تجديد الرؤية اللغوية من منظور نظرية كراشن ـ – جزء11- ـ
تجديد الرؤية اللغوية من منظور نظرية كراشن:
نحو درس لغوي عربي حديث بمقاربات متعددة
– جزء11-
6- مقاربة بالوعي الأدبي في الكتابة:
الدرس القرائي يشكل إطارا معرفيا تكوينيا، ووعاء للتطبيق على التنظيمات اللغوية ،كما أن الدرس اللغوي يمثل مساحة لاستضمار النظام اللغوي بعد وعيه، وهما معا رافعتان للدرس التعبيري، تسمحان
بالانتقال من دال الإنتاج المدرسي، الذي يقوم على التكرار و محاكاة الأنماط الكتابية بحسب المهارات المقررة المنطلق منها، إلى دال الإبداع المدرسي الذي يتوخى الكتابة في النوع الأدبي، بعد وعي تنظيماته الداخلية، وضبط سماته النوعية، والتحكم في المهارات التصريفية للمكتسبات القرائية، والأنظمة اللغوية المدروسة، والتقنيات الكتابية المستدخلة في سيرورة تحليل المعطى ،واكتشاف المجال والنمط ، واستيعاب الكلمات المفتاحية التي تشكل نقط ارتكاز الفهم الأولي للموضوع، وحصر المطالب وتفريغها في برنامج النوايا الكتابي، قبل تحويله إلى خطاطة ذهنية تصمم المداخل والعمليات والمخارج ،وتعطيه بصمته ذات الأبعاد التفسيرية أو التوثيقية، أو الإخبارية أو التواصلية ،أو الحجاجية أو الوصفية، أو السيرية أو السردية التخييلية أو النقدية، وتمنحه دمغته الكتابية ذات الوشاحات النمطية، والظلال الأجناسية،
ما دام:
« العقل هو صورة المعقول في نفس العاقل،والإنسان أشكل عليه الإنسان »،على حد تعبير أبي حيان التوحيدي ؛لأن الإنسان هو الأسلوب، والأسلوب هوبصمته ،والعقل هونقطة تقاطع المكتسبات القرائية مع التنظيمات اللغوية ، وتبلورها في أنماط كتابية.
فهل الوعي يكتب ؟ وما هي شروط ممارسة الكتابة ؟ وما هي قيمة الوعي المدرسي بآليات وأشكال الكتابة ؟
1- مفهوم الكتابة:
الكتابة رأسمال رمزي، يساهم في صناعة الوعي المدرسي عند المتعلمين، ويعمق السؤال حول جوهر الإنتاج المدرسي في علاقته بالوجود الحياتي المدرسي والمهني للمنشئ، والوجود الذهني والوجود اللغوي للمتعلم، والقبض على مفاصل نظام القول والمقول واللامقول ،الذي يتحكم في منطق الكتابة في اتجاه العبور ،عبر قناة اللغة الصافية غير المشوشة على التواصل، والتحكم في فك شفراتها لتبيان دلالات رموزأبجديات الإبداع المدرسي،وغائية الأنظمة اللغوية المشغلة ،حيث ترتبط الكتابة بالوعي، والكلام بالرؤية، في اتجاه تخطيط كتابة إبداعية مدرسية، على قاعدة الوعي المهاري ، والرؤية المقاصدية، التي تصور الصيرورة الاجتماعية في بعدها الجمالي. »، على حد تعبير عبد المجيد اسماعيل علوي(53)، وتبني أفقا توقعيا من منظور تخييلي فني ، يمنح العمق والخصوصية للحاضر، والإبداعية المتعددة الرهانات للمستقبل، في اتجاه تحقيق » الرسالية » من الكتابة المدرسية الوظيفية، ذات البعد الإنساني القيمي الواقعي، والجمالي المجازي الخيالي ،الحاملة للرؤى المختلفة، والنظرات الممكنة، المؤطرة للوعي ،والمهندسة للأفكار،والسابكة للمفردات، والصائغة للجمل، تحت سقف اشتراك الوعي والكتابة ،على حد تعبيرحسين العبود(54):
1- وعي الكتابة :
فالكتابة أبلغ من الناطقية التي تشمل اللغة والفكر، وهي مادة الكتابة المنتجة للتفكير المجرد، المقارب للوعي ومجسده ،عملا بقول علي بن أبي طالب كرم وجهه : » وكتابك أبلغ ما ينطق عنك ».
2- كتابة الوعي :
الوعي يحلق في المفاهيم داخل الوجود الكوني والوجود الذهني والوجود اللغوي؛ليصنع ماهية اللغة ،و ليصبح أداة للتغيير داخل النسق المدرسي والحضاري، في أفق الانزياح على المنحى الواقعي التصويري؛ لضخ حركية تعبيرية تفكك صورة الواقع، وتبني مشهد اللغة بحسيته وتجريديته؛ للارتقاء في طبقات المعنى من مستوى الظاهر، إلى مستوى الباطن.
