فاس/عزيز باكوش

نظم مجلس مقاطعة سايس بفاس بتنسيق مع المندوبية الجهوية للاتصال والنقابة الوطنية للصحافة فرع جهة فاس بولمان يوما دراسيا في موضوع—الإعلام المحلي والجهوي ورهان التنمية البشري .هذه ورقة في الموضوع

اختتمت أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه مجلس مقاطعة فاس سايس بفاس بتعاون مع مندوبية وزارة الاتصال والفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في موضوع :-دورالاعلام المحلي والجهوي ورهان التنمية البشرية-.

برنامج اليوم الدراسي تضمن جلستين وأربع مداخلات , واحتضن فعالياتها فضاء مركب الحرية انطلاقا من التاسعة والنصف صباحا ,حضرها إلى جانب مستشارين جماعيين وممثلي السلطة, نخبة من الفاعلين في مجال الإعلام من مختلف المنابر المحلية والجهوية, جاء تخليدا لليوم الوطني للإعلام, وتمجيدا للذكرى الذهبية لعيد الاستقلال ذ

ابومهدي حسني ابرز خلال الجلسة الافتتاحية إرادة الصحافة المغربية والتزامها بمواصلة النضال من اجل تعزيز حرية الرأي وإقرار حق المواطن في إعلام حر ونزيه, داعيا إلى إعمال الاختلاف كثقافة , مستعرضا مطالب واضحة وعقلانية تخص الإعلام الجهوي و تخدم الإطار العام للعمل الصحفي وتؤطر البعد العملي لصحافة جهوية ناضجة قوية ومحترفة. ليفسح المجال أمام الفاعلين والمتدخلين بدء من كلمة رئيس المجلس الجماعي والسيد رئيس المقاطعة وكلمة السيد مندوب وزارة الاتصال ثم كلمة الممثل المركزي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية.

الجلسة الأولى التي ترأس أشغالها ذالسعودي خشون و ذ محمد ملوكي مقررا لها تحدث خلالها ذ إدريس العادل عضو مكتب النقابة فرع فاس. عن الدور المنوط بالإعلام الجهوي والمحلي, في أفق تنمية بشرية فاعلة ومؤثرة .المتدخل استعرض واقع الإعلام الجهوي مسلطا الضوء على انتكاساته وبعض تجاربه الفاشلة, ملمحا إلى ضرورة التصدي للتجارب المسيئة.حتى يتسنى للإعلام المحلي والجهوي القيام بالمهمة المنوطة به باعتباره رافعة أساسية للتنمية البشرية محليا وجهويا ووطنيا..مستعرضا المثبطات التي تواجهها الصحافة عموما والجهوية على نحو خاص .حتى يتسنى وضع الصحافة في مسارها الطبيعي وفق الإعلام المقاولاتي الحديث خدمة للتنمية الجهوية, وتطوير أداء الإعلام المكتوب.وأضاف ذ: العادل-لسنا ضد تعدد المواقف ووجهات النظر إزاء مختلف القضايا التي يعالجها الصحفي..لكننا بالمقابل ضد كافة أشكال الابتزاز حتى يتسنى تطبيق ما تعاهدنا علية بكامل الدقة والموضوعية.

الجلسة الثانية أدارها ذ احمد لمباركي تدخل إدريس الوالي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الجهوية. في موضوع الصحافة الجهوية وإشكالية التواصل.- عضو المجلس الإداري للنقابة رسم خريطة قاتمة لواقع الإعلام الجهوي بالمغرب, معتبرا الصحافة الجهوية التي تجاوز عددها أربعين صحيفة بين أسبوعيات ودوريات, دعامة أساسية للعقد الديمقراطي , ومشاركة في تكريس مفهوم المواطنة.المتدخل خلص إلى أننا لم نصل بعد إلى مستوى صحافة الجهة بالمعنى الموضوعي للكلمة. مقدما لمحة عن الصحافة الجهوية بفرنسا التي تاصلت بها صحافة- الأحياء.وأضاف مدير جريدة –صدى تاونات- مصنفا الإعلام الجهوي إلى صنفين-صحافة جهوية مسئولة عددها لايتجاوز 34عنوانا يتوفر معظمه على مقرات, ويشغل على الأقل ثلاثة أفراد مستواهم جامعي منتظم الصدور. يحترم عموما أخلاقيات المهنة .وأخرى:غير مسئولة ,حصر عناوينها بالمئات , قال ان واقعها- كله شوائب ونقائص. تضم عناصر مشوشة, تتخذ من الإعلام الجهوي وسيلة للابتزاز رؤساء الجماعات والمسئولين وحتى المواطنين على الصعيد الجهوي.وأضاف المتدخل. أن هذا الصنف من الجرائد يصدر بالمناسبات ثلاث مرات في السنة في أحسن الأحوال.وتابع مستعرضا مشاكل الصحافة الجهوية في انعدام التكوين الكافي إضافة إلى حرمان الصحف الجهوية من الدعم العمومي والإعلانات فضلا عن محدودية الإشعاع بسبب غلاء النسبة المطلوبة من طرف شركات التوزيع التي تصل إلى 50بالمئة.و غياب الدعم الحكومي الذي يكتفي بالشعارات من أهم معوقات المسار .مؤكدا في ذات السياق أن الإعلام الجهوي بالمغرب مازال يهيكل نفسه بنفسه بإمكانياته المحدودة وبأطره الشابة الغيورة..

