الأخيرة في الجزائر كانت مليئة بالمطبات والتهميش، وهو ما يكون سببا وفق بعض القراءات في محاولته الانتقام على طريقته
لكن فترة السفير الفرنسي الأخيرة في الجزائر، استنادا إلى درية « القدس العربي »، كانت مليئة بالمطبات والتهميش، وهو ما يكون سببا وفق بعض القراءات في محاولته الانتقام على طريقته، فتحول في ظرف وجيز إلى أكثر أعداء الهجرة الجزائرية في فرنسا، وطالب خلال السنة الأخيرة في عدة مناسبات بإلغاء اتفاقية 1968، التي تعطي بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين، واعتبر أن السلاح الوحيد لفرنسا في مواجهتها للجزائر هو التلويح بوقف التأشيرات.
وخلال بداية فترة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اسْتُدْعِيَ السفير « دريانكور » سنة 2020 مرتين من قبل الخارجية الجزائرية لتبليغه احتجاجها. وكانت المرة الأولى، عقب نشر قيادة الجيش الفرنسي على حسابها على موقع تويتر، صورة جندي فرنسي وهو يثبت على جذع شجرة اتجاهات أسهم أحدها مصوب نحو الجزائر، مرسوم عليه علم البلاد مصحوبا برمزها « دي زاد »، وعلم آخر يرمز ثقافيا إلى منطقة القبائل مكتوب أمامه تيزي وزو، في إيحاء خطير يشير إلى أن « تيزي وزو » منطقة تطالب بالاستقلال عن الجزائر.
كما سبق له أيضا أن اسْتُدْعِيَ، بعد استضافة القناة الفرنسية « فرانس 24″، لمحلل ادعى أن المساعدات الصينية التي وصلت الجزائر لمواجهة فيروس كورونا قد تم توجيهها لمستشفى عسكري بدل المناطق المتضررة
Aucun commentaire