وجدة تتذكر ابنها بوتفليقة: الطفل أب الرئيس
رمضان مصباح الإدريسي
وجدة أم لجبهة التحرير الجزائرية:
من لم يعش في وجدة،إبان حرب التحرير الجزائرية،المسنودة مغربيا ومحليا،لا يمكن أن يعرف حقيقة العلاقة التي كانت تجمع الوجديين بالجزائريين ؛سواء قادة جبهة التحرير -خصوصا جماعة وجدة-أو باقي الجزائريين المهاجرين إلى المدينة ،فرارا من بطش مستعمر ،من طول بقائه في الجزائر(140سنة)- خلافا للمغرب- نسي تماما أنه مستعمر لأرض ليست له؛ ومن هنا تعامله الشرس مع المقاومة الجزائرية،وكأنها تهاجم باريس..
لم يعش الجزائريون في وجدة ،كجالية أجنبية،بل عاشوا مواطنين مغاربة ،وجديين حتى النخاع.
قبل استقلال المغرب تمتعوا بحضوتين: توفر فرص الاندماج العفوي في المجتمع الوجدي المتعاطف معهم،من قوة اللحمة بين الشعبين؛ وتمتيعهم بالامتياز ،في كل شيء،من طرف السلطات الفرنسية؛إذ كانت تعتبرهم رعايا فرنسيين.
على سبيل المثال،في مستشفى « موريس لوسطو »-الفارابي حاليا- كان هناك جناح خاص بالجزائريين يتداوون فيه بكيفية تفضيلية .
بعد استقلال المغرب ،وزوال النعمة الفرنسية التمييزية ،والمسمومة،قبلوا بصعوبة أن تعاملهم السلطة المغربية الجديدة كما تعامل سائر مواطنيها؛رغم تواصل التعاطف الشعبي.
هذا التعاطف هو الذي جر على وجدة هجوما من طرف الطيران الفرنسي ؛وقد اختار توقيتا كان فيه المهاجرون ،بمستودع الهلال الأحمر بحي كلوش،يتسلمون حصصهم من المواد الغذائية. يومها أصابت قنبلة « تلا « من الدقيق الأبيض،تناثر عا ليا حتى بدا وكأنه تفجير نووي.
على المستوى العسكري لم يكن بوخروبة-هواري بومدين في ما بعد –وفيالقه يشعرون بأنهم في تراب غير ترابهم.كانوا يتجولون في الشوارع بأسلحتهم،وقد اتخذوا لهم ثكنات في مشارف المدينة ،يمارسون حتى على جوارها سلطات عسكرية مطلقة ،كانت تخيف الجوار ،من الساكنة الأصلية.
لم تكن التصفيات الجزائرية الجزائرية غريبة عن وجدة؛بل وتوجد آثارها في عدد من الأماكن والآبار المهجورة،حسب العديد من الروايات.
هكذا مارست وجدة أمومتها ،أرضعت وغذت جبهة التحرير ،ولما شبت ،مقاتلة ،آوتها بكل أسلحتها ,وحتى برعونة بعض قيادييها. وأكثر من هذا دفعت بالكثير من أبنائها الى القتال لأن القضية كانت واحدة.
وكما يحدث للعديد من الأمهات ، ضحايا عنف الأصول،أو ارتداد الحليب سما، ،كان على هذه المدينة أن تقنع من أبنائها –من القياديين الجزائريين ،وليس الشعب- بمجرد الذكرى؛لكنها ،أحيانا،مؤلمة:نعم لقد مروا من هنا جميعا..
هنا جماعة وجدة ،من أصدقاء بوتفليقة:
طرقت جريدة المساء ,مشكورة،أبواب عدد من أبناء الأم وجْدة؛الذين أشركت معهم ,في الرضاعة،طفلا اسمُه عبد العزيز بوتفليقة. درجوا جميعا في حضنها حتى شبوا عن الطوق، ففرقت بينهم السبل ،لعشرات السنين ،شاخوا فيها ،لكن الذكرى لم تبرح الطفولة أبدا ؛وحتى حينما جمعتهم القضية ، من جديد؛قضية الصحراء المغربية ،وتأكدوا أن زميل الحومة ،ورفيق الدراسة،الوسيم الأخضر العينين،عاد إلى الوطن ،لكن بخنجر غرسه في خاصرة أمه.
حتى حينما أجرم الابن في حق الأم، لم يقتلوا الذكرى ،انتقاما ،بل حافظوا عليها شاهد إثبات ،وعبرة للأجيال المقبلة ,حتى لا تموت ،أبدا،أم بحلبيها وخبزها وقهوتها.
من خلال استبطان شهادات:محمد العربي،قويدر أمال ،والزميل عبد القادر ركاد،وغيرهم؛ تشعر وكأنك أمام شظايا لوحة فنية رائعة ،عنوانها الصداقة .لوحة داستها قدم همجية فحطمتها ،ونثرت أشلاءها ؛حتى لم يبق منها غير الذكرى.
