أريد أن أقتل مسلما
أحمد الجبلي
« أريد أن أقتل مسلما » هكذا صاح رجل انجليزي، اليوم الاثنين الثالث عشر دجنبر 2016، بعدما طعن رجلا في قطار جنوب لندن. وقد صرحت صحيفة ديلي ميرور أن الأمر لا علاقة له بالإرهاب.
إذن الأمر يكون متعلقا بالإرهاب ( par défaut)عندما يكون الجاني مسلما، لكن عندما يصيح القاتل الانجليزي ويعبر بصوت عال بأنه يطمح ويحلم ويتمنى أن يقتل مسلما، ولأنه قد قتل الرجل داخل القطار خطأ لكونه كان يعتقده مسلما، فهو غير إرهابي طبعا.
وبما أن الحادثة قد وقعت في بلاد المملكة المتحدة، فلا بد أن نتحدث عن مفهوم الإرهاب الذي اعتمدته انجلترا عبر التاريخ لنرى إن كان مفهوم الإرهاب توصيفا له علاقة بمبادئ انجليزية سامية بها تقوم بحماية مواطنيها عندما يتعلق بالأمر بعمليات إرهابية تأتي من الآخر.
لقد سبق واعتمدت انجلترا على تحديد مزدوج لمفهوم الإرهاب بل ومتناقض وفي تباين صارخ، حيث سبق للانجليز أن أطلقوا سمة الإرهابي على الهندي الذي كان يقاتل من أجل استقلال بلاده التي تزأر تحت نير الاحتلال الانجليزي، وبذلك يطرح السؤال من الإرهابي هل الذي يدافع عن أرضه ويعمل على طرد الغزاة المعتدين؟ أم المستعمرين اللصوص الذين قتلوا الآلاف العزل وهم يرتدون أكفانهم كناية عن مواجهة عدوهم بالسلم ودون سلاح.
وعندما احتل الانجليز أمريكا في القرن الثامن عشر قامت أمريكا بالدفاع عن نفسها بقيادة جورج واشنطن فكانت انجلترا تطلق على جورش واشنطن اسم: » الإرهابي رقم واحد »
و نفس الشيء فعلته مع نيلسون مانديلا فاتهم بأنه إرهابي بمجرد أنه كان يناضل دفاعا عن حق شعبه في الحرية والكرامة ويسعى للتحرر من قيود هذا الاستعمار الغاشم، ولكن الغريب في الأمر أنه بعدما صار نيلسون مانديلا رئيسا لجنوب إفريقيا وستتغير المواقع سوف يمنح جائزة نوبل للسلام.
أي أنه البارحة عندما كان يحمل السلاح مطالبا بحقه وحق شعبه كان إرهابيا وبعد الاستقلال سيتحول إلى رجل السلام الأول في العالم حينها.
إن مفهوم الإرهابي ضل وسيبقى لافتة متحولة يستعملها الغرب الصليبي متى شاء بدون أي معايير موحدة ثابتة. بل إن الغرب أصلا لا يستطيع أن يحدد معايير أو قوانين تحدد طبيعة المفهوم المتفق عليه دوليا لأن الغرب هو أول إرهابي استعماري سفك دماء الشعوب المستضعفة ونهب خيراتها وهتك عرض بناتها.
إذن نحن نعرف جيدا المعنى الحقيقي لكلمة الإرهابي عندما تصدر عن جريدة انجليزية تعتبر إصرار انجليزي متطرف على قتل مسلم بالأمر البعيد عن الإرهاب.
Aucun commentaire