3- الوعي الفردي:
فالفردية من دعائم تطور الوعي الكتابي المدرسي، بعيدا عن استنساخية العقل الجماعي ،على طريق إنضاج الوعي على نار لغة التعبير الهادئة،التي تذوت الكتابة وترتقي بها نحو « الكتابية »، المؤسسة على الوعي الأجناسي،وضبط النظام اللغوي المستضمر، والمهنية المستوعبة لتقنيات وآليات ومراحل الكتابة المدرسية المبدعة، والرسالية، المستهدفة لإحداث التغييرداخل وخارج الذات الكاتبة ،من خلال ترك الأثروتوصيف الوقع، ومع امتلاك القدرة على إنضاج المكتوب فوق اثافي حفريات الوعي : البحث،و التخطيط،و الكتابة قوام الحياة المدرسية ،ومن مقومات مأدبة الكتابة بطقوسها التعليمية.
المراجع:
1-كتاب دور المقاربة المعجمية في اكتساب اللغة الأنجليزية وعلاقاتها بالترجمة فرع إنجليزي عربي ماستر للطالبة بدري سهام وإشراف الدكتورة بن صافي زليخة سنة2012 ص19 .
2- نفس المرجع ص19 .
3-نفس المرجع ص12 .
4- نفس المرجع ص12 .
5- نفس المرجع ص20 .
6- نفس المرجع ص26 .
7- نفس المرجع ص27 .
8- نفس المرجع ص32 .
9- نفس المرجع ص33 .
10- نفس المرجع ص34 .
11- نفس المرجع ص 35 .
12- نفس المرجع ص37 .
13- نفس المرجع ص37 .
14-كتاب تعليم الدماغ القراءة وتحسين الطلاقة والمفردات لجودي ويليس ص170 .
15- كتاب تعليم وتعلم اللغة العربية مقاربة لسانية تطبيقية الدكتورعبد الله معروف ص100 .
16- كتاب اللغات الأجنبية تعليمها وتعلمها الدكتور نايف خرما والدكتور علي حجاج يونيو 1988 ص44 و45 .
17-كتاب تعليم وتعلم اللغة العربية مقاربة لسانية تطبيقية الدكتورعبد الله معروف ص125 .
18-نفس المرجع ص77 .
19- نفس المرجع ص77 .
20- كتاب دور المقاربة المعجمية في اكتساب اللغة الأنجليزية وعلاقتها بالترجمة فرع أنجليزي عربي مستر للطالبة بدري سهام إشراف الدكتورة بن صافي زليخة سنة 2012 ص68 .
21- نفس المرجع ص37 .
22- كتاب المدونات اللغوية العربية بناؤها وطرائق الإفادة منها محمود إسماعيل صالح الطبعة الأولى ستة 1436 ص 22 .
23-نفس المرجع ص46 .
24- نفس المرجع ص 47 .
25- نفس المرجع ص 48 .
26- نفس المرجع ص 50 .
27- نفس المرجع ص60و61 .
28- نفس المرجع ص52 .
29- نفس المرجع ص 51 .
30- نفس المرجع ص53 .
31- نفس المرجع ص6 .
32- نفس المرجع ص6 .
33- نفس المرجع ص99 .
34- كتاب دور المقاربة المعجمية… ص55 .
35- المدونات اللغوية ص 69 .
36- نفس المرجع ص 70 .
37- نفس المرجع ص 80 .
38- كتاب دورالمقاربة المعجمية… ص20 .
39- نفس المرجع ص22 .
40- نفس المرجع ص26 .
41- نفس المرجع ص 33 .
42- نفس المرجع ص33 .
43- نفس المرجع ص33 .
44- نفس المرجع ص33 .
45- اللغات الأجنبية تعليمها وتعلمها د.نايف خرما ود.علي حجاج يونيو1988 ص61-62 .
46- كتاب تعلم وتعليم اللغة…د. عبد الله معروف ص81 .
47- الطرفة الأدبية هل هي في تراجع؟ حبيب يونس بتصرف ص1 .
48- نفس المرجع ص1 .
49- كتاب اللغات الأجنبية… ص 59 .
50-مقال « مقاربة المفهوم من خلال الممارسة لنعيم بومقورة جامعة بجاية 2011 (8) المحيل على كتاب تقويم التعلمات ضمن مقاربة الكفايات دوبوك بروكسيل 2004 ص105 (9) وكتاب إبيد ص 105
51-كتاب تعليم وتعلم اللغة…د. عبد الله معروف ص106 .
52- نفس المرجع ص 106 .
53- كتابة الوعي ووعي الكتابة عبد المجيد إسماعيل مقال منشور في أخبارالجنوب سنة 2012 .
54- الكتابة والوعي رهان النظرية أو رهان الواقع حسين العبود سنة 2002 .
Aucun commentaire