تتوغل في فهم هذه الشهادات فتجد الجماعة مدركة لاكراهات المناصب الكبرى في الدولة،خصوصا الرئاسة ،وقبلها الوزارة؛وكون ساكن قصر المرادية ،مجرد حلقة في سلسلة من ثلاثمائة جنرال نافذ.كل هذا مفهوم لدى جماعة الأصدقاء،وهم شيوخ الآن ،كما بوتفليقة؛لكن المرارة هنا ،جاثمة على النفوس؛لأن حساب الطفولة عسير،يصمد في وجه حكمة الشيخوخة.ومن هنا كون الطفل أب الرجل ..
لا إن الطفل هنا أب الرئيس:
فحينما تسلل المراهق بوتفليقة إلى حجرة حبيبته الممرضة الجميلة ,بمستشفى موريس لوسطو,وجمع كل رسائل عشقهما,وكل الصور الشاهدة عليه،وغادر ،بل غدر بالحب الكبير الذي لم تقو الحبيبة على إخفائه وهي تبكي في أزقة الحي، باحثة عن روميو ،باكية مبكية؛حينما حصل هذا من هذا الشاب ،الأخضر العينين،كان ،في الحقيقة،يُركب في ساحة سيدي عبد الوهاب ،مرآة أطول من صومعة الجامع الكبير ،ويقول للوجديين ،وقبلهم لأمه وجدة: ها أنذا،هذه طويتي ،ولن أستطيع أن أكون إلا انعكاسا لما أخفيته عنكم ، من سريرتي ،طيلة مقامي بينكم.
الأنثى الأخرى التي غدر الرئيس بوصيتها ،هي أمه ،التي ربته في فقر ،كادحة كما تكدح عاملات الحمام ،وعلمته أنها ،والأم وجدة،سيان .لك أُمَّان يا عبد العزيز،فوزع حبك بينهما ..
ستعيش هذه الأم المكافحة ,وفي شيخوختها ومرضها بالجزائر ،توصي الابن الرئيس أن يدفنها بوجدة ،بمقبر سيدي المختار ،جوار زوجها.
لعل الرئيس حاول أن يتذكر هذه المقبرة -التي فضلتها أمه على كل مقابر الشهداء في الجزائر،ولم تراع حتى كون ابنها رئيسا – فلم يسعفه ذهنه سوى بظلال تتراءى من بينها صورة والده ،وهو يعاتبه :
يا عبد العزيز ،أنسيت كم وقفت على ضعفك حتى اشتد عودك ،رئيسا للجزائر ،ألا تقف بجواري ولو دقيقة؟
ماتت الأم ،وقبلها ماتت وجدة في قلب الرئيس ،وقبلهما ماتت الحبيبة في موريس لوسطو…
وتلزم الأخت البلدة الحبيبة وجدة ،وتقضي بها عمرها ،وحينما تحضرها الوفاة لا يتراءى للوجديين ،في المرآة الكاشفة،أي شيء .مات كل شيء يربط الرئيس حتى بأخته.لعل شبح الوالد هو الذي شيعها الى مثواها الأخير.
انها أخت رئيس دولة الجزائر ,الموجود نفوذه على بعد كيلومترات معدودة.
حتى حينما سعى صحفي المساء إلى باب زوجها الوجدي ،عساه يغالب الألم ويتذكر،أصر على أمر واحد:
كل ما يربطني بعائلة بوتفليقة انتهى بوفاة المرحومة.لماذا قتل هذا الرجل كل ذكرياته مع أصهاره؟هو وحده يعلم.
فخامة الرئيس:
أنت أدرى بالبروتوكولات المرعية في المغرب؛اذ ليس فيها ما يحول دون استمرار روابطك بمدينتك وأصدقائك ،والاستجابة لوصية أمك ، وحضور جنازة أختك.. حتى وأنت بكل خناجرك القاتلة للأمهات.
ما منعك، شيء كامن في نفسك ليس إلا .شيء جعلك تتنكر لأصدقائك، حينما قصدوك زائرين ،باسم الطفولة ،وما أعذبها صداقة الطفولة ,لكنك من طينة أخرى.
حتى الفقيه الذي علمك القرآن الكريم عبست في وجهه وتوليت،اذ قصدك زائرا.
ستظل وجدة تذكرك ,وتتمنى لك الشفاء من مرضك ،لأنها ،ورغم عقوقك، لا تتنازل عن أمومتها.