الجلسة الثالثة كان رئيسها ذ محمد بوهلال ومقررها ذ محمد الزوهري تطرق الزميل محمد بوهلال نائب الكاتب العام للنقابة فرع فاس مبرزا التحديات التي يواجهها المراسل الجهوي رغم أن منتوجه يشكل العمود الفقري للصحافة برمتها قائلا:جئنا إلى هنا لنتساءل مالذي تحقق لهذا الجندي المجهول؟ و لندعم الإعلام الجهوي المكتوب ,لنرفض المضايقات ونضع الأصبع على عدد من المشاكل التي مازالت عالقة… المتدخل محمد نجيب فني

التقني بإذاعة فاس كان موفقا إلى حد كبير, لاعتماده على الصورة والصوت في إيصال مضمون حواره..دعا إلى سن قوانين زاجرة لكل أنواع الابتزازات في مجال الإعلام , في ظل قضاء مستقل ومتخصص.وقال في هذا السياق-أن دورنا كاعلاميين هو الإصلاح والتنمية البشرية بمفهومها الشامل, وليس التشهير أو القذف..مشيرا إلى مضمون الفصل السابع الذي يتضمن بنودا سالبة للحرية- وتابع – أن الحرية والبحث عن الحقيقة تشترط التحلي بالمسؤولية إزاء المجتمع واحترام كرامة الأشخاص وحياتهم الخاصة.وكذا الضوابط الأساسية باعتبارها الشروط الأساسية لبناء حياة ديمقراطية مستقرة ولتشكيل رأي عام قوي وفاعل في الشؤون العامة للبلاد. داعيا أرباب المؤسسات الإعلامية المكتوبة السمعية البصرية وكذا الالكترونية التزام الاحترام الكامل لمجموع مقتضيات الميثاق.

مليكة حاتم عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بدورها ركزت في تدخلها على تقديم توضيحات و وضع استفهامات كبرى أمام الصحافة الوطنية عموما والجهوية على نحو خاص , مبرزة ضرورة الاعتراف بان أخلاقيات المهنة شان الجميع. وان الصحافة المكتوبة ببلادنا تعيش خللا وأزمة. داعية إلى البحث عن سبل الإقلاع.معتبرة الصحافة الحزبية مجرد نشرات دعائية لأحزابها . أما الصحافة المستقلة بمختلف تلاوينها فهي أيضا – إما لسان حزب, او معارضة ملتبسة حسب تعبير ممثلة المكتب المركزي. وبخصوص مسالة الدعم تقول مليكة- أن هذا الأخير خلق صراعا مع المؤسسات الإعلامية.في الوقت الذي كان التعاقد أساسا من اجل تحسين الموارد البشرية مؤكدة انه بدون شراكة جهوية حقيقية, لا دور للإعلام الجهوي. كما شككت في وجود جهوية بالمعني الحقيقي للكلمة من أولوياتها الإعلام الجهوي. وبخصوص تداول مبيعات بعض الجرائد تساءلت فيما إذا كان موضوع ارتفاع المبيعات أصبح مرتبطا لدى العديد من العناوين الصادرة بما تنشره من أخبار الجريمة, والدعارة والاغتصاب..والجنس.مؤكدة في النهاية على أن حرية الإصدار, والتروي في المطالبة بتشديد العقوبات على الإعلامي وزجره مكسبان لا ينبغي التفريط فيهما – والمغرب بهذا في طليعة الدول العربية.

الجلسة الرابعة والأخيرة كان المتدخل ذ تيثنا العلوي في موضوع- الجماعة وآليات التواصل الحديثة نموذج سايس أو اكدال. الذي قدم للحاضرين خلال جديد التكنولوجيا في مجال التدبير الإداري – بوابة فاس الالكترونية -.

