تزايد الاعتداء من الآباء على الأساتذة …. دناءة وخلل في القيم….VIDEO
عندما كتبت مقالا عن تعنيف أستاذتين ,أحداهما تعمل بنيابة ورزازات والثانية بنيابة بولمان.ثم شاهدت من جديد الاعتداء الذي تعرضت له الأستاذة غزلان حجوبي التي تعمل بنيابة بولمان , اعتداء وحشي شنيع على مربية أبنائنا وداخل بيتها…. دون أن تتحرك السلطات الأمنية, بل حتى النيابة الإقليمية للتعليم لم تكلف نفسها ـ وحسب تصريح الأستاذة ـ استدعاءها أو زيارة المجموعة المدرسية للتعرف على ملابسة الحادث,والأدهى والأمر أن الأستاذة تعمل هناك لمدة خمس سنوات وتتعرض باستمرار للتهديدات.
لن أناقش قضيتها بتفصيل أكثر , بل أترك للقراء الكرام مشاهدة الفيديو والحكم على وضع مربية الأجيال نفسيا . كيف يعقل أن يتخلى عنها الجميع وتترك لوحدها تتخبط . إننا نعيش زمن التسيب ,الكل يتفرج ولا أحد يتحرك ,اللهم إن وصلت القضية للإعلام والفضائح عندئذ تشكل اللجان ويتدخل العادي والبادي.
– ألا يعتبر الاعتداء ولو باللفظ على موظف داخل مقر عمله إهابة له, وعقوبة جنحية سالبة للحرية ؟
– أين هي جمعيات آباء وأولياء التلاميذ من مثل هذه التحرشات والتهجمات التي يتعرض لها أساتذة أبنائهم؟
– لماذا كل هذه الكراهية والحقد لرجل التعليم؟
– ماذا ننتظر من أستاذ أو أستاذة يهان ويضرب داخل قسمه من آباء وأولياء تلامذته؟
– أين رجال الضابطة القضائية كانوا دركيين أو شرطيين من مثل هذه القضايا؟
– لماذا يتعامل الأطباء مع مثل هذه الاعتداءات باستخفاف ويسلمون للأساتذة المعتدى عليهم شواهد طبية قصيرة الأمد ؟ …. وأخرى طويلة الأمد للمعتدي مقابل….
إن ما يتعرض له رجال تعليمنا من سب وشتم وتهجم وتحرش وضرب وندب,إنما ينذر يتدني مستوى القيم.
عندما يحضر أب مع ابنه ودون أن يسمع من الأستاذ سبب طرد ابنه أو معاملته معاملة تستدعي استدعاء ولي أمره… ويشبعه شتما ولكما أمام تلامذته. ألسنا نساهم في تكوين جيل ناقم متردي الأخلاق ,لا يحترم الأكبر منه ولا يقدر الأجدر بالتقدير؟
صحيح أحيانا قد يعامل الأستاذ تلميذه بقساوة تزيد عن الحد,لكننا لا يجب أن ننسى بأنه يقضي معه أكثر مما يقضي معه والداه من وقت.ألا نخطئ أحيانا في التعامل مع أبنائنا ونعاقبهم دون سبب؟ ألا بجدر بنا الإحسان لمن وضعنا بين يديه جيلنا لتكوينه وتأهيله وتربيته؟ ماذا ننتظر من هذه الأستاذ أو تلك الأستاذة المعنفين؟
اتقوا الله في أساتذة أبنائكم وكونوا عون الى جانب عونهم , للمساهمة في تربية جيل متخلق يحترم فيه الصغير الكبير ويقدر فيه المتعلم معلمه.
ومن هذا المنبر أحكي لكم قصة قصيرة وقعت لي مع معلم درست عنده في مدرسة الحبوس بوجدة منتصف الستينات بالتعليم الابتدائي. انه الأستاذ الزروقي – أب السيد الزروقي نائب التعليم حاليا بنيابة جرادة,أب متخلق خلف ابنا بارا متخلقا- مررت تكرارا قرب بيته وكنت أنظر إليه من بعيد ,ولم أجرؤ على الحديث إليه أو تذكيره بأنني تلميذ سابق له. بل لم أكلمه إلا بعد سنة وأنا أترقب الفرصة للحديث معه.استحياء منه واعترافا بجميله وتكوين لي في وقت كنت طفلا صغيرا لا أظن أنني كنت أميز بين الصحيح والخطأ , ولولا جيل من الأساتذة الأجلاء كان هو ضمنهم , لكنت بائعا متجولا أو متسكعا بين الطرقات.
كفانا كيدا لأساتذتنا, ولنعمل جنبا الى جنب, لمؤازرتهم ودعمهم في مهمة أصبحت عسيرة وقضية تعليم باتت كبيرة.
الأستاذة تتحدث عن وضعها ومحنتها…. ولكم التعليق…
2 Comments
لكنها طفت على سطح الوجود من كثرة تداولها، فالاعتداء ليس ماديا فقط بل هو اعتداء معنوي عبر ااحلات المرصودة والتي تمس كرامة الأستاذات لكن المستغرب له حين يتم استهداف أستاذات عفيفات بالكلام النابي وتشويه معنوي ومادي لسمعتهن استهدافا حتى من بعض الأطر التربوية للأسف الشديد.
لا يفوتني طبعا أن اشكرك أستاذنا محمد لمقدم على طروحاتك المتميزة والصادقة.
احتراماتي.
والله كارثة