وانا على بعد ايام معدودة من مغادرة مدينة تاوريرت,بعد قضاء عقد من الزمن في العمل الاداري بمدرسة المختار السوسي الابتدائية,هذه المغادرة بفعل انتقالي الى المديرية الاقليمية بوجدة,لا يمكنها ان تنسيني علاقاتي الانسانية والادارية بمجموعة من الزملاء والرؤساء,علاقات بنيتها على الاحترام فلم اجد من اخواني الا الاحترام والتقدير,سأبدأ طبعا بذكر المدراء,جميعا وبدون استثناء,انهم نعم الاخوة ونعم السند,اعتبرتهم من افراد اسرتي,فاعتبروني عضوا من اسرهم,ولا محالة ستبقى العلاقات رغم المسافات الطوال التي ستفصلني عنهم مبنية على الاخاء والوفاء.

فاذا كان المديرون تربطني بهم طبيعة العمل,فانني تركت في تلك المؤسسة التي ادرتها لمدة عشر سنوات,اخوة ساعدوني في تدبير مهمتي,شاركوني افراحي واحزاني,وعلموا ابنائي,وسهلوا ماموريتي باخلاصهم واحترامهم للقانون,بكوا لفراقي فبكيت لفراقهم,كرموني بتوفير جوائز من مالهم,ولم استطع ان ارد لهم جميلهم ومعروفهم,سوى قولي في حقهم :انهم اخوتي واخواتي,

لن اجد طبعا مثيلا للاساتذة حصحاص وبنسعاد وعومو وبوصفري وبوزيان وبريتي والتوركي ونجيب والحنبالي ومغفور,ولن اجد طبعا مثيلا للاخوات عايش وجميلة وحفيظة وزبيدة وسعيدة والكريمتين والحنبالي وراضية وحسيسو التي ارقتني في كل دخول مدرسي بصراع الاباء حول تدريس ابنائهم على يدها,ولن انسى من غادرن الوظيفة باتجاه التقاعد ومنهن قيدوم المؤسسة الاستاذة ماصي وبنوار.

لكل هؤلاء اقول:انكم نعم الاخوة,ونعم السند,ونعم المربين,ولا تفوتني الفرصة لاقول للاستاذ بوزيان,انك في القلب والله يشهد,علمتني الرزانة,وعلمتني الصبر,وعلمتني كيف اواجه الاحداث,لن اجد صديقا مثلك ومثل الاستاذ الطيب بوصفري,وكل ما اتمناه ان تسيروا على نفس النهج,ونفس الاخلاص لانكم من اعمدة المؤسسة رغم ظروف العمل بها.

لا اكون مجحفا لانسى اخوة اخرين,في المديرية الاقليمية,اخوة لم اعرف منهم سوى الوقوف بجانبي في كل محنة,ساعدوني بكل نكران للذات,سهلوا ماموريتي,ساذكر بعضهم واستسمح ان نسيت احدهم سهوا ليس الا,ومنهم الاستاذ الطيب بندحو

وهاشم وفكاك وشفيق والسلامي وقاسم ومصطفى عبداللوي وطلوش والسايحي وحموتي وعبد الحق وبوعتروس وخرباش ودرفوف وغيرهم من الاخوة الذين لا اتذكر اسماءهم.

اما رؤسائي,فنعم الرؤساء,اولهم الاستاذ المرصلي,ولو ان الفترة التي عملت بجانبه لم تتجاوز موسما دراسيا واحدا,ثم الاستاذ ابوضمبر,والاستاذ فرياط,والصديق الحميم الذي اعتبرته اخا فبادلني بالمثل:الاستاذ جمال مزيان,واخرهم والذي يراس المديرية حاليا الاستاذ رشيد شرويت,كلهم دبروا المديرية احسن تدبير,رغم مواجهاتهم للانتقادات والظروف القاسية للعمل,وقفوا بجانب رؤساء المؤسسات لتسهيل عملهم,ولم يبادروا الى المحاسبة في حق اي موظف وقع في اختلالات مهنية عن قصد او غير قصد.

وغير بعيد عن المؤسسة التي ادرتها لعقد من الزمن,كلفني السيد المدير بتدبير مؤسسة اخرى,فكنت متوجسا في بداية الامر من هاته المهمة الاضافية الصعبة,لكن حين ولجت المؤسسة وجدت رجالا لا يمكن ان اصف اخلاصهم واخلاقهم بالقلم او اللسان,ومنهم الاستاذ الباسم السويدي يوسف,والاستاذ الدؤوب ازهراي,والاستاذ خالد,اما قيدوم المؤسسة,الانسان الذي لا يمل ولا يكل في سبيل اشعاع المؤسسة وخدمة المتعلمين,الاستاذ محمد السامحي فلله دره من رجل تربية وتعليم,وطبعا لن انسى الاستاذات المتخلقات رغم قصر المدلة التي جمعتني بهن,ومنهن الاستاذة ربيعة ورشيدة ونزهة وحبيبة وصفاء وسارة,والاستاذة التي عانت من صعوبة التكليف بالمؤسسة الاستاذة خطاب سعاد.ولن انسى طبعا الاستاذة التي كلفت بمساعدتي بهاته المؤسسة فابانت عن علة كعبها في التدبير الاداري رغم ظروفها,الا وهي الاستاذة بنحلال,

الى كل هؤلاء اقول:سافتقدكم,وافتقد صحبتكم,وافتقد توجيهاتكم,انها رسالة حب واعتراف لكم,وذكرياتكم ستبقى منقوشة بين جوانحي,لن انساها مدى الحياة,والله هو الموفق لكم في كل اعمالكم