يا تلاميذ الجزائر لا تحملوا في محفظاتكم دفترا عنوانه :بوتفليقة ووجدة. لا تتخذوا سيرته مع أمه هذه مثالا
9 Comments
إذا كانت وجدة أما بالتبني لبنتفليقة، فهي الأم الطبيعية لأحمد بنبلة-أصله من قلعة السراغنة-. فماذا كان جزاؤها منه إلا العقوق والتنكر لحقوقها التاريخية والبديهية المشروعية؟ مع ذلك، يبقى الأمل في المستقبل، فالجزائر ومهما حصل لحد الساعة، لا شك لها أخيارها الذين وللأسف لا حول لهم ولا قوة في الظروف السياسية للجزائر حاليا. وفي آخر المطاف، لن يصح إلا الصحيح
تقول : »من لم يعش في وجدة،إبان حرب التحرير الجزائرية »وهل السيد
، ركاذ عاش في وجدة في تلك الفترة حتى يدلي بشهادته؟ لم يدخل مدينة وجدة إلا في نهاية الستينيات من القرن الماضي قادما من قرية كنفودة.. و هو اصغر بكثير من بوتفليقة.
وجدة الحبيبة, أم المغرب أو نعمة الاستعمار الفرنسي « الغاشم »
الى السهلي:
شهادة الأستاذ ركاد في ملف المساء تخص دراسته ؛وهو لم يدع صداقةه.وصرح بنفسه أنه أصغر من بوتفليقة
تحيتي
toute est faut , la propagande a la marocaines ,la honte ! une chose est sur, pour nous (peuple ) vous êtes nos ennemis et on n’oubliera jamais !jamais votre agression sur Algérie en 1963.
لا تنسوا أيضاً أن هواري بومدين عاش في الناظور، وتحديداً في أزغنغان، وكان يجمع
مبالغ مالية كبيرة لمساعدة المقاومة بالجزائر
ولا تنسوا كذلك أن الأمير عبد القادر الجزائري ابن تفرسيت وهي مدينة صغيرة قرب دريوش
ولا تنسوا ….إلخ
ركاد اصغر من بوتفليقة و يدلي بشهادته في دراسة هذا الأخير؟ حتى و إن اعتمد على الأرشيف الذي تحتفظ به ثانويتا عمر بن عبدالعزيز و عبدالمومن ،فذلك ليس كافيا لإعطاء شهادة حية للرجل خلافا للذين عاشروه بالفعل من امثال قويدر جبيلو(امال) و بنيونس باروخ و غيرهما. وشكرا.
بالنسبة للجزائري الذي يدعي كذبا أن المغاربة هم من تهجموا على الجزائر سنة 1963فهو معذور لأنه لا يقرأ إلا ما يريده جنرالات الجزائر و ما يريدون ترسيخه في عقول الجزائريين،أما الحقيقة فالتاريخ سيذكرها يوما .. و مع ذلك فتلك حقبة ولت و عفا عنها الزمن، و على بلدينا ان يطويا صفحة سوداء من تاريخهما و يتطلعان الى غد افضل يسوده التعاون و الوئام.نحن -عكس ما تدعي- لسنا أعداء لأشقائنا الجزائريين لذا انصحك ان لا تتكلم باسمهم لأن احرارهم يبادلوننا المحبة
الاخ الكريم صاحب المقال ما تمنيت ان تنهي مقالك بتلك الخاتمة ، ها قد جاءك الجواب من المعلق الجزائري من يحاول ان يلطف الخطاب مع الجزائريين كمن يصب الماء في الرمال ، وانت ابن المنطقة الشرقية ادرى بهذا القوم من غيرك رحم الله الحسن الثاني الذي قال في مؤتمر نيروبي مخاطبا رؤساء افريقيا » جئت فقط لاقول لكم تعالوا انظروا مع من حشرنا الله في الجوار » كلمة خالدة يجب ان يضعها كل مغربي حلقة في اذنيه .
هذه العينة من الجزائريين الذين تتحدث عنهم لم يرضعوا حليب وجدة فقط بل حليب المغرب باكمله خاصة المناطق الحدودية بوتفليقة والهواري بومدين وبنبلة وحركة التحرير الجزائرية بالجهة الغربية للجزائركلها نمت وتقوت وتعضلت بالجهة الشرقية للمغرب وجدة احفير بركان والسعيدية ، كانت ضيعة بوتان بلمريس ثكنة عسكرية لبومدين واتباعه ، كما كانت ضيعة اولاد بلحاج بواولوت ببركان ثكنة له ايضا وكانت اراضي بني خالد بما فيها اغبال قواعد لانطلاق جيش التحرير ليضرب داخل الاراضي الجزائرية ويعود الى المغرب لتمطر فرنسا الاراضي المغربيةبقنابلها مما جعل الدواوير الواقعة على الشريط الحدودي بين احفير وزاوية سيدي الهبري يهجرون مساكنهم ويتجهون غربا حيث اصبحوا لاجئين في بلدهم كل هذا من اجل الاخوة الجزائرية التي سيتضح فيما بعد انها العدوة الجزائرية التي آل حكامها على انفسهم الا يتركوا لحظة راحة للمغرب
لو لقنتوه درسا في الاخلاق لما هو عليه -ان كنتم بحاجة اليه فخذوه ولا ننسا خيركم الى يوم القيامة – من صنف لا يحس بالجميل حقير.