تجديد الرؤية اللغوية من منظور نظرية كراشن ـ الجزء 8 ـ:
تجديد الرؤية اللغوية من منظور نظرية كراشن:
نحو درس لغوي عربي حديث بمقاربات متعددة
– جزء8-
6- مقاربة سردية:
خطط لها بلاين راي 1989، في كتاب « تأثير سرد القصة على اكتساب وتعلم اللغة « ، متأثرا بنظرية الدكتور جيمس آشر:
Story telling Fluency through TPR
وحصر مراحلها في :
1- مرحلة تثبيت المعنى ، بواسطة تعليم وترسيم التراكيب المستهدفة،من خلال استدعاء دال التمثيل والتشخيص، والإعادة والتعلم بالحركة والفعل، مع توظيف تقنية السؤال حول شخصية المتعلم: حياته، وأهدافه، وأمانيه، ومشاريعه في المستقبل ، ثم توظيف الأجوبة في القصة في مرحلة لاحقة ؛ لتحسيس المتعلم أن حياته جزء من القصة والدرس.
يدون المعلم ثلاثة نماذج كلامية : كلمة ،عبارة اصطلاحية ، متلازمة لفظية تتضمن تشبيها، أو استعارة، أو كناية…والبحث عن مقابلاتها في اللغة الأم وضبط معناها ،وربط كل واحدة منها بحركة جسدية أو اشارة ذهنية أو إيماءة مسرحية مختلفة ،بالإضافة إلى تكرار نطقها بالتزامن مع الحركة المصاحبة، في عدة سياقات لغوية ؛لترسيخ مدلولها.
2- مرحلة السؤال حول القصة :
تتم رواية القصة في هذه مرحلة أولى:جملة جملة، حدثا حدثا،باعتبارهما مبنى حكائيا، واستعمالها في قراءة المتن القصصي ،باعتباره معنى حكائيا ؛ليثير اهتمامهم، ويحوله إلى جزء من القصة،
مما يضفي على السرد الإنساني حيوية، تضخ دينامية حوارية في دوائر متعددة ؛لتشكل رؤى بناء المعنى ،وتأمين الانتقال من عالم الأشياءإلى عالم المعروفات والأحاسيس ،عبر إرسالية غير قابلة للانتهاء.
وبعد ذلك، يجري ربط المفاهيم اللغوية بأحداث القصة : الفاعل، الفعل ،المفعول به، ظرف الزمان والمكان، الحال، النعت، وتعديل الأمكنة وإسقاطها على أمكنة وأزمنة المتعلم.
وتلي هذه المرحلة، عملية شرح القصة وفق فهم المتعلم وإيحاءات خياله، وكلما زادت المجازات والمبالغات كلما كانت القصة أكثر جاذبية ؛
في اتجاه استثارة فضول وحالات المتعلم النفسية ،كعنصر المفاجأة ،وحالات التأسف، والتخلص من الإكليشيهات العقلية المتراكمة ،وولوج النطاقات المتاحة، والمتعلقات المنطقية المسموحة ؛ بتفجير قدرة اللغة على الاكتشاف والتحول، وتطوير الوعي اللغوي والمعجمي بوحدات البناء النصي.
3-مرحلة القراءة:
وفيها يتمثل المتعلمون المقامات والمواقف ويدققون الأفكار والمعاني ،ويعبرون عن العواطف والمشاعر؛ لتجسيد القواعد النحوية و الصرفية ،حيث التعلم يحصل بملاحظة السلوك، الذي يتحول إلى نموذج تعليمي ،من خلال آلية الاقتداء بالملاحظة، ودال الإبدال ودال التمثيل الرمزي للنظم اللغوية، ودال تدبيرالتنظيمات الذاتية والغيرية للسلوك القرائي، انطلاقا من النتائج المحصل عليها ،كما يتصور « باندورا » (45) ، في إطارالربط بين الكلمة والجملة والموضوع والأشياء والأفكار، ربطا مباشرا يقدم اللغة في وعاء حوارمسرحي تواصلي أودرامي، أوإطار سرد قصصي داخل مواقف حية، كمايرى عالم اللغة الألماني « فيلهلم فيكتور » (46) .
Aucun commentaire