لنتخيل انه بإمكان أي مواطن بفاس, أن يحصل على كل ما يحتاج إليه من وثائق إدارية, عقد الازدياد, شهادة الحياة,شهادة السكنى.من اقرب مقاطعة يقطن بها. بمجرد ضغطة واحدة على زر موقع الكتروني. وفي دقيقة واحدة.تكون الوثيقة جاهزة قابلة للاستعمال…يبدو الأمر حلما بعيد المنال للوهلة الأولى, بالنظر إلى تعقيد المساطر وبيروقراطيتنا الإدارية المعهودة…لكن هذا الأمر يقول السيد رئيس مقاطعة فاس سايس تيتنا العلوي -أضحى ممكنا الآن وهنا بفاس. وتحديدا بمقاطعة اكدال… وليس حلما على الإطلاق..كيف ذلك؟

البرنامج الذي أطلق علية اسم .systeme e-gov. اعد بتعاون مع مكتب خبرة كندي, وبتنسيق مع جامعة الأخوين .أصبح قابلا للتنفيذ والخدمة و ممكنا بفضل جهود طاقم شاب من مهندسين إعلاميين بمقاطعة سايس.فبعد شهور من الابحات والدراسات, تمكن مهندسان تابعان لمصلحة الإعلاميات بمقاطعة سايس اعتمادا على الكفاءة الذاتية من تطوير نظام الكتروني يمكن استخدامه بسهولة.من اجل الحصول على كل ما يحتاجه المواطن من وثائق وأغراض إدارية في لمح البصر.وبذلك تكون مدينة فاس وعبر هذا الانجاز غير المسبوق أول من يعتمد هذا النظام في تقريب الإدارة من المواطنين . وقال التدخل في نفس السياق انه تم تسليم حولي 600وثيقة إدارية وفق النظام الالكتروني المذكور..وقال مستطردا إن الخدمات تشمل الآن مقاطعة واحدة من أصل ثمان مقاطعات وانه بحول الله بحلول 2007 سيشمل النظام كل المقاطعات الموقع على الرابط التالي www.portaildefes.ma . موقع بالإضافة إلى ذلك يتضمن كل ما يرغب الزائر في معرفته عن مدينة فاس إدارة وخدمات. خريطة المدينة وتقسيمها ومرافقهاو.. وفق التقطيع الإداري المعتمد. إلى ذلك

و استنادا إلى العروض والمداخلات.خلص المشاركون إلى التوصيات التالية

1. تأهيل الإعلام المقاولاتي الجهوي عبر الدعم والتكوين وإعادة التكوين

2. تمكين المشتغلين في الحقل الإعلامي الجهوي من الأخبار والمعطيات المتعلقة بالشأن العمومي المحلي والجهوي

3. ثمثيل الصحافة الجهوية في كل اللجن التي لها علاقة بالإعلام والاتصال على المستوى الوطني

4. ضرورة احترام ميثاق أخلاقيات المهنة من منظور المسؤولية المشتركة

5. الإسراع في تفعيل الدعم الحكومي للصحف الجهوية التي تتوفر على الشروط المهنية والتقنية

6. الاهتمام بالمراسل الجهوي والمحلي باعتباره لبنة أساسية في الإعلام الوطني عبر إدماجه في الاتفاقية الجماعية حماية لحقوقه

7. تعميم الإعلانات الإدارية والقضائية العمومية على الصحف الجهوية كباقي الصحف الوطنية عبر التنصيص القانوني على ذلك

8. ضرورة دعم المجالس المنتخبة الجهوية والمحلية للجرائد الجهوية المهنية عبر شراكات فاعلة وواضحة

9. الاهتمام بالتنمية الإعلامية الجهوية وإدماجها ضمن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في القوانين المنظمة للجماعات المحلية والمجالس الجهوية

10. تشجيع الاستثمار في الإعلام الجهوي من خلال منح قروض بفوائد مشجعة لتأسيس مقاولات إعلامية بالجهة

11. فتح مطبعة محمد الخامس بالحي الجامعي بفاس كنواة للاستثمار في مجال الإعلام المحلي والجهوي

12. ضرورة انخراط الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين في القطاع الإعلام السمعي البصري الجهوي

13. تخصيص جائزة للصحافة الجهوية ضمن الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة على هامش اليوم الوطني للإعلام

14. إعادة النظر في التقسيم الجهوي الحالي وفق التوجه الحديد للدولة لتكريس الجهوية واللامركزية .

15. تعلن كل الفعاليات المشاركة في هذا اليوم الدراسي تضامنها اللامشروط مع قناة الجزيرة لما تتعرض له من مضايقات .والدعوة إلى إطلاق سراح المواطنين المغربيين المعتقلين بالعراق.

إعداد عزيز باكوش./المرفقات صورتان1 الجلسة الافتتاحية 2/جانب من المشاركين في الندوة.